اشعار عن الجزائر

تُعد احتفالات عيد الاستقلال الجزائري من أبرز الأحداث التي ينتظرها الشعب الجزائري بشغف كل عام. فهي تمثل ذكرى وطنية عظيمة تجسد استعادة الجزائر لسيادتها واستقلالها الكامل عن الاستعمار الفرنسي في الخامس من يوليو عام 1962. في هذا المقال، سنستعرض أجمل اشعار عن الجزائر .

اشعار عن الجزائر
اشعار عن الجزائر

وطن ديدوش مراد اشعار عن الجزائر
قـسما بسنوات العمر وجهادنا والفداء
نحن نادتنا الثورة ألف نداء
ليس منا من ليس له في الحـرب دعاء
وليس فينا دم ليس كـدم الشهداء
بلا بخل الرشاشات ثار الـصباح والمساء
وبلا جهل الأمهات ثار السلاح والهواء
إسمه الجبل الجزائري بيـتنا والفناء
فيه نغني نشـيد الموت والدماء
كم سعدنا بإندلاعها ثورة الشــفاء
وربطنا الخـيل من أجلها براقا صوب السماء
من كواسرنا ديدوش الشهيد ءابن العلماء
وفي الملـيون مليونا من العظماء
بإسم شعـرنا شرعنا في غزو الأشداء
وشهد عن غزواتنا سيـف الجهلاء
نعرف مواعيدنا ونجهز دوما في الصومام وحراء
وتعرف ثورتنا أننا لم نعد حجارة صماء
ثارت معنا الحـرية وأمهاتنا والصحراء
ثورة الأقلام والإسـلام والإعلام والحكماء
إسمها الجزائر التي أردنا نـصرها بالولاء
بالفعل نصرناها وشرعنا لها من شرعنا البقـاء

وطن عيد الثورة اشعار عن الجزائر
إن نوفمـبر صوت ليس للموت
إنـــنا يا نوفمبر عرفناك للخد لا الفوت
في عــيد لبنادق البنادق فهمت
إنـها مع الرصاص نوفمبر رزقت
في عهد الصادق نوفمبر رسمت
ثورة بلا موت وبها الأرواح خـلدت
في علم الخالق أوصاف نوفمبر وعــظمت
وفي علمنا هي ديانة دبـابة تحررت
في عالم الرزاق نوفمبر شمس شهدت
إن الجزائر له والجباه له سجـدت
في عمائم الأخلاق لثام لنوفمبر به تلــثمت
قنابل وقبائل وقوافل وقلاع لجبله حجت
في عيون الرفاق شجاعة نوفـمبر ظهرت
سألناها ثورة على الدوام فما بخلت
في عدل الأشواق أناشيد نوفمبر تفننت
ورددت مع الليل لحن حرب تنفست
في عصر المشانق دولة نوفـمبر حكمت
وفي عصر العصف فرنـسا ظهرت
في عطر الحرائق رائـحة نوفمبر شمت
وعرفت نار الثأر أنها ثارت وأحـرقت

تحيا الجزائر من جـــديد
تحيا بلاد أحبها الرب المجــيد
ياأم يــوسف السياف الشهيد
ستخلدي دوما يا أم كل ولـيد
جــميلة المصائر أنت يا أم السعيد
مصـيرك بمليون روح ونزيد
انك أكملـــت السلام بدم العنيد
إنك شرحــت الأيـــام للغد البعيد
فيك عزم للجهاد في الجـد والحفيد
فيك علم يا بلاد العــلم والنشيد
أعجبتي الصدقين فأهدوك الــحديد
ثوري به دهرا أخر وإلبســيه يوم العيد
في مساء الثورة صوت حر للـعبيد
في شتاء الثورة صوف ووبر وســـميد
في الحرية الجزائرية أحــمد وعبد الحميد
في الوصية الجزائرية ثـورة لكل حفيد
في الثورة الجزائرية بارود وزغـاريد
في الشهوة الجـزائرية حرب تبيد
الحمد لله على الثورة وغـدا سنزيد
سندفن زغــود ونعود لنصر الرشيد

