اشعار عن الديار

كان الإنسان القديم بلا وطن، حيث كانت خطواته هي موطنه. لكنه في ذلك الوقت لم يكن يمتلك الشعر أيضاً. ومع ظهور الحضارة وتأسيس المدن والدول، وبدء الكتابة والتدوين، أصبح الوطن جزءاً لا يتجزأ من وجدان الفرد. في المقال التالي، نقدم لكم أجمل اشعار عن الديار ، فتابعونا.

اشعار عن الديار
اشعار عن الديار

أعلي في حب الديار ملام
أم هل تذكرها علي حرام
أم هل أذم إذا ذكرت منازلاً
فارقتها ولها علي ذمام
دار الأحبة والهوى وشبيبة
ذهبت وجيران علي كرام
فارقتها فأرقت من وجدي بهم
أفهل لهم أو للكرى إلمام
كانوا حياتي وابتليت بفقدهم
فعليهم وعلى الحياة سلام
أشتاقها شوق الغريب مزاره
سفهاً وإلا أين مني الشام
وتروقني خدع المنى منها وقد
بعد المدى وتمادت الأيام
وتلذ لي سنة السكرى لا رغبة
في النوم بل لتعيدها الأحلام
وتمثل الأوهام لي أني بها
ثاو ولذات الهوى أوهام
فكأن ربع تشوقي وخيالها
دمن ألم بها فقال سلام
ليس الغرام بها لأن نسيمها
وان وثغر رياضها بسام
بل للديار إذ الشباب مطاوع
فيها وأيام الزمان وسام
إذ لا نخاف بها الوشاة وحولنا
فيها العيون وعندنا النمام
الورد خد والبنفسج عارض
والنور ثغر والقضيب قوام
والراح ريق أو حديث رائق
والنقل لثم والقيان حمام
ولقد نقلت إلى الأجل وإنما
عصر الصبا أيامه الأيام
لو عاد لي عصر الشباب رأيتها
بعيون صب ماؤهن غرام

سلام على تلك الديار وأهلها
ديار بعين القلب صرت أراها
لئن بعدت عنا وشط بها النوى
فما شط عن قلب المحب هواها
فما لذ لي شيء سوى ذكرها ولا
تملك قلبي المستهام سواها
سقى حلب الشهباء كل سحابة
تحل على الروض الأريض مياها
سقى ساكنيها من أولي العلم والهدى
وكل تقي حل في سوح فناها
سحائب تسليمي وأشفى تحيتي
إلى سوحهم تنهى ولا تتناها
ففيهم زكي صادق الود والإِخا
إذا نسبوا العليا كان أباها
فيا محسن أحسنت فيما قصدته
وبلغت منك النفس فوق مناها
عن اليمن الميمون سافرت قاصداً
لنيل المعالي بعد نلت علاها
ولم ترض مصر للمقام بسوحها
وعرجت عنها طالباً لسواها
ولاقيت كل العارفين بسفحها
وكل كريم ساكن برباها
فما الناس إلا أهلها لا سواهم
وما الأرض إلا أرضهم وهواها
فأبلغهم عني سلاماً مضاعفاً
سرى من ربي صنعا بطيب شذاها
تزورهم في كل يوم وليلة
وتشرق منها أرضها وسماها
وتزهو بها الشهبا على كل بلدة
ويظهر منه نورها وسناها

شعر عن الحنين للديار

إليكم أجمل شعر عن الحنين للديار :

