اللهم متعنا بأبصارنا وأسماعنا وقواتنا

الدعاء المذكور هو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه خالد بن أبي عمران عن ابن عمر، حيث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مجلسه إلا بعد أن يدعو بهذه الأدعية لأصحابه: “اللهم اجعل لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما توصلنا به إلى جنتك، ومن اليقين ما يخفف عنا مصائب الدنيا. وامنحنا أسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعلها الوارثة لنا، وانتقم لنا ممن ظلمنا، وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.” رواه الترمذي، وقال: “هذا حديث حسن غريب.”

اللهم متعنا بأبصارنا وأسماعنا وقواتنا
اللهم متعنا بأبصارنا وأسماعنا وقواتنا
  • ومعنى الحديث كما في تحفة الأحوذي وقوله: ومتعنا من التمتيع أي اجعلنا متمتعين ومنتفعين بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أي بأن نستعملها في طاعتك.
  • لأن البراهين إنما تكون مأخوذة من الآيات وذلك بطريق السمع أو من الآيات المنصوبة في الآفاق والأنفس فذلك بطريق البصر، فسأل التمتيع بهما حذراً من الانخراط في سلك الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، ولما حصلت المعرفة بالأولين يترتب عليها العبادة فسأل القوة ليتمكن بها من عبادة ربه قاله الطيبي. والمراد بالقوة قوة سائر الأعضاء والحواس أو جميعها فيكون تعميماً بعد تخصيص. فالعقل داخل في الدعاء المذكور إجمالا. منقول عن موقع اسلام ويب.
  • قال ابن الملك التمتع بالسمع والبصر إبقاؤهما صحيحين إلى الموت ما أحييتنا أي مدة حياتنا. وإنما خص السمع والبصر بالتمتيع من الحواس لأن الدلائل الموصلة إلى معرفة الله وتوحيده إنما تحصل من طريقهما.

صحة حديث اللهم متعنا بأسماعنا وَأَبْصَارِنَا

إليكم مدى صحة حديث اللهم متعنا بأسماعنا وَأَبْصَارِنَا:

  • قَلَّما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقومُ من مجلِسٍ حتى يدعُوَ بهؤلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا ، اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا ، وأبصارِنا ، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا ، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا ، واجعَلْ ثَأْرَنا عَلَى مَنْ ظلَمَنا ، وانصرْنا عَلَى مَنْ عادَانا ، ولا تَجْعَلِ مُصِيبَتَنا في دينِنِا ، ولَا تَجْعَلْ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا ، ولَا مَبْلَغَ عِلْمِنا ، ولَا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لَا يرْحَمُنا
  • الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : الكلم الطيب | الصفحة أو الرقم : 226 | خلاصة حكم المحدث : حسن

اللهم اقسم لنا مِنْ خَشْيَتِكَ

هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها لنفسه ولأصحابه ، وعلمها أمته رحمة بهم وشفقة عليهم ، إذ لم يترك هذا الدعاء من خيري الدنيا والآخرة أمرا إلا وتضمن أكمل ما فيه وأحسنه .

  • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ :
  • ( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا )
  • رواه الترمذي (رقم/3502) وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي “.

اللهم متعنا بقواتنا

“اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا، وأبصارِنا، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا” يعني:

  • اجعل أسماعنا وأبصارنا باقية، نتمتع بها، ولا تضعف حال كبرنا، ولا تذهب أسماعنا ولا أبصارنا في حال كبر، نتمتع بها، فكأن المعنى: أنه حال الكبر وحال الضعف يضعف سمعه ويضعف بصره، ويمكن أن يدخل أيضاً في الوراثة حتى بعد وفاته أن يكون ما أبصره وسمعه من الخير ونشره مذكوراً بعده، موروثاً عنه، بعدما يموت، كأنه مُتع بسمعه وبصره.
  • بمعنى أنه: رأى الخير والعلم، وسمعه ثم بلغه لغيره، ثم إذا مات كان كالموروث بعده فيصل خيره وبره إليه، لكن المشهور في تفسير العلماء: الوارث أنها تبقى لنا حال ضعفنا، وحال كبرنا فنتمتع بها، فنستعين بها على طاعة الله، ونستعين بها على أوامره سبحانه وتعالى.