شعر عن شهداء الجزائر

الجزائر، بلد المليون شهيد، حيث ضحى العديد من أبناء الشعب الجزائري والجنود بحياتهم دفاعًا عن وطنهم. على مدار أكثر من مئة وثلاثين عامًا، ارتفعت أصوات الشعراء بقصائد تعبر عن روح العزيمة والإصرار. ومن بين هذه القصائد، تبرز العديد من الأعمال المميزة :

قصيدة أنت بالروح افتديت الوطن
يا شهيد الوطن يا مثال الوفاء
أنت أغلى فتى يستحق الثناء
يا شهيد يا شهيد الوطن
أنت في الخلد أعز الخالدين
رفعت سرت جبهتها للتاريخ
ثروة وفيرة للعالم والدين
ذاكرتك الثمينة على مر السنين
ستبقى عطرة لفترة طويلة
يا شهيد يا شهيد الوطن

شعر عن الجزائر لمفدي زكريا

أصدر الشاعر مفدي زكريا عدة دواوين شعرية، منها: “تحت ظلال الزيتون”، و”اللهب المقدس”، و”إلياذة الجزائر”، و”من وحي الأطلس”. كما أن لديه العديد من القصائد الجميلة، من بينها ما يلي :

إلياذة الجزائر
جَزائر، يا مَطلعَ المعجزات
ويَا حجَّة الله في الكائنات
ويَا بسمَةَ الرَّب في أرضهِ
ويَا وجهَه الضاحكَ القسمات
ويَا لوحةً في سجلِّ الخلودِ
تموج بهَا الصُّور الحالمات
ويَا قصَّةً بثَّ فيهَا الوجود
مَعاني السُّموِّ بروعِ الحيَاة
ويَا صَفحةً خط فيهَا البقا
بنارٍ ونورٍ جهَادَ الأبَاة
ويَا للبطولاتِ تغزو الدُّنا
وتلهمُها القيمَ الخالدات
وأسطورةً ردَّدتها القرون
فهاجتْ بأعماقنا الذكرَيات
ويا تُربَةً تاهَ فيهَا الجَلال
فتاهَت بهَا القمَم الشامخات
وألقى النهاية فيهَا الجَمال
فهِمنا بأسرَارهَا الفاتنات
وأهوى على قدَمَيها الزمَان
فأهوى على قدمَيهَا الطغاة
اللازمَة
شَغَلْنا الورى، ومَلَأْنا الدُّنا
بشعرٍ نرتِّله كالصَّلاة
تسابيحُه من حَنايا الجزائر
جَزائرُ، يا بدعةَ الفاطرِ
ويا روعَة الصَّانع القادرِ
ويا بابلَ السِّحرِ، من وحيهَا
تلقَّبَ هَاروتُ بالسَّاحرِ
ويا جنَّةً غارَ منهَا الجَنانِ
وأشغله الغيبُ بالحَاضرِ
ويا لجةً يَستحِمُّ الجمَال
ويَسبَح في مَوجهَا الكافرِ١
ويَا ومضةَ الحبِّ في خاطري
وإشراقةَ الوحي للشَّاعرِ
ويَا ثورةً حارَ فيهَا الزمان
وفي شعبهَا الهادئ الثائرِ
ويا وحدةً صَهرتها الخطوب
فقامت على دَمها الفائرِ
ويا همةً سَاد فيها الحجَى
فلم تكُ تقنعُ بالظاهِر
ويا مثَلًا لصَفاءِ الضمير
يَجِلُّ عن المثلِ السَّائرِ
سَلامٌ على مهرَجانِ الخلود
سَلامٌ على عيدكِ العاشرِ
شَغَلْنا الورى، ومَلَأْنا الدُّنا
بشِعرٍ نُرتِّله كالصَّلاة
تسابيحهُ من حَنايا الجزائر
جَزائرُ، يا لحكايةَ حبِّي
ويا مَن حملتِ السَّلامَ لقلبي
ويا مَن سَكبتِ الجَمَال بروحي
ويا مَن أشعتِ الضياءَ بدربي
فلولا جَمالُك مَا صَحَّ ديني
وما إن عَرفتُ الطريقُ لربي!
ولولا العقيدَةُ تغمرُ قلبي
لما كنتُ أُومن إلا بشعبي!
وإذا ذكرتُك شَعَّ كِياني
وإمَا سَمعتُ نداك أُلبِّي
ومَهمَا بعدتُ، ومهمَا قربت
غرامك فوق ظنوني ولبي
ففي كل دَرب لنا لُحمَة
مقدَّسَة من وشاجٍ وصلب
وفي كل حيٍّ لنا صَبْوة
مرَنحةٍ من غُوايات صب
وفي كل شبرٍ لنا قصَّةٌ
مجنحَةٌ من سَلامٍ وحرب
تنبَّأتُ فيهَا بإليَاذتِي
فآمنَ بي، وبهَا، المتنبي!