يا ديار مالك تبعدينا
من الشوق والحب تشقينا
إن مرت فينا لهفة إليك
أدمعت وجنتانا ،وبالصمت بكينا
رياح البعد هالكة
تقتل الحلم الذي فينا
آه … يا أمي… أين أنت ..؟
جئت لقبرك أشكو
ما فعل الغريب لابن شاهينا
كلنا راحلون …. ولا ندري
لماذا نتشبث بلظى تكوينا ..؟
يا ديار فوق التل أراك
ينبض حنيني إليك فأكتم الحنينا
فأقول لقلبي أنت مغترب
كفى أنينا ..أني أسمع الأنينا
أترى شجرة العنب والبرتقال
مغروسة في الأرض هناك
كجذوري كأنها سجينا
أنت مسكين يا قلبي
تحمل ألم الفراق وسهام الآخرينا
كريم النفس يبقى كريما
وتيقن إن الحب يبقى
لا شك بل يقينا
الشوق إلى الديار سرمدي
وان كانت الغربة بالجراح تلوينا
من نافذة الحياة أنثر كلماتي
لكل القلوب المهاجرة الحزينا
آه يا ديار أمي وأبي
شردوا قلبي من كان يعنينا
ليس غريب في الديار
بل لنا صلة رحم وأقربينا
الشوق إلى الديار يبقى ألقاً
ونورا يشع بالحياة ورب العالمينا

ما بال روحي تهفو وهي هائمة
نحو الديار ولكن مالها سبل
تعانق جدران الدار وهي قائمة
أم تقبل الارض بحب كله وجلُ
وذكرياتٌ تمر سراعاً كأنها صورٌ
امام العين ترنو لها وتكتحلُ
تسأل الدار لماذا هي خاوية
وقد كانت بالأمس كلها املُ
أين الأحبة من أهل ومن نسبٍ
وهل الجيران والأصحاب قد رحلوا
وساحة البيت ونخلٌ كان أوسطها
يطيب حين قطاف أكمامه الأكلُ
والياسمينة تنتظر أخالها وهي ذابلة
أيادٍ لسقياها الماء وقد حملوا
قد تفتحت أوراقاً وأزهاراً بها عبقٌ
تبهج الروح و سرور النفس يكتمل
من خرّبَ الأوطان ما أسوأ صنائعهم.
تعساً لهم من قوم بئس ما فعلوا
فليشهد التاريخ والإنسان على جرائمهم.
لن ُينسى لهم ما دمروا وما قتلوا.
قدري مصطفى الفندي كوتبوس المانيا

شعر عن الديار الخالية

تبكي عيني، فقد أضعف جلدي تلك الديار المهجورة: الشيخ عبد الحسين محمد علي الأعسم.

قد أوهنت جلدي الديار الخالية
من أهلها ما للديار وما ليه
ومتى سألت الدار عن أربابها
بعد الصدى منها سؤالي ثانيه
كانت غياثاً للمنوب فأصبحت
لجميع أنواع النوائب حاويه
ومعالم أضحت مآتم لا ترى
فيها سوى ناع يجاوب ناعيه
ورد الحسين إلى العراق وظنهم
تركوا النفاق إذا العراق كما هيه
ولقد دعوه للعنا فأجابهم
ودعاهم لهدى فردوا داعيه
قست القلوب فلم تمل لهدايةٍ
تباً لهاتيك القلوب القاسيه
ما ذاق طعم فراتهم حتى قضى
عطشاً فغسل بالدماء القانيه
يا ابن النبي المصطفى ووصيه
وأخا الزكي ابن البتول الزاكيه
تبتل منكم كربلا بدم ولا
تبتل مني بالدموع الجاريه
أنست رزيتكم رزايانا التي
سلفت وهونت الرزايا الآنيه
وفجائع الأيام تبقى مدة
وتزول وهي إلى القيامة باقيه
لهفي لركب صرعوا في كلابلا
كانت بها آجالهم متدانيه
تعدو على الأعداء ظامية الحشا
وسيرفهم لدم الأعادي ظاميه
تصروا ابن بنت نيهم طوبى لهم
نالوا بنصرته مراتب ساميه
قد جاوروه هاهنا بقبورهم
وقصورهم يوم الجزا متحاذيه
ولقد يعز على رسول اللَه أن
تسبى نساه إلى يزيد الطاغيه
ويرى حسيناً وهو قرة عينه
ورجاله لم تبق منهم باقيه
وجسومهم تحت السنابك بالعرا
ورؤوسهم فوق الرماح العاليه
ويرى ديار أمية معمورةً
وديار أهل البيت منهم خاليه
ويزيد يقرع ثغره بقضيبه
مترفاً منه الشماتة باريه
أبني أمية هل دريت بقبح ما
دبرت أم تدرين غير مباليه
أو ما كفاك قتال أحمد سابقاً
حتى عدوت على بنيه ثانيه
أين المفر ولا مفر لكم غداً
فالخصم أحمد والمصير الهاويه
تاللَه إنك يا يزد قتلته
سراً بقتلك للحسين علانيه
ترقى منابر قومت أوعوادها
بظبى أبيه لا أبيك معاويه
وإذ أتت بنت النبي لربها
تشكو ولا تخفى عليه خافيه
رب انتقم ممن أبادوا عترتي
وسبوا على عجف النياق بناتيه
واللَه يغضب للبتول بدون أن
تشكو فكيف إذا أنته شاكيه
فهنالك الجبال يأمر هبهباً
أن لا تبقي من عداه باقيه
يا ابن النبي ومن بنوه تسعةً
لا عشرةً تدعى ولا بثمانيه
أنا عبدك الراجي شفاعتك غداً
والعبد يتبع في الرجا مواليه
فاشفع له ولوالديه وسامعي
إنشاده فيكم وأسعد قاريه

