ابيات شعر قل للمليحة

قصيدة “قل للمليحة” هي واحدة من الأبيات الشهيرة التي ترددها العديد من المطربين. يقول البيت: “قل للمليحة في الخمار الأسود… ماذا فعلت بناسك متعبد”. ومع ذلك، قد يكون هناك الكثيرون الذين لم يعرفوا قصة هذا البيت وتاريخه. لذا، دعوني أشارككم بعض ابيات شعر قل للمليحة .

ابيات شعر قل للمليحة
ابيات شعر قل للمليحة

قل للمليحة في الخمار الأسود .. ماذا فعلت بناسك متعبد

قد كان شمّر للصلاة ثيابه ..  حتى قعدت له بباب المسجد

ردي عليه صلاته وصيامه .. لا تقتليه بحق دين محمد 

ردي عليه صلاته وصيامه .. لا تقتليه بحق عيسى وأحمد

قل للمليحة كلمات شعر

سنقدم لكم في هذه الفقرة كلمات قصيدة “قل للمليحة في الخمار الأسود”. تابعونا.

قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد؟

قد كان شمر للصلاة ردانة
حتى وقفتي له بباب المسجد

فسلبت منه دينه ويقينه
وتركته في حيرة لا يهتدي

ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد

بلغوها إذا أتيتم حماها
أنني مت في الغرام فداها

واذكروني لها بكل جميل
عساها أن تحن عليا عساها

واصحبوها لتربتي فإنّ عظامي

تشتاق أن تدوسها قدماها

قل للمليحة في الخمار الأسود من القائل

قل للمليحة في الخمار الأسود، إذا كنت تتساءل عن قائل هذه العبارة، عزيزي القارئ، فستجد الإجابة هنا.

إن قائل كلمات تلك القصيدة الرائعة هو الشاعر المعروف مسكين الدارمي، وهو ربيعة بن عامر التميمي، وهو شاعر أموي ينتسب إلى بني دارم بني الشعر والشعراء، وكان منهم الفرزدق، ولقب ربيعة بمسكين لقوله:

أنا مسكين لمن أنكرني   ولمن يعرفني جد نطق

معنى قل للمليحة

يتساءل العديد من الأشخاص عن معنى “قل للمليحة” والقصة التي تقف وراءها. وفي هذا السياق، إليكم تفسير عبارة “قل للمليحة”.

  • قدم أحد التجار إلى المدينة المنورة وبيده سلة من الخُمر السود ، فلم يجد لها طالبا ولا شاريا ، وظل طوال نهاره يجتهد بكل حيلة لبيع سلعته فلم يبع شيئا ، فجلس مغتما مهموما وضاق صدره لذلك ضيقا شديدا ، فأشار إليه أحدهم وقال : إذا أردت أن تبيع خُمرك فاقصد مسكين الدارمي فهو خلاصك .
  • قصد التاجر مسكين الدارمي ، فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد ، فأتاه وقص عليه القصة ، فامتنع مسكين بحجة أنه انقطع عن هذه الأمور وزهد عنها ، فقال له التاجر ( والحزن صيّر قلبه ) : أنا رجل غريب ، وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل ، ورجاه وتوسله حتى أقنعه ، فخرج مسكين من المسجد وعمل هذه الأبيات وشهرها بين الناس ،
  • فكانت هذه الأبيات أول إعلان وإشهار في التاريخ ، فشاع بين الناس خبر أن مسكين الدارمي عاد إلى مجونه وعشق فتاة ذات خمار أسود ، فانكبت النساء يشترين الخُمر السود ، وباعها التاجر بأضعاف ثمنها ، وعاد إلى دياره غانما مبتهجا ، وعاد مسكين بدوره إلى تعبده ونسكه .

من هي المليحة

من هي تلك الفتاة الجميلة التي ترتدي الخمار الأسود، والتي كان الشاعر المتدين يتغزل بها؟ لاحظوا أن الشاعر كان من المتدينين والمتنسكين.

  • اغلب الظن ان الشاعر كان يتغزل بالتمرة ( ثمرة شجرة النخيل ) …
  • شبه الشاعر حبة التمر الرقيقة الملمس وذات الغشاء الاسمر او الاسود بالامرأة التي تغطي رأسها ووجهها بالخمار الاسود ..ولان التمر رفيقة الصائم ، فقد اختارها الشاعر المتدين ليشبهها بالامرأة..
  • حتى وقفت له بباب المسجد …أي بباب الفم ( من اجل ان تجعليه يفطر بك ، كونه كان صائما ) .
  • ردي عليه صلاته وصيامه ..أي اتركيه يستمر في تأدية عبادته لربه ولا تغريه بألافطار !

قصة ذات الخمار

في ختام هذا المقال سنروي لكم قصة ذات الخمار كاملة و السبب وراء إشتهار هذه الأبيات حتى وقتنا الحالي.

يروى أن تاجرًا عراقيًا قدم إلى المدينة ومعه خُمُر يريد بيعها، فباعها كلها إلا السود منها، فحزن لذلك لتحقق خسارته فيها، فشكا إلى الدارمي ذلك، وكان الدارمي قد نسك وتعبد في تلك الفترة، فنظم أبياتًا، وبعث من ينشدها في المدينة قائلًا:

قل للمليحة في الخمار الأسود   ماذا فعلت بناسك متعبدِ

قد كان شمر للصلاة إزاره      حتى قعدت له بباب المسجدِ

ردي عليه صلاته وصيامه     لا تقتليه بحق دين محمدِ

فلما سمع أهل المدينة ذلك، تنادوا بأن الدارمي قد رجع عن زهده، وانه يحب الفتاة ذات الخمار الأسود فلم يبق في المدينة فتاة ولا سيدة إلا اشترت لها خمارًا أسودا، فباع التاجر كل ما كان معه من خمر سود، فرجع الدارمي إلى تنسكه وتعبده.