شعر عن الحب غادة السمان

غادة السمان، الروائية السورية التي حققت شهرة عالمية، قدّمت الأدب بطريقة مبتكرة. في كتاباتها، سلطت الضوء على قضايا المرأة العربية من منظور شامل، حيث تناولت جميع جوانب مشكلاتها. كما استعرضت مجموعة من الآراء السياسية المتعلقة بالأحداث التي شهدها العالم العربي في العقود الأخيرة من القرن الماضي، مثل حرب حزيران، حرب أكتوبر، وحرب لبنان. وفيما يلي أجمل شعر عن الحب غادة السمان .

شعر عن الحب غادة السمان
شعر عن الحب غادة السمان

و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني
لن أملك
الا التفاتة صبابة صوب زمنك …
لأشهد أنني أحببتك مرة … و ما زلت
أشهد عكس الريح
على زمن عدواني عكس القلب…
و أشهد بالمحبة
على كوكب في مدارات الكراهية …
و أقف بالرفض
أمام مستنقع الرمال المتحركة الشاسع
بين عدن و طنجة …
و أعلن أن “لا”
لن نركع للبشاعة
و لن نرضى برؤية الحصان العربي الجميل
بعيدا عن براري الضوء
في اسطبل التدجين …
أشهد عكس الريح
على زمن بشع
كوجه قواد عجوز عبثا تجمله أقلام التزوير
و أشهد بالحب
على أحزان الرماح المكسورة …

افهمك رغم الصمت،
بل افهمك عبر الصمت،
كأننا اكتشفنا لغة تخصنا وحدنا
فماذا أهديك في العيد؟ أهديك في العيد راحة البال بدلاً من المال أهديك النسيان والصحو في آن،
وأتمنى لو أهديك أثمن ما في الكون الحرية، الحرية!
وحين تركتك ( آه كيف استطعت أن اتركك ! )
فرحت لانك لم تدر قط مدى حبي ولأنك بالتالي لن تتألم
ولن تعرف أبدا أي كوكب نابض بالحب فارقت
لأعترف
أحببتك أكثر من أي مخلوق آخروأحسست بالغربة معك ،
أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،
معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل
حبك سعادة مقطرة
أفراحك مباركة في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة
وحده الموت , يثير غيرتي اذا انفرد بك
وأحبك كثيراً
أكثر حرارة من البراكين الحية
أكثر عمقاً من دروب الشهب
أكثر اتساعاً من خيالات سجين
أحبك كثيراً
أحبك حتى أكثر من عدد ذنوبي

و اذا أنكرت حبي لك
تشهد أهدابي على نظرة عيني
المشتعلة حتى واحتك
و اذا تنصلت منك
تشهد يدي اليمنى على اليسرى
و أظافري على رسائل جنوني بك
و تشهد أنفاسي ضد رئتي ..
و تمضي دورتي الدموية عكس السير
ضد قلبي
و تشهد روحي ضد جسدي
و تشهد صورتي في مراياك
ضد وجهي …
و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية
ضد صوتي

اشعار غادة السمان أعلنت عليك الحب

تأثرت غادة السمان بشكل كبير بوفاة والدتها في صغرها. كان والدها شغوفًا بالعلم والأدب العالمي، كما كان مولعًا بالتراث العربي، مما أضفى على شخصيتها الأدبية والإنسانية أبعادًا متعددة ومتنوعة. في الفقرة التالية، اخترنا قصيدة غادة السمان “أعلنت عليك الحب”.

