محتويات المقال
شعر الامام علي في رثاء الرسول
توجد العديد من أبيات شعر الامام علي في رثاء الرسول ، ولا يمكن حصرها أو عدها، إذ أن وفاته كانت حدثًا جللًا أثر في قلوب المسلمين جميعًا. وقد عبر الصحابة والأحباء عن حزنهم من خلال كتابة الرثاء، حيث كانت دموعهم ودماؤهم شاهدة على ألم الفراق. كما كان يُكتب في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مدحٌ له، فقد أُلفت بعد وفاته أناشيد وقصائد رائعة تعبر عن مكانته، ومن أبرزها قصيدة الإمام علي في رثائه، والتي سنستعرضها في السطور التالية.
من بعد تكفين النبي ودفنه
نعيش بآلاءِ ونجنح للسلوى
رزئنا رسول الله حقا فلن ترى
بذلك عديلا ما حيينا من الردى
وكنت لنا كالحصن من دون أهله
له معقل حرز حريز من العدى
وكنا بمرآكم نرى النور والهدى
صباح مساء راح فينا او اغتدى
لقد غشيتنا ظلمة بعد فقدكم
نهاراً وقد زادت علي ظلمة الدجى
فيا خير من ضم الجوانح والحشا
ويا خير ميت ضمه التربُ والثرى
كأن أمورالناس بعدك ضمت
سفينة موج حين في البحر قد سما
وضاق فضاء الارض عنا برحبه
لفقد رسول الله اذ قيل قد مضى
فقدنزلت بالمسلمين مصيبة
كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا
فلن يسستقل الناس ما حل فيهم
ولن يجبر العظم الذي منهم وهى
وفي كل وقت للصلاة ِيهيج ما
بلال ويدعو باسمه كلما دعا
قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة
عندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، تدفق الشعراء لكتابة القصائد والرثاء تعبيراً عن حزنهم وألمهم لفقدان الحبيب المصطفى. وفيما يلي قصيدة مؤثرة تعبر عن مشاعر الحزن تجاه الرسول:
تأبى الحروف وتستعصي معانيها
حتى ذكرتك فانهالت قوافيها
محمد قلت فاخضرت ربى لغتي
وسال نهر فرات في بواديها
فكيف يجدب حرف أنت ملهمه
وكيف تظمأ روح أنت ساقيها
تفتحت زهرة الألفاظ فاح بها
مسك من القبة الخضراء يأتيها
ياواقفا بجوار العرش هيبته
من هيبة الله لاتُرقى مراقيها
مكانة لم ينلها في الورى بشر
سواك في حاضر الدنيا وماضيها
ياسيدي يارسول الله كم عصفت
بي الذنوب وأغوتني ملاهيها
وكم تحملتُ أوزارا ينوء بها
عقلي وجسمي وصادتني ضواريها
لكن حبك يجري في دمي وأنا
من غيره موجة ضاعت شواطيها
ياسيدي يا رسول الله اشفع لي
إني افتديتك بالدنيا ومافيها
من أين أبدأ فالوجدان ملتهب
وبين نار المعاني جُنَّت الصور
بل كيف أبدأ والأخلاق ساطعة
وفي شعاع السجايا يسبح البصر
تجثوا القصائد دون المدح قاصرة
حتى ولو نُضِّدت في مدحك الدرر
أأذكر الجود ؟ من كفيك منبعه
من راحتيك عيون الجود تنفجر
أَلْبَسْتُمُ عظماء الأرض فضلتكم
إن النجوم بنور الشمس تستتر
فجرتم الحب في الصماء من أُحُد
بالله كيف يُحِبُّ الصخرُ والحجر
ذكراكم روضة في قلب صاحبها
أمطارها من غمام العين تنهمر
لم يصبر الجذع عن أشواقه فبكى
فكيف يصبر عن عن أشواقه البشر
شعر عن وفاة النبي صلى الله عليه وآله
توفي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، في يوم الاثنين من العام الحادي عشر هجرياً، والذي يوافق الثامن من يونيو لعام 632 ميلادياً، عن عمر يناهز الثالثة والستين. وبعد وفاته، كُتبت العديد من القصائد الجميلة في رثائه، بالإضافة إلى أناشيد تتحدث عن فضائله. لذا، نستعرض فيما يلي أبرز الأبيات الشعرية التي تناولت وفاة النبي صلى الله عليه وآله.
يا رسول الله في يوم الرحيلْ
هاج حزني أيها البدرُ الجميلْ
وغزا قلبيَ ألوانُ الأسى
ليت شعرى إنهُ الخطبُ الجليلْ
يا رسولَ اللهِ يا قائدَنا
هذهِ اعينُنا تترى تسيلْ
تندبُ اليومَ الذي صِرتَ به
في ثنايا القبرِ والتُربِ المَهيلْ
وقلوبُ المؤمنين اعتصرتْ
حالما بِنتَ وذي الشمسُ اُفُولْ
والسماواتُ استزادتْ حسرةً
فثرى القبر استضاءتْ بالرسولْ
وهي تهوى أحمداً مذ شاهدتْ
حُسْنَ هذا البدرِ والنُبلَ الأصيلْ
عَشِقَ الكَوْنُ جميعاً طُهْرَهُ
كيف لا والمصطفى فذٌّ كَمِيلْ
قد حباهُ اللهُ مولانا هُدىً
ليس في الدنيا له صنوٌ مثيلْ
فهو في الأخلاق نبراسُ الورى
وهو في الإيثار مقدامٌ نبيلْ
رحلَتْ قوافينا الحِسانُ بَواكيا
ومرابعُ الاخيارِ صِرنَ خواليا
فلقد مضى طه النبيُّ مُودِّعاً
أهلَ الولاءِ ومَن تُتُوِّجَ هاديا
أبكي رسولَ اللهِ حزناً إنّهُ
بالحزنِ أغدو عارفاً أهدافيا
فلقد رزُئنا بالنبيِّ وفُرقةٍ
جرَّتْ علينا النائباتِ تنائيا
ولقد طمعنا بعد مَوتِ نبيِّنا
أن يصنعَ المتآلِفون تدانيا
وتعاضداً حولَ الوصيِّ أمينِهِ
وهو الذي حملَ الأمانةَ واعيا
لكنما الشيطانُ أتقنَ كيدَهُ
فغدى وصيُّ محمدٍ مُتواريا
منعوهُ حقّاً واستِخُفَّ بقدْرِهِ
أسفاً عليهِ وقد تصبّرَ سامِيا
يبكي رسولَ اللهِ والجسدَ الذي
تركوه مطروحاً وحيداً شاكيا
واحزنَ أهلِ البيتِ يومَ رحيلهِ
ومَصائبٍ زحفتْ عليهم تالِيا
صلّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
أبداً فقد دامَ الضياءَ الهاديا
وعلى ثُمالَةِ أحمدِ خيرِ الورى
مَن حبُّهم فرضٌ ينيرُ فؤاديا