شعر غزل جاهلي

حظي الشعر الجاهلي بمكانة عالية جداً لدى العرب، حيث يُعتبر شعراً عريقاً نشأ من تجارب متعددة، حتى تمكن من الوصول إلى ما هو عليه اليوم وغالباً ما يكون الغرض الرئيسي من قصائد الشعراء الجاهليين هو المدح أو الفخر أو الغزل أو الرثاء، بالإضافة إلى مواضيع شعرية أخرى ، وفي هذا المقال نقدم لكم مجموعة من قصائد شعر غزل جاهلي ، فلا تفوتوا متابعتنا.

شعر غزل جاهلي
شعر غزل جاهلي

وفي الحَيِّ بَيضاءُ العَوارِضِ ثَوبُها
إِذا ما اسبَكرَّت لِلشَّبابِ قَشيبُ
وَعِيسٍ بَرَيناها كأنَّ عُيونَها
قَواريرُ في أذهانِهِنَّ نُضوبُ
ولستَ لإنسيٍّ ولكنْ لِمَلأَكٍ
تَنزَّلَ من جَوِّ السَّماءِ يَصوبُ
وأنتَ أزلتَ الخُنزُوانَة َ عنهمُ
بِضَربٍ له فوقَ الشُّؤونِ وجيب
وأنتَ الّذي آثارُهُ في عَدُوِّهِ
منَ البُؤسِ والنُّعمَى لهُنَّ نُدوبُ

برد نسيم الحجاز في السحر
إذا أتاني بريحه العطر
ألذ عندي مما حوته يدي
من اللالي والمال والبدر
وملك كسرى لا أشتهيه إذا
ما غاب وجه الحبيب عن النظر
سقى الخيام التي نصبن على
شربة الأنس وابل المطر
منازل تطلع البدور بها
مبرقعات بظلمة الشعر
بيض وسمر تحمي مضاربها
أساد غاب بالبيض والسمر
صادت فؤادي منهن جارية
مكحولة المقلتين بالحور
تريك من ثغرها إذا ابتسمت
كاس مدام قد حف بالدرر
أعارت الظبي سحر مقلتها
وبات ليث الشرى على حذر
خود رداح هيفاء فاتنة
تخجل بالحسن بهجة القمر
يا عبل نار الغرام في كبدي
ترمي فؤادي بأسهم الشرر
يا عبل لولا الخيال يطرقني
قضيت ليلي بالنوح والسهر
يا عبل كم فتنة بليت بها
وخضتها بالمهند الذكر
والخيل سود الوجوه كالحة
تخوض بحر الهلاك والخطر
أدافع الحادثات فيك ولا
أطيق دفع القضاء والقدر

سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ
وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ
صحا بعدَ سُكْرٍ وانتخى بعد ذِلَّةٍ
وقلب الذي يهوى العلى يتقلبُ
إلى كمْ أُداري من تريدُ مذلَّتي
وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ

غزل جاهلي في العيون

 غزل جاهلي في العيون
غزل جاهلي في العيون

ذات العينين السوداوين المقمرتين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبداً من ربّي
إلّا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزد بأيامي يومين
كي أكتب شعراً في هاتين اللؤلؤتين

مــلء روحـــي هـذا الصفـاء العميــــق
يــــا عيــــونـــاً من ســـحرها لا أفيــــــق
يــــــا بحــاراً أهيـــــم وحـــــدي فيـــــــها
ودليــــلي في الأفق نــــجـــــم ســـحيــــق
أدعـــــــي أنــــنــــــي نــظــــر ت فــنـــــادا
نـــي إلى موكــــب الظــلال الطـــريـــق
أدعــــي أن في عــيــــــونــــك دنــــــيـــــــــا
لـــــي وحـــدي فيـــــها الربيــــع الوريـق

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحر
أو شُرفتانِ راح ينأى عنهما القمر
عيناكِ حين تبسِمان تورِقُ الكُروم
وترقصُ الأضواء كالأقمارِ في نهر
يرجُّه المجداف وهنًا ساعة السَّحر
كأنما تنبضُ في غوريهما النّجوم
أنشودة المطر
مطر.. مطر.. مطر..

شعر غزل جاهلي للحبيب

 شعر غزل جاهلي للحبيب
شعر غزل جاهلي للحبيب

أفاطمة مهلًا بعض هذا التدلل
وإن كنتِ قدْ أزمعتِ صرمي فأجملي
وإنْ تكُ قد ساءتْكِ منّي خليقةٌ
فسلي ثيابي من ثيابِكِ تنسلِ
أغركِ مني أنَّ حبَّك قاتلِي
وأنَّك مهما تأمري القلبِ يفعلِ
وأنَّك قسمتِ الفؤادَ فنصفه
قتيلٌ ونصفٌ بالحديدِ مكبلِ
وما ذرفت ْعيناكِ إلا لتضربي
بسهميكِ في أعشارِ قلبٍ مقتلِ

تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى … كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ
ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها … بَلَى وَاللَّيَالِي العَشْرِ والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ
بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ … بقدرته تجري السفائن في البحر
بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ … وعظم أيام الذبيحة والنحر
لقد فضلت ليلى على الناس مثل ما … على ألف شهر فضلت ليلة القدر

هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجوى تكلمي وعمي
صباحاً دار عبلة واسلمي
إن تغدفي دوني القناع فإنّني
طب بأخذ الفارس المستلئم
أثني على بما عملت فإنني
سمح مخالقتي إذا لم أظلم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلةً بما لا تعلمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
يدعون عنترة والرماح كنها
أشطان بئر في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره
ولبانه حتى تسربل بالدم

شعر غزل جاهلي قصير

 شعر غزل جاهلي قصير
شعر غزل جاهلي قصير

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها
لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفا بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ، … كجَفْنِ اليمانِ زَخرَفَ الوشيَ ماثلُهْ
بتثلِيثَ أوْ نَجرَانَ أوْ حيثُ تَلتقي، … منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى، … وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ توَاصُلُه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها، … لـها نَظَرٌ ساجٍ إليكَ، تُوَاغِلُهْ
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً، … كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه

رُعَاةَ اللَّيلِ ما فَعلَ الصَّباحُ
وما فَعلَتْ أوائِلُهُ المِلاَحُ…
وما بالُ الَّذينَ سَبوا فُؤادِي
أقاموا أمْ أجِدُ بهمْ رواحُ…
وما بالُ النُّجُومِ مُعَلَّقَات
بِقلبِ الصَّبِّ لَيسَ لَها بَرَاحُ

بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا
وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا
حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلاً
بِالدارِ داراً وَلا الجيرانِ جيرانا