كانت القسوة خطيئتك
وكان الكبرياء خطيئتي
وحين التحمت الخطيئتان
كان الفراق مولودهما الجهنمي
طالما قررت: حين نفترق
سأطلق الرصاص على صوتك
وأربط جسد ذكراك
إلى عمود رخامي
وأضرم فيه النار
كما كانوا يحرقون السحرة وشرورهم
واليوم، وقد افترقنا
أفكر فيك بحنان
وحزن مليء بالصفاء
كهمس الصحراء للسراب
فراق أو لا فراق
إني أعلنت عليك الحب
إني أعلنت عليك السلام
إني أعلنت عليك الشوق
إني أعلنت عليك الغفران
ولست بنادمة
لأنني أنفقت عليك جسدي وروحي
برد . برد
وسجادة النجاح من الجليد
وجوه الأصدقاء
حقل مزروع بالألغام
وأصابعهم خناجر
وحدك كنت
ملاذ القلب – القنفذ
ولأجلك وحدك
استحالت أشواكه سنابل
ربما لذلك
كانت طعنتك الأشد حذقا ونفاذا
قليل من الشجار
ينعش ذاكرة الحب
قليل من الشجار
ينعش قلب الحب
لكننا شربنا من خمرة الشجار
حتى ثملنا
وقتل كل منا صاحبه
وعربد على جثته
حتى دون أن يلحظ ذلك
وأيضا أغفر لك
أنك حولتني من عصفور الرحيل
إلى مسمار مثبت في تابوت الغم
كنت ممتلئة بك، راضية مكتفية بك
ولكن زمننا كان مثقوبا
يهرب منه رمل الفرح بسرعة
أتعذب
بسبب ما فعلته بك
بعد أن أرغمتني على أن أفعله بك
أعلنت عليك الحب
أعلنت عليك السلام
أعلنت عليك الغفران
بقي أن تعلن على نفسك
السلام والغفران
أما الحب
فأنت جسده
تم كل شيء بسرعة الصاعقة
وامتزجت في حكاياتنا
شهقة الولادة
بشهقة الاحتضار
طويلاً تعثرت
في شبكة عنكبوت الحيرة
وكانت كلمة وداعاً
جسر القرار الوحيد الباقي
قاسية كضربة إزميل في رخام
وها هي ثلوج النسيان
تهطل تهطل تهطل
وعبثاً تغطي معالم حديقة حبنا
قبل أن أنام
أطرد صورتك من رأسي
بكل تعاويذ العقل
وكل القوانين الاجتماعية
ولكن حبك يقطن
تلك الدهاليز في أعماقي
التي لا تطالها سلطة الملك – العقل
حبك يتكاثر
ويتناثر في داخلي
ويصدعني
ويتناسل دونما مبالاة بشهادات
الميلاد الرسمية
وهكذا
حين أظنني رحلت إلى النوم
يظل جزء مني يتابع حياته السرية
مسكوناً بك
ممعناً في حبك
ويوقظني عند الفجر
بضربة من فأس الشوق
في منتصف رأسي
أهو صداع
أم تصدّع في روحي
أيها القريب على مرمى صرخة
البعيد على مرمى عمر
إني أعلنت عليك الحب
إني أعلنت عليك السلام
إني أعلنت عليك الغفران
رغم كل ما كان
وما قد يكون

غادة السمان اقتباسات

اقتباسات وأقوال الأديبة السورية الكبيرة غادة السمان، التي تُعتبر واحدة من أبرز الكاتبات العربيات. تمتلك غادة السمان العديد من الأعمال الأدبية، بما في ذلك مجموعات قصصية، روايات طويلة، وكتب في أدب الرحلات، بالإضافة إلى مؤلفات يمكن تصنيفها ضمن الأدب الاجتماعي. تعكس مكانتها الأدبية المتميزة إسهاماتها الغنية في عالم الأدب.

  • إن الذاكرة والألم توأمان، لا تستطيع قتل الألم دون سحق الذاكرة.
  • لكنني اعترف بصدق حزين لقد أحببتك حقاً ذات يوم ولولا عكاز الأبجدية، لانكسرت أمامك.
  • كل لحظه هي بصمة اصبع.. لا تتكرر.
  • اي هرب ما دامت الاشياء تسكننا، وما دمنا حين نرحل هرباً منها، نجد انفسنا وحيدين معها وجهاً لوجه!
  • الحب لا يشتعل حقاً إلا بعد الفراق.
  • ركبت قطارات كثيرة.. وأخطأت حين توهمت أنني سأجد دربا لا تقودني إليك.
  • ايها البعيد كذكرى طفولة ايها القريب كأنفاسي وأفكاري احبك واصرخ بملء صمتي: احبك!.
  • كل الذين يكتمون عواطفهم بإتقان.. ينفجرون كالسيل إذا باحوا!
  • كن كالحزن يا حبيبي، وامكث معي.
  • لعلنا خُلقنا لنظل هكذا خطين متوازيين يعجزان عن الفراق وعن التواصل، ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما.
  • لا تسلني اين كنت خلال فراقنا؛ حينما تغيب، أكف على ان أكون.
  • وحده الفن قد ينجح في اعتقال لحظة هاربة ما دون أن يقتلها او يموت بموتها.
  • خنجر مدفون في لحم ذكرياتي أنت.
  • لا أريد أن أتعرى من حبك كي لا أفقد ذاكرتي.. ولا أستطيع أن أرتدي حبك كي لا أفقد ذاتي.
  • آخذ قلبي وأقضمه كتفاحة ولكن لا تسجنني داخل دائرة مقفلة.

