أبيات شعر في مدح الصحابة

يعتبر المدح أحد الأغراض الشعرية الأساسية التي تناولتها القصيدة العربية عبر العصور. فقد كان المدح شائعًا في العصر الجاهلي وما بعده، حيث كان الشعراء يمدحون الملوك والأمراء. ومع دخول العصر الإسلامي، أصبح المدح مرتبطًا بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك مدح الصحابة الكرام. وقد أبدع الشعراء في التعبير عن مشاعرهم تجاه الصحابة، حيث قدموا أشعارًا مليئة بالصدق والإخلاص. في هذا المقال، نستعرض بعضًا من أفضل أبيات شعر في مدح الصحابة .

أبيات شعر في مدح الصحابة
أبيات شعر في مدح الصحابة

قصيدة لحسان بن ثابت

إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
قدْ بينــوا سنـة ً للنــاسِ تتبعُ

يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ
تقــوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا

قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ،
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا

سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ،
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ

لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ
عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا

إن كان في الناس سباقون بعدهمُ،
فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ

ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ،
وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ

لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ،
في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ

أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ،
لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ

كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ،
ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا

أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ،
فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا

إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ،
أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا

ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ
أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ

خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا،
ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا

فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ،
شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ

نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها،
إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا

لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ،
وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ

كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ،
أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ

إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ،
كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ

أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ،
إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ

أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ
فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ

فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ،
إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا

كـلامَ في مدح الصحابة

استمرارًا لما قدمناه في الفقرة السابقة، يسعدنا أن نشارككم أجمل الأبيات الشعرية التي تمدح الصحابة. تابعونا.

قد أفلح الأصحاب إذ كانوا معه…وكلهم خالقهم قد رفعه

في مدحهم قد جاءنا القرآن…ذو شدةٍ بالكافرين كانوا

ورحما كانوا بلطف بينهم…وقوة كانت على عدوهم

دوماً تراهم ركعاً وسجداً…وقد رضي الإله عنهم أبدا

لو أنفق الأصحاب قدر المُدّ… وأنفق الغير نظير أُحْد

ما بلغ المنفق نصف المد…وما استطاع أن يفي بالعد

واختارهم خالقهم للصحبة…نالوا بذا من شرفٍ ورتبة

تبؤوا للدار والإيمان…في قلبهم لا شيء من شنآن

وتُنصر الجيوش بالأصحاب…فانظر ثناء الله في الكتاب

قد جُعلوا أمنةً للأمة…في حبهم تزال كل الغمة

تآلفوا فأُيدوا ونُصروا…عدوهم على يديهم قَهروا

قد صدقوا ما عاهدوا فكانوا…خير القرون، وجوههم قد صانوا

شعر الصحابة في مدح الرسول

عندما نتحدث عن الحب، فإننا نشير إلى المشاعر الصادقة والمخلصة تجاه ما يجذبنا. وأعمق أنواع الحب، بعد حبنا لأنفسنا، هو حب الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. إليكم بعض أبيات الشعر التي نظمها الصحابة في مدح الرسول.

من شعر حسان بن ثابت:

أَغـــرُّ عليه للنبوة خاتم ***  مـن الله مشهود يلوحُ ويشهدُ

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشق لــه من اسمه ليجله *** فـذو العرش محمود وهذا محمد

 نبي أتانا بعــد يأس وفترة *** من الرسل، والأوثانُ في الأرض تعبد

فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا *** يلـوح كما لاح الصقيل المهند

 وأنذرنا نارًا وبشَّــر جنةً *** وعلَّمـــنا الإسلام فالله نحمد

وأنت إله الخلق ربي وخالقي *** بذلك ما عـمَّرت في الناس أشهد

**************

من شعر عبد الله بن الزَّبعري:

يـا خـيرَ مـَن حَـملت على أوصالها *** عيرانــة سـرح اليدين غشـومُ

نـي لمعتــذرٌ إليــكَ مـن التـي *** أسـديت إذ أنَـا فـي الضَّلال أهيـمُ

أيامَ تــأمرني بــأغوى خطــةٍ, *** ســهم وتـأمرني بهـا مخـزومُ

وأمـد أسـباب الهـوى ويقـودني *** أمر الغــواة وأمــرهم مشــئومُ

فاليوم آمــن بــالنبي محــمدٍ, *** قلبــي ومخــطئ هــذه محـرومُ

وعليـكَ مـن سـمة المليـكِ علامـةٌ *** نــورٌ أغــرُ وخــاتمٌ مخــتومُ

أعطـاك بعــد محبــةٍ, برهانـَـه *** شـرفًا وبرهــانُ الإلـه عظيــمُ

شعر في مدح الرسول للشافعي

كتب الشافعي العديد من القصائد والأبيات الشعرية التي مدح فيها النبي الكريم ﷺ، ومن أبرزها قصيدة “يا آل بيت الرسول أحبكم”. إليكم بعض من أشعاره في مدح الرسول.

من مثلكم لرسول الله ينتسب…ليت الملوك لها من جدكم نسب.

ما للسلاطين أحساب بجانبكم…هذا هو الشرف المعروف والحسب.

أصلٌ هو الجوهر المكنون ما لعبت…به الأكفّ ولا حاقت به الريب.

خير النبيين لم يذكر على شفةٍ..إلا وصلّت عليه العجم والعرب.

خير النبيين لم تحصر فضائله…مهما تصدت لها الأسفار والكتب.

خير النبيين لم يقرن به أحدٌ…وهكذا الشمس لم تقرَن بها الشهب.

واهتزت الأرض إجلالاً لمولده..شبيهةً بعروس هزّها الطرب.

الماء فاض زلالاً من أصابعه..أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب.

والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه…والصخر قد صار منه الماء ينسكب.