شعر عن الدار والغربة

عندما يبتعد الإنسان عن وطنه، يعتريه شوق عميق له، ولا يدرك قيمة هذا الشعور إلا من خاض تجربة السفر والابتعاد عن بلده. وفيما يلي، نقدم أروع الأبيات الشعرية التي تتناول موضوع الدار والغربة :

بلا سكن
نرفل في النعيم والخير
بين الأهل والصغار
وغيرنا مسكنه الشارع
بلا مأوى ولاسكن ولا دار
لايملك دفء العائلة
لاأخا أوأما ولاجار
كتبت عليه أقداره
يتيما بين برد الليل والنهار
ذنبه أنه بلا أهل
وسقته الدنيا مر المرار
يتخفى تحت ظلمة الليل في الشوارع
والدمع على الخد مدرار
من يسمع أنته إن بكى
إلا القاهر الجبار
قست قلوبنا يا أمتي
ونسينا أن لنا بالعراء إخوة صغار
حرمتهم الأيام كل شيء
حرمتهم الأهل والدار
إن أحسست بدفء بيتك شتاء
ونمت خالي البال من الأفكار
تذكر أنك في نعمة
وغيرك حرم منها طول الأعمار
هم لاجيئن من الحروب
هربوا من قصف النار
هم صغار هم نساء هم يتامى
على حدود كل الأقطار
ليت العالم بلا حروب
لا قتل لا تقتيل لا دمار
ليت العالم بلا أحزان
ولا تموت من البرد الصغار

في الغربة إفتقدت دياري
إفتقدت أمي وأبي
وبعدت عنهم أخباري
أبعدتهم المسافات عني
وعزف الشوق على أوتاري
أنا غريب والغربة قاتلة
ولا أحد أعرف من أجواري
ولن يعرف معنى الغربة
إلا من ذاق مري ومراري
فشوق الأحبة نار تشتعل
آه كيف أطفئ ناري
فبيني وبين الأحبة بلاد
آه من الزمن الغدار
ينام الكل هانين
وأنا الشوق والبعد لمن سماري
فهم لا يفارقون خيالي
لا ليلا ولا نهار
فقد تركت لي بنية
جميلة كالأقمار
وحبيبة وأخية
وأما تناديني يا حامي الدار
كل يوم يأسرني الحنين إليهم
ويشغلون كل أفكاري
فهم كل حياتي
وورودي وأزهاري
إني أسامرهم كل ليلة
على ضوء النجوم والأقمار
أبكيهم بدمعي خفيه
وأقول آه ما أصعب أقداري
لعل يوما ألاقي أحبتي
وأرجع إلى دياري
فمسير كل طيرمهاجر
أن يرجع إلى الأوكار