محتويات المقال
ابيات عن جمال الطبيعة
في عالم مليء بالضجيج والسرعة، تظل الطبيعة الملاذ الآمن الذي يسعى الإنسان للعثور عليه من أجل السكينة والهدوء. بألوانها الرائعة وأصواتها العذبة، تشكل الطبيعة لوحة فنية تبهج الناظرين وتريح القلوب. في هذا المقال، سنستكشف معًا ابيات عن جمال الطبيعة وكيف تساهم في إعادة اتصالنا بأنفسنا وبالعالم من حولنا.
روض إذا زرته كئيبا
نفّس عن قلبك الكروبا
يعيد قلب الخليّ مغرا
ينسى العاشق الحبيبا
إذا بكاه الغمام شقّت
من الأسى زهرة الجيوبا
تلقى لديه الصّفا ضروبا
ولست تلقى له ضريبا
وشاه قطر الندى فأضحى
رداؤه معلما قشيبا
فمن غصون تميس تيها
ومن زهور تضوع طيبا
ومن طيور إذا تغنّت
عاد المعنّى بها طروبا
ونرجس كالرقيب يرنو
وليس ما يقتضي رقيبا
و أقحوان يريك درّا
وجلّنار حكى اللّهيبا
أقبـــــل الصبح يغني للحيـــــاة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصــون المائسة
والصّبا ترقص أوراق الزهــور اليابســـــــة
وتهادى النـور في تلك الفجاج الدامسـة
أقبل الصبح جميلًا يمــــلأ الأفق بهـــــاه
فتمطى الزهر والطير، وأمــــــواج الميـاه
قد أفـاق العـالم الحي، وغنى للحيــــاه
فأفيقـي يا خـــرافي، وهلــمي يا شيـاه
واتبعيني يا شياهي, بين أسـراب الطيور
امـلئي الوادي ثغـــــاءًا، ومراحًا وحبـــــور
واسمعي همس السواقي، وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي، يغشـيه الضباب المستنير
واقطفي من كلأ الأرض ومرعاهــــــا الجديد
واســمعي شّــبابتي، بمعســـول النشـــيد
نغــم يصــعد من قلبي، كأنفـــــــــاس الورود
ثم يســمو طائرًا، كالبلبل الشادي السـعيد
وإذا جئنا إلى الغـاب، وغطــــانا الشـــــــجر
فاقطفي ما شئت من عشب، وزهــر وثمـر
أرضعته الشــمس بالضوء، وغــــــذاه القمـر
وارتوى من قطرات الطل، في وقت السـحر
وامرحــي ما شئت في الوديــان، أو فـوق التـلال
واربضي في ظلهـــا الوارف، إن خــفت الكــــــلال
وامضغي الأعشاب، والأفكار في صمت الظـــــلال
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني
بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ
وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ
مَلاعِبُ جِنَّةٍ لَو سارَ فيها
سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرجُمانِ
طَبَت فُرسانَنا وَالخَيلَ حَتّى
خَشيتُ وَإِن كَرُمنَ مِنَ الحِرانِ
غدَونا تَنفُضُ الأَغصانُ فيها
عَلى أَعرافِها مِثلَ الجُمانِ
فَسِرتُ وَقَد حَجَبنَ الشَمسَ عَنّي
وَجَبنَ مِنَ الضِياءِ بِما كَفاني
وَأَلقى الشَرقُ مِنها في ثِيابي
دَنانيراً تَفِرُّ مِنَ البَنانِ ابيات عن جمال الطبيعة
شعر عن الطبيعة قصير جدا
تعتبر الكتابة عن جمال الطبيعة والتعبير عنها من أبرز الموضوعات في الشعر والنثر. وفيما يتعلق بإبداع الشعر في هذا المجال، سنقدم لكم مجموعة من أجمل القصائد القصيرة التي تتناول الطبيعة والجمال.
أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ
بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى
طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو
هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى
جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ
فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى
وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا
قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا
وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ
روَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا
وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ
وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا
وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً
وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا
وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا
صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا
وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ
مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا
أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى
مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا
جمالٌ فوق ما وُصفَ الجمالُ
وحسنٌ ليس يشبههُ مثالُ
جمالُ الربِّ أبدعهُ بكونٍ
يكيلُ بهِ الجمالَ ولا يكالُ
وحسنُ الربِّ في الدنيا فريدٌ
لديهِ ولا امتثالَ، فلا مثالُ
بديعُ الصنعِ أعطى كلَّ شيءٍ
حقيقتَهُ، ففاضَ بها الكَمالُ
ترامى الكونُ يجمعُ خافقَيهِ
ليحكيَ قصةً عنهُ الخيالُ
فهذا الفجرُ في كسلٍ تمطَّى
بنورِ النورِ يسحَبهُ انثِيالُ
وخضرةُ وجهِ أرضٍ في بساطٍ
تناسجهُ انسيابٌ وانهيالُ
وأثمارٌ تبدَّى كلَّ نوعٍ
تحاملهُ بها شجرٌ ثقالُ
ويفتحُ ثغرهُ زهرٌ بهيٌّ
يسبِّحُ ربَّهُ عطراً يُثالُ
وهذا البحرُ يرقصُ فيهِ ماءٌ
تلامعَ فوقَ موجتهِ الهلالُ
وفيهِ من بناتِ البحرِ موجٌ
تُلاطفُ نفسَها فيهِ الرمالُ
وتُحمَلُ فوقَ موجِ البحرِ سُفْنٌ
جبالٌ ليس تُشبهها الجبالُ
يصافحُ موجَ بحرٍ بحرُ موجٍ
ويصفعهُ بهِ غضبٌ عُضالُ
طبيعةُ ربِّنا حسنٌ بديعٌ
فربُّ الخلقِ يعبدهُ الجَمالُ
وما كلُّ الجمالِ بلونِ شكلٍ
لأنَّ العطرَ في وردٍ خصالُ
جمالُ الناسِ تصنعهُ صَنَاعٌ
يدٌ أُلعوبةٌ فيها كَلالُ
وربُّ الناسِ يصنعُ كلَّ لونٍ
وأشكالٍ يغَصُّ بها المجالُ
فتَشمخُ في السماءِ جبالُ أرضٍ
يمسِّدُ وجهَها مطرٌ سِجالُ
وثلجٌ مثلَ دفءِ القطنِ عَوناً
ومَلمسهُ الرهيفُ له كَمالُ
إذا غنَّتْ عصافيرٌ بمَرجٍ
سمعتُ الصوتَ في مرحٍ يُسالُ
وإن طارتْ تصافقها جناحٌ
بعمقِ الكونِ ما كفٌّ تطالُ
وكلُّ الكونِ في عرسٍ بهيجٍ
يلاعبهُ على الفرحِ اختيالُ
يقولُ بكِلمةٍ تسبيحَ حالٍ
ترامى في سماحتهِ الدلالُ
يسبِّحُ كلُّ هذا الكونِ عفواً
ونؤمَرُ نحنُ فيهِ فلا يُنالُ
أيَعبدُ كلُّ هذا الكونِ ربًّا
بلا عقلٍ ولا نُطقٍ يقالُ
ونَعصى أن نقومَ بأيِّ فرضٍ
كأنَّ الربَّ يُرضيهِ الجدالُ؟
لمن زُرعت رؤوسٌ فوق جسمٍ
تحامَلها بلا خوفٍ عِقالُ؟
لمن سمعَ النداءَ بكلِّ أُذنٍ
سِوى بشرٍ تغافلَ فيهِ بالُ
لمن خُلقَ النعيمُ، ولِمْ خُلقنا
إذا ما جالَ فينا الاحتيالُ؟
أيخلقُ ربُّ هذا الكونِ إنساً
ليعبدَهُ.. فيعصيهُ الرجالُ؟
أَربٌّ يخلقُ الدنيا لشأنٍ
فيرفضهُ جدالٌ واقتتالُ؟
غداً تقعُ الحقيقةُ بعدَ موتٍ
وبعثٍ.. عندَها يقعُ السؤالُ
فإمَّا في نعيمِ الخلدِ نَبقى
وإمَّا في الجحيمِ لَنا مآلُ.
