شعر وصف الجواد

إذا كان العربي حريصًا على أن يكون فرسه بهذا النقاء والصفاء، فإنه يضمن أن يكون قد أعد الجواد الأصيل الذي يقف إلى جانبه في الأوقات الصعبة، وعندما يحين وقت اختبار الهمم والعزائم؛ في خضم المعارك وزحف الجيوش ومواجهة الأعداء. وفيما يلي أبرز أبيات شعر وصف الجواد :

شعر وصف الجواد
شعر وصف الجواد

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها … بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً … كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ … كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
عَلَـى الذَّبْـلِ جَيَّـاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ … إِذَا جَـاشَ فِيْـهِ حَمْيُـهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
مسح إذا ما السابحات على الونى … أثرن الغبار بالكديد المركل
يُـزِلُّ الغُـلاَمُ الخِـفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـهِ … َيُلْـوِي بِأَثْـوَابِ العَنِـيْـفِ المُثَـقَّـلِ
دَرِيْــرٍ كَـخُـذْرُوفِ الوَلِـيْـدِ أمَـــرَّهُ … تَـتَـابُـعُ كَـفَّـيْـهِ بِـخَـيْـطٍ مُـوَصَّــلِ
له أيطلا ظبي وساقا نعامة … وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ضَلِيْـعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَـهُ سَــدَّ فَـرْجَـهُ … بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْـسَ بِأَعْـزَلِ
كَأَنَّ عَلَـى المَتْنَيْـنِ مِنْـهُ إِذَا انْتَحَـى … مَـدَاكَ عَـرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْـظَـلِ
كأن دِمَاءَ الهاديات بنَحْرِهِ … عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ
فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَه … عَذَارَى دَوَارٍ في مُلَاء مُذَيَّلِ
فَأَدْبَرْنَ كَالْجِزْعِ المُفَصَّل بينَه … بجِيدِ مُعَمٍّ في العشيرة مُخْوِلِ
فَأَلْحَقَنَا بالهاديات ودُونَهُ … جَوَاحِرُهَا فِي صَرَّةٍ لم تزَيَّلِ
فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ … دِرَاكًا ولمْ يُنْضَحْ بماءٍ فَيُغْسَلِ
وظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ… صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه… متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ
فَبَاتَ عَـلَيْـهِ سَـرْجُهُ ولِجَامُهُ … وَبَاتَ بِعَيْنِي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَلِ.

قصيدة امرؤ القيس في وصف الخيل

تمتع الشاعر بخيال خصب ورؤية ثاقبة في الوصف، وقد تمكن من خلال قصائده من تصوير العديد من مظاهر الصحراء التي تحيط به. وكان وصفه للحصان من أبرز ما تجلى في شعره، حيث قال :

وقد أغتدي و الطير في وكناتها بمنجـردٍ قيــــد الأوابـــد هيكلـــــي
مكـرٍّ، مفـرٍّّ، مقبلٍ ، مدبرٍ معاً كجلمودِ صخرٍ حطّه السيل من علِ
و في وصف الطير الصطادة في بعض الأعشاش :
كأن قلوب الطير رطباً و يابساً لدى وكرها العناب و الخشف البالي
و في وصف الليل حيث قال :
و ليلٍ كموج البحر أرخى سد وله علــيّ بأنواع الهمــوم لِيبتلــــــــــي
و في وصف المفاتن الجسدية عند المرأة قال :
وجيـدٍ كجيــد الرّئم ليس بفاحشٍ إذا هي نصّتْــــه ولا بمعطّــــــــــــلِ الفرس
قد أشهد الغادة الشعواء تحملني جرداء معروفة اللحيين سرحوب
كأن صاحبها ، إذ قام يلجمهــــا فغد على بكرة زوراء منصــوب

شرح قصيدة وقد أغتدي والطير في وُكُناتِها

فيما يلي شرح قصيدة السابقة الذكر وقد أغتدي والطير في وُكُناتِها :

  • وصف الحصان هنا ليس المقصود منه مجرّد الوصف بل وصف لشجاعة و قوّة الفارس وهذا ضمن السياق العامّ للقصيدة لحظة استعادة للقوة و بارقة امل لأن المصائب المتمثّلةبففد الوطن والوالد والزمان الماضي قد انهالت عليه و جعلت من الأمور أشد صعوبة فتذكّر أنه الفارس القوي الذي لا يشقّ له غبار.
  • فوصف قوة الحصان هو وصف لقوّة الفارس سأجاوبك بحسب دراستي فقد أخذناها مفصّلة في كتاب دراسات في الشعر الجاهلي د فاروق اسليم دز عبد الرزّاق الخشروم بالنسبة للإيقاع فهنا يتسارع الإيقاع الشعري كما هو ظاهر في هذه الأبيات .
  • ويكاد يتحوّل البحر الطويل إلى البحر الكامل لشدّة السرعة و التناغم ويتناسب هذا الإيقاع مع وصف ملحميّ للحصان ومن ورائه الفارس أتمنّى ان أكون قدّمت ما فيه الفائدة .

