محتويات المقال
الله الصمد
قال الله تعالى في كتابه الكريم واصفًا نفسه: (اللَّـهُ الصَّمَدُ). وقد وردت عدة تفسيرات توضح معنى هذه الآية. فقد قال عبد الله بن مسعود إن الصمد هو السيد الذي بلغ قمة سؤدده. بينما أشار إبراهيم النخعي إلى أن الصمد هو الذي تُقصد إليه حوائج العباد. ومن جهته، قال مجاهد إن الصمد هو الذي لا يحتوي على جوف. وأوضح الحسن أن الصمد هو الباقي بعد خلقه.
- يمكن الجمع بين جميع الأقوال ببيان أنّ الصمد هو كامل الصفات، من العلم والحكمة والملك والحلم والقدرة والعظمة والرحمة وغيرها من الأوصاف الكاملة، إضافةً إلى قصده من جميع المخلوقات بالذل والحاجة والافتقار، وتجدر الإشارة إلى أنّ اسم الله الصمد لم يُذكر إلّا في سورة الإخلاص، فالصمدية تثبت له الكمال.
- الصمد من ضمن أسمائه الحسنى وقال أهل العلم إنَّ معاني اسم الله “الصمد” تجعل العبد يستشعر القوة، والعزة، والغنى عن كل ما سوى الله عز وجل، فيوقن ما معنى أنّ الله سبحانه وتعالى كافٍ عبده، فالعبد حين يشعر بالضعف والوهن أو الفقر والأيس أو انقطاع السبب يحتاج إلى مثل هذا المعنى العظيم ليناجي به الله جلّ وعلا، فلا يلبث أن يرى الكون كله ملكًا له طالما أن الصمد بجانبه يسمع نجواه ويرى مكانه، وأن الكون كله ليس سوى هباء منثورًا ولو اجتمع على أن يضره بشيء لن يضره إلا بشيء قد كتبه الله له.
- ومن كان الصمد معه فمن عليه؟! وقد روى العلماء مثل الطبري والبغوي وابن كثير وابن القيم معانٍ عدة لاسمِ اللهِ الصمد فاسم الله الصمد من جملة أسماء الله الحسنى الدالة على عدة صفات لا على معنى مفرد، ونلخص أقوالهم فيما يلي: فالصمد هو السيد الذي انتهى سؤدده، والسيد العظيم في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وجميع صفاته سبحانه وتعالى.
فضل الدعاء باسم الله الصمد
الله عز وجل صمد يقصد في الرغائب ويستغاث به عند الشدائد : إذاً الله يقصد في خير الدنيا والآخرة ، والمستغاث به عند المصائب ، في أمراض عضالة ، كان عليه الصلاة والسلام يقول : ” اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن السلب بعد العطاء ” فالله عز وجل صمد أي يقصد في الرغائب ، ويستغاث به عند الشدائد .
- ” الصمد ” هو الذي تقدست ذاته عن إدراك الأبصار والأعيان ، وتنزهت جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان ، مهما تكن عاقلاً ، مهما تكن متألقاً ، لن تستطيع أن تحيط بذات الله العلية ، لا يعرف الله إلا الله ، تقدست ذاته عن إدراك الأبصار .
- لذلك قال سيدنا الصديق : العجز عن إدراك الإدراك إدراك .
- شخص سألك البحر المتوسط كم لتراً ؟ أي رقم تعطيه إياه فأنت جاهل ، إذا قلت لا أدري فأنت عاقل .
- وتنزه جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان .
- ” الصمد ” الذي يصمد إليه ، أي يقصد في الحوائج ، و يقصد إليه أيضاً في الرغائب .
- على المؤمن أن يقيم اتصالاً مع الله عز وجل :
- لا أعتقد أنه يوجد حديث صحيح يشرح هذا الاسم كقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنَّ الله عز وجل يمهل حتى يذهب ثلث الليل ، فينزل فيقول : هل من سائل هل من تائب ، هل من مستغفر من ذنب ؟ فقال له رجل : حتى مطلع الفجر ” [مسلم] .
كم مرة ذكر اسم الله الصمد في القرآن
- هي مرة واحدة وفقط ورد في سورة الإخلاص وهي صفة الرحمن الآية رقم2: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: « الله الصمد» صدق الله العظيم.
روحانيات اسم الله الصمد
لم يرد ذكر اسم الله الصمد في القرآن الكريم سوى مرة واحد فقط في سورة الإخلاص في قوله تعالى :”قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ“.
- وهو من أسماء الله الحسنى التي تتمتع بقدر بالغ من الهيبة وله دوناً عن بقية صفاته جلالة خاصة، علّ ذلك يعود لما يحمله من معنى وصفات تجعل النفس تخضع وتسكن لخالقها.
- فالعبد لا يصل لأقصى درجات الإخلاص في العبادة للمولى عز وجل إلا عندما يستحضر اسم الله الصمد في حياته وفي عبادته.
- فالصمد هو من يصمد له العباد يقصدونه لرغباتهم ويستغيثون به في مصائبهم، ويفزعون إليه في نوائبهم، فالبشر خُلقوا وبداخلهم حاجة لخالق يصمدون إليه، فمن بحاجة لمن يعينه قال يا رب، ومن بحاجة لمن يحفظه ينادي يا الله، ومن بحاجة لهداية ورحمة ينادي يا الله، وفي كل لحظة في حياة المرء هو بحاجة لله عز وجل.
- ويمكننا أن نلخص لكم تجليات هذا الاسم العظيم في أن نؤكد لكم أنه لن يمسسكم العالم كله بسوء لم يرده الله لكم، ولن يمنع عنكم العالم كله سوء قدره الله عليكم لذا فهو أولى أن نصمد إليه ونلجأ إليه فبيده مفاتيح كل الأمور في الدنيا.
- والجميع يصمد للخالق عز وجل لا إرادياً في كثير من المواقف بالرغم من صمودهم طوال الوقت لمن دونه من العباد ممن لا يملكون ضراً ولا نفعاً إلا بإذنه، والدليل إن كنت في طائرة وأوشكت على السقوط يمحى من بالك كل اسم لشخصية مهمة مرت يوماً في حياتك ولا تذكر سوى الله الصمد ولا تلجأ سوى إليه ليقينك بأنه وحده من ينجيك، لذا فمن الأولى أن تصمد له في كل شئون حياتك كبيرة كانت أو صغيرة فلا فرق بينها عند الخالق عز وجل فهو القادر على كل شيء.
- لذا فلتصمدوا إليه في السراء والضراء، وفي اللين والشدة، وفي الصحة والمرض، اصمدوا له حتى يرضى واصمدوا له تطمئن قلوبكم فلا منجى منه إلا بالهروب إليه.