شعر عن الحج
مع اقتراب أفضل الأيام وأعظمها عند الله سبحانه وتعالى، “عشر ذي الحجة”، يسعى العديد من المسلمين، وخاصة محبي بيت الله الحرام، للتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم تجاه الأماكن المقدسة وبيت الله الحرام والكعبة المشرفة. لذا، اخترنا لكم في المقال التالي أجمل أبيات شعر عن الحج ، تابعونا.
أيا عذبات البان من أيمـن الحمـى
رعى الله عيشا في ربـاك قطعنـاه
سرقناه من شرخ الشباب وروْقـه
فلما سرقنا الصفو منـه سُرقنـاه
وجاءت جيوش البين يقدمها القضا
فبـدد شمـلا بالحجـاز نظمـنـاه
حرام بـذي الدنيـا دوام اجتماعنـا
فكم صرمت للشمل حبـلاً وصلنـاه
فيا أين أيام تولـت علـى الحمـى
وليل مع العشـاق فيـه سهرنـاه
ونحن لجيـران المحصـب جيـرة
نوفي لهم حسـن الـوداد ونرعـاه
ونخلو بمن نهوى إذا رقـد الـورى
ويجلو علينـا مـن نحـب محيـاه
فقـرب ولا بعـد وشمـل مجمـع
وكأس وصـال بيننـا قـد أدرنـاه
فهاتيـك أيـام الحيـاة وغيـرهـا
ممات فياليت النـوى مـا شهدنـاه
فيا ما أمر البين ما أقتـل الهـوى
أما يا الهوى إن الهنا قـد سلبنـاه
فـو الله لـم يبـق الفـراق لـذاذة
فلو مـن سبيـل للفـراق فرقنـاه
فأحبابنا بالشوق بالحـب بالجـوى
لحرمة عقـد عندنـا مـا حللنـاه
لحـق هوانـا فيـكـم وودادنــا
لميثاق عهد صـادق مـا نقضنـاه
أعيـدوا لنـا أعيادنـا بربوعكـم
ووقت سرور في حماكـم قضينـاه
فما العيش إلا ما قضينا على الحمى
فداك الذي من عمرنا قـد عددنـاه
فياليت عنا أغمض البيـن طرفـه
ويا ليـت وقتـا للفـراق فقدنـاه
وترجع أيام المحصـب مـن منـى
ويبـدو ثـراه للعيـون حصـبـاه
وتسرح فيه العيـس بيـن ثمامـة
وتستنشق الأوراح نشـر خزامـاه
ونشكو إلى أحبابنـا طـول شوقنـا
إليهـم ومـاذا بالفـراق لقيـنـاه
فلا كانـت الدنيـا إذا لـم يعاينـوا
هم القصد في أولى المشوق وأخراه
عليكم سلام الله يا ساكني الحمـى
بكم طاب رياه بكـم طـاب سكنـاه
وربكـم لـولاكـم مــا نــوده
ولا القلب من شـوق إليـه أذبنـاه
أسكان وادي المنحنـى زاد وجدنـا
بمغنى حماكم ذاك مغنـى شغفنـاه
نحنّ إلـى تلـك الربـوع تشوقـاً
ففيها لنـا عهـد وعقـد عقدنـاه
ورب يرانا مـا سلونـا ربوعكـم
وما كان من ربع سـواه سلونـاه
فيا هل إلى ربع الأعاريـب عـودة
فـذاك وحـق الله ربـع حببـنـاه
قضينا مع الأحبـاب فيـه مآربـا
إلى الحشر لا تنسى سقى الله مرعاه
فشدوا مطايانا إلـى الربـع ثانيـا
فإن الهوى عن ربعكم مـا ثنينـاه
شعر عن بلاد الحرمين
تغنّى الشعراء العرب عبر العصور بالديار المقدسة التي كانت دائمًا حاضرة في صفحات التاريخ، حيث تم تصويرها بالشكل الذي يليق بها من إعجاب وجمال، في لوحات فنية مميزة. ومن أبرز هذه الأعمال قصيدة “وطني” التي تتحدث عن البيت الحرام، وهي واحدة من القصائد الجميلة التي يعبّر فيها الشاعر عن أمجاد المملكة وبركة الديار المقدسة، ومن أبرز أبياتها :
وطنـي به البيت الحرام وطيبـة
وبه رسـول الحـق خـيـر منـادي.
وطنـي به الشرع المطهر حاكم
الـحــق يـنـهـي ثـــورة الأحـقـاد.
