شعر في وصف الكتابة

تُعد القراءة من أبرز الأنشطة المفيدة للعقل، حيث تعزز وعي الفرد ونضجه تجاه ما يجري من حوله. تتيح له اكتساب معرفة واسعة في مجالات متنوعة، فضلاً عن التعرف على ثقافات مختلفة. سنستعرض في السطور القادمة أجمل أبيات شعر في وصف الكتابة ، آملين أن تنال إعجابكم.

شعر في وصف الكتابة
شعر في وصف الكتابة

قرأتَ الكتابَ، وكم قارئ
يروم من النحو زيد ذهب
مررت بزيد، وقد مُرَّ بي
وعمرو مقيم، وزيد ضرب
مسائل في النحو لا ترتجى
وليس يُحَصَّلُ منها النشب
يراها أناس أصولَ الكتاب
وفيها الضياع وكل التعب
فزيدٌ كعمرو إذا ما نظرتَ
وباب المضاف كباب النسب
ورفع كجر إذا لم تُبَلْ
وأمر التمني كأمر الطلب
فهذي المسائل في عدها
سَقام النفوس وطول الكرب
يغالي دعاة بترك الكتاب
وحجتهم فيه محض الشغب
وأن الكتاب قديم غدا
كثيرَ الغبار قليل الطلب
إذا قرأوا فقرة تنتقى
تراهم صموتا ويخفى اللجب
تمهل تمهل فهذا الكتاب
فيه الكنوز التي ترتغب
لقد صاغ فيه أصول النحاة
وشيدها من كلام العرب
وأنهج فيه كلام الخليل
ومد القياس وسمى السبب
وجَمَّع فيه أقاصي اللغات
وحصَّل فيه علوم الأدب
بيان وإشراقة في الكلام
فمنها يكون ارتشاف الضرب
وهذا البيان إذا رمته
بفهم سقيم عداك العطب
فأين الدلائل في بسطها
وأين الأصول وما قد كتب
يعلل فيه كلام الأُلَى
ويبني القواعد مما وجب
فسر الكتاب بعمق الفصول
ولب الأصول التي تجتلب
وصوغ المفاهيم في دقة
ونهج البناء وذكر الرتب
أصول لها في الكتاب الصدى
فيسمعها من دنا واقترب
ويبقى الكتاب حبيس الظنون
وحلس الفهوم التي تُسْتَلَبْ
وليس أخو النحو من قد غدا
وليس له في الكتاب الأربْ
ولكن أخوه الذي يرتجى
لشرح الغريب وذكر السبب
يرى في الكتاب منار الهدى
وأصل الأصول وباب الأدب

شعر في مدح الكتاب

للكتاب مكانة رفيعة في حضارتنا الإسلامية والعربية، وقد نال على مر العصور اهتمامًا كبيرًا وحفظًا ورعايةً وإهداءً. وقد أدرك الشعراء العرب، مثل غيرهم من العلماء والمفكرين، قيمة الكتاب، فكتبوا فيه قصائد تعبر عن تقديرهم له. إليكم بعض المقتطفات من الشعر الذي يمدح الكتاب :

أيــا طـلاب عــلم جدو سيراً
فقد جاء الغــمام بما أســــــرا
كـــتـاب نـظـمـه در وزهــر
وفيه العــلم فيه البحث هـمـرا
أتــاك على بساط من لجين
بخط الوارث السـادات طـــــرا
فـخـذه وجـاز كاتــبه دعاء
فحق الفاضــــلين الــبر يــترى

أنا من بدل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
صاحب إن عبته أولم تعب
ليس بالواجد للصاحب عابا
كلما أخلقته جددني
و كساني من حلى الفضل ثيابا
صحبة لم أشك منها ريبة
ووداد لم يكلفني عتابا
رب ليل لم نقصر فيه من
سمر طال على الصمت و طابا
كان من هم نهاري راحتي
و ندامى و نقلى و الشرابا
إن يجدني يتحدث أو يجد
مللا يطوي الأحاديث اقتضابا
تجد الكتب على النقد كما
تجد الإخوان صدقا و كذابا
فتخيرها كما تختاره
واد خر في الصحب و الكتب أللبابا
صالح الإخوان يبغيك التقى
و رشيد الكتب يبغيك الصوابا

وفي عصرنا كان الموفق حجةً
على فقهه ثبت الأصول معوّلي
كفى الخلق بالكافي و أقنع طالبا
بمقنع فقهٍ عن كتاب مطوَّلِ
و أغنى بمغني الفقه من كان باحثا
وعمدته من يعتمدها يحصِّل
و روضته ذات الأصول كروضة
أماست بها الأزهار أنفاس شمألِ
تدل على المنطوق أوفى دلالة
و تحمل في المفهوم أحسن محملِ

شعر عن الكتاب خير صديق

لا شك أن القراءة، رغم كونها ممتعة للبعض، تظل مفيدة للجميع. وسنتناول ذلك في الفقرة التالية من خلال شعر يتحدث عن الكتاب كأفضل صديق.

