الفرق بين الحب والصداقة
الفرق بين الحب والصداقة ، وكيف يمكن تمييز ما يفصل بينهما قبل أن ننتقل إلى الأسئلة الأكثر حساسية:
- الصداقة علاقة ذات تاريخ أول ما يمكن الحديث عنه في الفرق بين الحب والصداقة أن الصداقة غالباً ما تبنى على مدى زمني أطول ومن خلال مجموعة أكبر من التجارب والمواقف المشتركة بين الصديقين، فالانجذاب نحو شخص آخر لا يكفي لنقول عنه صديقاً، لكنه قد يكون مقدمة سريعة وقصير للوقوع في الحب.
- هذا لا يعني بطبيعة الحال عدم وجود علاقات حب تبنى ببطء وروية وعلى مدى طويل، لكنها في هذه الحالة ستمر بمرحلة الصداقة قبل أن تصبح حباً!.
- الصداقة أكثر عقلانية من الحب يتميز الحب بمشاعر قوية تجعل الإنسان أكثر اندفاعاً وأحياناً تجعله يقوم بأفعال مجنونة وحمقاء في سبيل الحب، فيما تتميز الصداقة بمنح الإنسان فرصة أكبر للتفكير قبل القيام بأفعال تتعلق بالصداقة، بغض النظر إن كان هذا التفكير سينتهي بأفعال عقلانية أم مجنونة!.
- الحب له أعراض واضحة فيما تبدو الصداقة اعتيادية بالنسبة لمعظمنا، تعارف وإعجاب متبادل ثم نشاطات مشتركة وعلاقة أعمق فأعمق، يبدو الحب صادماً أكثر ومفاجئاً، حيث تظهر للحب علامات جسدية لا يمكن تجاهلها مثل تغير نظام دقات القلب والشعور بالتوتر وربما التعرق وغيرها من العلامات التي تنتج عن التفاعلات الكيميائية المصاحبة للحب، فضلاً عن شعور الغيرة على الحبيب ومشاعر الشوق واللهفة التي تعتبر أعراضاً مميِّزة للغرام.
- الحب له مستقبل الصداقة تنشأ بين شخصين بصفتهما شخصين مستقلين، مشاريعهما المشتركة قد تكون نزهة أو مشروع تجاري أو نقاش ما، أما الحب فهو ما يجعلنا نفكر بمستقبل مشترك، ونضع خطة للأيام المقبلة، فالأصدقاء لا يسألون أنفسهم عن مستقبل الصداقة لأنها ستكون على ما هي عليه الآن إن لم يحصل ما يعكر صفوها أو يجعلها أعمق، وأما العشاق فسؤالهم الدائم “ماذا بعد؟”.
- من جهة أخرى يجعلنا الحب نتخذ مواقف غريبة وغير مفهومة حتى بالنسبة لنا، في علاقات الصداقة نستطيع معرفة أسباب ما نقوم به بشكل واضح، فإذا وقع شجار بين صديقين يستطيع كل منهما غالباً تحديد موقفه ودوافعه، فيما تبدو شجارات الأحبة بلا أهداف وبلا دوافع خاصة في المرحلة الأولى، لنقل أن الدبلوماسية الإيجابية تطغى على علاقات الصداقة السوية، فيما يعتبر الحب حرباً باردة!.
- الحب أقل أريحية في بدايته معظمنا لا يهتم كثيراً كيف سيبدو أمام أصدقائه، من جهة لأنهم يعرفونه حق المعرفة ولن يضطر للتصنع أمامهم، ومن جهة أخرى فهو لا يعمل على لفت انتباههم لأنهم أصدقاء على أية حال، الحب في بدايته يدفعنا إلى الاهتمام أكثر بمظهرنا وبطريقة كلامنا وصورتنا العامة لنلفت انتباه الطرف الآخر، ربما يقل اهتمامنا لاحقاً بهذه الأمور مع تطور العلاقة، لكن هذا الاهتمام يترجم فرقاً من الفروق بين الحب والصداقة.
- الصداقة حب بلا شهوة التشابه بين مشاعر الحب والصداقة يجعل البعض يقول أن الجنس والشهوة هو أقصى ما يفصل الصداقة عن الحب، لذلك يمكن القول أن الصداقة حب بلا شهوة وبلا جنس، فالشهوة الجنسية الكامنة وراء الانجذاب العاطفي تلعب دوراً كبيراً في تكوين علاقة الحب وتغذية هذه المشاعر.