غادة السمان خواطر

صدرت العديد من الكتب التي تناولت أدب غادة السمان وحياتها، حيث استعرضت هذه الكتب عمق أدبها ودراسات حوله. تُعتبر العلاقة الأدبية بين غادة السمان وغسان كنفاني من الحكايات الكبيرة، وقد قيل إنها كانت علاقة عاطفية قديمة. من بين هذه الأعمال، نُشر كتاب بعنوان “رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان”. فيما يلي بعض خواطر غادة السمان.

  • ورغم ذلك ، فحين أمسكت هذه الورقه لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا واثق من صدقه وعمقه ، كالأقدار التي صنعتنا ، و هي نفسها التي أبت وفرقتنا : – إنني أحبك . الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى.
  • حبك ضيف لا يطاق يأتي حين لا أكون مستعدة لإستقباله يدخل من النافذة و يحتل فراشي يرفع قدميه الموحلتين فوق وسادتي الحريرية ينفث دخان غليونه داخل رئتي يرد على هاتفي و يطرد أصدقائي يتناول دفتر مفكرتي ليشطب ما يشاء من مواعيدي يملي عليّ تسريحة شعري و لون ثيابي و أقراطي و نبرة ضحكتي و إيقاع مشيتي و صابون حمامي و نبضي.
  • تمر بك أيام تشعر فيها بان كل شيء يثقل على صدرك الذين يحبونك والذين يكرهونك والذين يعرفونك والذين لا يعرفونك تشعر بالحاجة إلى أن تكون وحيدا كغيمة أن تعيد النظر بأشياء كثيرة أن تعود إلى ذاتك مشتاقا لتنبشها وتواجهها بعد طول هجر .أن تفجر كل القنابل الموقوتة التي تسكنك”
  • أتحرك صوبك كما يتحرك كل حيّ صوب الضوء و أهمس بإسمك كما يهمس السجين البريء بإسم الحرية و أحبك ، بأسلوبي الخاص المتوحش الأبكم.
  • ولم (أقع ) في الحب لقد مشيت اليه بخطى ثابتة مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما اني ( واقفة) في الحب لا (واقعة) في الحب أريدك بكامل وعيي أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك !
  • قليل من الشجار ينعش ذاكرة الحب، قليل من الشجار ينعش قلب الحب، لكننا شربنا من خمرة الشجار حتى ثملنا و قتل كل منا صاحبه، وعربد على جثته حتى دون أن يلحظ ذلك وأيضاً أغفر لك أنك حولتني من عصفور الرحيل إلى مسمار مثبت في تابوت الغــــــــــــم.
  • هناك من يشعر بأبسط حقوقه في السعادة وهو يزرع نصف ثمار الوهم .. وهناك من يشعر بكامل حقوقه في التعاسة وهو يقطف كل ثمار الحقيقة، و سأظل أمشي في حقول ألغامك و أنا أحمل بيدي عكازي الأبيض كالعميان، لأرى غموضك بوضوح. لحظات الوداع، لحظات شبيهة الصدق، كثيفة الفضول بالغة التوتر، تختزل فيها التفاصيل التافهة وتتعامل مع الجواهر، تتألق البصيرة وتتوهج الروح، محاولة أختطاف آخر زهرة على شجرة الحب، في الوداع نحن لا نودع حقاً إننا نزداد إلتصاقاً بالمحبوب، كأن الفراق أكذوبة أخترعناها لإنعاش حاسة الحب.