مللت كلّ جليسٍ كنت آلفه
إلاّ الكتاب فلا يعدله إنسانُ
أنا من بدّلَ بالصحبِ الكتابا
لم أجدْ لي صاحباً إلاّ الكتابا
صاحبٌ إنْ عِبتهُ أو لم تَعِبْ
ليس بالواجد للصاحب عابا
كلّما أخلقته جددني
وكساني من حلي الفضل ثيابا
صحبةٌ لمْ أشكُ منهُ ريبةً
وودادٌ لمْ يكلفْني عتابا
إنْ يجدني يتحدثْ أو يجد
مللاً يطوي الأحاديث اقتضابا
تجدُ الكتبَ على النقدِ كما
تجدُ الأخوان صدقا وكذابا
فتخيرْها كما تختاره
وادّخرْ في الصحب والكتب الّلُبابا
صالحُ الأخوان يبغيك التُّقى
الكتبِ يبغيك الصوابا

شعر كتابة حزين

منذ العصور القديمة، كان الشعر هو الوسيلة الأساسية للتعبير بين الناس، وقد استخدمه العرب في جميع مناسباتهم. لذا، نجد أن التراث الشعري يزخر بأجمل الأبيات التي تُصنف ضمن الشعر الحزين، ومنها ما يلي :

أيا حزن ابتعد عنّي ودع جرحي يزل همي
وإنّي بك يا حزني غير العذاب لا أجني
أيا حزن مالك منّي؟ ألا ترى الّذي بي يكفيني
تعبت من كثرة التمنّي ولست أنت بحائلٍ عنّي
أيا حزن لا تسئ ظنّي فأنت في غنىً عنّي
فلي من الآلام ما يبكي ولي من الجروح ما يدمي
ألا يا حزن أتعتقد أنّني منك اكتفيت
ألم يحن الأوان بعد ألم يحن زوالك يا حزني

تركت حبيب القلب لا عن ملاله
ولكن جفى ذنباً يؤدّي إلى الترك
أرى شريكاً في المحبة بيننا
وإيمان قلبي لا يميل إلى الترك
تشاغلتم عنّا بصحبة غيرنا
وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا
سأترككم من حيث ما تركتم
ونصبر عنكم حق صبركم عنا
ونشغل عنكم وقد شغلتم بغيرنا
ونجعل قطع الوصل منكم لا منا

أين قلبي .. هل ضاع بين الزحام
أم أغرقته قطرات الريهام
سأنحني .. سأبحث عنه تحت أقدام البشر
هكذا أنا ضعيفة بين الأنام
تهزمني العواطف ويبكيني الغرام
سأناديك يا قلبي من بين الظلمات
في الدمعة الحزينة
في الطائر المهاجر لأرض الأحلام
ستجدنى أناديك .. اعذرني
لا تلم أوتاري إن عزفت بعدك الأنغام
فأنا كما ترى نغمةً وحيدة بين الأوتار
والرحيل يطاردني وشبح الخوف يلازمني
ونفسي تقاوم الأيام
ماذا فعلت كي تجرحني السهام
وتكويني الآلام وأنا في ذكرياتي غارقة لا أنام

لنفترق قليلاً لخير هذا الحبّ يا حبيبي وخيرنا
لنفترق قليلاً لأنّني أريد أن تزيد في محبّتي
أريد أن تكرهني قليلاً
لنفترق أحباباً فالطّير كل موسم تفارق الهضابا
والشّمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشكّ والعذابا
كن مرّةً أسطورة كن مرّةً سرابا
وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجوابا
لنفترق كي لا يصير حبّنا اعتياداً وشوقنا رمادا
فباسم حبٍّ رائع أزهر كالرّبيع في أعماقنا
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصة للحبّ في زماننا
أسألك الرّحيلا حتّى يظلّ حبّنا جميلا
حتّى يكون عمره طويلا أسألك الرّحيلا