اشعار عن الرحيل
الرحيل هو انفصال الروح عن روح أخرى ارتبطت بها وأحبّتها، أو عن مكان معين، أو عن عمل أو أي شيء آخر نتيجة ظروف خاصة أجبرت الشخص على اتخاذ هذا القرار، أو حتى بدون أسباب واضحة. يترك الرحيل في النفوس مشاعر الألم والحزن والأسى التي يصعب على الفرد مواجهتها أو تقبلها. في هذا المقال، سنستعرض معًا أبرز اشعار عن الرحيل .
حان وقت الرحيل
ولم يعد للحبِ وطن أو طريق
ولم يعد للحلمِ ذلك البيت الصغير
ذو النوافذ الزجاجية والمدفأة
لم يبقى في قلبي إلا الحريق
رحلت الشمس هاربة
وتركت ليل طويل
عذراً.. لن أطيل عليكِ
فقد حان وقت الرحيل
يا عَينُ مَهما كُنتِ ذاتَ جُمودٍ
فَلَا أُبكِينكِ دَماً عَلى مَحمودِ
وَلَأُمطِرَنكَ مِنَ الدُموعِ سَحائِباً
تَروينَها عَن كَفِّهِ في الجودِ
وَلَأَنتَ يا كَبِدي فَمِن نارِ الأَسى
ذوبي وَيانارُ الضُلوعِ فَزيدي
ما كُنتُ يا قَلبُ الحَديدَ فَإِن تَكُن
فَالنارُ قَد تُلوى بِكُلِّ حَديدِ
أَتُعِزُّ في مَحمودِ دَمعَةَ ناظِرِ
لَو كانَ فيهِ قَسوَةَ الجَلمودِ
مِن بَعدِ ما مَلَأَ النَواظِرَ قُرَّةً
وَغَدا مَسَرَّةَ قَلبِ كطُلَّ وَدودِ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ مِثلَ جَبينِهِ
شَرخَ الشَبابِ يَعودُ طَعمُ الدودِ
ما كُنتُ آمُلُ أَنَّ شُعلَةَ ذِهنِهِ
تَعدو عَلَيها اليَومَ كَفَّ خَمودِ
ما كُنتُ آمُلُ أَن نَكباءَ الرَدى
تودي بِغُصنِ شَبابِهِ الأَملودِ
وَبِكُلِّ نَفسٍ مِن أَمائِرِ نَبلِهِ
إيماضَ بارِقَةٍ وَلَمحَ شُهودِ
سَهِرَ الَليالي في وِصالِ حَقائِقٍ
وَالغَيرُ يَسهَرُ في وِصالِ الغَيدِ
ما غَرَّهُ زَهوٌ وَلا حَسَبُ العُلا
إِلّا بِمَجمَعِ طارِفِ وَتَليدِ
نَظُمَت بِهِ زَهرَ الخِلالِ كَأَنَّها
في الخودِ عَقدَ اللُؤلُؤِ المَنضودِ
قصيدة يا راحلين
يا راحلين وقد سكنتم جوارحنا
ليت الفراق ما كان ولا كانت مآسينا
تبكي العيون وقد أضحت مآقلنا
فجر الصباح بلا نور يلاقينا
تغدو الرياح بلا طيب نعانقه
ويأتي النواح بلا إذن يواسينا
صارت بطاح الأرض مقفرة
وانكبت لظى الأشواق تكوينا
عفت الحياة بلا صديق أصادقه
وقد كنت لي الرقراق تسقينا
يا من كنت بكل سر أبوح له
وألقى لديه الحل يرضينا
مت رفيقي بعد فقدك ميتة
أفقأ العينين مبتورة أيدينا
حسبي بأن نسلك باقيا
وأن الشهادة عند الله تنجينا
شعر عن الرحيل قصير
عبر الشعراء عن مشاعر الفراق بكلماتٍ رقيقة وعذبة، تعكس عمق الحزن والأسى الذي يعتري الإنسان عند وداع من يحب. ومن أجمل القصائد القصيرة التي تتناول موضوع الرحيل ما يلي :
قال إسحاق الموصلي:
تقضت لبانات وجد رحيل
ويشف من أهل الصفاء غليل
ومدت أكف للوداع تصافحت
وكادت عيون للفراق تسيل
ولا بد للإلفين من ذم لوعة