قيل الخيول تلد في اصحاب الخيول

قدم العرب ليخلدوا أشعارهم، ويتغنوا بجمالها ويفتخروا بشجاعتها وبسالتها. وقد وصفوا الجيل بأروع الأوصاف، ولم يتركوا عضواً من أعضائه إلا ووصفوه، حتى أصبح العديد منهم معروفين بلقب “وصفاء الخيل”، مثل امرئ القيس، وأبي دؤاد الإيادي، وطفيل الغنوي، وزيد الخيل.

نسمع لجعفر بن كلاب قوله وهو يساوي حصانه “حذفة” بنفسه إذ يقول:
فمن يك سائلاً عني فإني *** وحذفة كالشجا تحت الوريد
أسويها بنفسـي أو بجزء *** فألحفها ردائي فـي الجليـد
أمرت الراعيين ليؤثراها *** لهـا لـبن الخلية والصعـود

عنترة فيقيها بنفسه، وهي تراثه:
أتقي دونه المنايا بنفسي *** وهــو يغشينا صـدور العوالي
فإذا مت كان ذاك تراثي *** وخصالاً محمودة من خصالـي
وجواد عنترة هو صاحبه وصديقه الذي يقيه بنفسه ويصله على أية حال من سحيل ومبرم:
أقيه بنفسي في الحروب *** وأتقي بهاديه إني للخيل وصول

يقول شاعر بني عامر بن صعصعة:
بنـي عامر إن الخيـول وقايــــة *** لأنفسكـم والموت وقت مؤجـل
أهينــوا لها ما تكرمون وباشروا *** صيانتها والصون للخيل أجمل
متى تكرموها يكرم المرء نفسـه *** وكل امرئ من قومه حيث ينزل

كما يقول الأخطل:
إذا ما الخيل ضيعها أناس *** ربطناها فشاركت العيالا
نهين لها الطعام إذا شتونا *** ونكسوها البراقع والجلالا
الْخَيْر مَا طلعت شمسٌ وَمَا غربت *** مطلبٌ بنواصي الْخَيل معصوب
قد أشهد الْغَارة الشّعواء تحملنِــي ***جرداء معروقة اللّحيين سرحوب

فعن لنا سرب كأن نعاجه شرح

ظهر لنا سرب يشبه نعاجًا عذراء تدور في فضاء واسع، مستوحى من معلقة امرئ القيس.

  • عن لنا : يعني اعترض طريقنا أو ظهر لنا و السرب : هو القطيع من البقر و الحيوانات البرية , وهنا يقصد البقر الوحشي ( المها ) , كان موجودا بكثرة في جزيرة العرب و ذكر في قصائدهم كثيرا
  • كأن نعاجه : نعاجه , هي الإناث من البقر
  • عذارى دوار في ملاء مذيل : العذارى الفتيات قبل الزواج , دوار : كل ما يدور الناس حوله , من أصنام و نحوه من التي كانت منتشرة في جزيرة العرب , , ويقصد بعذارى دوار : الفتياتُ اللاتي تكون عادة في خدمة هذه الأصنام اللتي يدور حولها الناس
  • مُلاء مذيل : الملحفة أو القماشة اللتي تفرش , ولها ذيل , أي أهداب.
  • يقول أنهم انطلقوا للصيد و ظهر في طريقهم سرب من الأبقار الوحشية , وهي تكون بيضاءَ مع خطوط سوداءَ قليلة , فشبه شكلها من بعيد بالفتيات اللاتي كن يخدمن في المعابد قديما و كن يرتدين أثوابا بيضاء تغطي أجسادهن , و مذيل يشير إلى ذيول الأبقار , و يشير أن ملابس الفتيات لها أهداب خلفها , مثل ذيول هذه الأبقار

وصف الخيل في الشعر الجاهلي pdf

تظل الخيول في العصر الجاهلي وفي مختلف العصور رمزًا للهيبة والمكانة، وتحظى بمكانة خاصة في قلوب الناس. فقد ورد ذكر الخيل في أشعار معظم شعراء المعلقات، وذلك بسبب المكانة الرفيعة التي كانت تحتلها في نفوس العرب في تلك الحقبة. وقد تغنى الشعراء بجمالها وقوتها، ومن أبرز الأوصاف التي تناولت الخيل في الشعر الجاهلي يمكن الاطلاع عليها في ملف PDF.