شعر في وصف الكعبة
رحلة طويلة تتجول فيها الروح شوقًا وحنينًا إلى مكة المكرمة والكعبة الشريفة، من خلال قصائد شعراء تاقت قلوبهم إلى بيت الله الحرام والديار المقدسة. لقد عبروا عن مشاعر الحب والإجلال والوقار على مر العصور ومن مختلف بقاع الأرض. لذا، اخترنا لكم في هذا المقال مجموعة من أبيات شعر في وصف الكعبة ، ونتمنى أن تنال إعجابكم.
يبث الحب والخيرا
هديلك في دمي نجوى
سَكَنَّ بخافقي عمرا
وأحلام مرفرفة
وجدت بها وما أحرى
أتيتِ بها فما أحلى
فما أسنى وما أثرى
ملأنَ العمرَ أفراحاً
وكان عطاؤها نهرا
رضيتُ بها فأعلتني
أجوب البر والبحرا
ورحت وراءها غرداً
حبتني الصفو والطهرا
إلى دنيا مكرّمة
أنا الجار جار الله مكة مركزي
ومضرب أوتادي ومعقد أطنابي
وما كان إلا زورة نهضتني
إلي بلاد بها أوطان أهلي وأحبابي
كررت إلى بطحاء مكة راجعا
كأني أبو شبلين كر إلى الغاب
فقل لملوك الأرض يلهوا ويلعبوا
فذلك لهوي ما حييت وتلعابي
تجلى لنا الميلاد نورا مجسما
واضحى اسم طه يملأ الأرض والسما
سرى نوره في الكائنات فأشرقت
واسفر في وجه الدجى فتبسما
وشرف ارضا كان مولده بها
وناهيك بيت الله بيتا محرما
وكرمها اذ كان مبعثه بها
يُطلُّ على الآفاق دِينا مُعظما
بلادٌ حباها الله أمنا وكعبةً
يُصلّيِ إليها الناس فرضا مُحَتما
وآياتها ما دام للناس قِبلةٌ
بها بيناتٌ تَنثُرُ الأفق أَنجما
مقام خليل الله فيها محجبا
ومشربُ اسماعيل من بئر زمزما
ومَنْ أَمها مِنْ اي قُطرٍ وبلدةٍ
ومرَّ على ميقات لبَّى وأحرما
وفيها نزول الوحي أولُ سورةٍ
بها اقرأْ ويا مدثرُ اصدع لِيُعلما
هو الحــــج بـــاق كالزمـــان وأهـــله
جــــديداً قـــديماً دون أي مغـــــيب
ويــــمتد في يـــومٍ من الســـلم باســــمٍ
وآخــــر مـــثل الغاشيـــات عصــــيب
لقــد قـــام إبراهــــيم يدعــــو لـــه الدنــا
فكـــان صـــداه الضخـــم زحـــف شـــــعوب
قوافـــل شـــتى وحّـــد اللــه بينهـــا
فكانـــت حبيـــــباً يحتـــــفي بحــــــبيب
قوافـــل كالتــــاريـــخ تمـــضي ولا تني
وليـــس بها مــن حســــرة ولغـــوب
تســــير تـــرجّ الأرض رجـــاً كأنهـــا
كتـــائب جيــــش حافـــل ولجيب
الشوق إلى مكة شعر
تتجلى مشاعر كل مسلم في لهيب الشوق الفطري نحو بيت الله الحرام ومدينة الإسلام، التي تُعتبر منارة الحق على الأرض. فكل ما يمتلكه الإنسان من عز وجاه وسلطة دنيوية يبدو ضعيفًا وعاجزًا أمام نور واحد من أنوار البيت الحرام. ومن أجمل ما قيل في الشوق إلى مكة هو الشعر التالي :
هتف المنادي فانطلق يا حادي
و ارفق بنا إن القلوب صــوادي
تتجاذب الأشواق وجد نفوسنا
ما بين خاف في الضلوع و باد
و تسافر الأحلام في أرواحنا
سفراً يجوب مفاوز الآماد
و نطوف آفاق البلاد فأين في
تطوافنا تبقى حروف بلاد
هتف المنادي فاستجب لندائه
و امنحه وجدان المحب و ناد
لبيك فاح الكون من نفحاتها
و تعطَّرت منها ربوع الوادي
لبيك فاض الوجد في قسماتها
و تناثرت فيها طيوف وداد
لبيك فاتحة الرحيل و صحبه
هلا سمعت هناك شدو الشادي
هذا الرحيل إلى ربوع لم تزل
تهدي إلى الدنيا براعة هاد
هذا المسير إلى مشاعر لم تزل
تذكي المشاعر روعة الإنشاد
غنََيت مكة أهلها الصيدا
والعيد يملأ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سمًا
بيت على بيت الهدى شيدا
وعلا اسم رب العالمين على
بنيانه كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن ادعُ لهم
أهلي هناك وطيّب البيدا
أنا أينما صلى الأنام رأت
عيني السماء تفتحت جودا
من راكع ويداه آنستا
أن ليس يبقى الباب موصودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي
بفمي هنا يا ورق تغريدا
الأرض ريا وردة وعدت
بك أنت تقطف فاروِ موعودا
وجلال وجهك لا يزال رجىً
يرجى وكل سواه مردودا
طف بي بمكة إني هدّني تعبي
واترك عناني فإني هاهنا أربي
ودع فؤادي يمرح في مرابعها
ففي مرابعها يغدو الفؤاد صبي
هنا أمرغ خدي صبوة وجوًى
فتهتف الحور بشرى خدك الترب
فإن رأيت دموعي أنبتت حجراً
فتلك مني دموع الفرحة العجب
هنا بمكة آي الله قد نزلت
هنا تربى رسول الله خير نبي