شعر عن الطبيعة للاطفال
يحتوي الشعر العربي على العديد من القصائد التي تتناول موضوع الطبيعة. دعونا نستعرض بعض ما قاله الشعراء عن هذا الموضوع :
أجد الحياة من الطبيعة تنبع
وإلى الطبيعة بعد حين ترجع
وكأنما هي دوحة فينانة
منها الغصون الى الجهات تفرع
تبدو وتخفى في الطبيعة نفسها
فكأنما منها لها مستودع
ان الطبيعة في جميع شؤونها
كاللَه عن اعمالها لا تهجع
تمتد في كل الجهات وتملأ
الابعاد حتى ليس يخلو موضع
فهي المكان وكل ما هو يحتوي
وهي الزمان وكل ما هو يجمع
هي في حياتي جنتي وجهنمي
فيها نعيم لي ونار تلذع
ما في الطبيعة ارضها وسمائها
غير الطبيعة ما يضر وينفع
هي مظهر للَه جل جلاله
واللَه تطلبه العقول فترجع
ليست بحادثة ولكن صورة
قدمت كمبدعها فجل المبدع
اما محاسنها فتلك كبيرة
اني بهن من القديم لمولع
تسع المجرة في السماء عوالما
اما الطبيعة فهي منها اوسع
وكأنما تبغي الكواكب مخرجا
منها فتعدو في الفضاء وتسرع
مدفوعة فيه كأن يداً للها
من خلفها في كل حين تدفع
لا شيء عن حضن الطبيعة فاصلى
هي مبدئي وقرارتي والمرجع
انا لست منها غير جزء قد جثا
في نقطة من ارضه يتطلع
انا طفلها المولود من احشائها
ولدرها في كل حين ارضع
الشمس تطلع في النهار جميلة
فاذا توارت فالكواكب تطلع
من كان قد هدت الطبيعة ذوقه
فبشمسها ونجومها يتمتع
اما الذي هو للطبيعة جاهل
فمن الطبيعة حسبه المستنقع
اهوى منيحتها واقلى ردّها
لهباتها فانا العصي الطيع
كم من صديق في التراب دفنته
وسقت ثراه من عيوني الادمع
فذكرته ولقد تلينّ مضجعي
وذكرته ولقد اقضى المضجع
لم يبق لي في الروض الا زهرة
واخاف ان تقضى عليها زعزع
ولتلك مؤنستي ولست بعالم
أهي التي بي ام بها انا افجع
خيط الحياة وهي فما عندي سوى
امل يوصله ويأس يقطع
ولقد اذم من الصبا في زهوه
بعض الجهالة فهي بئس المرتع
ولرب امر جئته بجهالة
واليوم من ندم لسني اقرع
ان لم يكن فيه لشيطان يد
فله اذا فتشت عنه اصبع
لكنما الانسان من اهوائه
والعيش في عهد الصبا لا يشبع
ذهب الشباب فما الشباب براجع
واتى المشيب وانه لا يقلع
ولقد يعاب علي في شيخوختي
اني الى ليلى الحقيقة انزع
انا بعدما قد سرت في حبي لها
شوطاً بعيدا لست عنه ارجع
ابكي اذا مرت لترحمني فلا
ليلى ترق ولا دموعي تشفع
القلب يخفق في حين تمر بي
فتعيد ذاك الخفق مني الاضلعغ
وارى امامي للهموم سحابة
اما السحابة فهي لا تنقشع
الضاحكون من البعيد كأنهم
حزب على ان يشمتوا بي اجمعوا
وهناك مفتخر بايقاع الاذى
