شعر وصف الصحراء

تباينت تجارب الشعراء على مر العصور في استلهامهم للصحراء، سواء كمكان أو كرمز عاطفي وذاكرة تعكس تجارب الحياة. وقد تجلت هذه الاختلافات في النظرة إلى الصحراء من خلال شعر وصف الصحراء ، كما ستلاحظون في الأبيات التالية :

شعر وصف الصحراء
شعر وصف الصحراء

ألا من مبلغ فتيانَ فَهّمٍ
بما لاقيتُ عند رحى بطانِ
فإني قد لقيت الغول تهوي
بسهبٍ كالصحيفة صحصحانِ
فقلتُ لها: كلانا نَضْوُ أَينٍ
أخو سَفَرٍ فخَلِّي لي مكاني
فشدّتْ شدّةً نحوي، فأهوى
لها كفي بمصقولٍ يماني
فأضربها بل دَهَشٍ فخرَّتْ
صريعاً لليدين وللجرانِ
فقالت عُدْ، فقلتُ لها رويداً
مكانكِ.. إنني ثبْتُ الجَنَانِ
فلم أنفكَّ متكئاً عليها
لأنظر مُصْبحاً ماذا أتاني
إذا عينين في رأسٍ قبيحٍ
كرأسِ الهرِّ مشقوق اللسان
وشاقا مُخْدَجِ وشَوَاةُ كلب
وثوبٍ من عباءٍ أو شنانِ

مَا عُدْتُ أَسْأَلُ وَالصَّحْرَاءُ قَاحِلَةٌ
أَيْنَ الرَّبِيعُ؟ وأَيْنَ الـمَطْلَعُ النَّضِرُ؟
فَكَيْفَ تَنْمُو عَلَى الصَّحْرَاءِ زنْبَقَةٌ
وَكِيْفَ يَخْفُقُ فِي أَجْفَانِهَا وَطَرُ
وَلَيْسَ فِيهَا سِوَى الرَّمْضَاءِ تَذرَعُهَا
وَمِنْ لَظَاهَا يَكَادُ الصَّخْرُ يَنْصَهِرُ
وَلَيْسَ فِيهَا سِوَى الأَيَّامِ عَاصِفَةً
وَلَيْسَ فِيهَا سِوَى الآمَالِ تَنْكَسِرُ.
أَمْضَيْتُ عُمْرِيَ والصَّحْرَاءُ قَاحِلَةٌ
وَضَاعَ فِيهَا الَّذي يَهْفُو لَه العُمُرُ
لَـمْ يَبْقَ فِي دَفْتَرِي مِنْ نَارِ حِكْمَتِهَا
وَقَدْ تَلَظَّيْتُ.. إِلَّا الدَّرْسُ والعِبَرُ.
وماذا بَعْدُ؟

شعر حب في الصحراء

تُعتبر أجواء الصحراء وطقوسها مصدر إلهام لولادة شعراء عظماء أثروا الثقافات الإنسانية بشكل كبير. لذا، يمكننا أن نفترض أنه في كل مرة نرى فيها صحراء، نجد مجموعة من الناس يكتبون الشعر على رمالها، بينما يضيء القمر عليهم. ومن بين أبيات شعر الحب التي تتحدث عن الصحراء، نجد ما يلي :

في رحلة عبر السنين طويلة
محفوفة بمتاعب ومخاطر
أقدمت لم أحفل بإخفاق وإمـ
لاق ولم أعبأ بظرف قاهر
لي رائد في العيش يحكمني له
في موقف الترحاب لهجة آمر
يملي ارادته علي كأنه
ملك ترعرع في الزمان الغابر
متذوق، متفوق في فنه
متعنت، متحكم بمصائري
لاأستطيع تلكؤًا، لو قال طر
لقفزت كالصاروخ لا كالطائر
أشقى لأرضيه فلا يرضى ومن
لحمي شويت له وشحمة ناظري
أسعى فيلهبني بسوط عذابه
لأجد في طلب الجمال النادر
طفت المدينة باحثًا ومضيت في
الأرياف بين قرى وبين دساكر
حتى خيام البدو ما أغفلتها
فبحثت بين شتاتها المتناثر
فوجدت في قيعانها مالا يرى
العشاق بين عواصم وحواضر
نطق يفيض حلاوة وطلاوة
ودم خفيف فوق سحر الساحر
وطلاقة في العيش لا أحلى ولا
أشهى الى قلب المحب الزائر
ورد بغير رعاية في مهمه
لا كالئ إلا عناية قادر
أزكى شذًا وتألقًا من كل ما
في الروض من ألوان ورد ناضر
أعملت عيني فترة وجرؤت
فامتدت يداي لباطن ولظاهر
نقلت الي أناملي وتحدثت
ما ليس ينقله خيال الشاعر
لغة مصورة ملونة جرت
فيها الحياة سخية لمغامر
كم ذا سكرت بريقهن فلم أفق
من سكرتي إلا لسكر آخر
ولكم جمحت ولم يكن بد من
ألا يغال في تجميش فج نافر
فسألت عفوًا واعتذرت فقلن لي
فيم اعتذرت؟ فما الجموح بضائر
فكأنما رجع الزمان القهقري
وأتى جميل في أهاب معاصر
وكأنما هند وبثنة راحتا
تستمتعان بشاعر من عامر
تستنفران هواه في لعب وفي
قُبل فيغدو كالجحيم الزافرِ
حتى اذا انطلق الهوى شعرا له
في صفحة التاريخ طيب مآثر
ألفيت قارئه ودارس شعره
يختال’ بين لآليء وجواهر
واحتار هند خلدت عمرًا أم
العملاق خلد كنز عصر زاهر
وبثينة’ خلقت جميلا أم جميل
صاغها صوغ الصناع الماهر
ياأيها الحيران في أمر الهوى
هيا أستمع لتجاربي ونوادري
أنا سيد العشاق من قبل الشباب
ومن نعومة أنملي وأظافري
عمر بلا هند تفجر حبه
ما كان غير مزارع أو تاجر
وجميل لولا سحر بثنة أبكم
وكسائر العربان خلف أباعر
الحسن سر الفن خلاق الهوى
لولاه ما خطر الخيال بخاطر
لولاه لاحب ولاشعر ولا
نغم يمت لفكرة بأواصر

