محتويات المقال
أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الهجاء
على مر العصور، برز العديد من الشعراء العرب الذين تميزوا في مختلف الأغراض الشعرية ومن بين أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الهجاء التي خلدها التاريخ ، نجد ما يلي :
اغْفِرْ فِدىً لكَ واحبُني مِنْ بَعدها لِتَخُصَّني بِعطِيِّةٍ مِنْها أنَا
وانْهَ المُشيرَ عَليكَ فيَّ بضِلَّةٍ فالحُرُّ مُمْتَحَنٌ بأولادِ الزِّنَى
وإذا الفَتى طَرحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ اللَّذْ عَنى
ومَكايِدُ السُّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ وعداوَةُ الشُّعَراءِ بِئسَ المُقْتَنى
لُعِنَتْ مُقارنةُ اللَّئيمِ فإنَّهَا ضَيْفٌ يَجرُّ مِنَ النَّدامةِ ضَيفَنا
غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً رزءٌ أخَفُّ عليَّ مِن أنْ يُوزَنَا
فلَو كُنتَ امرأ يُهْجى هَجَوْنا وقِلَّةِ ناصِرٍ جُوزِيتَ عني بشَرٍّ مِنكَ يا شَرَّ الدُّهورِ
عَدُوِّي كلُّ شَيءٍ فيكَ حتَّى لخِلْتُ الأُكْمَ مُوغَرَةَ الصُّدورِ
فلَوْ أنّي حُسِدْتُ عَلى نَفيسٍ لجُدْتُ بهِ لِذي الجَدِّ العَثُورِ
ولكِنّي حُسِدْتُ عَلى حَياتِي ومَا خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرُورِ
فيا ابنَ كَرَوّسٍ يا نِصْفَ أعمى، وإن تَفخَرْ فيا نِصْفَ البَصيرِ!
تُعادينا لأنّا غَيرُ لُكْنٍ، وتُبْغِضُنا لأنّا غَيرُ عُورِ
فلَوْ كنتَ امرأً يُهْجى هَجَوْنا ولكِنْ ضاقَ فِتْرٌ عَن مَسير
مما قاله المتنبي في هجاء ابن كيغلغ :
ذو العَقلِ يَشقَى في النَّعيمِ بعقلِهِ وأخو الجَهالَةِ في الشَّقاوَةِ يَنعَمُ
والنَّاسُ قَدْ نبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ يَنسَى الذي يُولى وعَافٍ يَنْدَمُ
لا يَخْدعنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ وارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
لا يسلَمُ الشَّرَفُ الرَّفيعُ مِنَ الأذَى حتَّى يُرَاقَ على جَوَانبهِ الدَّمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِّئامِ بطَبْعِهِ مَنْ لا يَقِلُّ كَمَا يَقِلُّ ويَلْؤمُ
والظُّلمُ من شِيَمِ النُّفوسِ فإنْ تَجِدْ ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظْلِمُ
ومِن البَليَّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي عَن جَهْلِهِ وخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
وجُفونُهُ ما تَسْتقِرُّ كَأنَّها مطْرُوفَةٌ أو فُتَّ فيها حِصرِمُ
وإذا أشَارَ مُحَدِّثاً فكأنَّهُ قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أو عَجوزٌ تَلْطِمُ
يَقْلَى مُفارقَةَ الأكُفِّ قَذالُهُ حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ
وتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً ويكونُ أكذَبَ ما يكونُ ويُقْسِمُ
والذُّلُّ يُظْهِرُ في الذَّليلِ موَدَّةً وأوَدُّ مِنهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
ومِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفعُهُ ومِنَ الصَّداقَةِ ما يَضُرُّ ويُؤلِمُ
أرْسَلتَ تَسألُني المَديحَ سَفَاهَةً صَفْرَاءُ أضْيَقُ مِنكَ مَاذا أزْعَمُ
فلَشَدَّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَاعِداً ولَشَدّ ما قَرُبَتْ عَليكَ الأنْجُمُ
أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ وفعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجمُ
شعر أبو الشمقمق وابطك قابض الارواح يرمي
وإبطكَ قابضُ الأرواحِ يرمي بسمِ الموتِ من تحتِ الثيابِ
شرابكَ في السرابِ إذاعطشنا وَخُبْزُكَ عند مُنْقَطَعِ التُّرابِ
رأيتُ الخبزَعزَّ لديكَ حتى حسبتُ
الخبزَ في جوِّ السحابِ
ومارَوَّحْتَنَا لِتَذُبَّ عَنَّا ولكنْ خفتَ مرزئة الذباب
أماتَكمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ وجرَّكُمُ مِن خِفّةٍ بِكُمُ النَّمْلُ
ولَيدَ أبيِّ الطَّيِّبِ الكَلْبِ ما لَكُم فطَنتُمْ إلى الدَّعوَى وما لكمُ عَقلُ
ولو ضربَتْكُم مَنجَنيقي وأصلُكُم قَويٌّ لهَدَّتكُمْ فكيفَ ولا أصلُ
ولو كُنتُم ممَّنْ يُدبِّرُ أمرهُ، لما صِرتُمُ نَسلَ الذي ما لهُ نَسْلُ!!
