اللهم قنا عذاب النار

دعاء اللهم قنا عذاب النار ، بعد التشهد الأخير وقبل السلام، ورد في الدعاء ما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- حيث قال: كان رسول الله ﷺ يدعو قائلاً: “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة الحياة والموت، ومن فتنة المسيح الدجال”. وهذه هي الأربع: عذاب القبر، وعذاب النار، وفتنة الحياة والموت، وفتنة المسيح الدجال.

اللهم قنا عذاب النار
اللهم قنا عذاب النار
  • والحديث مُخرَّجٌ في “الصَّحيحين”. فهذا اللَّفظ: أنَّ النبي ﷺ كان يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك، وجاء في بعض ألفاظه: وإذا فرغ أحدُكم من التَّشهد الآخر فليتعوّذ بالله، فهذا أمرٌ، فيتعوذ هنا فعل مضارع، دخلت عليه لامُ الأمر، وهذه إحدى الصِّيغ المعروفة للأمر.
  • وجاء من حديث ابن عباسٍ -رضي الله تعالى عنهما-، وهو أيضًا مُخرَّجٌ في “الصَّحيحين”: أنَّ النبي ﷺ كان يُعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يُعلِّمهم السُّورة من القرآن، يقول: قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدَّجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، فهذا فيه الاستعاذة من هذه الأربع أيضًا، لكن مع تقديمٍ وتأخيرٍ ومُغايرةٍ يسيرةٍ في اللَّفظ: من عذاب جهنم، من عذاب النَّار.
  • فكون النبي ﷺ يأمر بذلك، وأيضًا هنا يُعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يُعلِّمهم السُّورة من القرآن، كلّ ذلك يدلّ على تأكُّده، وأنَّ ذلك مما ينبغي أن يُحافظ المصلِّي عليه.
  • وقد جاء عن طاووسٍ، كما في “صحيح مسلم” بعد أن أورد هذا الحديث: بأن طاووس بن كيسان قد أمر ابنَه بإعادة الصَّلاة حينما ترك هذا الدُّعاء، أمره بالإعادة.
  • ولهذا فقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى وجوب الاستعاذة من الأربع بعد الفراغ من التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ، وهو رواية عن الإمام أحمد، ولكن المشهور الذي عليه الجمهور-ومنهم الأئمة الأربعة- أنَّ ذلك من قبيل المستحبّ، ولكن مثل هذه العبارات في الحديث -كما رأيتُم- من الأمر به، وتأكيد النبي ﷺ عليه؛ هذا يدعو المؤمن المصلِّي إلى التَّمسك به، والمحافظة على هذا الدُّعاء.

اللَّهُمَّ إني أَعُوذُ بك من عذاب القبر وفتنة المسيح الدجال

هذا اللَّفظ: أنَّ النبي ﷺ كان يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك، وجاء في بعض ألفاظه: وإذا فرغ أحدُكم من التَّشهد الآخر فليتعوّذ بالله، فهذا أمرٌ، فيتعوذ هنا فعل مضارع، دخلت عليه لامُ الأمر، وهذه إحدى الصِّيغ المعروفة للأمر.

  • وجاء من حديث ابن عباسٍ -رضي الله تعالى عنهما-، وهو أيضًا مُخرَّجٌ في “الصَّحيحين”: أنَّ النبي ﷺ كان يُعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يُعلِّمهم السُّورة من القرآن، يقول: قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدَّجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، فهذا فيه الاستعاذة من هذه الأربع أيضًا، لكن مع تقديمٍ وتأخيرٍ ومُغايرةٍ يسيرةٍ في اللَّفظ: من عذاب جهنم، من عذاب النَّار.
  • فكون النبي ﷺ يأمر بذلك، وأيضًا هنا يُعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يُعلِّمهم السُّورة من القرآن، كلّ ذلك يدلّ على تأكُّده، وأنَّ ذلك مما ينبغي أن يُحافظ المصلِّي عليه.

اللهم قنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما

هذه الدعوة المباركة ضمن دعوات وخصال لعباد اللَّه تعالى وصفهم، وأثنى عليهم في أكمل الصفات، ونعتهم بأجمل النعوت، وأضافهم إلى نفسه الكريمة إضافة تشريف وتعظيم، إجلالاً لقدرهم، فصدَّر صفاتهم بقوله: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾، وذلك أن العبودية للَّه تعالى نوعان:

  • عبودية الربوبية، فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برّهم وفاجرهم، فكلهم عبيد للَّه مربوبون مُدَبّرون:﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾.
  • وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته، وهذه عبودية خاصة، وهي: عبودية أنبيائه وأوليائه، وهي المراد هنا؛ ولهذا أضافها إلى اسمه الرحمن.
  • فيا له من شرف عظيم، ومكرمة كريمة لمن كان مثلهم.
  • ثم ذكر من الخصال الجميلة أدعية دعوها، فقالوا :﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ﴾: أي نجّنا يا ربنا من عذابها، ومن أسبابه في الدنيا؛ بتيسير الأعمال الصالحة، واجتناب السيئات المقتضية لها, وفيه إشارة لما ينبغي عليه المؤمن من الخوف من العذاب، مع الرجاء، فيجمع بين الترغيب والترهيب كالجناحين للطائر، وأن العبد ينبغي له أن لا يغترّ بعمله مهما كان صالحاً، فهم مع كل هذه الصفات الجليلة يخافون من عذابه، ويبتهلون إليه تعالى لكي يصرفه عنهم، غير مغترّين بأعمالهم، وهذا من حسن العبادة، وكمالها.