ابيات شعر في رثاء ميت
عرف الشعراء العرب فن الرثاء منذ عصور ما قبل الإسلام، ولا يزال هذا التقليد مستمراً حتى يومنا هذا. كان الرثاء من الأغراض الشعرية الأساسية لدى العرب، حيث عبر معظم الشعراء من خلاله عن عمق العلاقات الاجتماعية. فيما يلي بعض ابيات شعر في رثاء ميت .
كما قال نزار قباني، يرثي ابنه الشاب توفيق، الذي مات نتيجة مرض في قلبه:
أشيلكَ يا ولدي فوقَ ظهري … كمئذنةٍ كُسرتْ قطعتين
وشَعْركَ حقلٌ مِنْ القمح تحت المطر … ورأسكَ في راحتي وردة دمشقية، وبقايا قمر
أواجه موتكَ وحدي.. وأجمع كلَّ ثيابكَ وحدي
وألثم قمصانكَ العاطرات … ورسمكَ فوق جواز السفر
وأصرخ مثل المجانين وحدي … وكلُّ الوجوه أمامي نحاس
وكلُّ العيون أمامي حجر … فكيف أقاوم سيف الزمان؟
وسيفي انكسر..
قال حسّان بن ثابت يبكي سعد بن معاذ
لقد سجمت من دمع عيني عبرة …..وحُقّ لعينـي أن تفيـض على سعد
قتيل ثوى في معرك فجعت به …..عيون ذواري الدمـع دائمـة الوجد
على ملّة الـرحمن وارث جنّةٍ …..مع الشهداء وفـدها أكـرم الوفـد
فأنت الذي يا سعد أبتّ بمشهد ….. كريم وأثـواب المكارم والحـمـد
بحكمك في حيّي قريظة بالذي ….. قضى الله فيهم ما قضيت على عمد
شعر رثاء رجل عظيم
يُعتبر شعر الرثاء من أعمق وأصفى أنواع الشعر العاطفي، حيث يتناغم مع المشاعر الإنسانية. فهو يعكس الأحاسيس التي يحملها الأديب في قلبه، إذ تنبع من أعماق نفسه. وكلما كانت العلاقة بين الشاعر والراحل وثيقة، زادت قوة وصدق القصائد الرثائية. إليكم فيما يلي شعر رثاء لرجل عظيم.
الخنساء؛ شاعرة، وصحابية جليلة، اشتهرت عند العرب برثاء أخويها، صخر،
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَة وَقدْ ولهتْ وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتةٍ في صرفهَا عبرٌ وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ
وقالت كذلك
أعينيّ جـودا ولا تجمـدا ….. ألا تبكيان لصخر الندى ؟
ألا تبكيان الجري الجميـل ….. ألا تبكيـان الفتى السيّدا ؟
طويل النجاد عظيم الرماد ….. وساد عشيرتـه أمـردا
شعر رثاء ميت غالي
الرثاء هو التعبير عن الإشادة بالميت من خلال ذكر محاسنه وخصاله الحميدة، بالإضافة إلى الإشارة إلى الحزن والأسى الذي يتركه فقده في قلوب من أحبوه. وفي هذا السياق، إليكم قصيدة رثاء في فقدان شخص عزيز.
قال جريرٌ يرثي زوجته:
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ وَلزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ
ولَقَد نَظَرتُ وما تَمَتُّعُ نَظرَةٍ في اللَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ
ولَقَد أَراكِ كُسيتِ أَجمَلَ مَنظَرٍ وَمَعَ الجَمالِ سَكينَةٌ وَوَقارُ
وَالريحُ طَيِّبَةٌ إِذا اِستَقبَلتِها وَالعِرضُ لا دَنِسٌ وَلا خَوّارُ
رثاء نزار قباني لابنه، وزوجته عندما توفيت بلقيس، زوجة الشاعر نزار قباني،
بلقيس..
أيتها الشهيدة والقصيدة والمطهرة النقية
سبأ تفتش عن مليكتها … فردي للجماهير التحية
يا أعظم الملكات … يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
بلقيس، يا عصفورتي الأحلى … ويا أيقونتي الأغلى
ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية .. أتراي ظلمتكِ إذ نقلتكِ ذات يومٍ من ضفاف الأعظميَّة
بيروتُ تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً منا.. وتبحث كلَّ يومٍ عن ضحية
والموتُ في فنجان قهوتنا، وفي مفتاح شقتنا..
وفي أزهار شُرفتنا، وفي ورق الجرائد … والحروف الأبجدية.
شعر الرثاء للمتنبي
الرثاء هو التعبير عن صفات المتوفى الحميدة، وذكر مناقبه، والدعاء له، وإظهار مشاعر الحزن العميق، لأننا فقدنا شخصًا عزيزًا علينا، نعتز به ونقدره لخصاله الجميلة. وفي الختام، إليكم قصيدة رثاء للمتنبي.
قال في رثاء جدته ، وكان يحبها حبا جما :
أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها * وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا
بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها * وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا
أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ * فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا
حَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني * أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّا
قال في رثاء الأمير التنوخي :
ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى * أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى * رَضْوَى على أيدي الرّجالِ تَسيرُ
خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ * صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ
والشّمسُ في كَبِدِ السّماءِ مريضَةٌ * والأرْضُ واجفَةٌ تَكادُ تَمُورُ
وحَفيفُ أجنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ * وعُيُونُ أهلِ اللاّذقِيّةِ صُورُ
حتى أتَوْا جَدَثاً كَأنّ ضَرِيحَهُ * في قَلْبِ كُلّ مُوَحِّدٍ مَحْفُورُ