محتويات المقال
شعر الإمام علي عن الشهيد
إن الحديث عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ليس بالأمر السهل على الإطلاق، إذ لا نتحدث فقط عن شخصية تاريخية بارزة في المجتمع الإسلامي، كما هو الحال مع أي مصلح أو إمام آخر. بل نحن أمام شخصية قدّمها الله تعالى كإنسان كامل، وفقاً لمبادئ رسمها القرآن الكريم وحددت معالمها مفاهيم الإسلام العظيم. لذا، كانت حياة الإمام عليه السلام تجسيداً حقيقياً للإسلام. دعونا نستعرض معاً أبرز أبيات شعر الإمام علي عن الشهيد .
هــاهـــيَ اللـيلــةُ قــد آنَ الــوداعْ
وبــهـــا اوعــدني ربــيّ المُــطـاعْ
انـّــهُ ذو رَحــمــةٍ ذات اتـــســاعْ
سيـّدي من يُطعــمْ الطـفل الفقيـر!!
يــا اميراً يــأ كــل ُالخـبـز الشّعيـرْ!
اصــبـحَ الإســلامُ مـن دون نــصـيـر
قـد فقــد نا نحـنُ بالامسِ الرسـولْ
ثـُـمَّ عــزّيناكَ بالنـــور الـبتــولْ
امــرنا للهِ يــا فحــل الــفحـــولْ
يــا أمـينَ الله يـــا شمــسَ الزمـــا نْ
كُـنـتَ للإســلامِ حــفــظـــاً وأمـــانْ
مــن لنــا يــا عنــفـوان َالعنـفـوان!!!
صاحَ محرابكَ يبكي يا أميـرَ المــؤمنينْ
مَنْ يُصليّ اليـــوم في الفجــرِ الحَزينْ!!!
هـــاهي الكـــوفةُ يعـــلــوهـا الأنينْ
صـــاحَ جبرائيلُ فـــي أعلى السَّمــاءْ
صــــوتهُ ابكــى جميـــع الأنبيــــاءْ
ضرب َالظــــالمُ اتقـــى الاتقيـــــاءْ
هــــاهـــو القــــرآنُ يشكــــو للإلهْ
طــــاح َركـــن الدين وانهـّــدَّ عـُلاهْ
مَنْ يُنـــــادي الفجـــر هيـَّــا للصَّلاه!
هــــاهي الكـَــعبـةُ والبيتُ الحــَـرامْ
تبكي مولـــوداً لهــــا خيــر إمــــامْ
صــــاحَتْ الدنيا على الدّينِ السَّـــلامْ!!!!
اليَتـــــامى صَرخـَـتْ نحـــنُ فـِـداكْ
مَنْ لنـــا يــــا سيّدي بعـــدَ عَطــاكْ
فــقــدتْ كُـلّ الــمــَسا كــين رَجــاكْ
كيفَ لا نبكيـــكَ حَمـّـــــايَّ الدَّخيــلْ
ثـُلــِم َالاســــلامُ والديّـــنُ عــَـليــلْ
نَستَعـِـــنْ باللهِ والصَّـبرِ الجّـــمــيـــلْ
عَــــــزّوا احـــبــــــابَ عليٍّ والحُسينْ
عـَــــــزَوا طـــــه ثــُـــمَّ أم الحَسنَينْ
وابكــــــوا با لدّمعِ حبيب المُـُـهْجَـــتَينْ
قصيدة عن الشهيد حزينة جدا
تحدث العديد من الشعراء عن مشاعر الامتنان للشهداء، ورثاء فقدانهم، والعديد من الأحاسيس الخالدة التي عبروا عنها في أبيات شعرية. هذه الأبيات تلامس القلوب، وتثير المشاعر، وتعزز فخر الإنسان بما قدمه الشهداء من تضحيات في سبيل الوطن. ومن أجمل ما قيل في الشعر عن الشهداء :
قال الراحل أحمد شوقي في قصيدة عن الشهيد حزينة جدا:
أصاب المجاهد عقبى الشهيد.. وألقى عصاه المضاف الشريد
وأمسى جمادًا عدو الجمود.. وبات على القيد خصم القيود
حداه السفار إلى منزلٍ.. يلاقي الخفيف عليه الوئيد
فقر إلى موعدٍ صادقٍ.. معز اليقين مذل الجحود
وبات الحواري من صاحبيه.. شهيدين أَسرى إليهم شهيد
تسرب في منكبي مصطفى.. كأمسِ وبين ذراعي فريد
فيا لَكَ قبراً أكَنّ الكنوز.. وساج الحقوق وحاط العهود
لقد غيَّبوا فيك أَمضى السيوف.. فهل أنت يا قبر أوفى الغمود؟
ثَلاثُ عقائدَ في حفرة ..تدك الجبال وتوهي الحديد
فعدن فكن الأساس المتين.. وقام عليها البناءُ المشيد
فلا تنسَى أمسِ وآلاءَه.. ألا إن أمسِ أساسُ الوجود
ولولا البلى في زوايا القبور.. لما ظهرت جدة للمهود
ومَن طلب الخُلْقَ من كنزه.. فإن العقيدة َ كنزٌ عَتيد
تعلمَ بالصبرِ أو بالثبات.. جليد الرجال وغير الجليد
طريدَ السياسة ِ منذُ الشبابِ.. لقد آن يستريح الطريد
لقيت الدواهيَ من كيدها.. وما كالسياسة داهٍ يكيد
حَمَلْتَ على النفس ما لا يطاق.. وجاوزت المستطاعَ الجهود