شعر عن الرمال الذهبية

بين سطورها المتناغمة وحروفها الرقيقة، تداخلت قوافي مستلهمة من عمق رمالها الذهبية. تحمل هذه الأبيات روحاً عربية وحسانية، حيث اختارت الصحراء بمخيماتها، وإبلها، ونسائها، وكرم أهلها، كمصدر إلهام للشعراء في إبداعاتهم. إليكم أبرز أبيات الشعر التي تتحدث عن الرمال الذهبية :

إنَّه الرملُ
مساحاتٌ من الأفكار و المرأةِ،
فلنذهب مع الإيقاع حتى حتفنا
في البدء كان الشجر العالي نساء
كان ماء صاعداً، كان لغة.
هل تموت الأرض كالإنسان
هل يحملها الطائر شكلاً للفراغ؟
البداياتُ أنا
و النهاياتُ أنا
و الرمل شكل و احتمال.
برتقال يتناسى شهوتي الأولى.
أرى في ما أرى النسيانَ، قد يفترسُ الأزهارَ و الدهشةَ ،
و الرملُ هو الرملُ. أرى عصراً من الرمل يغطينا ،
و يرمينا من الأيام.
ضاعت فكرتي و امرأتي ضاعتْ
و ضاع الرمل في الرملِ..
البداياتُ أنا
و النهاياتُ أنا
و الرمل جسم الشجر الآتي ،
غيومٌ تشبه البلدانَ.
لونٌ واحدٌ للبحر و النومِ.
و للعشاق وجهٌ واحدٌ ،
و سنعتاد على القرآن في تفسير ما يجري،
سنرمي ألفَ نهرٍ في مجاري الماء.
و الماضي هو الماضي ، سيأتي في انتخابات المرايا
سيِّدَ الأيّامِ.
و النخلةُ أمُّ اللغة الفصحى.
أرى، في ما أرى، مملكة الرمل على الرمل
و لن يبتسم القتلى لأعياد الطبولْ
و وداعاً… للمسافات
وداعاً… للمساحات
وداعاً للمغنين الذين استبدلوا((القانون))بالقانون كي
يلتحموا بالرمل…
مرحى للمصابين برؤيايِ، و مرحى للسيولْ.
البداياتُ أنا
و النهاياتُ أنا
أمشي إلى حائط إعدامي كعصفورٍ غبيٍّ،
و أظن السهمَ ضلعي
و دمي أغنيةَ الرمّان. أمشي
و أغيب الآن في عاصفة الرمل،
سيأتي الرمل رملياً
و تأتين إلى الشاعر في الليل، فلا
تجدين الباب و الأزرق،
ضاعت لفظتي و امرأتي ضاعتْ..
سيأتي… سوف يأتي عاشقان
يأخذان الزنبق الهارب من أيامنا
و يقولان أمام النهر:
كم كان قصيراً زمن الرمل
و لا يفترقان
البداياتُ أنا
و النهاياتُ أنا

كلام جميل عن الصحراء المغربية

تعد قضية الصحراء المغربية واحدة من أطول النزاعات الإقليمية في التاريخ الحديث، وذلك بسبب تعقيد العلاقات بين أطراف الصراع ونوعية العداء الذي يواجه حق المغرب التاريخي في صحرائه. وفيما يلي بعض العبارات الجميلة عن الصحراء المغربية :

أطلق سراحي…فأنا صحراء مغربية
بتقاليدي وحظارتي الوطنية
برمالي الذهبية
إسأل أهل المجد
إسأل أهل المعرفة
إسأل أبناء ترابي
فﻻ سؤالك يهمني
وﻻ طغيانك يردعني
فقط…لﻷنني مغربية
سأجاهد وأكافح
سأقاتل وأناظل…في
سبيل وحدتنا الترابية
لا يهمني ما يقال…
إشاعات …إفتراءات
أرادت تكذيبي وقمعي
لن أتنازل…سأبرهن وأتبث
جذوري بمملكتي
فأنا مغربية
عاش إخواني من طنجة لكويرة
عاش ملكي محمد السادس
فأنا صحراء مغربية
نبيل العلالي