اللهم وجهت وجهي إليك

دعاء اللهم وجهت وجهي إليك ، أوصى الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقول دعاء قبل النوم عندما يستعد الشخص للخلود إلى الفراش، وذلك بعد أن يتوضأ وضوء الصلاة. يُفضل أن ينام على جانبه الأيمن، وإذا توفي في تلك الليلة، فإنه يكون على الفطرة. ومن المستحب للمسلم أن يردد الدعاء الذي ورد عن النبي، ومنه قوله: “باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين”.

اللهم وجهت وجهي إليك
اللهم وجهت وجهي إليك
  • اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَا ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ”.
  • “اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ”.
  • “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ”.
  • “اللهم باسمِك أحيا وأموتُ” “.

اللهم أسلمت وجهي إليك

دعاء “اللهم أسلمت وجهي إليك” يُستحب لمن يرغب في النوم أن يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم ينام على جانبه الأيمن، ويقول الدعاء المذكور. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله “أسلمتُ وجهي” إلى أن جميع جوارحه خاضعة لله تعالى في تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه. وبقوله “فوضتُ أمري” يُعبر عن أن جميع أموره، سواء كانت داخلية أو خارجية، مُفوضة إليه ولا يوجد مدبر لها سواه. أما بقوله “ألجأت ظهري” فيعني أنه بعد التفويض يلجأ إليه ليحميه من كل ما يضره أو يؤذيه.

  • وقوله: «لا ملجأ ولا منجا إلا إليك» إلى أنه لا مفرَّ ولا نجاة إلا بالله.
  • وقوله: «رغبة ورهبة»؛ أي: فوضتُ أموري إليك رغبةً، وألجأتُ ظهري إليك خوفًا.
  • وقوله: «وبنبيِّك الذي أرسلتَ»؛ أي: محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وقوله: «آمنتُ بكتابك الذي أنزلت»؛ أي: القرآن، وقيل: يشمل كل كتاب أُنزل.
  • فردَّد البراء رضي الله عنه هذا الذِّكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فأبدل «نبيك» بـ «رسولك»، فبيَّن له النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن هذه الألفاظ توقيفية لا يجوز تغييرُها.
  • وقوله: «فإن مُتَّ من ليلتك فأنت على الفطرة»؛ أي: على دين الإسلام.

اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نفسي إليك الدرر السنية

في هذا الحديث، يتم توضيح آداب النوم وما يُستحب قوله عند الاستلقاء. حيث يروي البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “عندما تذهب إلى فراشك، أي عندما ترغب في النوم، فتوضأ وضوءًا كاملاً كما لو كنت تتوضأ للصلاة، ثم استلقِ على جانبك الأيمن.”

  • إشارةٌ إلى أنَّه بعْدَ تَفويضِ أُمورِه التي يَفتقِرُ إليها، وبها مَعاشُه، وعليها مَدارُ أمْرِه؛ يَلتجِئُ إليه ممَّا يَضُرُّه ويُؤذِيه مِن الأسبابِ الداخلةِ والخارجةِ، وإنَّما فَعَلتُ ذلك كلَّه رَغبةً، أي: طَمَعًا في رَحمتِك، وخَوفًا منك ومِن عِقابِك؛ فإنَّه لا مَفرَّ منك إلَّا إليك، ولا مَلاذَ مِن عُقوبتِك إلَّا بالالتِجاءِ إلى عَفْوِك ومَغفرتِك يا أرحمَ الرَّاحِمينَ، «آمنتُ بكِتابِك الذي أنْزَلتَ»
  • لأنَّه أدْعى إلى النَّشاطِ والاكتِفاءِ بالقَليلِ مِن النَّومِ، وأعْونُ على الاستيقاظِ في آخِرِ اللَّيل، وأنفَعُ للقلْبِ، ثمَّ قُلِ: «اللَّهمَّ أسلَمتُ وَجْهي إليك» فأسْلَمْتُ رُوحي عندَ نَومي، وأَودَعتُها أمانةً لَدَيك، «وفَوَّضتُ أمْري إليك» فتَوكَّلتُ في جَميعِ أُموري عليك، راجيًا أنْ تَكفِيَني كلَّ شَيءٍ، وتَحمِيَني مِن كلِّ سُوءٍ، «وألْجَأتُ ظَهري إليك»، فتَحصَّنتُ بجِوارِكَ، ولَجَأتُ إلى حِفظِك، فاحرُسْني بعَينِك التي لا تَنامُ، وقولُه: «ألْجَأْتُ ظَهري إليك» بعْدَ قولِه: «وفوَّضْتُ أمْري»
  • وقيلَ: هو تَخلِيصُ الكَلامِ منَ اللَّبْسِ؛ إذ الرَّسُولُ يَدخُلُ فيه جِبريلُ عليه السَّلامُ ونَحوُه. وقيل: هذا ذِكرٌ ودُعاءٌ، فيُقتَصَرُ فيه على اللَّفْظِ الواردِ بحُروفِه؛ لاحْتِمالِ أنَّ لها خاصيَّةً ليستْ لغَيْرِها.وفي الحديثِ: بيانُ حِرصِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه في الدُّنيا والآخِرةِ، وأنْ يكونَ موتُهم على حالٍ فيها مِن الطاعةِ والقُربِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ.وفيه: الترغيبُ في الوُضوءِ قبْلَ النَّومِ والدُّعاءِ، بحيثُ يكونُ آخِرُ شَيءٍ يَفعلُه المسلِمُ هو ذِكرَ اللهِ تعالَى.
  • وهو القرآنُ الكريمُ، وآمنْتُ بنَبيِّك الذي أرسَلتَ، وهو مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أخبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن جَزاءِ مَن فَعَلَ ذلك؛ فإنْ مَن مات في تلك اللَّيلةِ على تلك الحالِ، فإنَّه يَموتُ على دِينِ الإسلامِ، وسُنَّةِ خَيرِ الأنامِ.ولحِرْصِ البَراءِ رَضيَ اللهُ عنه على حِفظِ هذا الدُّعاءِ النافِعِ، ردَّدَه على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال كَلمةَ: «رَسولِكَ» مكانَ كَلمةِ «نَبيِّكَ»، فصحَّحَ له رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ وسَبَبُ الرَّدِّ إرادةُ الجَمعِ بيْن المَنصِبَينِ «النُّبوةِ والرِّسالةِ»، وتَعدادِ النِّعمَتَينِ،