شعر وصف الشجاعة

يمتاز الشعر العربي بالعديد من القصائد التي تبرز قيمة الرجولة والشجاعة، حيث يعتز العرب بهاتين الصفتين بشكل كبير، ويعتبرونهما من سمات الرجل المثالي الذي يجب أن يكون قائدًا في مجتمعه. ومن أجمل ما قيل في شعر وصف الشجاعة هو ما يلي :

شعر وصف الشجاعة
شعر وصف الشجاعة

وقال أبو الفرج الببغاء:
واليوم من غسق العجاجة ليلةٌ والكر يخرق سجفها الممدودا
وعلى الصفاح من الكفاح وصدقه ردعٌ أحال بياضها توريدا
والطعن يغصب الجياد شياتها والضرب يقدح في التليل وقودا
وعلى النفوس من الحمام طلائعٌ والخوف ينشد صبرها المفقودا
وأجل ما عند الفوارس حثها في طاعة الهرب الجياد القودا
حتى إذا ما فارق الرأي الهوى وغدا اليقين على الظنون شهيدا
لم يغن غير أبي شجاعٍ والعلا عنه تناجي النصر والتأييدا

قال مسلم:
لو أن قوما يخلقون منيةً من بأسم كانوا بني جبريلا
قوم إذا حمي الوطيس لديهم جعلوا الجماجم للسيوف مقيلا

وقال البحتري:
معشر أمسكت حلومهم الأر ض وكادت لولاهم أن تميدا
فإذا الجدب جاء كانوا غيوثا وإذا النقع ثار ثاروا أسودا
وكأن الإله قال لهم في ال حرب كونوا حجارةً أو حديدا

وقال أيضا وروي البحتري:
من كل متسع الأخلاق مبتسم للخطب إن ضاقت الأخلاق والحيل
يسعى به البرق إلا أنه فرسٌ في صورة الموت إلا أنه رجل
يلقى الرماح بصدرٍ منه ليس له ظهرٌ وهادي جوادٍ ما له كفل

وقال آخر:
عقبان روع والسروج وكورها وليوث حربٍ والقنا آجام
وبدور تم والشوائك في الوغى هالاتها والسابري غمام
جادوا بممنوع التلاد وجودوا ضربا تخد به الطلا والهام
وتجاورت أسيافهم وجيادهم فالأرض تمطر والسماء تغام

وقال آخر:
قوم شراب سيوفهم ورماحهم في كل معتركٍ دم الأشراف
رجعت إليهم خيلهم بمعاشرٍ كل لكل جسيم أمرٍ كاف
يتجننون إلى لقاء عدوهم كتحنن الألاف للألاف
ويباشرون ظبا السيوف بأنفسٍ أمضى وأقطع من ظبا الأسياف

أبيات شعر عن الشجاعة المتنبي

المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي. قام المتنبي بمدح سيف الدولة ابن حمدان، الذي كان يحكم حلب، وعندما انتقل إلى مصر، مدح كافور الإخشيدي، لكنه هجاءه لاحقًا بسبب رفض الإخشيدي توليته. ومن أبرز قصائده التي تتحدث عن الشجاعة والقوة هي :

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ
كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها
كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
إذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً
وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ

شعر عن الشجاعة بدوي

الرجولة، عزة النفس، والهيبة هي صفات تتواجد في العديد من الرجال. إذا كنت تجد هذه الصفات في صديقك أو أحد أفراد عائلتك، فأنت تمتلك كنزاً مليئاً بالصدق والإخلاص والشجاعة والمواقف النبيلة. في الفقرة التالية، سنقدم لك بعض الأبيات الشعرية التي تتحدث عن الشجاعة في الشعر البدوي.

