محتويات المقال
شعر في وصف الثلج
تميز الإنسان عن باقي المخلوقات بقدرته على استخدام الرمزية، حيث تلعب المجازات دورًا كبيرًا في حياتنا اليومية. فنحن، كبشر، نمنح كل حدث أو ظاهرة معانٍ متعددة، نعبر عنها من خلال الفن والأدب والشعر، بالإضافة إلى الغناء والموسيقى. وقد تطورت هذه الرمزية عبر العصور، بدءًا من الأساطير القديمة. ومن بين الموضوعات التي تناولها الشعر برمزيته، كان لفصل الشتاء نصيب وافر، لذا اخترنا لكم أجمل شعر في وصف الثلج ، فتابعونا.
يا بياض الثلج يا طهر السحاب
يا عيون الطير يا عنق الظبي
يا حروف الحب في وسط الكتاب
يا كتاب ٍ ما تعدا مكتبي
يا سؤال ٍ ما لقيناله جواب
يا جواب ٍ كل ماله يصعبي
يا سعاده تمحي أيام العذاب
يا عذاب ٍ له عيوني تطربي
يا غدير الشوق بعيون السراب
يا سراب ٍ من يضمه يشربي
يا حضورٍ يملي الدنيا غياب
يا غياب ٍ يسبي افكاري سبي
يا حبيبي جاك مرسول العتاب
من خفوقٍ عاف كل أهل العبي
غيبتك بكت عيونٍ ما تهاب
من قريب القوم ولا الاجنبي
هذا هو الثلجُ من عليائِهِ نَزَلا …
لولا تَوَاضُعُ هذا الثلج ما هَطَلاَ
وها هي الأرضُ في أَبهى مفاتنها …..
تزينتْ كعروسٍ وارتدتْ حُلَلاَ
والطير يمرحُ في الأَجواءِ مُبتهجاً…..
وقامَ يشدو بهذا العُرسِ مُحتفِلا
وكلُّ غصنٍ تَثَنّى خَصرُهُ طَرَبَاً ….
من نشوةِ الرقصِ حتّى خِلْتَهُ ثَمِلاَ
وإن نَظَرتَ إلى الأَشجارِ تحسَبُها ….
عَرائساً ما رَأَتْ عينٌ لها مَثَلا
وحيثُ تنظرُ فالآفاقُ قد لَبِسَتْ ….
ثوبَ النّقاءِ، ولن ترضى لـه بَدَلاَ
حتّى كأَنَّ سُهولَ الأرضِ قد عَدَلَتْ …..
عن لونِها نحوَ لونٍ يبعثُ الأَمَلاَ
وأَينما سِرْتَ فالأَرجاءُ من بَجَعٍ …..
وَلو دَنَوْتَ قليلاً رُبّما جَفِلاَ
والثلجُ في الأرض كالدِّيباجِ مُنْبَسِطٌ …..
فكيفَ تمشي على الدّيباجِ مُنْتَعِلاَ؟
هذا هو الثلجُ ما أَبهى نَصَاعتَهُ …..
وما أُحيلاَهُ عَمَّ السَّهلَ والجَبِلاَ
والبردُ يحلو إذا ما الثلجُ جاءَ بِهِ ….
لولاهُ ما كان هذا البردُ مَحتَمَلاَ
وكم سُعِدْنا بهِ، إذْ راحَ مُحْتَضِناً ….
وَجْهَ الطبيعةِ، واستحلى بهِ القُبَلاَ
وَحَسْبُنا أَنّنا ذُقْنا حَلاوتَهُ ….
وحيثما حَلَّ مَتّعنا بهِ المُقَلاَ
وكم لَهَونا بهِ، والأرضُ ضَاحِكَةٌ ….
واللّهوُ بالثلجِ لم يَتْرُكْ بِنا خَجَلاَ
وَكم ضُرِبنا بهِ، والكُلُّ مُبْتَهِجٌ ….
والضربُ، إلاَّ بهذا الثلجِ ما قُبِلاَ
أجمل قصيدة عن الثلج
عندما يحل فصل الشتاء، نتشوق لوصول هذا الزائر الأبيض الجميل الذي يكسو الأرض ويملأ قلوبنا بالفرح والسرور. ولا يوجد ما هو أجمل من رؤية مشهد تساقط الثلوج. وقد نظم العديد من الشعراء أبياتاً عربية تتحدث عن الثلج، ومن بينها القصيدة التالية :
يندف الثلج على شبابيكي في لندن
يندف على كتبي .. وأوراقي .. وفناجين قهوتي ..
وأنا مبهور بهذا الكلام الحضاري
الذي لم أسمعه منذ تسعة أشهر
مبهور بهذا الانقلاب الأبيض
الذي يعلنه الشتاء على رجعية الصيف..
ورتابة اللون الأخضر..
الثلج هو حداثة الأرض
عندما تخرج على النص..
