شعر نبطي حكم ومواعظ
يعتبر الشعر النبطي من أروع أنواع الشعر العربي، حيث كُتب باللهجة السائدة في شبه الجزيرة العربية. وقد كان له دور بارز في الأدب العربي خلال تلك الفترة وصلتنا هذه الأشعار عبر القصص والروايات ، في هذا المقال سنستعرض مجموعة من أجمل أبيات شعر نبطي حكم ومواعظ .
نقلْ فؤدكَ حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ.
كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ.
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ.
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ.
وما مِنْ شِدَّة ٍ إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ.
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ.
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى
بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ.
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ.
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي
ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ.
لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ
لهُ مِنْ بينهمْ أبداً عُوَاءُ.
عيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا.
ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا.
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا.
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها
تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ.
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً
نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ.
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ
عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ.
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ.
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ
إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ.
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ
وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ.
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ.
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ.
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ
وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ.
وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ.
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ.
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ
يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ.
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ
وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ.
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ.
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ
ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ.
فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ
وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ.
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ.
صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا
وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا.
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ ـهُ
وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا.
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
شعر نبطي قصير
قام الشعراء بكتابة العديد من الأبيات الشعرية بأسلوب النبط، بما في ذلك أبيات شعر نبطي قصيرة وأخرى تحمل حكمًا ومواعظ، كما هو موضح أدناه :
قصيدة الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه
الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه
لا صار كل الحكي ماله معاني
والقلب ما عاد تعنيه المشاريه
والعين ما عاد تغريها الأماني
يا ليت حزني مجرد دمع وأبكيه
ما هو عايش معي بين المجاني
ما هو يظهر علي وأحاول أخفيه
وتصير نظرات حزني هي لساني
مدري ذكرني زمان كنت ناسيه
مدري ذكرت الزمان اللي نساني ألم الفراق
قصيدة اربع خناجر
مشكلة لا جات حاجتك بيدين البخيل
ما يفكك لين تدفع كثر ما يدفعه
ومشكله لا صرت مطعون بكفوف الدخيل
في ظهرك أربع خناجر وبالصدر أربعه
ومشكله لا ضاق بالوقت رجّالٍ ثقيل
يطلب أحبابه وعيّا زمانه ينفعه
ليت ربي ما يحاسب خليلٍ من خليل
دام ما للحظ فزعة وللوجه أقنعة
ودام ما للعذل تالي وما بالحيل حيل
الغلا سمٍ نذوقه ومرٍ نجرعه
نحتري فيه اللقا والحصيل هو الحصيل
مثل حلمٍ ما تحقق وعيّيت أقطعه
كني اللي حط بشفاه من جمر المليل
لا قدر يرميه للناس وأزرى يبلعه
والظروف اللي حدتني لنيران وفتيل
عرضّت دمع المحاجر لشيٍ يجزعه
والمدامع بالغلا لا تحال ولا تحيل
والمشاكل كل ما جات جات مجمّعه
اعذلوني عن هوى النفس وعيوني تخيل
في حبيبٍ ما تركته ولازلت أتبعه
مغرمٍ في حب مثله ولا أرضى له بديل
عيني تشوفه وقلبي يجوع ويشبعه
ذاك كل مازان بالي وطالعت النخيل
ما ذكرت إلاّ ثباته بوقت الزعزعة
شعر نبطي بدوي
يستند الشعر البدوي إلى اللهجة البدوية في صياغته، ويتميز بتنوع مواضيعه التي تشمل الحب، وفضائل الأخلاق، والرجولة، والشوق، والحنين، والبطولات، والغزل، والشجاعة، والانتصار على الأعداء ، إليكم أجمل أبيات شعر نبطي بدوي :
قصيدة السفينة
ضاقَت وْسَاعَ الفَيافِي
والوَعد مِتْنَ السفينه للطّريق
اللي دَعَانِي بعد امانَ الله
وامانه لا تِناديني
وصُوني قلبِكْ الله لا يِهِينَه
لا يِراهِن في رُجُوعي لَاجلِ ما يِخسَر رِهانه
قلبْ ما حَنْ لوِصَالِي ماني بحَاجِة حَنِينَه
وأشهد إنَّه ما يعزِّر بالرّفيع إلّا هوانه
الهوى الغدارْ حدّ الله ما بِينِي وبيْنَه
والرّجل لا خِيرِ فِيه إن ما حِفَظ قَدرَه وصَانه
يومِ قلبي ما عَصاكْ وما قِدَرتِي تَذبَحينَه
ليه خنتِ فيه وانتِ معه من نَفسَ الدّيانه
كان ذبحي بيَدِّك أرحم لي من اللي تفعَلِينَه
وإن طَلَبتِك تَذبَحيني ما ذِبحتِيني
لعانه كل جرحٍ من جُروحي تذكرينه..
