محتويات المقال
شعر الامام علي عن الصبر
عاش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حوالي ستين عاماً، وكانت حياته مليئة بالأحداث البارزة والتحديات الكبيرة منذ صغره. فقد كانت علاقته برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تتجاوز مجرد كونهم أبناء عمومة. بالإضافة إلى قيمته الدينية العظيمة لدى المسلمين، ترك أيضاً إرثاً أدبياً غنياً من الحكمة والشعر والخطابات. في المقال التالي، سنستعرض معاً أبرز شعر الامام علي عن الصبر .
تحيرت والرحمن لا شك فـي أمـري
وحاطت بي الأحزان من حيث لا أدري
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر حتى يقضي الله فـي أمـري
سأصبـر مغلوبـاً بغـيـر تـوجـع
كما يصبر الظمآن في أزمـن الحـر
سأصبـر حتـى يعلـم النـاس أنني
صبرت على شئ أمـر مـن الصبـر
ولا شـئ مثـل الصبـر مـر وإنمـا
أمرُّ من الأمرين إن خاننـي صبـري
سرائـر سـري ترجمـان سريرتـي
إذا كان سر السر سـرك فـي سـري
ولـو أن مـا بـي بالجبـال لهدمـت
وبالنار أطفأهـا وبالريـح لـم تسـرِ
شعر الإمام علي عن الأخلاق
الأخلاق هي الصفات النفسية التي يتميز بها الفرد، والتي تحدد الطريقة المثلى لأقواله وأفعاله. ومن أبرز ما قيل عن الأخلاق: “إن الله جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وسيلة للتواصل بيننا وبينه”.
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِما وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلا
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَد
عسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّون
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
شعر الامام علي عن الدنيا
تحدث الإمام علي (عليه السلام) في هذه الأبيات الشعرية عن زوال الدنيا، مشيرًا إلى الحقيقة الوحيدة في حياة الإنسان، وهي الموت، حيث يقول :
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت
أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعـد المــوت يسكُنهـا
إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فـــإن بناهـا بخير طـاب مسكنُـه
وإن بناهــا بشر خــاب بانيـــها
أموالنا لــذوي الميراث نجمعُها
ودورنا لخــراب الدهــر نبنيـــها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت
أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيــا وما فيــهـا
فالمـوت لا شـك يُفـنـيـنا ويُفنيــها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ
من المَنِـيـَّةِ آمـــالٌ تــقــــويـــهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا
والنفس تنشرها والموت يطويها
إنــما المكــارم أخــــلاقٌ مطهـرةٌ
الـدين أولها والعــقل ثـانـيــــها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا
والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها
والصبر تاسعــها والليـــن باقيــــها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها
ولست ارشــدُ إلا حيـــن اعصيـــها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها
والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتــــها
والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيــها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل
والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً
تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
شعر الإمام علي عن العلم
لقد نال شعر سيدنا علي بن أبي طالب وأعماله الفنية والأدبية اهتماماً كبيراً من قبل الكثيرين. وقد كُتبت العديد من الكتب التي تتناول شعره وعبقريته وثقافته. يُعتبر الإمام علي من الصحابة الذين يُحتذى بأخلاقهم ودينهم وتعاليمهم. لذا، سنستعرض فيما يلي شعر الإمام علي حول العلم :
الناسُ مِن جِهَةِ التِّمثالِ أَكفاءُ
أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُّ حَوّاءُ
نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ
وَأَعظُم خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ
وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ
مُستَودعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ
يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ
عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
وَقَدرُ كُلِّ امرِئٍ ما كان يُحسِنُهُ
وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ أَسماءُ
وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ
وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ
وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ
فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ
فَفُز بِعِلمٍ وَلا تَطلُب بِهِ بَدَلاً
فَالناسُ مَوتى وَأهلُ العِلمِ أَحياءُ