قال يهجو عواذله ويفتخر بنفسه:
قِفَا تَرَيَا وَدْقي فهاتَا المخايِلُ، ولا تَخشَيا خُلفاً لِما أنا قائِلُ
رَماني خِساسُ النَّاسِ مِن صَائبِ استِهِ، وآخَرَ قُطنٌ من يَديهِ الجَنَادِلُ
ومِن جَاهلٍ بي وهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ ويَجهَلُ عِلمي أنَّهُ بي جاهِلُ
ويَجهَلُ أنِّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ
تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مطلَبٍ، ويَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ
وما زِلتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيَّ زَلازِلُ
فقَلْقَلتُ بالهَمِّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلُّهنَّ قَلاقِلُ
إذا اللّيْلُ وارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ
كأنِّي مِنَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ
يُخَيَّلُ لي أنَّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ
وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعُلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ
ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلَّا نُفُوسَكمْ ولَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ
فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرءٍ رُوحُهُ له، ولا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وهوَ باخِلُ.
غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ
ويقول أبو الطيب المتنبي في هجاء من هجاه:
أنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحْجَاحِ هيَّجَتْني كِلابُكُمْ بالنُّباحِ
أيكُونُ الهجانُ غَيرَ هِجانٍ أمْ يكونُ الصُّراحُ غيرَ صُراحِ
جَهِلُوني وإنْ عَمَرْتُ قليلاً نَسَبتْني لهُمْ رُؤوسُ الرِّماح
شعر هجاء قوي
يوجد مجموعة من الأبيات التي تعتبر من بين أبلغ أبيات شعر هجاء قوي ، ومن بينها :
قول الأعشى:
تبيتون في المشتى مِلاءٍ بطونكم … وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
قيل قول الفرزدق:
ولو تُرمى بلؤم بني كليبٍ *** تجومُ الليلِ ما وضحتْ لساري
ولو يُرمى بلؤمهم نهارٌ *** لدنَّسَ لؤمهُم وضحَ النهارِ
قول أوس:
لعمرك ما تبلى سرابيل عـامـر … من اللؤم ما دامت عليها جلودها
قيل قول جرير:
والتَّغْلبيّ إذا تَنَحْنح للقِرَى *** حكَّ آسْتَه وتمثَّلَ الأمْثَالاَ
قول حسان رضي الله عنه:
لا بأس بالقوم من طول ومن عظم … جسم البغال وأحلام العصـافـير
قول الأخطل:
قوم إذا نبح الأضياف كلبهـم … قالوا لأمهم: بولي على النار
فتمسك البول بخلاً أن تجود به … فما تبول لهم إلاّ بمـقـدار
قول الطرماح:
تميم بطُرْق اللؤمٍ أهدَى من القَطَا *** ولو سَلكتْ سُبْلَ المَكارم ضَلَّت
ولو أنّ بُرْغوثا على ظهر قَملة *** رأتْه تميمٌ يوم زحْفٍ لولّت
ولو أن عُصفوراً يمُد جناحَه *** لقامت تميمٌ تحتَه واستظلّتِ
قصائد الهجاء في الشعر الجاهلي
نماذج قصائد الهجاء في الشعر الجاهلي :
شعر بهاء الدين زهير
كادت عيونُهمُ بالبُغضِ تنطقُ لي
