اشعار عن التسامح
من أبرز الصفات التي اعتنى بها الشعراء العرب وتغنوا بها هي التسامح، فهو خلق نبيل يرفع الإنسان إلى آفاق الفضيلة والعظمة وحسن السلوك. في موضوعنا اليوم، اخترنا لكم أجمل اشعار عن التسامح ، ونتمنى أن تنال إعجابكم.
لما عفوت ولم أحقدْ على أحد
أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ
إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه
لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ
وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه
كأنما قد حَشى قلبي محباتِ
الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم
وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ
شعر عن التسامح لأبو أذينة
ما كل يوم ينال المرء ما طلبا
ولا يسوغه المقدار ما وهبا
وأحزم الأنس من إن فرصة عرضت
لم يجعل السبب الموصول مقتضباً
وأنصف الناس في كل المواطن من
سقى المعادين بالكأس الذي شربا
وليس يظلمهم من راح يضربهم
بحد سيف به من قبلهم ضرباً
والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة
من قال شيئًا غير ما قلته فهو يكذب
قتلت عمراً وتستبقي يزيد لقد
رأيت رأياً يجر الويل والحربا
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها
إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا
هم جرودا السيف فاجعلهم له جزراً
وأوقدوا النار فاجعلهم لها حطبا
إن تعف عنهم تقول الناس كلهم
لم يعف حلماً ولمن عفوه رهبا
لو هربوا، لكان الأفضل من هذا العفو
لكنهم أنفوا من مثلك الهربا
همو أهلة غسان ومجدهم
عال فإن حالوا ملكاً فلا عجبا
وعرضوا بفداء واصفين لنا
خيلاً وابلاً يروق العجم والعربا
أيحلبون دماً منا ونحلبهم رسلاً
لقد شرفونا في الورى حلبا
علام تقبل منهم فدية وهمو
لا فضة قبلوا ولا ذهب
شعر عن التسامح لأبو العتاهية
خليليَّ إِن لم يغتفرْ كُلُّ واحد
عثارَ أخيه منكما فترافضا
وما يلبثُ الحيانِ إِن لم يجوِّزوا
كثيرا من المكروه أن يتباغضا
خليلي بابُ الفَضْل أن تتواهبا
كما أن بابَ النصِ أن تتعارض
شعر شعبي عن التسامح
التسامح هو التراخي في الحق دون ضغط، والتساهل في رد الأذى رغم القدرة، واللطف في التعامل مع الناس، والصبر على المسيء والعفو عنه. إليكم مثالاً على شعر شعبي يتحدث عن التسامح :
خلص وكت التسامح خلصت الأعذار
خلص حبل التواصل ونگطع حده
ماريدك بعد قررت والله أنساك
روح بلا وداع وما الك رده
وما ريدك تجيني جيت الندمان
وتسمعني كلام الماضي من جده
لاتطلب سماحك من گلب مجروح
ولتگلي احبك صارالي مده
صح گلبي بهواك معلگ من سنين
بس هسه جبرته يعوف إلي يوده
اسمع شرد أگلك وفهم المضمون
صحبتي وياك مثل الماي وتبده
لان شفت العجب من صحبتي وياك
أولهه الچذب والباقي ما عده
أذا أحچي ألعده اهلك يقتلوك
ويقتلوني ونصير سوالف الگعده
دروح بعيد عني ولا ترد النوب
وإذا أنت حليم تحمل ألشده
صح الباري بكتابه اجت آيات
معناها تسامح ألفه وموده
بس ذم الخطيئة وزلت الشيطان
وأگد عالتقيه والأجر عنده
هذا أخر كلامي وياك صدگني
وقابل بالمراره البيهه أترده
لضل مجروح وتحمل الم لجروح
ولعود جروح گلبي تعاشر الوحده
شعر عن التسامح بين الأصدقاء
