محتويات المقال
خواطر الصبر على البلاء
“الصبر مفتاح الفرج” هي عبارة نسمعها كثيرًا، وتحمل في طياتها معاني عميقة. فمن الضروري أن نتحلى بالصبر ونتوكل على الله في جميع جوانب حياتنا، وأن نثق في عظمة فضل الله وقدرته ورحمته بنا. كما قال تعالى: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”. في هذا المقال، سنستعرض أجمل خواطر الصبر على البلاء .
- إن الله دومًا يسمع شكواك ومعاناتك حتى وإن كانت في صدرك ولم تسر بها لأحد من خلقه، وهو لن يتركك أو يدعك في معاناتك.
- الابتلاء يمكن أن يكون محنة أو منحة حسب الطريقة التي ترغب في رؤيته بها.
- يبتليك الله تعالى لا ليعذبك بل ليمحصك ويختبر صبرك، فإن صبرت كوفئت بكل الخير وإن لم تصبر فقد فوت الكثير من الخير.
- اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها، لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار.
- ذكر نفسك دائمًا بثواب الصبر على المصاعب، واجعلها موهنة عليك.
- الصبر مرُ مثل اسمه ولكن عواقبه أحلى من العسل.
- الله أرحم بالإنسان أكثر من رحمة الأم بولدها، فتيقن وظن به خيرًا أنه لن يتركك.
- يجب أن تعرف أن الابتلاء من أقدار الله ولا يقدر لنا إلا الخير، فاجعل ذلك وسيلة في دفع الحزن والجزع بعيدًا.
اجمل ما قيل عن الصبر على البلاء شعر
اجمل ما قيل عن الصبر على البلاء شعر :
قال الإمام الشافعي في الصبر
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا
من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى
ومن رجاه يكون حيث رجا
اصبر على مـر الجفـا من معلم
فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعة
تجرع نل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابه
فكبر عليه أربعا لوفاته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى
إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته.
من أقوال علي بن أبي طالب أيضاً:
رأيت الدهرَ مختلفاً يدور
فلا حزن يدوم ولا سرور
وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً
فلم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ
كل إناء يضيق بما جعل فيه
إلا وعاء العلم فإنه يتسع
لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً
فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ
تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ
يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ
كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل مودة
وشدة إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ
قال البحتري
وعاقبة الصبر محمودة
ولكن أخو الخرق مستعجل
تنقل الدهر للفتى سبب
والمرء والدهر حيث ينتقل
عول على الصبر واتخذ سببا
إلى الليالي فإنها دول
فدم على صبرك الجميل له
واعمل فإن الملوك قد عملوا.
تحيرت والرحمن لا شك في أمري
وأحاطت بي الأحزان من حيث لا أدري
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر حتى يقضي الله في أمري
سأصبر مغلوباً بغير توجع
كما يصبر الظمآن في زمن الحر
سأصبر حتى يعلم الناس أنني
صبرت على شيء أمرّ من الصبر
ولا شي مثل الصبر مر وإنما
أمر من الأمرين إن خانني صبري
ولو أن ما بي بالجبال لهدمت
وبالنار أطفأها وبالريح لم تسر
آيات وأحاديث عن الصبر على البلاء
تعددت الآيات التي تتحدث عن البلاء والصبر عليه في القرآن الكريم ومنها :
- قال تعالى في سورة الزمر: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الآية: 10).
- وقال المولى عز وجل في سورة البقرة: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» (الآيات: 155-157).
- وقال تعالى في سورة الأنبياء: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» (الآية: 35).
- وقال الله جل وعلا في سورة فصلت: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» (الآية: 34-35).
- وقال عز وجل في سورة الأنعام: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ» (الآية: 42).
كما وردت العديد من الأحاديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم- تذكر فضل وجزاء الصبر على البلاء منها :
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنى أحدكم الموت لضر أصابه، إما محسنًا فلعله أن يزداد خيرًا، وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب». (رواه البخاري).
- عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عَنِ النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قَالَ: «لا تُصِيبُ المُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَما فَوْقَها، إلَّا قَصَّ اللَّهُ بها مِن خَطِيئَتِهِ».
- قال صلى الله عليه وسلم: «إن عِظَم الجزاء من عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط». (رواه الترمذي وابن ماجه).
دعاء الصبر على البلاء
سنذكر مجموعة من الأدعية الشعبية التي يُستحب للمسلم أن يتوجه بها إلى الله، طلبًا للمساعدة في الصبر على البلاء وتخفيف المصائب.
- اللهمَّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت ربّ المُستضعفين وأنت ربي إلى مَن تكلني إلى بعيدٍ يتجّهمني، أم إلى عدوٍّ ملكته أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، غير أنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحلّ عليّ غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العُتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلّا بك
- اللهمَّ اجعل لي من كلّ ما أهمّني وكرّبني من أمر دُنياي وأمر آخرتي فرجاً ومخرجاً، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنبي، وثبّت رجائي، واقطعه عمّن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك.
- اللهمّ إنّا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العُلا وبرحمتك التي وسعت كلّ شيءٍ، أن تمنّ علينا بالشفاء العاجل، وألّا تدع فينا جُرحاً إلّا داويته، ولا ألماً إلّا سكنته، ولا مرضاً إلّا شفيته، وألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجلٍ، وشافِنا وعافِنا واعفُ عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا من كفاني كل شيءٍ؛ اكفني ما أهمني من أمور الدنيا والآخرة، واشفني وردّ إلي عافيتي، يارب فرج عني كل ضيق ولا تحملني ما لا أطيق، برحمتك أستغيث.