شعر وصف البخيل
البخل من الصفات السلبية التي تؤثر على الإنسان، فهو يتغلغل في كيانه كما يسري الدم في العروق، ويستقر في أعماقه حتى يصبح جزءًا من طبيعته. يُعتبر البخل من العادات المذمومة، وله آثار سلبية وعواقب وخيمة على حياة الفرد وفي الآخرة. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أجمل شعر وصف البخيل .
قال إسحاق الموصلي:
وآمرةٌ بالبخلِ قلتُ لها اقصري فليس إلى ما تأمرين سبيلُ
أرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى بخيلًا له في العالمين خليلُ
ومن خيرِ حالاتِ الفتى لو علمته إذا قال شيئًا أن يكون ينيلُ
فإني رأيتُ البخلَ يُزري بأهلِه فأكرمتُ نفسي أن يقالَ بخيلُ
عطائي عطاءُ المكثرين تجمُّلًا ومالي كما قد تعلمين قليلُ
وقال أبو دلامة:
ما أحسنَ الدينَ والدُّنيا إذا اجتمعا وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرجلِ
وقال عمرو بن الأهتم:
ذريني فإنَّ البخلَ يا أُمَّ هيثمٍ لصالحِ أخلاقِ الرجالِ سروقُ
لعمرُك ما ضاقتْ بلادٌ بأهلِها ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ
وقال آخر:
فلا الجودُ يفني المالَ والجدُّ مقبلٌ ولا البخلُ يبقي المالَ والجدُّ مدبرُ
وقال ابن الزقاق:
لا يحمدُ البخلُ أن دان الأنامُ به وحامدُ البخلِ مذمومٌ ومدحورُ
وقال علي بن ذكوان:
أنفقْ ولا تخشَ إقلالًا فقد قُسمتْ بين العبادِ مع الآجالِ أرزاقُ
لا ينفعُ البخلُ معْ دنيا موليةٍ ولا يضرُّ مع الإقبالِ إنفاقُ
قال المقنع الكندي:
إني أحرِّضُ أهلَ البخل كلَّهم لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي
ما قلَّ مالي إلا زادني كرمًا حتى يكونَ برزقِ اللهِ تعويضي
والمالُ يرفعُ مَن لولا دراهمُه أمسى يقلِّب فينا طرفَ مخفوضِ
لن تخرجَ البيضُ عفوًا مِن أكفِّهمُ إلا على وجعٍ منهم وتمريضِ
كأنها مِن جلودِ الباخلين بها عندَ النوائبِ تحذى بالمقاريضِ
وقال عبد الله بن المعتز:
أعاذلُ ليس البخلُ مني سجيةً ولكن رأيتُ الفقرَ شرَّ سبيلِ
لموتُ الفتى خيرٌ مِن البخلِ للفتى ولَلبخلُ خيرٌ من سؤالِ بخيلِ
وقال آخر:
ويظهرُ عيبَ المرءِ في الناسِ بخلُه ويسترُه عنهم جميعًا سخاؤُه
تغطَّ بأثوابِ السخاءِ فإنني أرَى كلَّ عيبٍ فالسخاءُ غطاؤُه
وقال العثماني:
فلا الجودُ يفني المالَ قبل فنائِه ولا البخلُ في مالِ الشحيحِ يزيدُ
فلا تلتمسْ رزقًا بعيشٍ مقتَّرٍ لكلِّ غدٍ رزقٌ يعودُ جديدُ
وقال قيس بن الخطيم:
وليس بنافعٍ ذا البخلِ مالُ ولا مزرٍ بصاحبِه السخاءُ
وبعضُ الداءِ مُلتمَسٌ شفاهُ وداءُ النَّوكِ ليس له شفاءُ
شعر عن البخل مضحك
من أجمل ما قيل عن البخل هو ما نظمه الشعراء في تصوير البخلاء وحالتهم، حيث تُعتبر هذه الأبيات هجاءً وسخريةً في آن واحد، ومن بينها الأبيات التالية :
أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ كل امرئٍ يعطي على قدره
أعطى البخيل فما انتفعتُ بهِ وكذاك من يعطيك من كَدَرِه
أما الكريمُ يحُتُّ نائلُهُ كالغيث يسقي الناس من مطره
تبعث عطاياه مواهبهُ كالسيل متبعاً قفا مطره”
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ . . . . ولا مُزْرٍ بِصاحِبهِ السَّخاءُ
وما أخَّرتَ مِنْ دُنياك نقصٌ . . . . وإنْ قَدَّمْتَ كانَ لكَ الزَّكاءُ”
وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِري . . . . فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيلُ
أَرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى . . . . بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه . . . . إِذا قالَ شيئاً أن يكونَ ينيلُ
فإِني رأيتُ البخلَ يزري بأهِله . . . . فأكرمْتُ نفسي إن يقالَ بخيلُ
عطائي عطاءُ المكثرين تجملاً . . . . ومالي كما قد تعليمنَ قليلُ”
ولولا البخلُ لم يهلكْ فريقٌ . . . . على الأقدارِ تلقاهم غِضابا
تعبت بأهله لوماً وقبلي . . . . دُعاةُ البِرِّ قد سَئموا الخِطايا”
إِني أحرضُ أهلَ البخلِ كلهمُ . . . . لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي
ما قلَّ مالي إِلا زادني كرماً . . . . حتى يكونَ برزقِ اللّه تعويضي
والمالُ يرفعُ من لولا دراهمُهُ . . . . أمس يُقَلِّبُ فينا طرفَ مَخْفوضِ
لن تَخْرُجَ البيضُ عفواً من أكفهمُ . . . . إِلا على وَجَعٍ منهم وتمريضِ
كأنها من جلودِ الباخلين بها . . . . عند النوائبِ تُحْذى بالمقاريضِ”
قومٌ إِذا أكلُوا أَخْفَوا كَلامَهُمْ . . . . واستوثقوا من رِتاجِ البابِ والدارِ
لا يقبسُ الجارُ منهم فَضْلَ نارِهمُ . . . . ولا تَكِفُّ يدٌ عن حُرْمةِ الجارِ”
غضب الصولي لما كسر الضيف وسمى
ثم حين المضغ منه كاد أن يتلف غمــــا
قال للضيف ترفق شمَّ ريح الخبز شــــما
واغتنم مدحي فقال الضيف: بل أكلاً وذما
رأيتُ أَبا عمران يبذلُ عِرْضهُ . . . . وخُبْزُ أبي عمران في أحرز الحرزِ
يحنُّ إِلى جاراتِهِ بعد شبعهِ . . . . وجاراتهُ غرثى تحنُّ إِلى الخُبْزِ”
قال أبو الوأواء الدمشقي :
إذا كسر الرغيف بكى عليه بكا الخنساء إذ فجعت بصخر
ودون رغيفه قلع الثنايا وضرب مثل وقعة يوم بــــــــــــــدر
يا من غدا ينفقُ العمرَ الثمينُ بلا . . . . جدوى سوى جمعِ مالٍ خِيفةَ العَدَمِ
ارجعْ لنفسِكَ وانظرْ في تخلِصها . . . . فقدْ قذفتَ بها في لجة العَدَم”
وقال أبو نواس :
أبو نوح دخلت عليه يوما فغذانا برائحة الطعـــــــــــــــــــــــام
وقدم بيننا لحما سمينا أكلناه على طبق الكــــــــــــــــــلام
فكان كمن سقى الظمآن آلا وكنت كمن تغذى في المنام
لا تَخْبأنْ لغدٍ رزقاً وبعد غدٍ . . . . فكل يومٍ يوافي رزقَه مَعَه
واذخَرْ جميلاً لأدنى القوتِ تدركه . . . . وللقيامة تعرف ذاكَ أجمعهْ”
شعر شعبي عن البخل
البخل هو صفة مذمومة في الإنسان، وغالبًا ما يتذرع البخيل بالفقر أو الحرص والحذر، أو حتى بالخوف من تقلبات الزمن. ومع ذلك، يعتقد معظم شعرائنا أن البخل هو سمة رذيلة لا مبرر لها. إليكم أبرز القصائد الشعبية التي تتناول موضوع البخل :
رأيتُ البخيلَ غريبًا فَريدا
قريبًا من المالِ، عنَّا بعيدا
يدُ البخلِ تَطغى على مَنكبيهِ
لتُظهرَ أخلقَ ثوبٍ جديدا
ولم يعطِ سائلهُ حقَهُ؛ بلْ
طغى ناهرًا، لاوياً منهُ جِيدا
إذا مات حتمًا ترى في ثراهُ
يدَ الموت فيها من البُخلِ عودا
أيجمعُ مالًا على رثِّ حالٍ
فكيف سيَقضي الحياة سعيدا؟
يعيش البخيلُ ككلبٍ عقورٍ
يرى العظمَ في الجوعِ لحمًا قديدا
يموتُ البخيلُ لدى كلِّ صَرفٍ
ويحيا إذا ازدادَ مالاً رصيدا
إذا المالُ لم يسعدِ المرءَ عيشا
فما كان إلاَّ ترابا زهيدا
سألتُ الكرامَ عن البخلِ، قالوا:
هو الداءُ يعدي ويُشقي صَعودا
توارثهُ الابن عن أبويهِ
وهل خلفَ الكلبُ صِيداً أُسودا؟!