حتى كأنّ عيونَ القومِ أفواهُ
شعر ابن الرومي
یا سیّداً لم یزل فروع *** من رأیه تحتها أصول
أ مثلُ عمرٍ یَسُوم مثلي *** خسفاً وأیامُه حول
أ مثلُ عمرٍ یُهینُ مثلي *** عمداً ولا تنتضي النُّصول؟
یا عمروسالت بک السیول ُ *** لأمّک الویل والهبول
وجهک یا عمروفیه طول *** وفي وجوه الکلاب طول
فأین منک الحیاة قل لي *** یا کلبُ والکلبُ لا یقول؟
والکلبُ من شأنه التعدّي *** والکلبُ من شأنه الغلولُ
مقابح الکلب فیک طراً *** یزولُ عنها ولا تزولُ
وفیه أشیاء صالحاتٌ *** حماکَها الله والرسولُ
وقد یُحامِ عن المواشي *** وماتحامي ولا تصول
وأنت من أهل بیت سوء ٍ *** قصتهم قصة تطول
وجوههم للوری عِظات *** لکن أقفاءهم طبول
نستغفر الله قد فعلنا *** مایفعل المائق الجهول
ما أنسألناک ما سألنا *** إلّا کما تُسأل الطلول
صمتٌ وعیبٌ فلا خطاب *** ولا کتابٌ ولا رسولُ
مستفعل فاعل فعول *** مستفعل فاعل فعول
بیت کمعناک لیس فیه *** معنی سوی أنّه فضول
شعر بشار بن برد
جفاني إذ نزلْت عليهِ ضيفاً
وللضَّيفِ الكرامة ُ والحباءُ
غداً يتعلَّمُ الفجفاج أنِّي
أسودُ إذا غضبتُ ولا أساءُ
شعر أحمد شوقي
سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى
فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا
حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِهِ
نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ
قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً
لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ
شعر إيليا أبو ماضي
لا يَعجَبَن أَحَدٌ رَآني حافِياً
أَبلَت نِعالي أَلسُنُ السُفَهاءِ
شعر هجاء للرجال
الفرزدق يهجو رجلاً أقرضه مائة درهم ثم ألحّ في طلبها حتى دفعها إليه :
أفي مائةٍ أقرضتها ذا قرابةٍ —- على كل بابٍ ماءُ عينكَ يدمعُ
تسيلُ مآقيك الصديد تلومني —- و أنت امرؤ قحْمُ العذارين أصلعُ
فدونكها إني أخالك لم تزل —- لدُن خرجت من بابِ بيتك تلمع
تنادي و تدعو الله فيها كأنما —- رُزِئت ابن أمّ لم يكن يتضعضع
و يقول في هجاء أحد البُخلاء:
يُقتِّر عيسى على نفسه —- و ليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيع لتقتيره —- تنفّسَ من منخرٍ واحدِ
و يقول ابن الرومي هاجياً مُغنٍّ صوته قبيح:
و تحسبُ العينُ فكّيهٍ إذا اختلفا —- عند التنغيم فكِي بغلِ طحَّانِ
أما البُحتري، فحين هجا كبير الأنف قال:
رأيتُ الخثعمي يُقِلُّ أنفاً —- يضيق بعرضه البلدُ الفضاء
هو الجبلُ الذي لولا ذراه —- إذن وقعت على الأرض السماء
و يقول أبو نواس في هِجاء رجل بخيل:
إذا فقد الرغيف بكا عليه —- بُكاء الخنساء إذ فُجِعت بصخرِ
و دونَ رغيفه قلعُ الثنايا —- و حربٍ، مثل وقعة يومِ بدرِ
و يقول أبو نواس في رجلٍ أصلع:
لك أنفٌ يابن حربٍ —- أنِفت منه الأنوف
أنت في القُدسِ تصلي —- و هو في البيت يطوف
فلو يستطيع لتقتيره —- تنفّسَ من منخرٍ و
و يقول في هجاء رجل أنفه كبير:
يا صلعةً لأبي حفصٍ ممردة —- كأن ساحتها مرآةُ فولاذ
ترِنُ تحت الأكف الواقعات بها —- حتى ترنّ بها أكناف بغداد