الفرق بين الحب والإعجاب في علم النفس
هُنالك بعض الفروقات التي تُميّز بين مشاعر الإعجاب والوقوع في الحب، والتي يوضحها علم النفس، وأبرزها ما يأتي:
- اختلاف طريقة الشعور الداخليّة: يختلف الإعجاب عن مشاعر الحب من حيث سعادة وشغف ولهفة المرء الداخليّة اتجاه الشريك، حيث إن الحب يزرع في المرء سعادةً وبهجةً طويلة الأمد، بينما يعتمد الإعجاب على نوع وصفات الشخصيّة التي يتحلى بها الطرف الآخر، والتي تُساهم في الحفاظ على جودة العلاقة ومقدار سعادة المرء في الانخراط بها.
- عمق الشعور: يتضمن الإعجاب الشعور بالتقدير والاحترام للطرف الآخر والذي يجعله راغباً في الجلوس إلى جانبه ويُفضّل رفقته لكن ليس بمعنى الحاجة الكبيرة التي تجعله غير قادر عن الاستغناء عنه والتي تُميّز مشاعر الحب، حيث إنها أعمق وأقوى بحيث تتخللها رغبةً قويّةً بالاتصال الوطيد بالحبيب والبقاء معه والاشتياق له عند غيابه.
- مقدار الاهتمام بالطرف الآخر: تدفع عاطفة الحب المرء وتُرغمه على التواصل مع حبيبه عن كثب بشكلٍ عميق ومنتظم، بحيث يُقدّر احتياجاته ويهتم لرغباته ويجتهد في إسعاده، بينما يكون الإعجاب أقل اندفاعاً ويقتصر على الانجذاب له وتقديره واحترامه ضمن ضوابط مُعينة، ولا يشترط التواصل معه بشكلٍ دائم أو الحاجة لتلبيّة اهتماماته وتشارك الطرفين رعاية بعضهما البعض.
- ارتباط الإعجاب والحب ببعضهما: قد يكون الإعجاب منفذاً وعاملاً يقود المرء للوقوع في حبّ شريكه لكنه ليش شرطاً أساسيّاً ولا يعني بالضرورة حبه، كما أن الحب لا يشترط الإعجاب بصفات وشخصية الشريك فهو بالنهاية شعور أكثر عمقاً وعظمةً.
علامات الحب بين صديقين
يمكن للشخص الفوز بالأصدقاء والتأكد من محبتهم من خلال عدد من الممارسات والدلالات ومنها:
- يخوض معُه الأحاديث المُختلفة ويُبعد عنه التوتر، ويبقى على تواصُل دائم معه، ويُشاركُه جميع أموره وأسراره وتجاربه الجديدة، ويحرِص على الاطمئنان عليه بشكل مستمر والسؤال عن أحواله وأمور حياته المُختلفة.
- يسعى لقضاء الوقت معه وممارسة الأنشطة والتجارِب الجديدة، ويُعطيه الأولوية عند وجوده ولا ينشغل في أيّ أمور أخرى عنه للتأكيد على أهمية صداقتهم بالنسبة له.
- يُعزز الصديق المُحب دائماً احترام صديقه لذاته ويساعدُه حتى يُظهر أحسن ما عنده، ويكون واثقاً منه ومن نفسه. يكون صادقاً معه دائماً ومُنفتح عليه، وقادراً على ذكر الأمور السلبية والإيجابية فيه ليجعله الأفضل.
- يُحافظ على أسرارِه ولا يبوح بها أبداً، ويخلص له ويفي بوعوده معه، ولا يتكلم من وراء ظهره ويعمل دائماً على ذِكر محاسنه عند غيابه، ولا يَسخر منه أمام الآخرين. يدعمُه في نجاحه ويسنده في هفواته ويُساعده على تخطّي مخاوِفه.
- يتقبّله كما هو ولا يحاول تغييرُه ليصبح مشابهاً له أو مناسب لصداقتهم بشكل أكبر، ويحترام دائماً قراراته ومعتقداته حتى لو كانت مُختلفة عنّه.
- يسعى دائماً لجعله سعيداً مهما كلّفه الأمر، وينضم إليه عند ممارستِه الأنشطة الساذَجة والبسيطة حتى يُشاركه سعادته. يستطيع التصرُّف بعفويّة معه ولا يخجل من مشاركتِه مواقفه المُحرجة والمُضحكة، إذ أنّه يعلَم أنّه ليس محتاجاً لإثارة إعجابه.
- يحتفل معه في مناسباته المختلفة جميعها، كعيد الميلاد، والزواج، وعند حصوله على ترقية في عمله، وغيرهم. يتذكّر الأمور التي يُحبها، كنوع الموسيقى التي يستمع لها، وطعامِه المفضّل، ونشاطاته المُفضلّة.