محتويات المقال
اللهم ظلمت نفسي ظلما كثيرا
دعاء اللهم ظلمت نفسي ظلما كثيرا، عن أَبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّه قَالَ لِرَسولِ اللَّه ﷺ: عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي، قَالَ: قُلْ: اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كثِيرًا، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم متَّفَقٌ عليهِ.
- وفي رِوايةٍ: وَفي بيْتي وَرُوِي: ظُلْمًا كَثِيرًا وروِيَ كَبِيرًا بِالثاءِ المثلثة وبِالباءِ الموحدة، فَيَنْبغِي أَن يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيُقَالُ: كَثيرًا كَبيرًا.
- وَعَن أَبي موسَى ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّه كَانَ يَدعُو بهَذا الدُّعَاءِ: اللَّهمَّ اغْفِر لِي خَطِيئَتي وجهْلي، وإِسْرَافي في أَمْري، وَمَا أَنْتَ أَعلَم بِهِ مِنِّي، اللَّهمَّ اغفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلي، وَخَطَئي وَعمْدِي، وَكلُّ ذلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَما أَسْررْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْت المقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ متفقٌ عَلَيْهِ.
- وعنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنهَا، أَنَّ النَّبي ﷺ كَانَ يقُولُ في دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عمِلْتُ ومِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ. رَوَاهُ مُسْلِم.
- وعَنِ ابنِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُما قَالَ: كانَ مِنْ دُعاءِ رسُولِ اللَّهِ ﷺ اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجميعِ سخَطِكَ روَاهُ مُسْلِمٌ.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا إسلام ويب
دعاء اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا إسلام ويب:
- الدعاء المذكور هو ما جاء في الصحيحن وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. والله أعلم.
ربي إني ظلمت نفسي وإن لم تغفر لي وترحمنى لأكونن من الخاسرين
ورد الدعاء في القرآن الكريم في قصص كثيرٍ من أنبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه ، لكن في سياق قصة أبينا آدم عليه السلام لم ترد إلا دعوةٌ واحدةٌ ، وهي الواردة في قوله تعالى( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) [الأعراف : 23]
- وقد قال المفسرون أن هذه هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فدعا بها فتاب الله عليه ، والتي وردت الإشارة إليها في قوله تعالى (( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) [البقرة : 37]
- وفي كون هذا الدعاء هو الوحيد الذي ذكره القرآن الكريم عن أبينا آدم وأمنا حواء فوائد كثيرة منها :
- أن في ذلك إرشاداً لبني آدم إلى أفضل دعاءٍ دعا به أبواهم آدم وحواء عليهما السلام وكان موضوعه الاستغفار، وفيه من آداب الدعاء الإقرارٌ بظلم النفس ، وطلب المغفرة ، وإظهارٌ الافتقار إلى مغفرة الرب ورحمته ، وأن من لم يغفر له اللهُ ويرحمه فهو من الخاسرين ، ولاشك أن آدم و حواء عليهما السلام كانا كثيري الدعاء لربهما لكن لم يُذكر من دعائهما في القرآن إلا هذا تنبيهاً على دلالاته العظيمة ، وتنبيهاً على فضل الاستغفار والتوبة.
- أن نتيجة هذا الدعاء كانت توبة الله عليهما (( فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) ، وفي هذا إشارةٌ إلى أن الله يتوب على من تاب من عباده ولجأ إلى ربه بإخلاصٍ وصدق وتذلل بين يدي خالقه.
- أن من فضل الله على أبينا آدم عليه السلام أنه هو من علمه تلك الكلمات وألهمه إياها (( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ))، فهو سبحانه اللطيف بعبده يعلمه كيف يستغفره ويلهمه التوبة ، وفي ذلك إشارةٌ لبني آدم أن الله كما علم أبويهم كيف يستغفرانه ويتوبان إليه ؛ فقد علم بني آدم أيضاً عن طريق أنبيائه ورسله عليهم السلام كيفية التوبة والاستغفار والإنابة ، وهناك أدعية أرشدنا لها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منها سيد الاستغفار ،ومن ذلك إرشاده صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث علَّمه نبينا صلى الله عليه وسلم أن يدعو في صلاته بقوله (( اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم)) ، وأخبر سبحانه وتعالى بأنه غفارٌ لمن تاب و آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ، قال تعالى : ((وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)) [طه : 82] .