محتويات المقال
شعر وصف الجبل لابن خفاجة
غالبًا ما كان يُمزج مع موضوعات تقليدية أخرى مثل الغزل والمدح والخمريات، ليكون بديلاً عن وصف الأطلال والحمير الوحشية ووصف الناقة في مقدمة القصائد. وقد تجلى هذا الامتزاج بين الذات النفسية والطبيعة الأندلسية، حيث بدا وكأن الطبيعة تعكس النفس البشرية، والنفس البشرية تعكس الطبيعة. وفيما يلي بعض أبيات شعر وصف الجبل لابن خفاجة :
وأرعـنَ طـمّاحِ الذؤابةِ ، بَاذخٍ
يَـسدُّ مهبَّ الريحِ من كلّ وجهةٍ
وقـورٍ عـلى ظَهرِ الفلاةِ ، كأنهُ
يـلـوثُ عـليهِ الغيمُ سُودَ عمائمٍ
أصختُ إليهِ وهوَ أخرسُ صَامتٌ
فـما كان إلا أن طوتهم يد الردى
فحتى متى أبقى ويظعن صاحب
وحتى متى أرعى الكواكبَ ساهرًا
يُـطـاولُ أعنانَ السماءِ بغاربِ
ويـزحـمُ لـيلاً شُهبهُ بالمناكب ِ
طـوالَ الـليالي مُفكِرٌ بالعواقبِ
لها منْ وميضِ البرقِ حُمرُ ذوائبِ
فـحـدثني ليلَ السُرَى بالعَجائبِ
وطارت بهم ريحُ النوى والنوائبِ
أودّع مـنـهُ راحـلا غيرَ آيب
فمن طالعٍ أُخرى الليالي وغارب
شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف الطبيعة
- نجد أن ابن الخفاجة يصف النوار في هذه القصيدة كأنه امرأة تعطف على الرجل حيث شبه النوار أن بها من الحنان الذي تعطف على الأرض فقد شخص المرآة بالنوار وشبه الأرض بالرجل في البيت الثاني.
- نجد أن الشاعر قد دمج الطبيعة و جعلها كأنها إنسان وتحديدا امرأة، ويحيطها السعادة من كل جانب كما أنها تشرب الخمر وسط زهور النوار وتظهر وكأنها جارية جميلة ترتدي ثوبا جميلا يلامس الأرض من طوله وعين جميلة سوداء فنجد في البيت الثاني أن شعر ابن خفاجة مبني على مثلث مكون من ثلاثة أشياء هم المرآة والطبيعة والكأس.
- برزت مجموعة من الأفكار في قصيدة وصف الجبل على النحو الآتي: توتر الشاعر وقلقه وسط الحياة ، ظهور الوجوه الميتة في الفيافي المظلمة؛ أيّ الصحراء الواسعة. وصف الجبل الأشم المطل على الصحاري الواسعة. حديث الجبل إلى الشاعر. اختتام الشاعر لكلامه مع الجبل.
وصف الجبال في الشعر الجاهلي
لم يكن الجبل في نظر الشاعر الجاهلي مجرد مظهر طبيعي صامت، بل كان يحمل رمزية وقدسية جعلته محورًا رئيسيًا في بناء أفكار نصوصه. فقد اتخذ الجبل دلالات متعددة، تعكس مشاعر مختلفة أو تمثل تجارب دينية عاشها الشاعر. وفيما يلي، نستعرض وصف الجبال في الشعر الجاهلي :
ألا عِم صباحاً أيها الطَلل البالي
وهَل يعمن من كان في العصر الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
وتحسِبُ سلمى لا تزالُ كعهدنا
بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ.
وصف الجبل عند امرؤ القيس
كانت الحيوانات المفترسة مثل الضباع والثعالب والذئاب تعيش في محيط الجبل، إلى جانب القطط المفترسة والطيور الجارحة التي تحلق فوقه، مثل العقبان السمراء التي تهاجم فرائسها بسرعة. وقد أطلق بعض العرب على الجبل اسم “ثهلان الوحش”، وقد وصفه الشاعر امرؤ القيس في قصائده.
كأنهـا حين فاض الماء واحتفلــت
صقعاء لاح لها بالقفرة الذيـب
فأبصرت شخصه من فوق مرقبة
ودون مـوقعهـا منـه شنـاخيـب
فأقبلــت نحـو في الجــو كاســــرة
يحثها من هوى الريح تصويب
وارعن طماح الذؤابة باذخ
قصيدة “وارعن طماح الذؤابة” التي تم ذكرها سابقًا، سنقوم في ما يلي بشرح معانيها.
- المناسبة : وصف جبل و عاطفة الشاعر : عاطفة صادقة صدرت عن تجربة نفسية عاناها الشاعر . الصور الجمالية : في البيت رقم (1) (2) (3): أنسنة/ أرعن – طماح – باذخ – غارب- المناكب – وقور – مفكر.
- في البيت رقم (4): طباق/ سودَ عمائمٍ × حمرُ ذوائبِ.
- في البيت رقم (5): أنسنة/ أخرس صامتٌ – فحدثني ( الحوار ) في كل الأبيات الخمسة: فقد بلغ الشاعر الذروة في الخيال الواسع.
- أرعن: مرتفع. باذخ: عال. طماح الذؤابة: شديد علو القمة. الغارب: الكاهل. وقور: من الوقار وهو الرزانة.
- الفلاة: الصحراء الواسعة. يلوث: يلف. وميض البرق: إشعاعه. ذوائب : أطراف الشعر من مقدمة الرأس . أصخت: استمعت. السرى: السير ليلاً.