شعر وصف الرجل الشجاع

تعتبر الرجولة والشجاعة من أجمل الصفات وأروعها، حيث تعكسان القوة والعزة والكرامة. كما تعبران عن مستوى عالٍ من الثقة بالنفس والجرأة. إن الرجولة والشجاعة مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما. لهذا السبب، كُتبت العديد من القصائد والكلمات والأمثال التي تُمجد الشخص الذي يتحلى بهاتين الصفتين. في هذا المقال، سنستعرض أجمل أبيات شعر وصف الرجل الشجاع .

شعر وصف الرجل الشجاع
شعر وصف الرجل الشجاع

قال ابن حيوس:
إن تردْ خبرَ حالِهم عن يقينٍ
فأْتِهم يومَ نائلٍ أو نزالِ
تلقَ بيضَ الوجوهِ سودَ مُثارِ الــ
نقعِ خضرَ الأكنافِ حمرَ النصالِ

إِذَا كَشَـفَ الـزَّمَـانُ لَكَ القِنَـاعَا
وَمَدَّ إِلَيْـكَ صَـرْفُ الدَّهْـرِ بَـاعَا فَـلاَ تَـخْشَـى المَنِيَّــةَ وَالتَقِيْـهَا
وَدَافِـعْ مَا اسْتَطَـعْتَ لَهَـا دِفَـاعَا إذا رأيـت نيـوب الليـث بـارزة
فـلا تظنـن أن اللـيـث يبتـسـم الخيـل والليـل والبيـداء تعرفنـي
والسيف والرمح والقرطاس و القلـم . لا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ
مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزْ ذُو نِيَّةٍ وَبَصِيرَةٍ
وَالصِّدْقُ مَنْجَى كُلِّ فَائِزْ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أُقِيمَ
عَلَيْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزْ مِنْ ضَرْبَةٍ فَوْهَاءَ
يَبْقَى أَثَرُهَا عِنْدَ الْهَزَاهِزْ وَلَقَدْ دَعَوْتُ إِلَى الْبِرَازِ
فَمَا تُجِيبُ إِلَى الْمُبَارِزْ .

وقال مسلم بن الوليد الأنصاري في يزيد بن مزيد:
تلقَى المنيةَ في أمثالِ عدتها
كالسيلِ يقذفُ جلمودًا بجلمودِ
يجودُ بالنفسِ إذ ضنَّ الجوادُ بها
والجودُ بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ

إذا المراجل لبست شماغ وعقال
قل للعذاري يلبسن العمايم
ما عاد يفرق زول حرمة ورجال
دام الفعايل تشبه البعض دايم
المرجلة ماهيب كلمة وتنقال
وتروح ماراحت هبوب النسايم
ولا خشونة صوت أو رفع الأثقال
أو رزة صدور وفعل الزلايم
ولاهي بعد مفتاح موتر وجوال
وإلا ردى لسانن حديثه شتايم
المرجلة شيمة عن القيل والقال
رفيع نفسٍ حرٍ بالجو حايم
المرجلة عقل وزن وزنه جبال

وقال البحتري:
معشرٌ أمسكتْ حلومُهم الأر
ضَ وكادتْ لولاهم أن تميدا
فإذا المحل جاء جاؤوا سيولًا
وإذا النقعُ ثار ثاروا أسودا
وكأنَّ الإلهَ قال لنا في الـ
حربِ كونوا حجارةً أو حديدا

الشجاعة في الشعر الجاهلي

لا شك أن العرب كانوا يعتبرون الشجاعة والفروسية مترابطتين، حيث تمثل هذه الصفات سمات كل فارس عربي. لذلك، سنستكشف أهمية الشجاعة في الشعر الجاهلي.

  • من قصص الفروسية قصة الفرسان : معن بن زائدة ، وعمر بن منيف ، العجلي ، وفى احد القصص التي روية عن عمر بن منيف انه خرج للصيد ذات يوم وكان يتتبع حماراً وحشياً ، وظل يعدو بحصانه حتي حاذ الحمار ، ثم قفز فوق ظهره ، ونحر عنقه بسكين . وأما عن قصص الفروسية عند العرب في السباق ، فقد شجع الخلفاء سباق الخيل واعتنوا بتنظيمه ، خاصتا هشام بن عبد الملك ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وقصد بلغ حب هشام بن عبد الملك بالخيل وسباقه لدرجة اقتنائه لأربعة آلاف فرس .
  • ومن أشهر الفرسان في العصر العباسي والذين كانوا يحظون بمكانه عالية ورفيعة عند الخليفة ؛ أبو الوليد بن فتحون ، والذي ذاع صيته في عهد المستعين ، وكانت تضرب الأمثال بشجاعته ، فهو الفارس المغوار والأسد العنيد ، قربه الخليفة منه وعظم من شأنه ، وأغدق عليه الكثير من الأموال ، وانتشر صيته عند الروم والقصص التي روية عنه كانت تخيفهم ويخشونه .
  • ومن اشهر ميادين السباق عند العرب : ميدان الرصافة في العصر الأموي ، وميدان الحكم في عصر الأندلس ومن اشهر الألعاب التي كانت يمارسها الفرسان في الميادين ، لعبة الكرة والصولجان أو ما تعرف باسم الجوكان وهى تلعب عن طريق تقاذف كرة خفيفة بعصا عقفاء والتي يبلغ طولها أربعة أذرع ، ويقومون بقذف الكرة وهم على ظهر الخيل ، وقد جاءت في رواية عن هارون الرشيد أنه كان من عشاق تلك اللعبة ، وأول من لعب بها وأخبها من الخلفاء.

