محتويات المقال
اللهم رب هذه الدعوة التامة
اللهم رب هذه الدعوة التامة ، الدعاء بعد الأذان هو سنة مستحبة، وليس واجبًا، سواء للمؤذن أو لغيره. بعد انتهاء الأذان، يُستحب للمؤذن أن يقول: “اللهم صل وسلم على رسول الله” أو “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد”. ثم يتابع بالدعاء: “اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد.”
- وهكذا كل مسلم سمع الأذان يقول هذا، وهكذا كل مسلمة يستحب أن يقول هذا، من سمع الأذان من رجل أو امرأة يجيب المؤذن يقول مثل قول المؤذن إلا عند الحيعلة فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، عند حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أما البقية فيقول مثله، إذا قال الله أكبر يقول الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله يقول أشهد أن لا إله إلا الله وهكذا، ثم بعد الفراغ يصلي على النبي ﷺ ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته.
- يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة رواه البخاري في صحيحه، زاد البيهقي في آخره: إنك لا تخلف الميعاد بإسناد حسن.
- وفي الحديث الآخر: قال بعض الناس: يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلونا قال: قل مثل قولهم ثم سل تعطه، وفي اللفظ الآخر قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة هذا فضل عظيم.
- فيستحب للمؤمن والمؤمنة إذا سمع المؤذن أن يجيب المؤذن مثل قول المؤذن سواء سواء إلا عند قول حي على الصلاة حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم بعد الفراغ يصلي على النبي ﷺ يقول: اللهم صل وسلم على رسول الله، أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أي نوع من أنواع الصلاة الإبراهيمية تكفي، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته. والأفضل أن يزيد إنك لا تخلف الميعاد، هذا هو الأفضل، وهو سنة وليس بواجب.
اللهم رب هذه الدعوة التامة إنك لا تخلف الميعاد
هذا الذكر والدُّعاء جاء من حديث جابر بن عبدالله -رضي الله تعالى عنه-، وهو مُخرَّجٌ في الصَّحيح: مَن قال حين يسمع النِّداء: اللهم ربَّ هذه الدَّعوة التَّامة، إلى قوله: وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه؛ حلَّت له شفاعتي يوم القيامة.
- وأمَّا هذه الزيادة: إنَّك لا تُخلف الميعاد فهي ليست في الصَّحيح، والعلماء منهم مَن قبلها وحكم عليها بالصحّة أو الحُسْن، ومنهم مَن ردَّها وضعَّفها.
- فممن قبلها الحافظُ ابن القيم؛ حيث حكم عليها بالصحة، وكذلك أيضًا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، فقد قال: إسنادها حسن. وقال مرةً: إسنادها صحيح. وقال مرةً: إسنادها جيد. وكذلك أيضًا الشيخ محمد الصَّالح العثيمين -رحمه الله-.
- وممن ضعَّفها الشيخُ ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، حيث حكم عليها بالشُّذوذ، وهي من حديث عبدالله بن مسعود ، قالوا: تفرَّد بها محمد بن عوف الطَّائي، ولم يروها غيرُه، ويكون ذلك من قبيل الشَّاذ. هكذا قالوا، والآخرون قبلوها وعدُّوا ذلك من الزِّيادات الصَّحيحة.
- وأمَّا ما يتَّصل بالمعنى: فإنَّ بعض مَن ردَّها قالوا: إنَّ هذا المعنى لا يحسُن ولا يجمُل أن يُخاطَب الله -تبارك وتعالى- به، فيُقال: “إنَّك لا تُخلف الميعاد”.
- وهذا غير صحيحٍ؛ لأنَّه قد جاء في القرآن مما علّمنا الله -تبارك وتعالى- من دعاء أهل الإيمان، كما في سورة آل عمران، وفيه: رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران:194]، فهذا الدُّعاء لا شيء فيه من جهة المعنى، بل هو صحيحٌ، ويشهد له القرآن.
- وقوله ﷺ في هذا الحديث: مَن قال حين يسمع النِّداء هذا يحتمل أنَّه يقول ذلك بمجرد السَّماع، حينما يطرُق سمعه نداء المؤذّن، حينما يصل إلى مسامعه صوتُ المؤذّن، حينما يصدح بالأذان: مَن قال حين يسمع، فهذا احتمالٌ: أن يكون ذلك قبل فراغ المؤذّن.
اللهم رب هذه الدعوة التامة في المنام
الدعاء في المنام تعبد في اليقظة أو صلاة. وهو يدل على بلوغ الغايات وأحيانا يدل على الولد، فإذا كان الدعاء بشدة سائدة وصراخ فإنه، يدل على الشدائد أو الفتن.
- ربما دلت الأدعية في المنام على ندرة المطر إذا كان له صخب. فإن دل الدعاء على الصلاة، وكان الدعاء معروف، فإن الصلاة تكون به فريضة.
- وإن كان دعاء خفيف فإنه يدل على ابن مبارك. وإن رأى أناس مجتمعين على دعاء فإنه لقاء أبناء، وربما نماء وبركة في النعم والأرزاق، وتلاش المعاناة.
- ومن رأى كأنه يدعو الله تعالى أو يدعى له فإنه يصيب خير وسعادة.
- يدل على قضاء الحاجة أو الدين. وقيل: يدل على الاستجابة لا سيما إن كان في بيت من بيوت الله تعالى كالمسجد أو الجامع أو الحرم.
- وإن رأى صاحب المنام كأنه دعا الله في ظلمة فإنه ينجو من كرب أو مرض. فإن رأى كأنه يدعو رجل فإنه يتوسل إلى شخص خشية إملاق أو حاجة أو عوز.
- الدعاء في منام العزباء، محمود إذا رأت كأنها تردده في حلمها دونما بكاء أو صخب أو صراخ وهو غالباً ما يدل على القبول أو الاستجابة.
- فإن رأت الفتاة كأنها تدع الله أن يوفر لها أسباب الرزق أو العيش الكريم فإن دعاءها بإذن الله يستجاب خاصة إذا كانت في اليقظة مواظبة على الصلاة.
- أما الفتاة التي ترى في حلمها كأنها تدع الله حتى يرزقها الزوج الصالح فذلك تأويله حسن، لأنه غالباً ما يدل على الاستجابة خاصة إذا تكرر الدعاء في منامها أكثر من مرة وكان بصوت خافت أو هادئ أو جميل.