محتويات المقال
أشعار عن الاخلاق
الأخلاق تمثل مجموعة من القيم والمبادئ مثل العدل والمساواة، واحترام الكبير ورعاية الصغير. تُعتبر الأخلاق أساس صلاح الأفراد، وعندما يكون الأفراد صالحين، يزدهر المجتمع والأمة. من منظور إسلامي، تُصنف الأخلاق كأعمال القلوب. في هذا المقال، ستجد مجموعة أشعار عن الاخلاق .
قال معروف الرصافي في قصيدته الرائعة ” هي الأخلاق تنبت كالنبات ” .
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات * إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المُربي * على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساق * كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا * بأزهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلّ * يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت * بتربية البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليد تقاس حسنا * بأخلاق النساءِ الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا * كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنان * كمثل النبت ينبت في الفَلاة
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته الرائعة ” كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ” :
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً * فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا * عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّنا * بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ * تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ * ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً * لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ * لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ * كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا * أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ * ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً * جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ * قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ * فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ * سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ * بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها * في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها * أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
قال السموأل :
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
وها هو الإمام الشافعي يبدع بنفائس من الأبيات الحكيمة فيقول :
الناس بالناس مادام الحياء بهم * والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل * تقضى علي يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد * مادمت مقتدرا فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت * إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم * وعاش قوم وهم في الناس أموات
شعر عن الأخلاق قصير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكثر ما يُدخل الناس الجنة هو تقوى الله وحسن الخلق”. [رواه الترمذي والحاكم] وقد نظم العديد من الشعراء أبياتًا شعرية تتحدث عن الأخلاق.
قال أبو العتاهِيةِ:
فالبَسِ النَّاسَ ما استطَعْتَ على
النَّقصِ وإلَّا لم تستَقِمْ لك خُلَّه
عِشْ وَحيدًا إن كنتَ لا تقبَلُ العُذرَ
وإن كنتَ لا تجاوِزْ زَلَّه .
وقال الشَّاعِرُ:
إذا ما أتت من صاحِبٍ لك زَلَّةٌ
فكُنْ أنت محتالًا لزَلَّتِه عُذرَا
غِنى النَّفسِ ما يكفيه من سَدِّ خَلَّةٍ
وإن زاد شَيئًا عاد ذاك الغِنى فَقْرَا .
وقال آخَرُ:
أُغَمِّضُ عيني عن صديقي تغافُلًا
كأنِّي بما يأتي من الأمرِ جاهِلُ
وما بي جَهلٌ غَيرَ أنَّ خليقتي
تُطيقُ احتمالَ الكُرهِ فيما يحاوِلُ .
وقال الشَّاعِرُ:
البَسْ أخاك على تصَنُّعِه
فلرُبَّ مفتَضَحٍ على النَّصِّ
ما كِدتُ أفحَصُ عن أخي ثِقةٍ
إلَّا ذمَمْتُ عواقِبَ الفَحصِ .
وقال الشَّاعِرُ:
ما كُنتُ مُذْ كُنتُ إلَّا طوعَ إخواني
ليستَ مؤاخَذةُ الإخوانِ مِن شاني .
وقال الشَّاعِرُ:
وإذا الكريمُ أتيتَه بخديعةٍ
فرأيتَه فيما تحِبُّ يُسارِعُ
فاعلَمْ بأنَّك لم تخادِعْ جاهِلًا
إنَّ الكريمَ بفَضلِه يتخادَعُ .
وقال العَسكريُّ:
تغافَلْ فليس السَّرْوُ إلَّا التَّغافُلُ
وليس سقوطُ القَدْرِ إلَّا التَّعاقُلُ
ولا تتجاهَلْ إن مُنِيتَ بجاهِلٍ
فليس فسادُ الجاهِ إلَّا التَّجاهُلُ
ولا تتطاوَلْ إنْ تطاوَلَ أحمَقٌ
فرأسُ حماقاتِ الرِّجالِ التَّطاوُلُ
قال ابنُ الورديِّ:
وتغافَلْ عن أُمورٍ إنَّه
لم يَفُزْ بالحَمدِ إلَّا مَن غَفَلْ .