أخــتــار ســمـحـات الــــدروب الـنـظـيـفة
الــلـي غـسـلها رايــح الـمـزن بـرشـاش
يـمـشـونـها قــــوم الـنـفـوس الـشـريـفة
الـلـي ضـمـائرهم نـقـية كـمـا الـشـاش
بــيــوتـهـم مـــثـــل الــقــصـور الـمـنـيـفـة
مـاهـي لـطـير الـبـوم غـيران وأعـشاش
وإحــلالــهـم لــلـضـيـف دايـــــم مــريــفـة
لـو رجـلهم يـسرح ويـضوي عـلى ماش
والــرجــل مــنـهـم مــــا يـخـلـي رديــفـة
إن مـات غـيره مـات وإن عاش له عاش
وإن مـــات مـنـهم رجــل عـقـب خـلـيفة
يـطـعـن نــحـور الــقـوم ويـــرد الأدبـــاش
يــعـرف هـــدف روحـــه ويــعـرف ولـيـفـه
مـــا يــعـرف الـخـونـة ولا هــو بـغـشاش
ولـــيـــا رزقــــــه الله بـــعـــذراء عــفـيـفـة
يـحـطـهـا مــــا بــيــن نــونــه والأرمـــاش
مــا هــو عـلى الـخفرات يـستل سـيفه
وان طـــالــعــوه الــريــاجــيـل يــنــحــاش
حــلــو الــنـبـأ ســمــح الـمـحـيا لـضـيـفه
ويــصـيـر لــــه خـــادم مـسـخـر وفـــراش
وإن مــــد مــــا مــــدت يـمـيـنه قـصـيـفه
مـــدت يـمـيـنه تـبـهـر الـخـبـل والـــلاش
ولــيــا هــــرج تــلـقـى عـلـومـه طـريـفـة
مـــا هـــو لـهـفـوات الـمـنـاعير مـنـقـاش
وإن شــبــت الــنـيـران مـــا هـــو بـلـيـفه
فــي سـاعـة الـكربة سـواري ورشـاش
ســــدة بــعـيـد ولاحـــد يـلـحـق غـريـفـة
مــا هــو لـعـرض مـكـرم الـعـرض نـهاش
الـشـوك فــي جـنـبه ســوات الـقـطيفة
إن كـــان مــالـه بــيـت مــامـون وفــراش
مـــا يـرتـكـني فـــوق الـخـبول الـضـعيفة
الــلــي لــيــا حـركـتـهـا قــدرهــا طـــاش
وصـحـيـفـته يـــا طـيـبـها مـــن صـحـيـفة
ولــهــا مــــع الــعـقـال كــاتــب ونــقــاش
حـــــاز الــمــراجـل والــمــراجـل كـلـيـفـه
ألا عـلـى الـلـي كــل مــا رامـهـا هــاش
وإن شـاف لـه فـي جـانب الـقوم خـيفه
تــلــقـاه لـلـخـيـفـة مــهــاجـم وبــطــاش
الــصــدق والــمـعـروف والـطـيـب كـيـفـه
يـغـبش لـهـا مــع طـلعة الـفجر مـغباش
ولـلـحـمل مـــا تـلـقـى جـنـوبـه ضـعـيفة
حــولـه بـــروق تـعـمي الـعـين وافــلاش
يـصـبـر عــلـى جــرحـه ويـمـسح نـزيـفه
طـبـه بـشـبه خـيـر مــن طـب الأحـباش
ولا هـــو كــمـا ســبـع سـنـونـه ضـعـيفة
دايـــــم يـلـحـسـهـا ولــلـعـظـم عــــراش
وإن شـاف لـه فـي غـيبة الناس شيفه
مـــا هـــو بـخـيل لأخـضـر الـعـود فــراش
دنــيــاه لــــن صــــارت ذلــــول عـسـيـفه
طــــوع عـلـيـهـا كـــل عــاصـي ونــفـاش
وإن كـــان قــفـت مـــا عـلـيـها حـسـيفة
مـــا هـــو ورا هــوج الـمـعاصير قـشـاش
وإن جـــاع مـــا وقـــع كــمـا طـيـر جـيـفه
وإن عـري مـا يـلبس سـماليل وخـياش
وإن جـــــا نـــهــار كـــــل قـــــرم يـعـيـفـه
مــا هــو لـيـا ثــارت عـلى الـقوم رمـاش
الــكـذب مــعـروف بــيـن الأجـــواد زيــفـه
والصدق مثل السيف صاطي وحشاش

شعر الشافعي عن الشجاعة

من أشعار الشافعي عن الشجاعة نجد القصيدة التالية :

دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء
ولا تُرِ للأعادي قط ذلاً فإن شماتة الأعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الدواء