شعر وصف البرق
إليكم شعر وصف البرق ، حيث تتناول موضوع المطر والبرق وما يضفيانه من روعة وسكينة على النفس. ستجدون فيها أرقى العبارات التي ستستمتعون بها بشكل خاص.
صَفحَةُ البَرقِ أَومَضَت في الغَمامِ *** أَم شِهابٌ يَشُقُّ جَوفَ الظَلامِ
أَم سَليلُ البُخارِ طارَ إِلى القَصـ *** ـدِ فَأَعيا سَوابِقَ الأَوهامِ
مَرَّ كَاللَمحِ لَم تَكَد تَقِفُ العَيـ *** ـنُ عَلى ظِلِّ جِرمِهِ المُتَرامي
أَو كَشَرخِ الشَبابِ لَم يَدرِ كاسيـ *** ـهِ تَوَلّى في يَقظَةٍ أَو مَنامِ
لا يُبالي السُرى إِذا اِعتَكَرَ اللَيـ *** ـلُ وَخانَت مَواقِعُ الأَقدامِ
يَقطَعُ البيدَ وَالفَيافي وَحيداً *** لَم تُضَعضِعهُ وَحشَةُ الإِظلامِ
لَيسَ يَثنيهِ ما يُذيبُ دِماغَ الضَـ *** ـبِ يَومَ الهَجيرِ بَينَ المَوامي
لا وَلا يَعتَريهِ ما يُخرِسُ النا *** بِـحَ في الزَمهَريرِ بَينَ الخِيامِ
هائِمٌ كَالظَليمِ أَزعَجَهُ الصَيـ *** ـدُ وَراعَتهُ طائِشاتُ السِهامِ
فَهوَ يَشتَدُّ في النَجاءِ وَيَهوي *** حَيثُ تُرمى بِجانِبَيهِ المَرامي
يا حَديداً يَنسابُ فَوقَ حَديدٍ *** كَاِنسِيابِ الرَقطاءِ فَوقَ الرَغامِ
قَد مَسَحتَ البِلادَ شَرقاً وَغَرباً *** بِذِراعَي مُشَمِّرٍ مِقدامِ
بَينَ جَنبَيكَ ما بِجَنبَيَّ لَكِن *** ما بِجَنبَيَّ مُستَديمُ الضِرامِ
أَنتَ لا تَعرِفُ الغَرامَ وَإِن كُنـ *** ـتَ تُرينا زَفيرَ أَهلِ الغَرامِ
أَنتَ لا تَعرِفُ الحَنينَ إِلى الإِلـ *** ـفِ فَما هَذِهِ الدُموعُ الهَوامي
أَنتَ قاسي الفُؤادِ جَلدٌ عَلى الأَيـ *** ـنِ شَديدُ القُوى شَديدُ العُرامِ
لا تُبالي أَرُعتَ بِالبَينِ أَحبا *** ـباً وَأَسرَفتَ في أَذي المُستَهامِ
أَم جَمَعتَ الأَعداءَ فَوقَ صَعيدٍ *** وَخَلَطتَ الأُسودَ بِالآرامِ
أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ وَمِيضِ
يُضيءُ حَبِيّاً في شَمارِيخَ بِيضِ
ويهدأ تاراتٍ وتارة ً
ينوءُ كتعتاب الكسير المهيض
وَتَخْرُجُ مِنْهُ لامِعَاتٌ كَأنّهَا
أكُفٌّ تَلَقّى الفَوْزَ عند المُفيضِ
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحُبَتي بَينَ ضَارجٍ
وبين تلاع يثلثَ فالعريض
أصَابَ قَطَاتَينِ فَسالَ لِوَاهُمَا
فوادي البديّ فانتحي للاريض
بِلادٌ عَرِيضَة ٌ وأرْضٌ أرِيضَة ٌ
مَدَافِعُ غَيْثٍ في فضاءٍ عَرِيضِ
فأضحى يسحّ الماء عن كل فيقة
يحوزُ الضبابَ في صفاصف بيضِ
فأُسْقي بهِ أُخْتي ضَعِيفَة َ إذْ نَأتْ
وَإذْ بَعُدَ المَزَارُ غَيرَ القَرِيضِ
وَمَرْقَبَة ٍ كالزُّجّ أشرَفْتُ فَوْقَهَا
أقلب طرفي في فضاءٍ عريض
فظَلْتُ وَظَلّ الجَوْنُ عندي بلِبدِهِ
