محتويات المقال
أبيات شعر فيها استعارة
تحمل الاستعارة تعريفات متعددة لدى الأدباء عبر العصور، ومن بينهم الجاحظ الذي عرّفها في أحد كتبه بأنها استخدام مصطلح أو معنى في سياق غير سياقه المعتاد. وفيما يلي، سنقدم لكم بعض أبيات شعر فيها استعارة .
قال الشاعر دعبل الخزاعي:
لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ … ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى
في وصف القلم قال المتنبي ذلك البيت:
يمج ظلاما في نهارٍ لسانُه…ويفهم عمَّن قال ما ليس يسمع
عندما احتاج الأعرابي أن يصف أخاه، قال فيه ذلك البيت:
كان أخِي يَقْري العينَ جَمالا والأُذنَ بيانا
لمدح القوم بالشجاعة سرد هذا:
أَقْسمتْ سيوفُهمْ ألا تُضيع حقًّا لهم
أمثلة على الاستعارة المكنية
الاستعارة المكنية هي نوع من التشبيه الذي لا يظهر فيه طرفا المقارنة بشكل مباشر، كما تفتقر إلى أداة التشبيه. ومن الأمثلة على الاستعارة المكنية ما يلي:
- قال أعرابي في المدح: “فلان يرمي بطرفه حيث أشار الكرم”. شبه الكرم بإنسان ثم حذف ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو أشار، على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة هي إثبات الإشارة للكرم.
- قال الشاعر: عضنا الدهر بنابه ليت ما حل بنا به. شبه الدهر بحيوان مفترس بجامع الإيذاء في كل منهما، ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو (عض)، على سبيل الاستعارة المكنية.
- قال تعالى: “رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا”. شبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو (اشتعل) على سبيل الاستعارة المكنية، والقرينة هي إثبات الاشتعال للرأس.
- قال الحجّاج: “وإنّي لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها، وإنّي لصاحبها”. شبه الحجّاج الرؤوس بالثمرات فأصل الكلام إني لأرى رؤوسًا كالثمرات قد أينعت، ثم حذف المشبه به فصارت كلمة رؤوس بدلًا من الثمرات، لأنّه تخيّل أنّ الرؤوس قد تمثلّت في صورة ثمار، ورمز للمشبه به المحذوف بشيء من لوازمه وهو (أينعت).
مثال عن الاستعارة التصريحية
الاستعارة التصريحية: هي ما صُرِّحَ فيها بلفظ المشبه به. فيما يأتي بعض الأمثلة على استخدام الاستعارة التصريحية:
أمثلة من القرآن الكريم
- قال تعالى: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”.
شُبِّه الدين بالطريق، ووجه الشبه هو أن كليهما يوصل إلى الغاية، واستعير بالمشبه به وهو الطريق (الصراط) ليدل على المشبه المحذوف وهو الدين، على سبيل الاستعارة التصريحية.
أمثلة من الشعر العربي
- قال المتنبي يصف دخول رسول الروم على سيف الدولة الحمداني:
وأقبل يمشي في البساط فما درى إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
فشبه المتنبي سيف الدولة بالبحر، ووجه الشبه هو كثرة العطاء، ثم استعير بالمشبه به وهو البحر ليدل على المشبه المحذوف وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، وأيضاً شبهه بالبدر، ووجه الشبه هو الرفعة، ثم استعير بالمشبه به وهو البدر ليدل على المشبه المحذوف وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية.
- كل زنجية كأن سواد اللَيل أهدى لها سواد الإهاب
فشُبِّهَت السفينة بزَنجية، ووجه الشبه هو السواد، ثم استعير بالمشبه به وهو زَنجية ليدل على المشبه المحذوف وهو السفينة، على سبيل الاستعارة التصريحية، ثم شُبِّهَ طلاء السفينة الأسود بالإهاب وهو الجلد، ووجه الشبه هو أن كلًّا يستر ما تحته، ثم استعير بالمشبه به وهو الإهاب ليدل على المشبه المحذوف وهو طلاء السفينة، على سبيل الاستعارة التصريحية.
أمثلة عن الاستعارة من القرآن الكريم
تُعتبر الاستعارة وسيلة لغوية تُستخدم للتعبير عن مفهوم معين من خلال الاستعانة بشيء آخر. على سبيل المثال، يُقال إن شخصًا استعار سهمًا من كنانته، مما يعني أنه نقله إلى يده. وبمعنى آخر، تعكس الاستعارة انتقال صفة أو خاصية من الشيء المستعار إلى الشخص المستعير. في هذا المقال، سنقدم لكم أمثلة على الاستعارة من القرآن الكريم، فتابعونا.
امثلة الاستعارة التصريحية في القران
جاءت الاستعارة التصريحية في أكثر من موضع في ايات القران الكريم ، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي :
- قول الله تعالى : { فوجدا فيها جدارًا يريد أن ينقض } سورة الكهف [ اية : 77 ] ، وهنا صور الخالق عز وجل الجدار بأنه إنسان يمتلك الإرادة في السقوط وهي صفة لا يمتلكها إلا العقلاء فقط ، وبالتالي تم استعارة صفة الإرادة هنا الخاصة بالعقلاء للجدار الذي هو جماد لا يمتلك الإرادة ، وهو هنا تشبيه بين الميل إلى السقوط وبين من يريد هذا السقوط من البشر العقلاء .
- وقوله تعالى : { والصبح إذا تنفس } سورة التكوير [ اية : 18] وهنا قد صور الخالق عز وجل نسيم وضوء الصباح بأنه عبارة عن نفس تتنفس وتبعث الحياة إلى أهل الأرض ، والتنفس بالطبع هو صفة الكائنات الحية فقط .
أمثلة عن الاستعارة المكنية من القرآن الكريم :
وفقًا لمصطلحات البلاغة، تُعتبر الاستعارة نوعًا من التشبيه الذي تم حذف أركانه الأساسية، وهي وجه الشبه، وأداة التشبيه، والمشبه به، مع ضرورة بقاء ما يدل على المعنى في الكلام. وقد تم ذكر الاستعارة المكنية بشكل متكرر منذ العصور القديمة في الشعر العربي، كما وُجدت أيضًا في القرآن الكريم، كما يتضح في الأمثلة التالية:
- في قوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمِة)، حيث نجد في ذلك بلاغة صريحة في صورة استعارة مكنية في جعل للذل جناحاً وهنا تشبيه الذل بطائر وتم استبعاد المشبه به إلا وهو الطائر.
- في قوله تعالى: (ولما سكت عن موسى الغضب)، بالرغم من إن الغضب شعورًا إلا إن الله سبحانه وتعالى صور الغضب بشخص ذو عقل وإرادة قوية مع حذف المشبه به وإلزام المشبه بصفة من صفات المشبه به إلا وهو السكوت، والبلاغة هُنا تكمن في تصوير مدى الغضب الذي أصاب سيدنا موسى عليه السلام لمد وجد قومه بني إسرائيل يعبدون غير الله.