قصيدة شعر عن الأخلاق لأحمد شوقي
قصيدة شعر عن الأخلاق لأحمد شوقي :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما و عويلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
و ما الحسن في وجه الفتى شرفا له
إذا لم يكن في فعله و الخلائق
ليس الجمال بأثواب تزيننا
إن الجمال جمال العلم و الأدب
مما قيل في الهوى
إني لأبغض عاشقا متسترا
لم تتهمه أعين و قلوب
الحب يذهب بالفوارق كلها
و يحبب الشقراء و السمراء
و يجمل الشوهاء حتى لا ترى
عين المحب حبيبة شوهاء
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها
ففي وجه من تهوى جميع المحاسن.
أغرك مني أن حبك قاتلي
و أنك مهما تأمري القلب يفعل.
و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما و عويلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
و ما الحسن في وجه الفتى شرفا له
إذا لم يكن في فعله و الخلائق
ليس الجمال بأثواب تزيننا
أن الجمال جمال العلم و الأدب
مما قيل في الهوى
إني لأبغض عاشقا متسترا
لم تتهمه أعين و قلوب
الحب يذهب بالفوارق كلها
و يحبب الشقراء و السمراء
و يجمل الشوهاء حتى لا ترى
عين المحب حبيبة شوهاء .
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها
ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
أغرك مني إن حبك قاتلي
و إنك مهما تأمري القلب يفعل
شعر عن الأخلاق بدوي
الأدب هو رمز الكمال، حيث يرفع من شأن الضعيف إلى مرتبة الرفيع، ويرتقي بالعامة إلى مستوى الخاصة. وفيما يلي، نقدم أروع ما قيل في الشعر عن الأخلاق من شعراء البدو :
حـنا تـربينا عـلى طيـب الاخـلاق
من صغـرنا واسـلوبنا حيـل راقي
وارزاقنا بيديــن مــــــداد الارزاق
ويبقى شموخ الراس مادمت باقي
الأخلاق تاج فوق روس الرجاجيل
تختــار مــن بين الاوادم وطـنها
ورجل بدون أخلاق ماله محاصيل
لو كـــان يمـلك شامها مع يمنها
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيّها
إِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى
بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ
إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفا
أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا
بِيضٌ صَنائِعُنا ، سودٌ وقائِعُنا
خِضرٌ مَرابعُنا ، حُمرٌ مَواضِينا
شعر عن الأخلاق والعلم
نماذج أبيات شعر عن الأخلاق والعلم :
قال الشاعر جبران خليل جبران:
بالعلم يدرك أقصى المجد من أمم ولا رقي بغير العلم للأمم
يا من دعاهم فلبته عوارفهم لجودكم منه شكر الروض للديم
يحظى أولو البذل إن تحسن مقاصدهم بالباقيات من الآلاء والنعم
فإن تجد كرما في غير محمدة فقد تكون أداة الموت في الكرم
معاهد العلم من يسخو فيعمرها يبني مدارج للمستقبل السنم
وواضع حجرا في أس مدرسة أبقى على قومه من شائد الهرم
شتان ما بين بيت تستجد به قوى الشعوب وبيت صائن الرمم
لم يرهق الشرق إلا عيشه ردحا والجهل راعيه والأقوام كالنعم
فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا
قال الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه :
العلم زين فكن للعلم مكتسباً وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ به وكن حليماً رزين العقل محترسا
وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعا للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا
قال الشاعر معروف الرصافي:
إِذا ما العلمُ لابسَ حسنَ خلقٍ فرج لأهلِه خيراً كثيرا
وما إِن فازَ أكثرُنا علوماً ولكن فازَ أسلمنا ضميرا
وليس الغنى إِلا غِنَى العلم إِنه لنور الفتى يجلو ظلامَ افتقارهِ
ولا تحسبنَّ العلمَ في الناسِ منجياً إِذا نكبت أخلاقُهم عن منارهِ
العلم هو النور الذي يزيل ظلام الجهل لكن تزيغُ العينُ عند انكسارهِ
فما فاسدُ الأخلاقِ بالعلمِ مفلحاً وإِن كان بحراً زاخراً من بحارهِ