شعر عن الشجاعة بدوي

الشعر البدوي هو نوع من الشعر النبطي الذي يُكتب باللهجة البدوية المستخدمة في نجد والحجاز، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل العراق وسوريا وفلسطين والأردن. يتناول هذا الشعر موضوعات مثل الانتصارات على الأعداء، والبطولات، والقيم الأخلاقية التي تعكس معاني الرجولة.

طِلابُ العِزِّ مِن شِيَمِ الشُجاعِ
وَسَعيُ المَرءِ تُحرِزُهُ المَساعي
وَدونَ المَجدِ قَلبٌ مُستَطيلٌ
وَباعٌ غَيرُ مَجبوبِ الذِراعِ
أُخَوَّفُ بِالزَماعِ وَلَستُ أَدري
بِأَينَ أَجُزُّ ناصِيَةَ الزَماعِ
وَلَستُ أَضَلُّ في طُرُقِ المَعالي
وَنارُ العِزِّ عالِيَةُ الشُعاعِ
وَيُعجِبُني البِعادُ كَأَنَّ قَلبي
يُحَدِّثُ عَن عَدِيَّ بِنِ الرِقاعِ
لَقيتُ مِنَ المُقامِ عَلى الأَماني
كَما لَقِيَ الطُموحُ مِنَ الصِقاعِ
وَلَو أَنّي مَلَكتُ عِنانَ طَرفي
أَخَذتُ عَلى الوَسيقَةِ بِالكُراعِ
وَكُنتُ إِذا تَلَوَّنَ لي خَليلٌ
تَلَّوَنَ بي لَهُ خِلوُ النِزاعِ
بَخيلٌ بِالسَلامِ إِذا اِلتَقَينا
وَلَكِنّي جَوادٌ بِالوَداعِ
أَيَصرَعُني الزَمانُ وَلَستُ آوي
إِلى جَنبٍ ذَليلٍ لِلصِراعِ
وَأَرضَعُ بِالخِداعِ عَنِ المَعالي
وَكانَ الطِفلُ أَولى بِالرِضاعِ
أَلا لِلَّهِ طينَتُنا بِأَرضٍ
مُشَوَّهَةِ المَعالِمِ وَالبِقاعِ
إِذا مَرَقَ الدُجى مِنّا أَخَذنا
عَليها بِالمَذانِبِ وَالتَلاعِ
وَأَولى بِالضِيافَةِ لَو عَلِمنا
خَصيبُ الرَحلِ مَطروقُ الرِباعِ
إِلى أَمَلِ الحُسَينِ بَسَطتُ ظَنّي
وَرَشَّحتُ المَطالِبَ لِانتِجاعي
إِذا بَخِلَ الغَمامُ عَلى مَحَلٍّ
تَدارَكَ غُلَّةَ الإِبِلِ الزِماعِ
مُجيري إِن تَناكَرَتِ اللَيالي
وَعَوني إِن تَكاثَرَتِ الدَواعي
وَقَد جَعَلَ الزَمانُ يُضيءُ وَجهي
وَيَرفَعُ ناظِري وَيَمُدُّ باعي
رَفَعتُ إِلَيكَ دِعوَةَ مُستَجيرٍ
وَأَنتَ مَدى عَقيرَةِ كُلِّ داعِ
لِيَهنِكَ ما تُجَدِّدُهُ اللَيالي
وَحَسبُكَ مِن فِراقٍ وَاِجتِماعِ
وَما رَدَّ الزَمانُ عَليكَ حِفظًا
مِنَ الأَملاكِ وَالمالِ المُضاعِ
تَمارى الناسُ قَبلَكَ وَهيَ غَصبٌ
أَديوانُ الضِياعِ أَمِ الضَياعِ
وَعادَت في يَدَيكَ مُرَوَّضاتٍ
وَكانَت فَقعَ قَرقَرَةٍ بِقاع
ظَفِرتَ بِما اِشتَهَيتَ وَأَنتَ وانٍ
وَنالَ البَعضُ غَيرَكَ وَهوَ ساعٍ
يُبَشِّرُ وَالقُلوبُ مُفَجَّعاتٌ
كَأَنَّ بَشيرَهُ في الخَلقِ ناعِ
وَما كُلُّ المَواهِبِ بِالأَماني
وَلا كُلُّ الأَحاظي بِالقِراعِ
لِكُلٍّ في بُلوغِ العِزِّ طَبعٌ
وَبَعضُ الناسِ مُختَلِفُ الطِباعِ
بِزَينِ المِلَّةِ اِشتَفَتِ الأَماني