إذا ما الخليل بان عنه خليل
فكم من دم قد طل يوم تحملت
أوانس لا يودى لهن قتيل
غداة جعلت الصبر شيئا نسيته
وأعولت لو أجدى عليك عويل
ولم أنس منها نظرة هاج لي بها
هوى منه باد ظاهر ودخيل
كما نظرت حوراء في ظل سدرة
دعاها إلى ظل الكناس مقيل
قال محمد بن مقسم:
فراق الأحبة داء دخيل
ويوم الرحيل لنفس رحيل
سمعت ببينك فاعتادني
غليل بقلبي وحزن طويل
أهذا ولم يك يوم الفراق
فإن كان لا كان زاد الغليل
وأيقنت أني به تالف
ما قد وصفت عليه دليل
حياة الخليل حضور الخليل
ويفنى إذا غاب عنه الخليل
قال البحتري:
الله جارك في انطلاقك
تلقاء شامك أو عراقك
لا تعذلني في مسيري
يوم سرت ولم ألاقك
إني خشيت مواقفا
للبين تسفح غرب ماقك
وعلمت أن بكاءنا
حسب اشتياقي واشتياقك
وذكرت ما يجد المودع
عند ضمك واعتناقك
فتركت ذاك تعمدا
وخرجت أهرب من فراقك
قال ابن زريق البغدادي:
أستودع الله في بغداد لي قمرا
بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني
صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشفع بي أن لا أفارقه
وللضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب الصبر منخرق
عني بفرقته لكن أرقعه
قال كلثوم العتابي:
ما غناء الحذار والإشفاق
وشابيب دمعك المهراق
غر من ظن أن يفوت المنايا
وعراها قلائد الأعناق
ويد الحادثات رهن بمرات
من العيش مصرات المذاق
كم صفيين متعا باتفاق
ثم صارا من بعده لافتراق
قلت للفرقدين والليل ملق
سود أكنافه على الآفاق
ابقيا ما بقيتما سوف يرمي
بين شخصيكما بسهم الفراق
هوني ذا عليك واقني حياء
لست تبقين لي ولست بباق
أينا قدمت حمام المنايا
فالذي أخرت سريع اللحاق
لا يدوم البقاء للخلق لكن
دوام البقاء للخلاق
إن قضى الله أن يكون تلاق
بعد ما قد ترين كان التلاقي
قال ابن حزم الأندلسي:
كأن لم يكن بين ولم تك فرقة
إذا كان من بعد الفراق تلاق
كأن لم تؤرق بالعراقين مقلتي
ولم تمر كف الشوق ماء ماق
ولم أزر الأعراب في خبت أرضهم
بذات اللوى من رامة وبراق
ولم أصطبح في البيد من قهوة النوى
بكأس سقانيها الفراق دهاق
شعر عن الرحيل والسفر
ماذا تقول عند السفر، خاصة إذا كان المسافرون أشخاصًا عزيزين على قلبك ولهم مكانة خاصة لديك؟ إليك بعض المشاعر التي تعبر عن الرحيل والسفر.
أنا مسافر .. وأنت في خاطرك ضيق
كبدي عليك من الحزن و الكآبه
هاك المحاني والغلا و المعاليق
ومفتاح قلبي بعد سكرت بابه*
عليّ مرفوق الوجيه المطاليق
أن قلبي معرى و حبك ثيابه
وقمة غرامك بالغلا .. قمة طويق
قلبي سماك .. و نور عينك سحابه
و أن ما كفاك أنزل على الخاطر و ويق
حتاك تدري عن غلاك و صوابه ..
أسكت و تستغرب عليّ نشفة الريق ..
حكي الموادع عسر .. ما ينحكى به ..