كأني أُعَدّي عَنْ جَناحٍ مَهِيضِ
فلما أجنّ الشمسَ عني غيارُها
نزلت إليه قائماً بالحضيض
أُخَفّضُهُ بالنَّقْرِ لمّا عَلَوْتُهُ ويرفع
طرفاً غير جافٍ غضيض
وَقد أغتَدِي وَالطيّرُ في وُكُنَاتِهَا
بمنجردٍ عبل اليدين قبيض
لَهُ قُصْرَيَا غَيرٍ وَسَاقَا نَعَامَة ٍ
كَفَحلِ الهِجانِ يَنتَحي للعَضِيضِ
يجم على الساقين بعد كلاله
جُمومَ عُيونِ الحِسي بَعدَ المَخيضِ
ذعرتُ بها سرباً نقياً جلودهُ
كما ذعر السرحانُ جنب الربيض
وَوَالَى ثَلاثاً واثْنَتَينِ وَأرْبَعاً
وغادر أخرى في قناة الرفيض
فآب إياباً غير نكد مواكلٍ
وأخلفَ ماءً بعد ماءٍ فضيض
وَسِنٌّ كَسُنَّيْقٍ سَنَاءً وَسُنَّماً
ذَعَرْتُ بمِدْلاجِ الهَجيرِ نَهُوضِ
أرى المرءَ ذا الاذواد يُصبح محرضاً
كإحرَاضِ بَكْرٍ في الدّيارِ مَرِيضِ
كأن الفتى لم يغنَ في الناس ساعة
إذا اختَلَفَ اللَّحيانِ عند الجَرِيضِ
أصاح ترى برقاً أريك وميضه
كلمع اليدين في حبي مكلل
يضيء سناه، أو مصابيح راهب
أمال السليط بالذبال المفتل
فأضحى يسح الماء حول كنيفه
يكب على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة
ولا أطما الا مشيدا بجندل
كأن بثيرا في عرانين وبله
كبير أناس في بجاد مزمل
كأن ذرا رأس المجيمر غدوة
من السيل والغثاء فلكة مغزل
كأن مكالي الجواء غدية
صبحن سلافا من رحيق مفلفل
كأن السباع فيه غرقى عشية
بأرجائه القصوى أنابيش عنصل
قصيدة وصف البرق والمطر مكتوبة
يوجد العديد من القصائد الشعرية لعبيد بن الأبرص، حيث تناول فيها وصف البرق والمطر. وفيما يلي قصيدة تتحدث عن البرق والمطر :
دان مسسف فوق الارض هيدبه……….كاد يدفعه من قا بالـــــــــــراح
كأن ريقه لما علا شطـــــــا…… اقراب ابلق ينفي الخيـل رماح
فألتج اعلاه ثم ارتج اسف ل……وضاق ذرعا بحمل الماء منصاح
فمن بنجوته كمن بمح………..والمستكن كمن يمـ شي بقرواح
كأنما بين اعلاه واسفله……….ريط منشرة او ضوء مصبـاح
كأن فيه عشارا جـلة شرف………..شعثا لهاميم قد همـت بأرشاح
بحا حناجرها هدلا مشـافرها بحا حناجرها………تسيم اولادها في قرقر ضاحي
هبت جنوب بأولاه ومال …………. اعجاز مزن يسح المـ اء دلاح
شرح قصيدة صفحة البرق
يُعتبر الشاعر عبيد بن الأبرص من أوائل الشعراء الذين تناولوا موضوع البرق والمطر في العديد من قصائدهم. في هذه الفقرة، سنستعرض أبرز معاني قصيدة “صفحة البرق”.
- يا منْ لبرقٍ أبيتُ اللّيلَ أرقبُهُ من عارِضٍ كبياض الصُّبحِ لمّاحِ ، العارض : السحاب المعترض في السماء ، لماح : لماع لشدة بياضه ، المعنى : أبيت أراقب البرق الوامض من سحاب معترض في السماء شديد البياض مثل الصبح.
