الله ربي لا شريك له

الله ربي لا شريك له ، هذا الذكر هو آخر ما ذكره المؤلف بشأن دعاء الكرب، وهو ما ورد عن حديث أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- حيث قالت: قال لي رسول الله ﷺ: “ألا أعلمك كلمات تقوليها عند الكرب؟” فقلت: بلى. فقال: “قولي: الله ربي لا أشرك به شيئًا.”

الله ربي لا شريك له
الله ربي لا شريك له
  • هذا الحديث أخرجه أبو داود، وابن ماجه، وسكت عنه أبو داود، وقد عرفنا أنَّ ما سكت عنه أبو داود فهو صالحٌ للاحتجاج عنده، وقال عنه المنذري: لا ينزل عن درجة الحسن. وقد يكون على شرط “الصحيحين”، أو أحدهما.
  • وحسَّنه جمعٌ من أهل العلم: كالحافظ ابن حجر، والسيوطي، والألباني، ثم بعد ذلك تراجع فصححه، وقال عنه أبو نُعيم: غريبٌ من حديث عمر؛ تفرد به ابنُه عن هلال مولاه عنه. فهو حديثٌ ثابتٌ صحيحٌ.
  • فالنبي ﷺ يقول لأسماء -رضي الله تعالى عنها-: ألا أُعلمك كلمات، هكذا بأسلوب العرض الذي يقتضي التَّشويق وجذب الانتباه من أجل أن تتشوف إلى ذلك.
  • تقولينهنَّ عند الكرب، أو في الكرب، وهذه الكلمات التي علَّمها النبيُّ ﷺ أن تقول: الله ربي تكررت لفظة الجلالة مرتين، الله، الله ربي، فلفظ الجلالة (الله) الأول مُبتدأ، والثاني تأكيدٌ لفظي له.
  • وهذا التَّكرار للفظ الجلالة فيه إشارة إلى عِظم هذا الاسم الكريم، وما تضمّنه من صفة الإلهية، وكذلك أيضًا الاستلذاذ بذكره -تبارك وتعالى-، واستحضار لعظمته، والتَّأكيد لوحدانيَّته، فهذا الاسم عرفنا في الكلام على الأسماء الحسنى أنه تعود إليه جميع الأسماء الحسنى لفظًا ومعنًى؛ تعود إليه لفظًا: فهي تُعطف عليه دائمًا، يأتي قبلها، وتعود عليه معنًى؛ بمعنى: أنَّ الإلهية جامعة لسائر الصِّفات، فإنَّه لا يكون إلهًا إلا مَن كان ربًّا، غنيًّا، حميدًا، قويًّا، عزيزًا، وما إلى ذلك.

الله ربي لا شريك له ابن باز

قد ثبت عنه ﷺ أنه كان إذا حزبه أمر، يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم هذا دعاء الكرب، ويدعو بعد ذلك بما يهمه، وكان يستعين بالصبر والصلاة، إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وصلى ما تيسر عليه الصلاة والسلام عملاً بقول الله جل وعلا: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45].

  • فالسنة للمؤمن إذا حزبه أمر أن يفزع إلى الصلاة والدعاء، وهذا الذكر: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم ثم يدعو مع ذلك بما يسر الله له، ويبدأ الدعاء بالحمد، ويختم بالصلاة على النبي ﷺ.

قول الله الله ربي لا أشرك به شيئا في المنام

عموما عن تفسيرات الخير التي وردت في تفسير ابن سيرين لحلم الدعاء فتتمثل في هذه النقاط:

  • من رأى في منامه أنه يدعو الله – عز وجل – فهذه الرؤية دليل خير وتوضح مدى قرب الرائي من ربه وصلاح الرائي وهدايته.
  • والعاصي الذي يرى في المنام أنه يدعو فهذه الرؤية تدل على هدايته وصلاحه قريبًا.
  • ومن يرى في منامه أنه يدعو ربه فهذا يدل على وجود أمنيات تشغل بال الرائي يرغب في تحقيقها وبالتالي فهو يدعو رب العزة حتى ينال ما يمنى.
  • ومن رأى في منامه أنه يدعو الله – عز وجل – وكان يحيط به العديد من الناس فهذا يدل على اننهاء الخلافات والمشاكل والتخلص من المتاعب والهموم.
  • من كان مديون ورأى في المنام أنه يدعو وجاءت طاقة نور فهذا يدل على استجابة دعوته وسداد دينة وللتاجر تدل على تعويض خسارته وللمسجون على نيل حريته.
  • من رأى في المنام أنه يدعو دعاء السفر أو دعاء المغترب فهذه الرؤية خير وتدل على وجهين إما بعودة المغترب لوطنه سالم غانم، أو إرسال شخص له في غربته يؤنس وحدته ويُدخل السعادة إلى قلبه.
  • من رأى في منامه أنه انتهي من صلاته ودعا فهذا يدل على إنهاء الصراعات التي يعيش فيها واستقراره نفسيًا والتخلص من مشاكله النفسية والعاطفية والأسرية.
  • من رأت في منامها أنها تدعو لنفسها وكانت قريبة من الله تعالى وتحافظ على صلاتها فدليل الرؤية خير واستجابة للدعوات في الدنيا وحسن الجزاء في الآخرة.
  • من رأى في منامه أنه يدعو الله وكان قريب من الله تعالى فسوف يستجيب له الله تعالى ما دعا به.

معنى الله الله ربي لا أشرك به شيئا

في رواية أبي داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ -أَوْ فِي الْكَرْبِ-؟ أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا».

  • روى أحمد والبزار -وقال الألباني: صحيح- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ هَلْ مِنْ شَيْءٍ نَقُولُهُ، فَقَدْ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا». قَالَ: «فَضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَ أَعْدَائِهِ بِالرِّيحِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالرِّيحِ».
  • فلنحفظ هذه الأدعية، ولنستشعر معانيها، ولنعرف أن الكون كله بيد الله عز وجل، ولا راد لقضائه، ولا تنسوا شعارنا قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].