شَغَلْنا الورى، ومَلَأْنا الدُّنا
بشِعرٍ نُرتِّله كالصَّلاة
تسابيحهُ من حَنايا الجزائر
جَزائرُ أنتِ عَروسُ الدُّنا
ومنكِ استمَدَّ الصَّباحُ السنَآ
وأنتِ الجِنان الذي وعَدوا
وإن شغلونا بطيب المنى!
وأنتِ الحنان، وأنتِ السَّماحُ
وأنتِ الطِّماح، وأنت الهنآ
وأنتِ السُّمو، وأنت الضمير الصَّـ
ريحُ الذي لم يخُنْ عهدنا
ومنك استمد البُناةُ البقاءَ
فكان الخلود أساسَ البنآ
وألهمتِ إنسانَ هَذا الزَّمانِ
فكان بأخلاقنا مومنا
وعلمتِ آدمَ حبَّ أخيهِ
عساه يسير على هَدينا!
صَنعتِ البطولاتِ من صُلب شَعبٍ
سخي الدِّماءِ فرُعتِ الدُّنا
وعبَّدتِ دربَ النجاح لشعبٍ٢
ذبيحٍ فلم يَنصَهِرْ مثلنا!
ومن لم يوحِّدْ شتاتَ الصُّفو
فِ، يعجلْ بهِ حمقهُ للفنا!
شَغَلْنا الورى، ومَلَأْنا الدُّنا
بشعرٍ نُرتِّله كالصَّلاة
تسابيحهُ من حَنايا الجزائر
أفي رُؤية اللهِ فكرُك حَائر
وتذهل عَن وجهه في الجزائر؟
سَل البحْرَ والزورَقَ المستهَامَ
كأنَّ مجَاذيفَهُ قلب شاعر!
وسَل قبَّةَ الحُور نمَّ بهَا
مَنَارٌ عَلى حُورهَا يتَآمَر
سَل الوردَ، يَحمل أنفاسهَا
لحيدرَ مثل الحظوظ البَواكر
وأبيَارَ تزهُو بقدِّيسهَا
رَفَائيل يخفي انسلال الجآذر
تبَاركهُ أمُّ إفريقيَا٣
على صَلوات العذارى السَّواحر
ويَحتار بُلكورُ في أمرهَا
فتضحَكُ منه العيُونُ الفَواتر
وفي القصْبةِ امتدَّ ليلُ السهَارى
ونهرُ المجَرة نشوان سَاهر
وفي سَاحةِ الشهداء تَعالى٤
مَآذن تجلو عيُونَ البصَائر
وفي كل حيٍّ، غوالي المنى
وفي كلِّ بيتٍ نشيدُ الجزائر
شَغَلْنا الورى، ومَلَأْنا الدُّنا
بشعرٍ نُرتِّله كالصَّلاة
تسابيحهُ من حَنايا الجزائر
سَل الأطلسَ الفردَ عَن جُرجُرا
تعَالى يَشدُّ السَّمَا بالثرى!
فيَختالُ كِبرًا، تُنافسه
تقجدا فلا يَرجعُ القهقرى
تلوَّن وجهُ السَّمَاءِ بِهِ
فأصْبح أزرقُهَا أخضرَا
وتجثو الثُّلوجُ عَلى قَدَميه
خُشوعًا، فتسخرُ منهَا الذرى
هو الأطلسُ الأزليُّ الذي
قضى العمر يَصنعُ أسد الشرى!
وتسمُو بأورَاس أمجَاده
فتصدعُ في الكون هَذا الورى
فيَا مَن تردَّد في وحدة
بمغربنا وادَّعى، وامترى
أمَا وحَّد الأطلسُ المغربي
معَاقلنا، بوثيقِ العُرى؟
أمَا طوَّقتْنا سَلاسِلُهُ
فطوَّق تاريخُنا الأعصُرا؟
وكم فوقَهُ انتظمت قمَم
فهَل كان يعقدُ مُؤتمرا؟
شَغَلْنا الورى، ومَلَأْنا الدُّنا
بشعرٍ نُرتِّله كالصَّلاة
تسابيحهُ من حَنايا الجزائر
وفي باب واديكِ أعمق ذكرى
أعيشُ بأحلامها الزُّرقِ دَهرا
بهَا ذابَ قلبي، كذوب الرصاص
فأوقد قَلبي، وشعبيَ جمرا
وثورة قلبي، كثورة شَعبي
هما ألهمَاني، فأبدعتُ شعرا
إذا القلبُ لم ينتفض للجمال
ولم يبلَ في الحبِّ حُلوًا ومُرا
فلا تَثِقَنَّ به في النضال
ولا تعتمدْ في المهماتِ صخرا!
ولَا يَكتمُ السرَّ إلا المشوقُ
ومن لم يَهِم ليس يكتم سِرا!
وحَربُ القلوب كحرب الشعوب
ومَن صدق العهد، أحرز نصرا
وعلَّمنِي الحبُّ، حبَّ الفدا
فكنتُ بحبي وشعبيَ بَرا
ويَشهد لي فيه وادي قُريشٍ
سَلوا قلبَه، فهو مني أدرى
ودَيْري الذي كنت أتلو بهِ
صَلاتي — مَع الليل — سرًّا وجهرا