وطني عـزيـز فـيـه كـل مـحـبــة
تعلو وتـسـمـو فـوق كـل سـواد.
وطني يسير الخير في أرجـائـه
ويـعــم رغــم براثن الحــسـاد.
قوم بغوا وتجبروا في أرضنـا
يرموا بسهم الموت قلب بلادي.
لكنــها رغــم الـصـعـب هامة
تعـلـو بدعـوة معــشــر العباد.
مستمسكين بدينهم وتـوجـهـوا
لله ذي الإكـــــــرام والأمـــجـــاد.
أن يحفظ الشعب الكريم وأرضه
ويـديــم مـنه الـديـن والأجـســاد.
شعر في عرفات
كثيراً ما تغنى الشعراء بموسم الحج وتمنوا أن يكونوا بين الحجيج، فمنهم من أبدع في الإطالة والتفصيل، ومنهم من اختصر وأوجز. دعونا نستمتع معاً بهذه الفقرة التي تضم أجمل القصائد في عرفات:
وبعد زوال الشمس كـان وقوفنـا
إلى الليل نبكـي والدعـاء أطلنـاه
فكم حامـد كـم ذاكـر ومسبـح
وكم مذنب يشكـو لمـولاه بلـواه
فكم خاضـع كـم خاشـع متذلـل
وكم سائل مـدت إلـى الله كفـاه
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنـا
وكم ثوب عز في الوقوف لبسنـاه
ورب دعانـا ناظـر لخضوعـنـا
خبير عليـم بالـذي قـد أردنـاه
ولما رأى تلك الدموع التي جرت
وطول خشوع مع خضوع خضعناه
تجلى علينـا بالمتـاب وبالرضـى
وباهى بنا الأملاك حيـن وقفنـاه
وقال انظروا شعثا وغبرا جسومهم
أجرنـا أغثنـا يـا إلهـا دعونـاه
وقد هجـروا أموالهـم وديارهـم
وأولادهم والكـل يرفـع شكـواه
إلـي فإنـي ربـهـم ومليكـهـم
لمن يشتكي المملـوك إلا لمـولاه
ألا فاشهدوا أني غفـرت ذنوبهـم
ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخنـاه
فقد بدأت تلك المسـاوي محاسنـا
وذلك وعـد مـن لدنـا وعدنـاه
فيا صاحبي من مثلنا فـي مقامنـا
ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلنـاه
على عرفات قـد وقفنـا بموقـف
به الذنب مغفـور وفيـه محونـاه
وقد أقبل البـاري علينـا بوجهـه
وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرنـاه
وعنكم ضمنا كـل تابعـة جـرت
عليكـم وأمـا حقـنـا فوهبـنـاه
أقلناكم من كـل مـا قـد جنيتـم
وما كان من عذر لدينـا عذرنـاه
فيا من أسا يا من عصى لو رأيتنـا
وأوزارنـا ترمـى ويرحمنـا الله
شعر عن يوم التروية
يوم التروية هو اليوم الثامن من الأيام العشر الأولى في شهر ذي الحجة، حيث يقوم حجاج بيت الله الحرام بالتوجه إلى منى استعداداً للصعود إلى عرفات. هذه المناسبة العظيمة التي يحتفل بها المسلمون تحمل تأثيراً كبيراً في حياتنا، إذ تعكس الأعمال الجميلة والمميزة التي يقوم بها الحجاج، مما يمنحهم شعوراً بالجمال والمتعة في أداء مناسك الحج. ومن أجمل الأبيات الشعرية التي تتحدث عن يوم التروية:
وبات حجيج الله بالبيت محدقـاً
ورحمة رب العرش ثمت تغشاه
تداعت رفاقا بالرحيل فما تـرى
سوى دمع عين بالدماء مزجنـاه
لفرقة بيت الله والحجـر الـذي
لأجلهما صعب الأمور سلكنـاه
وودعت الحجاج بيـت إلههـا
وكلهم تجري من الحزن عينـاه
فللَّه كم باك وصاحـب حسـرة
يـود بـأن الله كـان تـوفـاه
فلو تشهد التوديع يومـاً لبيتـه
فإن فراق البيت مـر وجدنـاه
فمـا فرقـة الأولاد والله إنـه
أمر وأدهى ذاك شيء خبرنـاه
فمن لم يجرب ليس يعرف قدره
فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
لقد صدعـت أكبادنـا وقلوبنـا
لما نحن من مر الفراق شربنـاه
والله لـولا أن نؤمـل عــودة
إليه لذقنا الموت حيـن فجعنـاه