وقلبتَ في النار مثلَ النضارِ.. وعربتَ مثلَ الجمانِ الفريد
أَتذكر إذْ أَنتَ تحت اللواءِ.. نبيهَ المكانة جمَّ العديد؟
إذا ما تطلَّعْتَ في الشاطئين.. ربا الريف وافتنّ فيك الصعيد
وهزّ النديُّ لك المنكبينِ.. وراح الثرى من زحامٍ يَميد
رسائلُ تذري بسجع البديع.. وتنسي رسائلَ عبدِ الحميد
يَعِيها شيوخُ الحِمى كالحديث.. ويحفظها النشء حفظ النشيد
فما بالُها نَكِرَتْها الأُمور.. وطول المدى وانتقال الجدود؟
لقد نسيَ القومُ أمسِ القريب.. فهل لأحاديثه من معيد؟
يقولون: ما لأبي ناصر.. وللترك؟ ما شأْنه والهنود؟
وفِيمَ تحمَّل هَمَّ القريب.. من المسلمينَ وهمَّ البعيد؟
فقلتُ: وما ضرّكم أَن يَقومَ.. من المسلمين إمامٌ رشيد؟
أَتستكثرون لهم واحدًا.. وَلِيَّ القديم نصيرَ الجديد؟
شعر الإمام علي عن الصبر
سنستعرض فيما يلي أبرز أبيات شعر الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- التي تتناول موضوع الصبر وانتظار الفرج.
تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ تنل من جميل الصبر حسن العواقبِ
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحبِ
و كن حافظاً عهد الصديق وراعياً تذق من كمال الحفظ سمو المشاربِ
وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَةٍ يثيبكَ على النعمى جزيلَ المواهبِ
وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فَكُنْ طَالِباً في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ
وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّةٍ يضاعفْ عليكَ الرزقَ من كلِّ جانبِ
وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ
وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى إليك ببرٍ صادقٍ منكَ واجبِ
و كن حافظاً للوالدين وناصراً لجاركَ ذي التقوى وأهلَ التقاربِ
خليليَّ لا واللهِ ما مِن مَلمَّة تدومُ على حيِّ وإنْ هي جَلَّتِ
فإن نزلتْ يوماً فلا تخضعن لها ولا تكثر الشكوى إذا النَّغل زلتِ
فكمْ من كريمٍ يُبتلى بنوائبٍ فَصَبَرَهَا حتَّى مضت واضمحلَّتِ
شعر الامام علي عن الصديق
حرص الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا على تعليم الناس العديد من الأمور التي يحتاجونها في حياتهم اليومية. ومن أبرز ما علمه الإمام الصادق عن الصديق، ما ورد في شعره حول ذلك :
تغيرتِ المودةُ والاخاءُ
وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديق
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
و لكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
وان غنيت عن أحد قلاني
وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ للِه تَصْفُو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ
كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
إذا نكرتُ عهداً من حميمٍ
ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى
بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
شعر الإمام علي عن الأخلاق
ركز شعراء الحكمة بشكل أساسي على الأخلاق، حيث تناولوا الصفات الحميدة التي ينبغي الالتزام بها، مقابل ما يجب التخلي عنه. كما أكدوا على أهمية الحفاظ على الأخلاق والتزين بها. وقد أظهروا تفضيلهم للأشخاص ذوي الأخلاق الكريمة على الأغنياء أو الأقوياء أو الجميلين. يقول الإمام علي بن أبي طالب في هذا السياق :
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِما وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلا
نبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَد
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّون
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