محتويات المقال
اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك
دعاء “اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك” هو من الأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي نوضح المعنى الذي يقصده عليه أفضل الصلاة والسلام من هذا الدعاء:
- فالحديث، رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والحاكم، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: اللهم هذا فعلي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك. وقد أعله كبار أهل العلم بالإرسال، منهم: أبو زرعة، والترمذي، والنسائي، والدارقطني، والألباني.
- وقد صححه بعض الأئمة، كابن حبان، والحاكم، وابن كثير، وابن الملقن، والسيوطي.
- وأما معناه؛ فقال العيني في عمدة القاري: قَالَ التِّرْمِذِيّ: يَعْنِي بِهِ الْحبّ والمودة؛ لِأَن ذَلِك مِمَّا لَا يملكهُ الرجل وَلَا هُوَ فِي قدرته، وَقَالَ ابْن عَبَّاس ـ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا ـ: لَا تَسْتَطِيع أَن تعدل بالشهوة فِيمَا بَينهُنَّ وَلَو حرصت، وَقَالَ ابْن الْمُنْذر: دلّت هَذِه الْآيَة على أَن التَّسْوِيَة بَينهُنَّ فِي الْمحبَّة غير وَاجِبَة، وَقد أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن عَائِشَة أحب إِلَيْهِ من غَيرهَا من أَزوَاجه، فَلَا تميلوا كل الْميل بأهوائكم حَتَّى يحملكم ذَلِك على أَن تَجُورُوا فِي الْقسم على الَّتِي لَا تحبون.انتهى.
- وقال الشوكاني في نيل الأوطار: قال الترمذي: يعني به الحب والمودة، كذلك فسره أهل العلم. وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} [النساء: 129] قال: في الحب والجماع. وعند عبيدة بن عمرو السلماني مثله.
دعاء الرسول عن القلب والحب
دعاء النبي عن القلب والمحبة: “اللهم، إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، حكمك ساري فيّ، وقضاؤك عدل. أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وشفاء حزني، وزوال همي.” رواه أحمد والحاكم، وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، وصححه الألباني.
- اللّهم إنّي أسألك العافية في الدنيا والآخرة” رواه الترمذي ولفظه “سلو الله العافية في الدنيا والآخرة” وفي لفظ: “سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية” .
- اللّهم قِني شرَّ نفسي، وإعزم لي على أرشد أمري، اللّهم اغفر لي ما أسررت، وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت”.
- اللّهم مُصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك” رواه مسلم. اللّهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك” رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
- اللّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، وأجرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة” رواه أحمد والطبراني في الكبير.
- اللّهم إِنِّي أَسأَلكَ حُبَّكَ، وَحُب من يُحِبّكَ، وَالعمَل الذي يُبَلِّغني حُبَّكَ، اللّهم اجعل حُبَّكَ أَحَب إِلَيَّ مِن نَفسي، وأَهلي، ومِن الماءِ البارد” روَاهُ الترمذيُّ.
- ربِِ أعني ولا تعن علي، وأنصرني ولا تنصر علي، وأمكر لي ولا تمكر علي، وإهدني ويسّر الهدى إلي، وأنصرني على من بغى علي، ربِ إجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، ربِ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، وإهدِ قلبي، وسدد لساني، وأسلل سخيمة قلبي” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
ربي لا تلمني بما لا أملك فيس بوك
اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك : ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔرضي الله عنها ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وآله ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﻓﻴﻌﺪﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ: «اﻟﻠﻬﻢ ﻫﺬا ﻗﺴﻤﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻓﻼ ﺗﻠﻤﻨﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻭﻻ ﺃﻣﻠﻚ» . ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﻟﺪاﺭﻣﻲ. والأقرب أنه حديث ضعيف .
- وأما المراد منه فهو أنه يملك أن يعدل في المبيت والعطاء ولا يملك أن يعدل في ميل القلب . ويشهد له قول الله تعالى : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [سورة النساء : 129].
ربي لا تلمني بما لا أملك يقصد قلبه
اللهم لا تؤاخذني بما لا أستطيع، في هذا الحديث يتجلى حال النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع زوجاته. فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقسم بينهن بشكل عادل، حيث يمنح كل واحدة نصيبها ويحرص على المساواة في القسمة، دون أن يميل لأحداهن. ورغم سعيه الدائم لتحقيق العدل، كان -صلى الله عليه وسلم- يعتذر إلى ربه -سبحانه- بأنه يفعل ما في وسعه من العدل، ويدعوه -عز وجل- ألا يؤاخذه أو يعاتبه فيما يتعلق بالمحبة والميل القلبي، وهو ما لا يملك السيطرة عليه.
- أن ما لا يملكه الإنسان لا يلام عليه .
- أنَّ القَسْمَ واجب على الرجل بين زوجتيه أو زوجاته، ويحرم عليه الميل إلى إحداهنَّ عن الأخرى، فيما يقدر عليه من النفقة والمبيت وحسن المقابلة، ونحو ذلك .
- أنَّه لا يجب على الرجل العدل فيما لا يقدر عليه، وهو ما يتعلَّق بالقلب من المحبة، والميل القلبي، ولا ما يترتب عليه من رغبة في جماع واحدة دون الأخرى؛ فهذه أمور ليست في طوق الإنسان .
- أنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله -تعالى-، فيجب على الإنسان أن يتعلَّق بربه، ويلح عليه في الدعاء بأن يهديه الصراط المستقيم، وأن يثبت قلبه على دينه .
- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لا يملك هداية القلوب والتوفيق، وإنَّما الذي يملكها الله وحده, وإنَّما هو -عليه الصلاة والسلام- يهدي بإذن الله -تعالى-، هداية إرشاد وتعليم؛ كما قال -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) .
- حسن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم-, حيث كان يقسم لنسائه ويعدل .