شعر وصف الربيع
الربيع هو تجسيد للحياة المتجددة على الأرض، حيث تنبض النباتات وتزهر الأزهار، ويستعيد الطبيعة ألوانها المفقودة. يُعتبر هذا الفصل الأكثر اعتدالاً في الطقس، حيث تبدأ آثار الأمطار بالظهور، مما يجعل الربيع رمزاً مهماً في حياة الأدباء والشعراء. فعندما يتحدثون عن ذروة الحب، يشيرون إلى ربيع القلب، وعندما يتناولون نهضة الأمم والأوطان، يصفونها أيضاً بالربيع. دعونا نستعرض معاً أبرز ما قاله الشعراء في وصف الربيع من خلال شعر وصف الربيع .
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى
أوائل ورد كن بالأمس نوّما
ومن شجر رد الربيع لباسه
عليه كما نشرت وشيا منمنما
أحل فأبدى للعيون بشاشة
وكان قذى للعين إذ كان محرما
ورق نسيم الريح حتى حسبته
ولد الربيع معطّر الأنوار غرّد الهوى ومجنّح الأشعار
ومضت مواكبه على الدنيا كما تمضي يد الشادي على الأوتار
جذلان أحلى من محاورة المنى وأحبّ من نجوى الخيال السّاري
وألذّ من سحر الصبا وأرقّ من صمت الدموع ورعشة القيثار
هبط الربيع على الحياة كأنّه بعث يعيد طفوله الأعمار
فصبت به الأرض الوقور و غرّدت و تراقصت فتن الجمال العاري
وكأنّه في كلّ واد مرقص مرح اللّحون معربد المزمار
وبكلّ سفح عاشق مترنّم وبكلّ رابية لسان قاري
رقت حواشي الدهر فهي تمرمر
وغدا الثرى في حليه يتكسر
نزلت مقدمة المصيف حميدة
ويد الشتاء جديدة لا تكفر
مطر يذوب الصحو منه وبعده
صحو يكاد من الغضارة يمطر
من كل زاهرة ترقرق بالندى
فكأنها عين عليه تحدر
من فاقع غض النبات كأنه
در يشقق قبل ثم يزعفر
أو ساطع في حمرة فكأن ما
يدنو إليه من الهواء معصفر
شعر عن فصل الربيع للشاعر أحمد شوقي
لم يقتصر دور الشاعر أحمد شوقي على إحياء الشعر العربي الأصيل فحسب، بل ساهم أيضًا في تطويره. فقد كان من رواد المسرح الشعري في الأدب العربي. اليوم، سنتناول قصيدة “الربيع” لأحمد شوقي، التي تُعتبر من أجمل قصائده. والآن، نقدم لكم بعض أبيات هذه القصيدة :
مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ
وَبِأَنوارِهِ — وَطيبِ زَمانِه
رَفَّتِ الأَرضُ في مَواكِبِ …. آذا
رَوَشَبَّ الزَمانُ في مِهرَجانِه
نَزَلَ السَهلَ …. ضاحِكَ البِشرِ يَمشي
فيهِ مَشيَ … الأَميرِ في بُستانِه
عادَ حَلياً بِراحَتَيهِ وَوَشياً…
طولُ أَنهارِهِ وَعَرضُ جِنانِه
لُفَّ في طَيلَسانِهِ طُرَرَ …. الأَر
ضِ فَطابَ … الأَديمُ مِن طَيلَسانِه
ساحِرٌ فِتنَةَ العُيونِ … مُبينٌ
فَصَّلَ الماءَ … في الرُبا بِجُمانِه
عَبقَرِيُّ الخَيالِ زادَ … عَلى الطَي
فِ وَأَربى …. عَلَيهِ في أَلوانِه
صِبغَةُ اللَهِ أَينَ مِنها رَفائي
لُ وَمِنقاشُهُ وَسِحرُ بَنانِه
رَنَّمَ الرَوضُ جَدوَلاً ووَنَسيماً
وَتَلاا طَيرَر أَيكِهِ غُصنُ بانِه
وَوشَدَت في الرُبا الررَياحينُ هَمساً
كَتَغَنّي الطَرووبِ في وُجدانِه
كُلُّ رَووحانَةٍ بِلَحنٍ كَعُرسٍ
أُلِّفَت لِلغِنااءِ شَتّى قِيانِه
نَغَمٌ ففي السَماءِ وَالأَرضِ شَتّى
مِن مَعاني الرَبيعِ أَو أَلحانِهِ
أَينَ نورُ الرَبيعِ مِن زَهرِ الشِع
رِ إِذا ما اِستَوى عَلى أَفنانِه
سَرمَدُ الحُسنِ وَالبَشاشَةِ مَهما
تَلتَمِسهُ تَجِدهُ في إِبّانِه
حَسَنٌ في أَوانِهِ كُلِّ شَيءٍ
وَجَمالُ القَريضِ بَعدَ أَوانِه
مَلَكٌ ظِلُّهُ عَلى رَبوَةِ الخُل
دِ وَكُرسِيُّهُ عَلى خُلجانِه
أأَمَرَ اللَهُ بِالحَقيقَةِ ووَالحِك
مَةِ فَاِلتَفَّتا عَلى صَولَجانِه
لَم تَثُر أُمَّةٌ إِلى الحَقِّ إِإلا
بُهُدى الشِعرِ أَو خُطا شَيطانِه
لَيسَ عَزفُ النُحااسِ أَوقَعَ مِنه
قصيدة وصف الربيع للبحتري
تميز شعر البحتري بمهارة فريدة في التصوير الشعري، مما جعله يتصدر قائمة أبرز شعراء العرب في فن الوصف. وقد تجلى ذلك بوضوح في العديد من قصائده، ومن أبرزها قصيدة “الربيع”.
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً
مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَــــــلَّما
وَقَد نَبَّهَ النَيروزُ في غَلَسِ الدُجى
أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُــــــــوَّما
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّــــــــــــــــهُ
يَبُثُّ حَديثاً كــــــــــانَ أَمسِ مُكَتَّما
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُــــــــهُ عَلَيهِ
كَما نَشَّرتَ وَشياً مُنَمــــــنَما
أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَــــــــــةً
وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ مُحــــرَما
وَرَقَّ نَسيمُ الريحِ حَتّى حَسِبتَـــهُ
يَجيءُ بِأَنفاسِ الأَحِبَّـــــــــــــةِ نُعَّماُ