شعر عن استقلال الجزائر

نموذج شعر عن استقلال الجزائر :

سيان عندي ، مفتوح ومنغلق
ياسجن ، بابك ،أم شدت به الحلق
أم السياط ، بها الجلاد يلهبني
أم خازن النار ، يكويني فأصطفق
والحوض حوض ، وإن شتى منابعه
ألقى الى القعر ،أم اسقى فأنشرق
سري عظيم ، فلا التعذيب يسمح لي
نطقا ، ورب ضعاف دون ذا نطقوا
يا سجن، ما أنت ؟ لا أخشاك، تعرفني
من يحذق البحر ، لا يحدق به الغرق
إني بلوتك في ضيق ، وفي سعة
وذقت كأسك ، لا حقد ولا حنق
أنام ملء عيوني ، غبطة وضى
على صياصيك ، لا هم ولا قلق
طوع الكرى ، وأناشيدي تهدهدني
وظلمة الليل ، تغريني فأنطلق
والروح تهزأ بالسجان ساخرة
هيهات يدركها ، أيان تنزلق
تنساب في ملكوت الله سابحة
لا الفجر إن لاح يفشيها ولا الغسق
ورب نجوى ، كدنيا الحب ، دافئة
قد نام عنها رقيبي ، ليس يسترق
عادت بها الروح ، من سلوى معطرة
فالسجن ، من ذكر ( سلوى) ، كله عبق
سلوى .. أناديك سلوى ..مثلهم خطأ
لو أنهم أنصفوا ،كان اسمك الرمق
يا فتنة الروح، هلا تذكرين فتى
ما ضره السجن ، إلا أنه ومق ؟
هل تذكرين ، إذا ما الحظ حالفنا
إليك أهتف يا سلوى ، فنتفق ؟
أم تذكرين ، ولحن الموج يطربنا
إذ نفرش الرمل في الشاطيء ونعتنق ؟
الموج ينقل في أصدائه قبلا
يندى لها الصخر ، حتى كاد ينفلق
نسابق الشمس ، نغزوها بزورقنا
فيسخر الموج منا كيف نلتحق
وتغرب الشمس ، تطوي في ملاءتها
سرين ، أشفق أن يفشيهما الشفق
وكم سهرنا ، وعين النجم تحرسنا
إذ نلتقي كالرؤى ، حينا ، ونفترق
والليل يكتم في ظلمائه شبحا
يأوي إلى شبح ، ضاقت به الطرق
ياليل.. كم لك في الاطواء من عجب …
ياليل..حالك حالي أمرنا نسق..
سلوى ، حديثك يا سلوى يباغمني
والطرف يختان ، لايدري به الحدق
أنفاسك الطهر ، كالصهباء تغمرني
دفئا ، ويسكرني من فرعك العرق
سمراء..خدرها الباري، وصورها
إن أرتشف ثغرها ، يفتك بي الارق
سلوى..أناديك سلوى..هل تجاوبني
سلوى فإن لساني باسم ذلق
ردي علي أهازيجي موقعة
فقد أعارك وزنا ، قلبي الخفق
ورتليها تسابيحا مقدسة
في معبد الحب ، يسجد عندها الافق
واستأذني في رسالات الهوى قمرا
يرنو إليه كلانا، حين يتسق