- كَأنّ رَيِّقَهُ لمّا عَلا شَطِباً أقْرَابُ أبْلَقَ يَنْفي الخَيْلَ رَمّاحِ ، الريق :أول الغيث ،شطبا :اسم جبل في بلاد بني تميم أقراب :ج قرب وهو الخاصرة ،أبلق:فرس فيه سواد وبياض ،ينفي الخيل يطردها ،رماح كثير الرفس، المعنى :يشبه بياض السحاب عند ملامسته الجبل ببياض خاصرتي أبلق يرفس برجليه ، ويدفع برجليه الخيل.
- بُحّاً حَنَاجِرهَا هُدْلاً مَشافِرُهَا تسيم أولادها في قرر ضاحي ، البحة : الخشونة في الصوت ،هدلا : مسترخية ، مشافرها : ج مشفر وهوشفة الحيوان ،تسيم ، ترعى ، قرقر : الأرض المطمئنة اللينة ، الضاحي :الظاهر ، المعنى : يصف تلك النوق بصوتها المبحوح ،و مشافرها المتدلية المسترخية ،وترعى أولادها في أرض مطمئنة لينة خصبة.
- فالْتَجَّ أعْلاهُ ثُمّ ارْتَجّ أسْفَلُهُ وَضَاقَ ذَرْعاً بحمْلِ الماءِ مُنْصَاحِ ، التج : أحدث صوتا ،ارتج : اهتز ،منصاح: فائض ، المعنى :أحدث السحاب الكثيف صوتا في السماء ،واهتزازا حول الأرض ،ثم تفجر لشدة ضيقه بحمل ، الماء ، فانهمر المطر بغزارة ،ففاض وجرى على وجه الأرض.
- دانٍ مُسِفٍّ فوَيقَ الأرْضِ هَيْدبُهُ يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالرّاحِ ، مسف :شديد الاقتراب من الأرض ،الهيدب : السحاب المتدلي على الأرض ، المعنى :الشاعر يصف لنا شدة اقتراب السحاب من الأرض حتى يكاد يدفعه من قام بكفه.
- فمَنْ بنجوتِهِ كمَنْ بمحفلِهِ والمُستكنُّ كمَنْ يمشي بقرواحِ ، بنجوته : بعيد عنه(النجوة ما ارتفع من الأرض) ، بمحفله: أي كان في معظمه(المحفل المستقر من الماء) ،المستكن : الساكن في بيته البعيد عن المطر ،قرواح أرض ظاهرة ، المعنى :لا ينجو من هذا المطر أحد فالبعيد منه كالقريب ، والمختبئ كالظاهر ، فقد عم الماء الجبال والأودية وأدرك الناس في بيوتهم وخارجها.
- هبّتْ جنوبٌ بأعلاهُ ومالَ بهِ أعجازُ مُزنٍ يسُحّ الماءَ دلاّحِ ، جنوب : ريح أتية من جهة الجنوب ،المزن السحاب الممطر ، دلاح : كثير الماء ، المعنى :هبت ريح جنوبية بأوله ، وأماله السحاب الذي أمطر بغزارة.
- كأنّما بينَ أعلاهُ وأسفلِهِ ريطٌ منشّرة ٌ أو ضوءُ مصباحِ ، ريط :جمع ريطة وهي الملاءة ثوب رقيق ، المعنى ترى أسفل السحاب وأعلاه وذلك لشده بياضه ، وكأن بينهما قطعة قماش رقيقة شفافة.
- كأنَّ فيهِ عشاراً جلّة ً شُرُفاً شُعْثاً لَهَامِيمَ قد همّتْ بِإرْشاحِ ، عشارا :نوق مرت عشرة أشهر على حملها ،جلة شرفا :مسنة ،شعثا : كثيرة الوبر والشعر ،اللهاميم : النوق الغزيرة اللبن ،همت بإرشاح : قربت أن يقوى فصيلها على المشي ، المعنى :كأن في السحاب نوقا حاملا غزيرة اللبن مسنة كثيرة الشعر ترعى أولادها وتحن إليها.