شعر نبطي عن الحب والشوق
في سياق استكشاف شعر نبطي عن الحب والشوق ، نقدم لكم قصيدة “أعتذر وأرسل مع الشوق عذري” للشاعر وفاء الحجيلي.
أبعتَذِر وأرسِل معْ الشُوق عُذرِي
يا اللي مَكَانَك بين عينِي وقَلبِي
أنَا مقَصّر والظُروف أجْبَرتني
وأبيك تقْبَل اعتِذَاري وظَرْفِي
والله مَاني مهْمِلَك في حيَاتي
لكِن حَياتِي كُلها أتْعَبتنِي
بعض الأبيات من قصيدة روح علي من ليل الأشواق ثلثين للشاعر سعيد بن مانع العتيبة :
روّح علي من ليل الأشواق ثلثين
وأقبل عليّ ثلثٍ طوى ضيقَتي طيّ
عقبَ الهُموم وظُلْمة اللّيل والبين
تنويرة الهاتِف مَلت ليلتي ضَيّ
البَارِح أضوّي بِه وأدوّر على شيْن
والحينْ نُوره مَالي البيت والحيّ حيّ
اتّصالك يوم جاني على الحين
قصيدة اشتقت لك والغلا قرب يضيعني من خلال ما يلي نتعرف على بعض الأبيات من قصيدة اشتقت لك والغلا قرب يضيعني للشاعر محمد الصواغ المُلقب بشاعر الصحراء :
اشْتَقت لَك وا لغَلا قَرّب يضَيعنِي
والخَاطِر اللي صَبَر مَلّ وقَضَا صَبره
بعلِمَك شيء وافْهَم دام تسمَعنِي
مِنْ وَاقِع التجْرُبة والوَقْت والخِبرَة
لو الخَلائق عَلى حُبّك تنازعنِي
يبطُون ما حَرّكوا فيني مَغَز إبرَة
شعر بدوي عن الحب الصادق
شعر بدوي عن الحب الصادق ، يعبر عن جمال الغزل في البادية بأرقى الكلمات التي تتناول الحب والشوق والوله ، إنها أشعار حب تتميز بعمقها، تنبع من القلب وتترك أثراً قوياً، حيث تتجلى فيها مشاعر الحب والشوق بأسلوب نبطي مميز.
حبيبي نام يا عمري على صدري وصارحني
وفضّ الصّمت بإحساسك وخلّ الحبّ لي يجري
وفضفض لي بعد عمري وعاتبني وفهمني
أنا أطري على بالك كثر ما أنت عليّ تطري؟
تعال أقرب من أحضاني ترى خدّك مواعدني
يبي يلامس شغف روحي ويقطف بوحي من شعري
تعال أنثر هنا ليلك وخلّ ويلك يولّعني
أنا أحبّك وأبي قربك ترى منّي قضى صبري
أنا نبضك زهر أرضك وأنت؟ إيه تملّكني
بنحل خصرك..جمر ثغرك وزود بلونك الخمريّ
تتوهّني تغرّقني ومن بردك تدثّرني
وتبكي لي وتشكي لي وله قلبك ومن سحري
ابي دموعك مع أنفاسك بصدق الود تحرقني
وأبي عطرك مع سحرك وآهك بالحشا تسري
ابي همسك يبعثرني غلا ولمسك يلملمني
وأبي عيونك من عيوني تذوب من الولع كثري
وأبي عهدك مع وعدك وأبي كلك تسلمني
أبي أيدك تسافر بي وزهر قدك يلحفني
وأهيم بعالمك عاشق جنوني أنت وأنت بي
تدري تشوف الجمر بعيوني؟ تشوف الشوق جنني؟
أجل تدري مثل ما أدري بأنك حلمي يا بدري
حبيبي قوم وصارحني عن إحساسك وعلّمني
أنا أطري على بالك؟ كثر ما أنت علي تطري؟
أتحدى..
من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني
يحملون الشمس في راحاتهم
وعقود الياسمين..
أتحدى كل من عاشترتهم
من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين
أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدى..
كتب العشق ومخطوطاته
منذ آلاف القرون..
أن ترِ فيها كتاباً واحداً
فيه، يا سيدتي، ما ذكروني
أتحداك أنا.. أن تجدي
وطناً مثل فمي..
وسريراً دافئاً.. مثل عيوني
أتحداهم جميعاً..
أن يخطوا لك مكتوب هوىً
كمكاتيب غرامي..
أو يجيؤوك –على كثرتهم
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداك أنا أن تذكري
رجلاً من بين من أحببتهم
أفرغ الصيف بعينيك.. وفيروز البحور
أتحدى..
مفردات الحب في شتى العصور
والكتابات على جدران صيدون وصور
فاقرأي أقدم أوراق الهوى..
تجديني دائماً بين السطور
إنني أسكن في الحب..
فما من قبلةٍ..