مِنَ المَطلِ المُمانِعِ وَالدِفاعِ
وَأَصبَحَتِ الشِفاهُ مُقَلقَلاتٍ
تُنازِعُ نُطفَةَ الخَيرِ المُذاعِ
فَأَعلَنَ بِشرَهُ في كُلِّ وَجهٍ
وَبَيَّنَ طَولَهُ في كُلِّ باعِ
رَآكَ لِكُلِّ ما يَأتيهِ أَهلًا
وَأَنتَ أَحَقُّ ذَودًا بِالمِراعِ
صَنيعًا لا يَجُرُّ عَلَيكَ مَنًّا
وَحِملُ المَنِّ غَيرُ المُستَطاعِ
أَجارَ أَبو الفَوارِسِ مِنكَ سَيفًا
تَحامَتهُ يَمينُ أَبي شُجاعِ
فِدىً لَكَ مَن يُنازِعُكَ الرَزايا
وَيَقرِضُكَ الأَذى صاعًا بِصاعِ
بَعَضِّ أَنامِلَ الأُسدِ الضَواري
عَليكَ بِغَيظِ أَنيابِ الأَفاعي
رَعاكَ بِلَحظِ طَرفٍ غَيرِ رانٍ
وَعاجَ عَليكَ سَمعًا غَيرَ واعِ
فَكُنتَ السَيفَ أَغمَدَهُ جَبانٌ
فَسُلَّ وَقَد تَصَدَّى لِلمِصاعِ
أَلانَ رِدِ العَلاءَ بِلا رَقيبٍ
وَشَمِّر في الأُمورِ وَلا تُراعِ
وَلا يَغرُركَ قَعقَعَةُ الأَعادي
فَذاكَ الصَخرُ خَرَّ مِنَ اليَفاع
رَجَونا مِنكَ يَومًا مُستَطيلًا
عَلى الأَعداءِ وَضّاحَ القِناعِ
تَغيظُ الحاسِدينَ بِهِ وَتُرضي
قُلوبًا لا تُعَلَّلُ بِالخِداعِ
أَتَقنَعُ أَن تُضامَ وَأَنتَ حامٍ
وَتُهمِلُنا البِقاعُ وَأَنتَ راعِ
وَمافِ الأَرضِ أَحسَنُ مِن يَسارٍ
إِذا اِستَولى عَلى أَمرٍ مُطاعِ
أَلانَ تَراجَعَت تِلكَ الرَعايا
وَجُهِّزَتِ الرَعِيَةُ لِلمَراعي
وَعادَ السِربُ أَمنَعَ مِن قُلوبٍ
تَقَلَّبُ بَينَ أَضلاعِ السِباعِ
وَصارَ الدَهرُ أَمرَحَ مِن طَروبٍ
تُصافِحُ سَمعَهُ نَغَمُ السَماعِ
تُسَمَّحُ عِطفَهُ بَعدَ اِجتِنابٍ
وَتَخطِمُ أَنفَهُ بَعدَ اِمتِناعِ
تُفاخِرُنا رِجالٌ لَيسَ تَدري
بِما عَلِمَ الجَبانُ مِنَ الشُجاعِ
وَلَو خَلَّيتَ عَنّا في رِهانٍ
تَبَيَّنَتِ البِطاءُ مِنَ السِراعِ
وَنَحنُ أَحَقُّ بِالدُنيا وَلَكِن
تَخَيَّرتَ القُطوفَ عَلى الوِساعِ
أَرومُ بِحُسنِ رَأيِكَ كُلَّ أَمرٍ
يُؤَلِّفُ فِرقَةَ الأَمَلِ الشَعاعِ
وَأَطلُبُ مِنكَ ما لا عَيبَ فيهِ
وَأَينَ المَجدُ إِلّا في اِصطِناعي

أبيات شعر عن القوة

يقول محيي الدين بن عربي :

فهو القوي إذا قضى
وهوَ القويُّ إذا منحْ
فالحمدُ لله الذي
بهما على قلبي فتح
إني رأيتُ الحقَّ والـْ
ميزانَ في يدهِ رجحْ
فسألته ما يبتغي
فأجابَ ما يدري فصحْ
قولُ الخلائقِ كلهم
إنّ الكريمَ لهُ المنحْ
ما زلت أعبده له
والمؤمنين ومن صلح
من ليس يعبده كذا
بين الخلائق يفتضح
وإذا فهمت مقالتي
زندُ المشاهدِ ينقدحْ
فترى الذي قد قلته
من نور زندك قد وضح
فاقدح زنادَ وجوده
فالكشفُ فيهِ لمنْ قدَحْ
إني نصحتكمُ وقدْ
أدى الأمانة َ منْ نصحْ.