فلا تسألنَّ البخيلَ عطاءً
ترَ الماء عند السرابِات بِيدا
فدونكَ قومي إذا رُمتَ جُودا
كرامُ العطايا أناروا الوجودا
أبونا جوادٌ فما زال فينا
نديمَ الضيوفِ يُعدُّ الثريدا
قِرى ضيفنا كبشُ عجْلٍ حنيذٍ
به الضيفُ قد بات ليلاً سعيدا
بنيرانِ بِكْرٍ وإبداع شعرٍ
وتأمينِ ذعْرٍ رسَمنا الخلودا
البخل طبع مستحيل علاجة
والجود طب لكل الأمراض وعلاج
جيت الرفيق اللي بشوش حجاجة
اللي بحزات الرخاء مثل هداج
قال العلوم وقلت طلاب حاجة
حاجة يسر ماهي تكاليف واحراج
ان كلفت يكفي العذر والمواجه
وان كان جت من يسر صاحبك محتاج
واومى براسه مثل راس الدجاجة
وهز المتون وراح وجهه كما الصاج
واقفيت من عنده مطفي سراجه
ولي حاجة ماعطيتها كل هراج
عرض العلوم لغير اهلها سماجة
والصاحب الطيب له الدرب ينعاج
وكم ضيقة ياتي بعدها انفراجة
ياليت كل اصحابنا مثل سهاج
الصاحب اللي مايعكر مزاجة
ولا حطله كثر المعاذير منهاج
ولا الردي صيده يضيع بعجاجة
ماتسبقه في سرعة الروغ ميراج
قصيدة امرأة في زوجها البخيل
أتُراك بَعد النَّفسِ تَبخلُ باللُّهى، اللهُ جَارَكَ أنْ تَكونَ بَخيلا
ما كُنتَ تَمضي باللِّقاءِ مُصمِّماً فتَكون في شَيءٍ سٍواهُ كَليلا
مَنْ جادَ بالحَوْباء جَادَ بمالِهِ فالمالُ أيسرُ هالكٍ تَعجيلا (الحوباء؛ النفس)
ونظرتُ ما بخُلَ امرئٍ وسَماحُهُ؛ والرَّأيُ يُوجدُ أهلهُ التَّأويلا
فالبُخلُ جُبنٌ والسَّماحُ شَجاعةٌ لا شكَّ حِينَ تُصحِّحُ التَّحصيلا
عَاذِلة هبَّتْ بليلٍ تَلومُني، وقَد غَابَ عيوق الثُّريا فعرَّدا
(العيوق: نجم أحمر مضيء)
تَلومُ عَلى إعطائيَ المَالَ، ضِلّةً إذا ضَنَّ بالمالِ البَخيلُ وصَرَّدا
(صرَّد الشيء أي قلَّله)
تقولُ: ألا أمْسِكْ عَليكَ فإنَّني أرَى المَالَ عِنَد الممسكين معبَّدا
ذَريني وحالي، إنَّ مالَكِ وافِرٌ وكلُّ امرئٍ جارٍ على مَا تعودا
ظَلَّ يُنَاصِي بُخلُهُ جُودَهُ فِي حَاجَتِي أيُّهما الغَالِبُ
أصبحَ عَبَّاساً لزُوَّارهِ يَبكِي بوجهِ حُزنهُ دَائبُ
لما رأيتُ البُخلَ رَيحانهُ والجُودُ مِنْ مَجْلسهِ غَائِبُ
ودَّعتُهُ إِنِّي امْرؤٌ حَازِمٌ عَنهُ وعَن أمثَالِهِ نَاكِبُ
أصْفِي خَليلي مَا دَحا ظِلُّهُ ودامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ
لا أعبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي حقُّ أخٍ أو جَاءني رَاغبُ
ولَستُ بالحَاسِبِ بَذلَ النَّدَى إنَّ البَخيلَ الكَاتبُ الحَاسبُ
كَذاكَ يَلقاني ورُبَّ امرئٍ لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