أخذت.. أو أعطيت
ليس لي فيها حلولٌ أو حضور…
أتحدى أشجع الفرسان.. يا سيدتي
وبواريد القبيلة..
أتحدى من أحبوك ومن أحببتهم
منذ ميلادك.. حتى صرت كالنخل العراقي.. طويلة
أتحداهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارهم
مثلما أطفأت في عينيك عمري..
أتحداك أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثل عصري
فارحلي، حيث تريدين.. ارحلي..
واضحكي،
وأبكي،
وجوعي،
فأنا أعرف أن لن تجدي
موطناً فيه تنامين كصدري..
لا تحسبي عمري بما قد عشته
أو بالذي في الغدّ قد أحياه
للعاشقين حياتهم، أعمارهم
فبكلّ ثانيةٍ تمرّ حياة
أنا كلّما منك اقتربت أصابني
وجع جميل كيف لي أنساه
أنا كلّما برق الحنين بداخلي
أزوي وحيداً أرصد المرآة
يا هل ترى هو ذا أنا أم أنّني
بالعشق صرت سواه
متصوّفاً في العشق جئتك مفعماً
بالشوق أصرخ داخلي الله
عجزي عن الكلمات ليس ترفّعاً
لكنّه عجز يفسّر هول ما ألقاه
مَن لي أنا في الكونِ غيرُ حبيبتي
مَن لي أنا يا حاسدينَ سِواها
أنا كلُّ إحساسٍ جميلٍ مَسَّني
ما كانَ إلا بعضَ بعضِ هواها
خَيَّرتُ قلبي عَشرَ مراتٍ وما يَختارُ يوماً
في الهوى إلا هي رِفقاً بها، وبقلبِها،
وبحُبِّها أخشى عليها مِن جنونِ أساها
هي نعمةُ اللهِ التي لو لستُ أملِكُ غيرَها
قَسَماً بِربي ما طلبتُ سِواها
مَلَّكْتُها قلبي فتلكَ مَليكتي
أسعى، ويَسعى كي ننالَ رضاها
أنا لا أظُنُّ بأنها ماءٌ وطينٌ مثلنا
هي قبضةٌ مِن نورِهِ سوَّاها
تكفيني النّظرة لأني لقيتك في خفوقي
لأنك نفس الغرام اللّي يراود ظنينك
تكفيني النّظرة اللّي جات منك
ويكفيني من العمر لمسة يدينك
ويكفي عيوني لا فقدتك يجنّك
ويكفي أشوف إحساس قلبي بعينك
ظنّك برحل لا قسى الوقت ظنك!!
أنسى شعوري والخلايق تدينك!!
والله مهما قالوا الناس عنك
ومهما قسى وقتي وشحت سنينك
تبقى محلك داخل الرّوح كنّك
نبضة خفوق أحيت زوايا سجينك
شعر نبطي غزل عن الجمال
يوجد العديد من الأشخاص الذين يتغزلون به وبأسرته بشكل ملحوظ لا يمكن تجاهله، حيث يمكن أن يؤثر هذا الغزل على أصحاب الجمال برقته وعذوبته ، إليكم بعض أبيات شعر نبطي غزل عن الجمال :
يقول عبد القادر الجيلاني وقد “رفع الحجب” عن الجمال:
رُفـعَ الحَجْـبُ عَن بُدُورِ الجَمالِ, مَرحباً مَرحباً بأهلِ الجَمالِ
ملكُونِي بحُبِّهمْ ورَضُوا عَن عَبـدِ رِقٍّ؛ فَسُدْتُ بَينَ المَوَالِي
عَاملُوني بِلُطـفِهمْ في غَـرامِي، فَحَلَى في بَصَائِرِ النَّاسِ حَالِي
لها ثَغرٌ ومُبتَسِمٌ، وريقٌ يَنوبُ عَنِ المُعَتَّقَةِ الطلاءِ
وطَـرْفٌ سَاحِرٌ غَنِجٌ كَحيلٌ، ووَجهٌ لَيسَ يُنكَرُ للـضِّياءِ
فَبؤسى لِلكَئيبِ بِها إذا مـا بَدَت تَختالُ في حُسنِ الرُّواءِ
كأنَّ لَها عَلى قَلبي رَقيباً مِنَ الصَّدِّ المُبَرِّحِ والـجَفاءِ
نجد إيليا أبو ماضي يقول متغزلاً بجمال من يتمنى هواها :
أبصَرتُها في الخَمسِ والعَشرِ، فرأيتُ أُختَ الرِئم والبَدرِ
عَذراءَ لَيسَ الفَجرُ والدها، وكأنَّها مَولودَةُ الفَجرِ
بَسَّامَةٌ في ثَغرِها دُرَرٌ، وهفو إلَيها الشَّاعِرُ العَصري
ولها قَوامٌ لَو أشَبِّهُهُ بِالغُصنِ، بَاءَ الغُصنُ بِالفَخرِ
مثل الحَمامَةِ في وداعَتِها، وكَـزهرَةِ النِسرينِ في الطُّهرِ
مِثل الحَمامَةِ غَيرَ أنَّ لَها صَوتَ الهَزارِ ولَفتَةَ الصَّقرِ
أوّاهُ هَذي دارُ فاتِنَتي، مَن قالَ مَا لِلشَّمسِ مِن خِدرِ!
ويقول حافظ إبراهيم بما فعل به الحُسن والجمال:
غُضِّي جُفونَ السِّحـرِ أو فارحَمي مُتَيَّماً يَخشَى نِزالَ الجُفونْ
ولا تَصولي بِالقَوامِ الذي تَميسُ فيهِ يا مُنايَ المَنونْ
إني لأدري مِنكِ مَعنى الهَوى يا جولِيا وَالنَّاسُ لا يَعرِفونْ
وفي قصيدة أخرى لابن السَّاعاتي يتغزل فيها بجمال ساحرٍ فيقول:
وهَيفاء تَقتُل عُشَّاقَـها برُمحِ القوامِ وسَيفِ الحَوَرْ
تسدِّدُ بالجَفنِ سَهمَ الفُتورِ، وتَفتَّحَ في الخَدِّ وَردُ الخَفرْ
إذا مَا هَدتْ بصباحِ الجَبينِ قلباً، أضلَّتْ بليلِ الشَّعرْ
أسرُّ إليها بشكَوى الهَوَى فتجهرُ باللَّوم فيمَن جَهرْ
فنَحنُ كَما قيلَ فيمَا مَضَى، أُريها السُّهى وتُريني القَمرْ
فلِلوجدِ مِن حُسنهِ مَا أباحَ وللشَّوقِ مُنهنَّ مَا قَد سَترْ
أبو نواس يقول بما يمكن تسميته غزلاً فاحشاً حيث يصف جمال امرأة تستحم:
نَضَت عَنها القَميصَ لِصَبِّ ماءِ، فَوَرَّدَ وَجهُها فرط الحَياءِ
وقابَلت النَّسيمَ وقَدْ تَعَرَّت بِمُعتَدلٍ أرقُّ مِنَ الهَواءِ
ومَدَّت راحَةً كالماءِ مِنها إلى ماءٍ مُعَدٍّ في إناءِ
فلمَّا أن قَضَت وطَراً وهَمَّت عَلى عَجَلٍ إلى أَخذِ الرِّداءِ
رأت شَخـصَ الرَّقيبِ على التَّداني؛ فأسبَلَتِ الظَّلامَ عَلى الضِّياءِ
فَغابَ الصُّبحُ مِنها تَحتَ لَيلٍ، وظَلَّ الماءُ يَقطِرُ فَوقَ ماءِ
فَسُبحانَ الإِلَهِ وَقَد بَراها كأحسَنِ ما يَكونُ مِنَ النِّساءِ
أمَّا خليل مطران فيأخذنا برحلة مع الجمال بوصفٍ بديع، فيقول:
تَرَاءتْ معَانيهَا بمِرآةِ قَلبِهِ؛ فَثبَّتها فيهَا الغَرَامُ وأحْكَمَا
لها شَعرٌ كَاللَّيلِ يَجلُو سَوادَهُ بَيَاضُ نَهارٍ يُبهرُ المُتوسِّمَـا
وعَينَانِ كَالنَّجمَينِ في حَلَكِ الدُّجَى، هُما نِعمَةُ الدُّنيا وشِقْوَتُها سُمَا
وأهدَابُ أجفَانٍ، تَخالُ أشِعَّة مُصَفَّفَةً غَرَّاءَ تُعكَسُ عَنهُمَا
ومُنفرجٌ مِن خَالِصِ العَاجِ مَارنٌ، كأنَّ الهَوَى قَدْ بُثَّ فيمَا تَنـسَّمَا
تُبالغُ فيهِ الحَاسِداتُ وشَايَةً، ومَا حُجَّةُ الواشي إذا الحَقُّ أَفحَمَا
فَرُبَّ سَويٍّ عُدَّ عَيباً بـمَوضِعٍ، وفِي غَيرِهِ لِلحُسنِ كَانَ مُتَمِّمَا
ورُبَّ غَريبٍ في الملامِحِ زَانَهَا، وكانَ بِهَا مِنْ مُحْكَمِ الوَضعِ أوسَمَا
وثَغرٌ كمَا شَفَّتْ عَن الرَّاحِ كأسُهَا، يُتوِّجُها رُدُّ الحَبَابِ مُنَظَّمَا
وخَصْرٌ إلَيهِ ينتَهي رَحبُ صدرهَا، وقدْ دَقَّ حتَّى خِيلَ بالثَّوبِ مُبرَمَا
فَإن أقبلَـتْ فَالغُصنُ أَثقَلَهُ الجَنَى؛ فمالَ قَليلاً واستوى مُتَقوِّمَا