إني رأيت أخاك البدر ذا ثقة
جلت أياديه في دنيا الألى عشقوا
يا لائمي في هواها ، إنها قبس ،
من الجزائر ، والأمثال تنطبق
بنت الجزائر .. أهوى فيك طلعتها
فكل ما فيك من أوصافها خلق
أحبها ، مثل حب الله ، أعبدها
آمنت بالله ، لا كفر ولا نزق
أرض الجزائر في افريقيا ، قدس
رحابها ، من رحاب الخلد ، إن صدقوا
قلب العروبة لم يعصف بنخوتها
عسف ، ولا نال من إيمانها رهق
نادى المنادي الى التحرير يدفعها
فاستصرخت ، من قيود الحجر تنعتق
ثارت على الظلم ، مثل السيل جارفة
فلا الفيالق نتثنيها ولا الفرق
جيش ، الى النصر ، تحدوه ملائكة
مسومون ، بموج الموت يندفق
وجبهة ، بسديد الرأي تسنده
كل المعاميد فيها ، مدره لبق
و فتية ، هرعوا للشرق يعضدهم
إن يصعقوا ،فكأن الكون ينصعق
والشعب ، يسبح للعليا على دمه
وللتبرع بالأرواح يستبق
لم يثنه دون إدراك المنى رهق
وإن هم ، أحرقوا بالنار ، أو شنقوا
هذا الذي يا فرنسا ، تهدفين له
جهلا ، أما في فرنسا حازم حذق ؟
وضع السلاح ، أحاديث ملفقة ،
خرافة ، صاغها للكيد مختلق
لا تشغلينا بأثواب وأرغفة
أهدافنا المجد ، ليس الخبز والخرق
فكم قطعت عهودا ، أصبحت حلما
حتى غدونا ، بغير الحرب لا نثق
حقوقنا ،بدم الأحرار نكتبها
لا الحبر ، أصبح يعنينا ، ولا الورق
لا تطمعي النصر ، من جند سماسرة
أيحرز النصرمأجور ومرتزق ؟
جند ، يباع ويشرى مثل ماشية
يلقي السلاح إذا ما نابه الفرق
جيش من المرد ، غلمان ، مخنثة
أحلاس يدفعها – للزلة – الشبق
فلا ضمير عن الفحشاء يردعهم
إن أيسروا فسقوا ، او أعسروا سرقوا
يارب .. عجل بنصر كم وعدت به
فإن بابك ، باب ليس ينغلق
وأنت يا سجن .. لو أفلت ناصيتي
رأيتني ، لخطوط النار أخترق
لا أبتغي العز إلا في مغامرة
إن السماوات ، للمقدام تنفلق
روحي .. وهبتك يا روحي ، فدا وطني
زلفى الى الله ، لامن ولا ملق
وإن جفاني ذوو القربى ، فلا عجب
إن النبوة في أوطانها خرق
لا زلت أرعى لهم عهدا ، وإن بقيت
مثل المدى ، من جفاهم ، في الحشى حرق
سيذكرون ، إذا اليل الرهيب سجى
وجلجل الخطب ، أني في الدجى قلق
حسبي ، وحسب أناسي ، أن غدوت لهم
عودا ، يعطرهم ، ذكري وأحترق