اللهم عليك توكلت
دعاء اللهم عليك توكلت ، عن طلق بن حبيب، قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه، فقال: يا أبا الدرداء، لقد احترق بيتك. فرد أبو الدرداء: لم يحترق، فإن الله عز وجل لن يفعل ذلك، فقد سمعت كلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قالها في أول النهار لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها في آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح.
- ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)).
- الحديث ضعيف ولكن إذا عمل به الإنسان رجاء أن ينفعه الله به فهو ذكر طيب وهو ذكر عظيم ذكر طيب لا بأس به، لكن من غير اعتقاد أنه يحصل به هذا المطلوب، من غير اعتقاد أنه سنة لكنه ذكر من أعظم الذكر المشروع، ذكر طيب عظيم مشروع، لكن لا يعتقد فيه هذا الشيء الذي جاء فيه، ثم يقول: فعلت ولم يستجب لي ولم يحصل، لكن الأذكار الشرعية كلها مطلوبة.
اللهم عليك توكلت وبك استعنت
هذه الأحاديث فيما يتعلق باليقين والتوكل وتقدم أن الله جل وعلا أوجب على عباده الإيمان به والتوكل عليه في جميع الأمور يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء:136]، وقال: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا [التغابن:8]، فالواجب على جميع الناس الإيمان بالله جل وعلا، وبما أنزل على أنبيائه، ومن الإيمان بذلك الإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة وأنه رب العالمين وأنه الخلاق العليم وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا، ومن الإيمان التوكل عليه والتفويض إليه والاعتماد عليه في كل الأمور مع فعل الأسباب.
- التوكل يتضمن الاعتماد بالقلب على الله والإيمان بأنه مصرف الأمور ومدبر الأمور مع فعل الأسباب من صلاة وصوم وبيع وشراء وزرع وغير هذا من الأسباب، أسباب الدين وأسباب الدنيا، فالتوكل يجمع الأمرين العمل الصالح وعمل القلب مع عمل الجوارح في طاعة الله وفيما أباح الله من الكسب الذي يحتاجه يقول الله جل وعلا: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا يعني زادهم تكتل الناس وتجمعهم لحربهم زادهم إيمانًا بالله وثقة به واستنصارًا به وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران:173].
- حسبنا يعني كافينا، كافينا الله ونعم الوكيل، والله لمن توكل عليه وصدق وأعد العدة التوكل مع العدة، قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [النساء:71].
- فالمؤمنون يعدون العدة لعدوهم ويأخذون بالأسباب من جميع الوجوه مع الثقة بالله والاعتماد عليه ، هكذا المؤمن عمل وثقة بالله وتوكل عليه جل وعلا، فلا يجلس في البيت ويقول: يكفيني جلوسي في البيت أنا متوكل على الله يأتيني رزقني، لا بدّ يعمل لا بدّ من عمل اعقلها وتوكل لا بدّ من عمل، يزرع، يبيع، يشتري، يعمل عند أحد بالأجرة إلى غير هذا، الأسباب التي تكون في بلده يأخذ بها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ [النساء:71].
- والنبي ﷺ يقول: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فإذا أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان والأصحاب هم أفضل الناس بعد الأنبياء، المهاجرون يتجرون والأنصار يحرثون، هذه أسبابهم المهاجرون في التجارة والبيع والشراء، والأنصار في الحرث والزراعة، وهم أصدق الناس وخير الناس وأعظم الناس توكلاً وأكملهم إيمانًا بعد الأنبياء.
- وكان من دعائه يقول ﷺ: اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت، أعوذ بعزتك أن تضلني لا إله إلا أنت، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها هذا من دعائه ﷺ، وفي اللفظ الآخر: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، أعوذ بالله من هؤلاء الأربع فالمؤمن هكذا يعمل بالأسباب ويأخذ بالأسباب ويبتعد عن أسباب الشر ويتوكل على الله ويعتمد عليه سبحانه وتعالى.
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك خلقتني
هذا حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه من حديث شداد بن أوس، يقول عليه الصلاة والسلام: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك … إلى آخره، فهو حديث صحيح.
- في صحيح البخاري، عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ. مَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».