هنا الصحابة عاشوا يصنعون لنا
مجداً فريدا على الأيام لم يشب
كم هزني الشوق يا خير الديار وكم
عانيت بعدك وجدا دائم السبب
إلا إليك… أرى الأشواق تقعد بي
وعند ذكرك أشواقي تحلق بي
وعند ذكرك أنسى أنني بشر
وكالملائك أحيا في المدى الرحب
فتبدعين كياني من تقى وهدى
فلا أحس بما ألقاه من وصب
ما غير زورة بيت الله ترجع لي
شباب روحي إذا امتدت يد النوب
ربي حنانيك فاكتبها وخذ بيدي
كي يهتف القلب يا فوزي ويا طربي
اشتقنا لبيت الله الحرام
يشتاق الجميع إلى بيت الله الحرام، سواء كانوا قد زاروه سابقًا أم لا. وعلى مر السنين، أبدع العديد من الشعراء في كتابة أبيات شعرية تعبر عن هذا الشوق، ومن تلك الأبيات ما يلي :
أيا عذبات البان من أيمـن الحمـى *** رعى الله عيشا في ربـاك قطعنـاه
سرقناه من شرخ الشباب وروْقـه *** فلما سرقنا الصفو منـه سُرقنـاه
وجاءت جيوش البين يقدمها القضا ***فبـدد شمـلا بالحجـاز نظمـنـاه
حرام بـذي الدنيـا دوام اجتماعنـا *** فكم صرمت للشمل حبـلاً وصلنـاه
فيا أين أيام تولـت علـى الحمـى *** وليل مع العشـاق فيـه سهرنـاه
ونحن لجيـران المحصـب جيـرة *** نوفي لهم حسـن الـوداد ونرعـاه
ونخلو بمن نهوى إذا رقـد الـورى *** ويجلو علينـا مـن نحـب محيـاه
فقـرب ولا بعـد وشمـل مجمـع *** وكأس وصـال بيننـا قـد أدرنـاه
فهاتيـك أيـام الحيـاة وغيـرهـا *** ممات فياليت النـوى مـا شهدنـاه
فيا ما أمر البين ما أقتـل الهـوى *** أما يا الهوى إن الهنا قـد سلبنـاه
فـو الله لـم يبـق الفـراق لـذاذة *** فلو مـن سبيـل للفـراق فرقنـاه
فأحبابنا بالشوق بالحـب بالجـوى *** لحرمة عقـد عندنـا مـا حللنـاه
لحـق هوانـا فيـكـم وودادنــا *** لميثاق عهد صـادق مـا نقضنـاه
أعيـدوا لنـا أعيادنـا بربوعكـم *** ووقت سرور في حماكـم قضينـاه
فما العيش إلا ما قضينا على الحمى *** فداك الذي من عمرنا قـد عددنـاه
فياليت عنا أغمض البيـن طرفـه *** ويا ليـت وقتـا للفـراق فقدنـاه
وترجع أيام المحصـب مـن منـى *** ويبـدو ثـراه للعيـون حصـبـاه
وتسرح فيه العيـس بيـن ثمامـة *** وتستنشق الأوراح نشـر خزامـاه
ونشكو إلى أحبابنـا طـول شوقنـا *** إليهـم ومـاذا بالفـراق لقيـنـاه
فلا كانـت الدنيـا إذا لـم يعاينـوا *** هم القصد في أولى المشوق وأخراه
عليكم سلام الله يا ساكني الحمـى *** بكم طاب رياه بكـم طـاب سكنـاه
وربكـم لـولاكـم مــا نــوده *** ولا القلب من شـوق إليـه أذبنـاه
أسكان وادي المنحنـى زاد وجدنـا *** بمغنى حماكم ذاك مغنـى شغفنـاه
نحنّ إلـى تلـك الربـوع تشوقـاً *** ففيها لنـا عهـد وعقـد عقدنـاه
ورب يرانا مـا سلونـا ربوعكـم *** وما كان من ربع سـواه سلونـاه
فيا هل إلى ربع الأعاريـب عـودة *** فـذاك وحـق الله ربـع حببـنـاه
قضينا مع الأحبـاب فيـه مآربـا *** إلى الحشر لا تنسى سقى الله مرعاه
فشدوا مطايانا إلـى الربـع ثانيـا *** فإن الهوى عن ربعكم مـا ثنينـاه
وداع مكة فيها حزن
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله إني لأغادر منك، وأنا أعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأكرمها لديه، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما كنت لأغادر». وفيما يلي قصيدة قصيرة في وداع مكة.
جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّــةَ بعــد ما
كان اللقــاءُعلى القلوب مُؤَثِّــــرا
فذهبــتُ للبيــت العتيـــق مُوَدِّعًـا
فَاثَّاقَـلَــتْ رجــلاي أَنَّـى أَهْجُـرا ؟!
وانْهَلَّ من تلك العيــونِ سحائـبٌ
بالجمــرِ يغلــي هائجًــا أو فائـــرا
فوضعت كفي فوق أحجـــارٍ بَدَتْ
للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِــرا ؟
يا بيـــتُ هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟
يا بيــتُ وَدِّعَ بالســــلامِ مُسَافِـــرا
طَوَّفْتُـــه بالدمـــع سبعًا داعيـًــــا
عَوْدًا من الرحمــان بـــرًّا طاهــرا
تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها
واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا