شعر وصف الخيل

تضمن الشعر العربي في العصر الجاهلي الكثير من الحديث عن الفروسية، حيث كانت تمثل الطابع الأساسي للحياة في تلك الفترة وتعتبر سمة بارزة في طبائع العرب. كما أنها تجسد مجموعة من القيم الرفيعة والبطولات الحربية التي ترددها الشعراء الفرسان. في المقال التالي، قمنا بتجميع مجموعة مميزة من شعر وصف الخيل ، ونأمل أن تنال إعجابكم.

شعر وصف الخيل
شعر وصف الخيل

يا سابقي كثرت علوم العرب فيكْ
عٌلوم الملوك من أولٍ ثم تـاليْ
لا نيب بايع و لا نـي بِمهـــديك
وانا اللي اسـتاهـــــل كلّ غَالي
وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك
وانتي بها الدنيا شريدة حلالي
ياما حَلَى خطوى الـقلاعَة تباريك
افرح بها الدنيا الصديق المواليْ
وياما حَلَى زين الندى في مواطيك
في عَثْعَثٍ توّه من الوسم سالي
ويا ما حلى شمشولٍ من البدو يتليْكْ
بقفر به الجازي تربّى الغَزَالي
الخير كــله نـابتٍ في نواصـيـكْ
وادله ليا راعيت زولك قبالي
بِالضيق لـِوجيه المـداريع نثنيك
وعَجله وريّـضه خلاف التوالي
حـقك علّي من الـبّر أبـــّديك .
وَعَلى بدنك الجوخَ أحطّه جلالي
أبيه عن برد المـشاتي يــدفّـيك
وبالقيظ احطك في نعيم الظلالي
يا نافدا اللّي حصلك من مجانيك
جابك عقاب الخيل ذيب العيالي
جابك صبي الجُود من كف راعيك
في ساعة تذهل عقول الرجالي
يا سـابقي نبي نبعـــد مشاحيك
والبعد سلم مكرمين السّباليْ
يم الجنوب وديرِتِهِ نِنتِحي فِيك
لربعٍ من الأوناس قفرٍ وخاليْ

وصف الخيل في الشعر الجاهلي

كان الحصان يُعتبر أغلى ما يمتلكه الرجل في العصر الجاهلي، وكان يُعد من أهم ممتلكاته التي يُحرص على الحفاظ عليها. كان يُبذَل الغالي والنفيس من أجل ضمان صحته وسلامته. ومن أبرز الأدلة على مكانته أنه كان يُفضل على الزوج والولد والنفس. ومن أشهر الأوصاف التي قيلت في الخيل ما ورد في معلقة امرئ القيس، حيث يقول :

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
عَلَـى الذَّبْـلِ جَيَّـاشٍ كـأنَّ اهْتِزَامَـهُ
إِذَا جَـاشَ فِيْـهِ حَمْيُـهُ غَلْـيُ مِرْجَـلِ
مسح إذا ما السابحات على الونى
أثرن الغبار بالكديد المركل
يُـزِلُّ الغُـلاَمُ الخِـفَّ عَـنْ صَهَوَاتِـهِ
يُلْـوِي بِأَثْـوَابِ العَنِـيْـفِ المُثَـقَّـلِ
دَرِيْــرٍ كَـخُـذْرُوفِ الوَلِـيْـدِ أمَـــرَّهُ
تَـتَـابُـعُ كَـفَّـيْـهِ بِـخَـيْـطٍ مُـوَصَّــلِ
له أيطلا ظبي وساقا نعامة
وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ضَلِيْـعٍ إِذَا اسْتَدْبَرْتَـهُ سَــدَّ فَـرْجَـهُ
بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْـسَ بِأَعْـزَلِ
كَأَنَّ عَلَـى المَتْنَيْـنِ مِنْـهُ إِذَا انْتَحَـى
مَـدَاكَ عَـرُوسٍ أَوْ صَلايَـةَ حَنْـظَـلِ
كأن دِمَاءَ الهاديات بنَحْرِهِ
عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيْبٍ مُرَجَّلِ
فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَه
عَذَارَى دَوَارٍ في مُلَاء مُذَيَّلِ
فَأَدْبَرْنَ كَالْجِزْعِ المُفَصَّل بينَه
بجِيدِ مُعَمٍّ في العشيرة مُخْوِلِ
فَأَلْحَقَنَا بالهاديات ودُونَهُ
جَوَاحِرُهَا فِي صَرَّةٍ لم تزَيَّلِ
فَعَادَى عِدَاءً بينَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ
دِرَاكًا ولمْ يُنْضَحْ بماءٍ فَيُغْسَلِ

وصف الخيل عند المتنبي

يوضح المتنبي أن الفرس التي أهداه إياها سيف الدولة هي من نوع الدهماء، حيث تُعتبر الخيل الدهم من أفضل الأنواع في نظر العرب. والدهمة تعني السواد الخالص، بينما الأدهم هو الأكثر سوادًا بين الخيل الدهم. وفيما يلي مثال على شعر المتنبي في وصف الخيل :

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

وصف الخيل عند عنترة

حظيت الخيل باهتمام واسع، حيث تم تناول جميع جوانبها خلال المعارك ودورها فيها. فقد أبدع الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي في وصف أحد خيول الحرب في قصيدة طويلة، حيث قدم وصفاً رائعاً. وبعد أن استعرض مكوناتها المختلفة المحبوبة، قال :

هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي
إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ
نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةً
يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ
يُخبِركِ مَن شَهِدَ الوَقيعَةَ أَنَّني
أَغشى الوَغى وَأَعِفُّ عِندَ المَغنَمِ