وتحاول أن تكتب بطريقة أخرى
وصياغة أخرى
وتعبر عن عشقها بلغة أخرى
وأنا أيضاً.. أريد أن أكون في عشقي
شتائياً .. وانقلابياً .. وعاصفاً ..
فمع امرأة استثنائية مثلك ..
لا يمكنني إلّا أن أكون استثنائياً ..
ومع عاشقة مجنونة مثلك ..
لا يمكنني أن أبقى محارباً على أرض منزوعة السلاح..
لا يقلقني الثلج
ولا يزعجني حصار الصقيع
فأنا أقاومه.. حيناً بالشعر..
وحيناً بالحب..
فليس عندي وسيلة أخرى للتدفئة..
سوى أن أحبك..
أو أكتب لك قصيدة حب..
بهاتين الطريقتين السحريتين
يمكنني أن أحل مشاكلي الجسدية..
ومشاكلي العاطفية .. والشعرية ..
فلا تشغلي بالك بالطقس الخارجي ..
لأن الصيف الحقيقي مخبوء في داخلنا..
إنني قادر دائماً على استخراج الجمر من ثلج يديك ..
وعلى استخراج النار من عقيق شفتيك..
وعلى استخراج الشعر..
من تحت أية رابية من روابي أنوثتك…
وأية منطقة حبلى بمياهها الجوفية…
يا سيدتي التي يشتعل حبها في دمي
كحفلة ألعاب نارية…
حين تكونين معي..
فلا فائدة من مواقد الحطب..
ولا مواقد الفحم..
ولا مواقد الكهرباء..
فمصادر الطاقة كلها
موجودة في أمواج بحارك..
والكواكب كلها..
تدور حول شمس نهديك…
يا ذات القبعة الحمراء التي ترتجف من شدة العشق
يا التي يسقط صوتها على الأرض كليرة ذهبية…
لا تفتحي المظلة فوق رأسي
فأنا لا أريد الحماية من زغب الحمام ..
ونثارات القطن .. وأقمار الياسمين ..
لا أريد الهروب من هذا الحصار الأبيض ..
فأنت والثلج صديقاي على دروب الحرية
أيتها الشتائية التي أحبها
لا تشيلي يدك من يدي..
ولا تخافي على صوف الأنغورا من نزواتي الطفولية ..
فلطالما تمنيت أن أكتب قصيدة فوق الثلج ..
وأحب امرأة فوق الثلج ..
وأجرب كيف يمكن لعاشق أن يحترق بنار الثلج…
يا سيدتي التي تقفز كسنجابة خائفة
على أشجار صدري..
كل عشاق العالم أحبوا حبيباتهم
في شهر تموز..
وكل ملاحم العشق كُتِبَت في شهر تموز..
وكل الثورات من أجل الحرية وقعت في شهر تموز ..
فاسمحي لي
أن أخرج على هذا التوقيت الصيفي
وأنام معك .. ليلة واحدة
على مخدة من خيطان الفضة ..
والثلج المندوف.
صباح الثلج الجميل
توجد بعض العبارات الجميلة عن الثلج، التي تعبر عن جمال صباحات الشتاء. هذه العبارات تعكس مشاعر عشاق البرد، وتتناسب تمامًا مع الأجواء الماطرة والغزيرة.
- أنا أعشق الشتاء دون الصيف، أعشق الشتاء، لأنّه عندما يسقط المطر تزال الأصباغ عن الوجوه فيعود كلّ شيء لأصله دون خداع أو تصنع.
- كأني الفراشة ترقص وتتمايل على أوراق الشجر، وكأني التربة التي أحيتها، وكأني البذرة التي نمت وكأني الشفاة التي تبسمت، لا أعلم لما بكيت وقتها وكأنّه الفرج، هذا المطر وما يفعله بقلوب البشر.
- إذا رضي الله عن قوم أنزل عليهم المطر في وقته، وجعل المال في سمحائهم، واستعمل عليهم خيارهم، وإذا سخط على قوم أنزل عليهم المطر في غير وقته، وجعل المال في بخلائهم، واستعمل عليهم شرارهم.
- أسقط يا مطر واغسل جراحها وآلامها، اسقط وبدد الأحزان، اقضِ على تلك العذابات، اسقط يا مطر قبل أن يجتاحها الجفاف والشتات.
- تراقب جمال المطر فترتسم عليك الابتسامة وتنسى همومك ولو للحظات بسيطة، وتشعر بالحنين إلى كل شيء، إلى طفولتك.
- أحب رائحة مطر ونسيم بارد يراقص أغصان الشجر، وموج هادئ انساب من بين يدي البحر.
- لولا اصطدام الغيوم لما انهمر المطر، ولولا احتكاك العقول لما اشتعل الفكر. يأتي المطر ويغسل كل هموم البدن، يذكرنا بما كان من براءة الصغر، كنا نقفز ونقفز تحت حبات المطر، ونضحك ونجري ونتراقص تحت سماء أشرقت.