شعر وصف الذئب
يعتبر الشعر العربي، خاصة في عصور نهضته وازدهاره، مادة غنية تتطلب تأملاً عميقاً، حيث يكشف لنا الكثير عن حياة الإنسان العربي في بيئته الصحراوية التي عاش فيها. كان العرب يتنقلون بين المناطق بحثاً عن الأمطار ومراعي الكلأ، وقد امتلأت قصائدهم في تلك الفترات بالحديث عن العديد من حيوانات الصحراء، مثل الناقة والحصان والكلب والذئب وغيرها. في المقال التالي، سنستعرض معاً أجمل أبيات شعر وصف الذئب .
وأطلس عسال وما كان صاحبا
دعـَوت بنـاري مـَوهِـنا فأتـاني
فلما دنـا قلت ادن ،دونـك ، إنّني
وإيـاك في زادي لـمشـتـركـان
فـَبـِتّ أقـُدّ الـزاد بـيـني وبـيـنــه
على ضَـوء نـارٍ مـرّة ودخـان
فقـُلـت لـه لـمّـا تكشّـر ضاحكـا
وقائـم سـيـفي من يدي بمكـان
تعـشّ فإن عاهدتني لا تخـونني
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما
أخـَيـّيـْن كـانـا أرضِعـا بـِلـَبـان
ولو غيـْرَنـا نبّهـتَ تلتمس القـِرى
أتـاك بسـهـم أو شـَبـاة سـِـنـان
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وإن هما
تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
وإنـا لـَتـَرعى الـوحـشُ آمنـةً بنا
ويرهبنا – إن نغضبِ- الثقلان
شعر عن وفاء الذئب
قصائد تتحدث عن وفاء الذئب، بالإضافة إلى أمثال شعبية تتعلق بالذئب تُستخدم في مواقف معينة، سنستعرضها معكم في هذه الفقرة.
في مأثم الذئب عيد الثعلب
يستطيع الذئب تغير جلده لا تغيير طبعه.
مهما قدمت للذئب من طعام فانه يظل يحن إلى الغابة
رأيت الناس خداعاً إلى جانب خداع يعيشون مع الذئب ويبكون مع الراعي.
الراعي الذي يفتخر بالذئب لا يحب الخراف
في موت الذئب عافية للغنم
امرؤ بلا مال ذئب بلا أسنان
عندما يقع الذئب في الفخ، تعض جميع الكلاب أليته
عندما ينتزع الراعي عنزاً من بين براثن ذئب ، تعتبره العنز بطلا ، أما الذئاب فتعتبره ديكتاتوراً
الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخرافُ خرافاً
من يتخذ الذئب زوجا ينظر غالبا نحو الغاب.
التسامح مع الذئب يعني ظلامة نحو الخروف.
شعر عن الذئب قصير
الذئب، المعروف بأسماء متعددة مثل ذئب الغياض، الذئب الأشهب، أو ببساطة “الذئب” في العديد من اللغات، يُعتبر أكبر الأعضاء البرية من فصيلة الكلبيات. إليكم بعض الأبيات الشعرية القصيرة عن الذئب :
حدّثني صديقاً لصديقْ
كيف أهوالٌ على رأسك مرّتْ
كيف هذا الواسع الشاسع من منبسط الرمل يضيقْ
هل تصدّق أنه يؤلمني جوع الضواري…
من شِيَم الصحراء ألاَّ يغدر الصعلوك بالصعلوكْ
من يأخذ بعدي تحت جنح الليل زاداً لصغاري
امضِ يا ذئب إلى مسعاكْ
امض يا ذئب سيطويني ويطويكَ إذا حلّ نهارُ الناس غيبْ
وتذكر وجه صعلوكٍ تمنى هذه الليلةَ
لو تحملُ منه امرأةٌ طفلاً
يسميه ذؤيبْ
امضِ يا ذئبُ… امضِ
الذئب في الشعر العربي
الشاعر البحتري، الذي وُلِد في منبج في بلاد الشام عام 206هـ، تنقل بين عشائر قبيلته طي. وقد تتلمذ على يد الشاعر الطائي الآخر، أبو تمام، الذي كان يتميز برقة أسلوبه وجمال خياله. وفي إحدى المواقف، صادف البحتري ذئباً هزيلاً يعاني من الجوع، وكان هو نفسه جائعاً أيضاً. فلم يكن أمامه خيار سوى قتله دفاعاً عن نفسه، ثم قام بشويه وأكل منه ما يكفي لسد جوعه. وفي ذلك يقول:
له ذَنَبٌ مثلُ الرِّشاءِ يجرُّهُ = وَمَتْنٌ كَمَتْنِ القوسِ أَعوجُ مُنْأَدُ
(الرشاء: الحبل، المتن: الظهر، منأد: معوج)
طَوَاه الطَّوى حتى استمرَّ مريرُهُ = فَمَا فيه إلاَّ العظْمُ والروحُ والجِلْدُ
يقضقضُ عُصْلاً في أسرَّتها الردى = كَقَضْقضة المقرورِ أرعَدَهُ البردُ
(يقضقض عصلاً: يصوت بأنياب معوجة، أسرتها: أوساطها، المقرور: البارد)
سُمال وبي من شدة الجوع ما به = ببيداء لم تُعرَف بها عيشةُ رَغْدُ
كلانا بها ذئب يُحدِّثُ نفسَه = بِصَاحبِهِ، والجَدّ يُتْعِسُهُ الجَدُّ
(أي كلانا يطمع في قتل الآخر)
عَوَى ثمَّ أَقْعى فارتَجَزْتُ فَهِجْتُهُ = فَأَقبَلَ مِثْلُ البرقِ يتبعُهُ الرَّعْدُ
فأوجرتُهُ خَرْقاء تحسَبُ ريشَها = على كوكبٍ يَنْقضُّ والليلُ مُسْوَدُّ
(أوجرتُهُ خَرْقاء: طعنته بسنان)
فخرَّ وقد أوردتُهُ مَنْهَلَ الرَّدى = على ظَمَأ، لو أَنّه عَذُبُ الوِرْدُ
وَقُمتُ فجمّعْتُ الحصى فاشتَوَيتُهُ = عليه، وللرَّمضاء من تَحْتِه وَقْدُ
وَنِلْتُ خسيساً منه ثمّ تركْتُهُ = وَأَقْلعتُ عنهُ وهْو مُنْعفِرٌ فَرْدُ