وكأن من يؤذي سواه سميذع
فاذا سكت اذاب مهجتي الاسى
واذا شكوت فليس لي من يسمع
بلغ النفاق باهله غاياتهم
فهل النفاق هو الطريق المهيع
لا تفزعني بالمنية موعدا
فالحر ليس من المنية يفزع
عرج على وادي السلام تجد دما
فهناك ثم هناك كان المصرع
قل للذي يعدو وراء غريمه
إما ظفرت به فماذا تصنع
ان الدم المسفوك يثأره الفتى
لدم سفيك قبله لا يرجع
لا تنقبض ان قلت جدك لم يكن
في الاصل الا قرد غاب يرتع
فاذا تولى مبعدا عن غابه
فمن الخنافس ينتقيها يشبع
والآن لو تصغي ازيدك فانتبه
علماً بقولي جدجدك ضفدع
نسب عليه الشمس من اضوائها
ثوبا جديدا كل يوم تخلع
واذا تصدع منك جسمك للردى
يوما فروحك مثله تتصدع
والروح ليس سوى الحياة تشاركت
زمراً خلايا الجسم فيها اجمع
هي في الجماد خفية لبساطة
فيها فلا تبدو ولا تتفرع
اما النبات فانها منحطة
فيه فلا يرنو ولا يتسمع
وتنوع الحيوان يرقى صاعدا
حتى بدا القرد السوي الافرع
وتفرد الانسان بين لداته
بدهائه فله المقام الارفع
والسبرمان اذا تولد فهو من
هذا وذلك في الدراية اوسع
والسبرمان هو الحكيم فانه
لأذى الطبيعة بالطبيعة يدفع
والسبرمان مجهز بقوى لها
تعنو الرقاب فليس منها مفزع
والسبرمان موفق في امره
والسبرمان لغيره لا يخضع
شعر عن الطبيعة للمتنبي
لأبي الطيب المتنبي هذا الوصف الرائع والمشهور :
مَغَاني الشِّعْبِ طِيباً في المَغَاني
بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ
وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيّ فِيهَا
غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ
مَلاعِبُ جِنّةٍ لَوْ سَارَ فِيهَا
سُلَيْمَانٌ لَسَارَ بتَرْجُمَانِ
طَبَتْ فُرْسَانَنَا وَالخَيلَ حتى
خَشِيتُ وَإنْ كَرُمنَ من الحِرَانِ
غَدَوْنَا تَنْفُضُ الأغْصَانُ فيهَا
على أعْرافِهَا مِثْلَ الجُمَانِ
فسِرْتُ وَقَدْ حَجَبنَ الحَرّ عني
وَجِئْنَ منَ الضّيَاءِ بمَا كَفَاني
وَألْقَى الشّرْقُ مِنْهَا في ثِيَابي
دَنَانِيراً تَفِرّ مِنَ البَنَانِ
لهَا ثَمَرٌ تُشِيرُ إلَيْكَ مِنْهُ
بأشْرِبَةٍ وَقَفْنَ بِلا أوَانِ
وَأمْوَاهٌ تَصِلّ بهَا حَصَاهَا
صَليلَ الحَلْيِ في أيدي الغَوَاني
إذا غَنّى الحَمَامُ الوُرْقُ فيهَا
أجَابَتْهُ أغَانيُّ القِيانِ
وَمَنْ بالشِّعْبِ أحْوَجُ مِنْ حَمامٍ
إذا غَنّى وَنَاحَ إلى البَيَانِ
وَقَدْ يَتَقَارَبُ الوَصْفانِ جِدّاً
وَمَوْصُوفَاهُمَا مُتَبَاعِدانِ
يَقُولُ بشِعْبِ بَوّانٍ حِصَاني:
أعَنْ هَذا يُسَارُ إلى الطّعَانِ