محتويات المقال
أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الحماسة
يتجلى شعر الحماسة في قصائد الفخر والمدح والرثاء والهجاء، وحتى في مجال الغزل. في كل من هذه الأنواع، يتطلب الأمر من السامع أو الشاعر التحلي بالصبر والتأثر بالشعر للوصول إلى الحماس المطلوب. وقد ارتبط هذا النوع من الشعر بالشجاعة والقوة والعزة ، في هذا المقال سنستعرض أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الحماسة .
حكم سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً واذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل
وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة ٍ خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي فوق الثريا والسماكِ الأعزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي
وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ لا بالقرابة ِ والعديدِ الأَجزل
ورميتُ مهري في العجاجِ فخاضهُ والنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُل
خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا شهدَ الوقعية َ عاد غير محجل
ولقد نكبت بني حريقة َ نكبة ً لما طعنتُ صميم قلب الأخيل
وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً والهيْذُبانَ وجابرَ بْنَ مُهلهل
وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكا والزّبْرِقانُ غدا طريحَ الجَنْدل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
والثغر من تحتِ اللثام كأنه برْقٌ تلأْلأْ في الظّلامَ المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ هَلاَّ رأيتُمْ في الدِّيار تَقَلْقُلي
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل
أبيات من شعر الحماسة
أبيات من شعر الحماسة :
ديوان الحماسة/من شعر قطري بن الفجاءة :
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعـاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَـو سَأَلـتِ بَقـاءَ يَـومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فما نَيـلُ الخُلـودِ بِمُستَطـاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَـوبِ عِـزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُـلِّ حَـيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهـلِ الأَرضِ داعـي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسـأَم وَيَهـرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلـى اِنقِطـاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيـرٌ فـي حَيـاةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَـطِ المَتـاعِ
ديوان الحماسة/من شعر الطرماح بن حكيم :
قد زادني حباً لنفسي أنَّني
بغيضُ إلى كلِّ امرِئٍ غيرِ طائلِ
وأني شقيٌ باللئام ولا ترى
شقيَّاً بِهِم إلاّ كريمَ الشَّمائلِ
إذا ما رآني قطَّعَ الطَّرفَ دونَهُ
ودوني فعلُ العارفِ المتجاهـلِ
ملأتْ عليه الأرضُ حتى كأَنَّها
من الضيقِ في عيْنَيهِ كِفةُ حابلِ
ديوان الحماسة /من شعر قريظ بن انيف :
لو كنتُ من مازنَ لم تَسْتَبِحْ إبلي
بنو اللقيطة من ذهلِ بن شيبانا
إذاً لقامَ بنصري معشرٌ خُشُنٌ
عندَ الحفيظةِ إن ذو لوثةٍ لانا
قومٌ آذا الشرُّ ابدى ناجذيهِ لهم
طاروا اليهِ زرافاتٍ ووحدانا
لايسألون أخاهَم حينَ يندُبُهم
في النائبات على ما قالَ برهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ
ليسوا من الشرِّ في شيءٍ وإن هانا
يجزونَ من ظلمِ أهلِ الظلم مغفرةً
ومن أساءةِ أهل السوءِ إحسانا
كأن ربَّك لم يخلُق لخشيته
سواهُم من جميعِ الناسِ انسانا..
تعريف الحماسة في الشعر الجاهلي
الحماسة في جوهرها تعبر عن الشجاعة وترتبط بمعاني البطولة بشكل عام ، مثل البأس والإقدام. ومع ذلك، فإنها ارتبطت بشكل خاص بالحرب ، حيث كانت تعكس مشاعر الشاعر تجاه أحداثها وأسلحتها وعتادها وكل ما يتعلق بمستلزمات الحروب.
- يقوم شعر الحماسة على إثارة عواطف الناس والسامعين من خلال إظهار المشاعر واشعالها إضافةً إلى الاعتناء باللغة والألفاظ والصيغة اللغوية.
- فالشعر الجاهلي يعدُّ أساس الشعر العربي وأقوى شعر يَستشهدُ به العرب على اللغة وضوابطها وأوزان البحور فقد كان شعرًا ناضِجًا في لغتِه وشاعريَّته.
- ورغم أنَّ شعر الحماسة في العصر الجاهلي لا يقتصر على الفخر إلا أنَّ الفخر أوسعُ باب في شعر الحماسة ؛ لأنَّ الفخر يشملُ افتخار الشاعر بنفسه أو بقبيلته أو بأشعاره خاصّة في الحروب.
- حيثُ ارتبطت الحماسة بالحروب، وقد انتشر الفخر كثيرًا في ذلك العصر؛ لأنَّ نفوس العرب كانت تعشقُ العزة وتتغنى بالمجد كثيرًا، والشاعر هو لسان القبيلة والمدافع عنها.
غرض الحماسة في الشعر الجاهلي
الفخر والحماسة هما من الأغراض الرئيسية في الشعر الجاهلي ، يعبر الفخر عن الاعتزاز بالمآثر، حيث يتغنى الشاعر بإنجازاته وبطولات قبيلته. ويمكن تقسيم الفخر إلى نوعين :
- قد ورد شعر الفخر في الكثير من القصائد الجاهلية من قصائد أصحاب المعلقات وغيرهم من الشعراء، حيث كان لا يخلو شعر كل شاعر جاهلي من غرض الفخر.
- شعر الفخر الشخصي، وشعر الفخر القبلي، ولعلّ من أبرز الأمثلة على الفخر الشخصي معلقة طرفة بن العبد ومعلقة عنترة بن شداد، أمّا معلقة الشاعر عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة فهما في شعر الفخر القبلي.
- والفخر عند الجاهليين يقوم على التغني بالبطولة والشجاعة والشهامة وكثرة الحروب والغارات والنصر والقوة والبأس والإبل والسلاح ، بالإضافة إلى كثرة الغنائم في الحروب والتباهي بالحسب والنسب والأجداد وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي لا تُحصى.