تغنى بالتسامح الشعراء وأجمل ما قيل شعر عن التسامح بين الأصدقاء :
يقول الشاعر الحيص بيص:
مَلكْنا فكان العَفْو منَّا سَجيَّةً
فلمَّا ملكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ
وحَلَّلْتُمُ قتلَ الأسارى وطالَما
غَدوْنا عن الأسْرى نَعفُّ ونصفَح
فحسْبُكُمُ هذا التَّفاوتُ بيْنَنا
وكلُّ إِناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ
يقول الشاعر ظافر الحداد قي إحدى قصائده:
أنا المذنب الخَطّاء والعفوُ واسعٌ
ولو لم يكن ذنبٌ لَماَ عُرف العفوُ
يقول الشاعر جرير:
أَنتُم أَئِمَّةُ مَن صَلّى وَعِندَكُمُ
لِلطامِعينَ وَلِلجيرانِ مُعتَصَمُ
وَالمُستَقادُ لَهُم إِمّا مُطاوَعَةً عَفواً
وَإِمّا عَلى كُرهٍ إِذا عَزَموا
يا أَعظَمَ الناسِ عِندَ العَفوِ عافِيَةً
وَأَرهَبَ الناسِ صَولاتٍ إِذا اِنتَقَموا
قَد جَرَّبَت مِصرُ وَالضَحّاكُ أَنَّهُمُ
قَومٌ إِذا حارَبوا في حَربِهِم فُحُمُ
شعر عن الصلح بعد الخصام
كتب العديد من شعراء العربية، سواء من العصور القديمة أو الحديثة، قصائد تتناول موضوع العفو والتسامح. وقد تناول كل شاعر تأثير العفو والتسامح على النفس البشرية، وأشاروا إلى الأوقات التي يمكن أن يكون فيها العفو والتسامح سببًا في التقارب بين الناس. ومن بين هذه الأشعار نجد ما يلي :
قال أعرابي:
يارب قد حلف الأقوام واجتهدوا ** أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم ** جهلاً بعفو عظيم العفو غفار
وقال منصور الفقيه:
وقال نبينا فيما رواه ** عن الرحمن في علم الغيوب
محال أن ينال العفو من لا ** يمنُّ به على أهل الذنوب
وقال فاضل أصفر:
سامح فإنك في النهاية فان ** واجعل شعارك كثرة الغفران
وابسط يديك لرحمة ومودة ** حتى تنال محبة الرحمن
ليس التباغض من شريعة أحمد ** بل إنه لبضاعة الشيطان
سامح أخاك وإن توعر طبعه ** إن التسامح شيمة الشجعان
وقال علي بن الجهم:
إن تعف عن عبدك المسيء ففي ** فضلك مأوىً للصفح والمنن
أتيت ما أستحق من خطأ ** فجد بما تستحق من حسن
وقال عبد المحسن الصوري:
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف ** وتاب مما قد جناه واقترف
لقوله قل للذين كفروا ** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
وقال أحد الشعراء:
ألا إن خير العفو عفو معجل ** وشر العقاب ما يجازي به القدر
وقال صفي الدين الحلي:
أتطلب من أخ خلقا جليلا ** وخلق الناس من ماء مهين
فسامح أن تكدر ود خل ** فإن المرء من ماء وطين
وقال آخر:
ما أحسن العفو عفو بعد مقدرة ** عن أقبح الذنب كفر بعد إيمان
وقال آخر:
إذا كنت لا أعفو عن الذنب من أخ ** وقلت أكافيه فأين التفاضل
ولكنني أغضي جفوني على القذى ** وأصفح عما رابني وأجامل
متى أقطع الإخوان في كل عثرة ** بقيت وحيدا ليس لي من أواصل
ولكن أداريه فإن صح سرني ** وإن هو أعيا كان عنه التجاهل
وقال آخر:
فهبني مسيئاً كالذي قلت ظالماً ** فعفوٌ جميل كي يكون لك الفضل
فإن لم أكن للعفو أهلاً لسوء ما ** أتيت به جهلاً فأنت له أهل
وقال آخر:
كأن القول من فيه له در وياقوت ** وإن الورد والريحان فيه المسك مفتوت
تلذذه بالصفح والعفو والتقى ** وبذل العطايا لا بطيب الماكل
فالحلم جيد وهو حلية نحره ** والعفو جسم وهو جنة خلده