أستر على شوقي من الهم والضيق
قلبي بكفك يا هناه و عذابه
حبك .. تعدى حب كل المخاليق
حتى غديت أنت الأهل والقرابه ..
وصوتك .. كما قطر الندى ساعة يريق
على الورود و موتتي في انسكابه ..
و شوقك .. براد الماء بجوف المعاليق
و أن مر حبك في الخفوق .. ألتوى به
مشتاق و مسافر و مبعد و لا أطيق
و لا عاد فيني للمزاح .. أستجابه
ويلي على غمض عيوني و لا أفيق
إلآ على وجهـ (ن) ذبحنـي غيابـه ..
لاتوادعني…. دخيل الله لاتبكي عيوني
وإنت عارف شنطتي دمعي وضيقاتي متاعي
سفرتي ومفارقك والبعد للضيقه حدوني
حسبي الله والوكيل الله على بعض المساعي
سيدي والذاكره حيه ولكنهم نسوني
الله يثبت ركون القلب في لحظة وداعي
إيه أنا مسافر ولكن شفني مسافر بدوني
إنت نفسي والسفر موحش ولاله أي داعي
الله يديم الثلاث اللي بفقدك صبروني
حاجتي لك وإرتباطي فيك والشوق الجماعي
كنهم في رحلتي هذي يبون يوزعوني
بس عادي لايهمك وإنت في يدك إجتماعي
كل ماطرو سفر الأيام عندي ضايقوني
لايطرون السفر و الدمع غيمي وانت قاعي
الله يحفظك ويحفظني لوإن الموت دوني
والله يخفف هبوب الريح لاتجرح شراعي
في أمان الله وإسمع كل ربعي وادعوني
وإنت وادعني وعطني تذكرتْ رحلة ضياعي
طال السفر
والمنتظر مل صبره
والشوق يا محبوب في ناظري شاب
رد النظر
خليت بالكف جمره
سعيرها في داخل القلب شباب
عز الخبر
والمهتوي ضاق صدره
يا من يرد العلم عن هاك الأحباب
طيفه عبر
ما أرسل مع الطيف عذره
هو خاطره من لوعتي ما بعد طاب
هو ما ذكر
أن الجفا فيه كسره
للخافق اللي من هوى صاحبه ذاب
يا ما سهر
طرفي على حبس عبره
اردها والوجد للدمع جذاب
دمعٍ حدر
جاله على المنع جسره
عظيم وجدي للدمع شرع الباب
يوم وشهر
عزاه والعمر مره
والناس واجد لكن الولف غلاب
شعر عن الرحيل والموت
تُعتبر لحظة فراق الأحبة، وخاصة من العائلة والأصدقاء والأشخاص المقربين، من أصعب اللحظات التي يواجهها الإنسان. ومن بين أجمل الأبيات الشعرية التي تعبر عن مشاعر الفقد والموت، نجد ما يلي :
نعلل بالدواء إذا مرضنا
فهل يشفي من الموت الدواء
ونختار الطبيب فهل طبيب
يؤخر ما يقدمه القضاء
وما أنفاسنا إلا حساب
ولا حسراتنا إلا فناء
أأمل أن أحيا وفي كل ساعةٍ
تمر بي الموتى تهز نعوشها
وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي
بقايا ليالٍ في الزمان أعيشها
إن هذا الموت يكرهه
كل من يمشي على الغبرا
وبعين العقل لو نظروا
لرأوه الراحة الكبرى
يوشك من فرّ من منيته
في بعض نمراته يوافقها
من لم يمت غبطةً يمت هرماً
للموت كأس والمرء ذائقها
النفس تبكي على الدنيا وقـد علمـت
أن السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا
لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا
إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا
فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه
وإن بناهـا بشـر خــاب بانيـهـا
أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعهـا
ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا
أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة
حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا
فكم مدائن فـي الآفـاق قـد بنيـت
أمست خرابا وأفنى المـوت أهليهـا
لا تركنـن إلـى الدنيـا ومـا فيهـا
فالمـوت لا شـك يفنينـا ويفنيهـا
لكل نفـس وإن كانـت علـى وجـل
مـن المنـيـة آمــال تقويـهـا
المـرء يبسطهـا والدهـر يقبضهـا
والنفس تنشرهـا والمـوت يطويهـا
إن المـكـارم أخــلاق مطـهـرة
الديـن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا
حتى ســليمان ما تمّ الخلود له
والريح تخدمه والبدو والحضر
دانت له الأرض والأجناد تحرسه
فزاره الموت لا عين ولا أثر
أبداً تصرُّ على الذنوب ولا تعـي
وتكثر العصيان منك وتدَّعي
أبـداً ولا تـبكي كأنـك خالدٌ
وأراك بين مـودِّعٍ ومشـيِّعِ
لِدوا للموت وابنوا للـخـراب
فكلكم يصير إلـى تـبـاب
لمن نبني ونحن إلـى تـرابٍ
نصير كما خلقنا للـتـراب
ألا يا موت لم تقـبـل فـداءً
أتيت فما تحيف ولا تحابـي
كأنك قد هجمت على مشيبي
كما هجم المشيب على شبابي
كم من صحيحٍ بات للموت آمنـاً
أتته المنايا بغتةً بعد ما هـجـع
فلم يستطع إذ جاءه الموت بغـتةً
فراراً ولا منه بحيلةٍ امـتـنـع
ولا يترك الموت الغنى لمـالـه
ولا معدماً في المال ذا حاجةٍ يدع
هو الموت مـا مـنـه ملاذ ومهرب
مـتى حط ذا عن نـعـشه ذاك يركب
نـؤمل آمـالاً ونـرجوا نـتـاجها
وعـل الـردى مما نـرجـيه أقـرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوا
وفـي علمـنا أنـا نمــوت وتخرب
لا تَأْمَنِ الموتَ في طَرْف وفي
نَفَس ولو تَمَنَعْتَ بالحُجَّابِ والـحَـرَسِ
فما تزالُ سِهَامُ الـمـوتِ نـافـذةً
في جَنبِ مُدَّرعٍ منّـا ومُـتَّـرسِ
ما بالُ دينكَ تَرْضَى أن تُـدَنِّـسَـهُ
وثوبُك الدهر مَغسولٌ من الدَّنَـسِ
ترجو النَجاةَ ولم تَسْلُكْ مسَالِـكَـهـا
إن السفينةَ لا تجرِي علـى يَبَـس
الموت لاشك آتٍ فاستعد له
إن اللبيب بذكر الموت مشغول
فكيف يلهو بعيشٍ أو يلذ به
من التراب عليه عينيه مجعول
أذكر الموت ولا أرهبه
إن قلبي لغليظ كالحجر
أطلب الدنيا كأني خـالدٌ
وورائي الموت يقفو بالأثر
وكفى بالموت فاعلم واعظاً
لمن المـوت عليه قد قدر
والمنايا حوله ترصده
ليس ينجي المرء منهن المفر
يا مغرماً بوصال عيشٍ ناعم
ستصد عنه طائعاً أو كارها
إن المنية تزعج الأحرار عن
أوطانهم والطير عن أوكارها
تيَّقظ للذي لا بد منـه
فإن الموت ميقات العبــاد
يسرُّك أن تكون رفيق قوم
لهم زادٌ وأنت بغير زاد
ولدتك إذ ولدتك أمك باكيـاً
والقوم حولك يضحكون سروراً
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
يا ابن آدم لا تغررك عافية
عليك شاملة فالعمر معدود
ما أنت إلا كزرع عند خضرته
بكل شيء من الأوقات مقصود
فإن سلمت من الآفات أجمعها
فأنت عند كمال الأمر محصود
أرى المرء يبكي للذي مات قبله
وموت الذي يبكي عليه قريب
وما الموت إلا في كتـابٍ مؤجل
إلى سـاعةٍ يُدعى لها فيُجيب