تَنكِرينَه كَن مالِك في نزيفَه
يَد خانت بالأمانه ينزِف الخافِق
تُواضُع لين لطّخت جبينه
والّا أنا ما كنت أبيْها تُوصَل لحد الإهانه
قلت من باب الميانه صاحبِك وتعذبينه
لعنَ ابُوك إرخِي معاي شوَي ما صارت ميانه
طعت عَقلِك يوم قِيل إنّ العقل للبنت زينه
لكن الشَّرهَه عَليّ اللي كنتَ أحسب إنّك تِكانه
من بعد ما كنتِ أنتِ في حشاي أغلى سجينه
بَوعدِك بَطلِق سراحِك واتّهمينِي بالإدانه
وين رايح؟ لأيّ دربٍ ما يِرجّع للمدينه
ليه رايح؟ لانّ قلبِك ما تِرَك قلبي وشانه
كيف أبنسى؟ ربّي اللي مِلهِم القَلب السِّكينه
مثل ما عانَه بقُربِك لا نُوى فَرقَاك عانَه
كان قاسي يِجرَح أطراف السِّكاكين السِّنِينه
ما يِطِيح وبنتٍ مِثلِك حُبّها هَزَّت كَيانه
وإلّا أنا خابِر خَفُوقي ما يِمد إلّا الثمينه
وإن بَغى يغيض الثريّا قعّد القمره
وزانه مزعّلٍ لاجلِك هَنُوفٍ رجَّت عقولٍ رِزِينه
وإن تِهادَت بالطِّريق الجَرهدي تَزهِر جِنانه
جادلٍ كَن الجمال قْبَالها كتّف يِدِينه
والقُمر لو شاورَتْ لَه يِنزَح وتُقعُد مُكانه
كانت أوّل مِن تِحكَّم في فروع الياسمينه
وإن تَعَدّتهن تِثَنّن خَيزَرَانه.. خَيزَرَانه
بِعتَهَا لاجلِك وصَارَت لاصْغَر اطرَافِك رَهينَه
قصيدة زمان أول يا صاح لا تظنه يعود
زمان أول يا ليته يعود
زمان أول مهوب الحين
زمان الحين فيه الناس تخون
وتنسى لية خانت تغير كل شي
وراح ياعيني وراحوا الطيبين
وهان الطيب وأهل الطيب وحتى قلوبهم هانت
أقول العين لا تبكي شيفيد الدمع لو تبكين
حرام أهل القساوة تشوف دموع الطيب
لو بانت تغير كل شي وراح ياعيني
وراحوا الطيبين وهان الطيب وأهل الطيب
وحتى قلوبهم هانت
أعيش أيامي زي ما أعيش
وأقول أيامي بكرة تزين
ولا مرة لقيت الناس عليا قلوبهم لانت
تغير كل شي
وراح ياعيني وراحوا الطيبين وهان الطيب
وأهل الطيب وحتى قلوبهم هانت
ابيات نبطية من ذهب
ابيات نبطية من ذهب :
طار الكرى.. عن موق عيني.. وفرا
فزّيت من نومي.. طرى لي طواري
وأبديت من جاش الحشا.. ما تدرا
واسهرت من حولي.. بكثر الهذاري
خط لفاني.. زاد قلبي بحرا
من شاكي.. ضيم النيا، والعزاري
سر يا قلم.. واكتب.. على ما تورا
أزكى سلام.. لابن عمي.. مشاري
شيخ.. على درب الشجاعة.. مضرا
من لابة.. يوم الملاقي.. ضواري
ياما اسهرنا.. حاكم ما يطرا
واليوم.. دنيا ضاع فيها افتكاري
اشكي لمن.. يبكي له الجود.. طرا
ضراب هامات العدى.. ما يداري
يا حيف.. يا خطو الشجاع المضرا
في مصر.. مملوك.. لحمر العتاري
من الزاد.. غاد له.. سنام، وسرًا
من الذل.. شبعان.. ومن العز.. عاري
وش عاد.. لو تلبس.. حرير يجرا
ومتوج.. تاج الذهب.. بالزراري
دنياك.. يابن العم.. هذي مغرا
ولا خير في دنيا.. توري النكاري
تسقيك حلو.. ثم . تسقيك مرا
ولذاتها.. بين البرايا عواري
إكفخ بجنحان السعد.. لا تدرا
فالعمر.. ما ياقاه.. كثر المداري
ما في يد المخلوق.. نفع وضرا
ما قد الباري.. على العبد جاري
واسلم.. وسلم لي.. على من تورا
واذكر لهم حالي.. وما كان جاري
إن سايلوا عني.. فحالي تسرا
قبقب شراع العز.. لو كنت داري
يوم أن كل.. من خويه تبرا
حطيت الأجرب.. لي خوي مباري
نعم الرفيق.. اليا سطا.. ثم جرا
يودع مناعير النشامى.. حبارى
رميت عني برقع الذل.. برا
ولا خير.. فيمن.. لا يدوس المحاري
يبقى الفخر.. وأنا بقبري معرا
وافعال “تركي”.. مثل شمس النهاري
أحصنت نجد عقب ما هي.. تطرا
مصيونة.. عن حر.. لفح المذاري
ونزلتها غصب.. بخير.. وشرا
وجمعت شمل.. بالقرايا وقاري
والشرع فيها.. قد مشى واستمرا
ويقرا بنا درس الضحى.. كل قاري
زال الهواى.. والغي.. عنها، وفرا
ويقضي بها القاضي.. بليا مصاري
وإن سلت . عمن قال لي: لا تزرا
نجد.. غدت باب.. بليا اسواري
ومن أمن الجناي.. كفى ما تحرا
وتأزى حريمه.. بالقرايا وقاري
واجهدت في طلب العلا.. لين قرا
وطاب الكرى.. مع لابسات الخزاري
من غاص غبات البحر.. جادب درا
ويحمد مصابيع السرى كل ساري
وأنا أحمد اللي.. جاب لي.. ما تحرا
واذهب غبار الذل عني.. وطاري
والعمر.. ما يزاد.. مثقال ذرا
عمر الفتى والرزق.. في كف باري
وصلاة ربي.. عد ما خط.. قرا
على النبي.. ما طاف بالبيت عاري