محتويات المقال
شعر وصف الطبيعة
ظهر شعر الطبيعة كفن مستقل له خصائصه المميزة خلال العصر الأندلسي. فقد منحت الأندلس طبيعة ساحرة وجميلة، وكانت من أغنى بلاد المسلمين من حيث المناظر والجمال. لذا، بدأ الشعراء في التعبير عن جمال الرياض وما تحتويه من أشجار وأزهار وثمار وأنهار وقصور. ومن أبرز نماذج شعر وصف الطبيعة ما يلي :
إذا رنَّقتْ شمسُ الأصيل ونفَّضتْ
على الأفق الغربي ورساً مُزعزعا
وودَّعت الدنيا لتقضي نحْبها
وشوَّل باقي عمرها فتشعشعا
ولاحظتِ النُّوارَ وهي مريضة
وقد وضعتْ خدّاً إلى الأرض أضرعا
كما لاحظتْ عُوَّاده عينُ مُدنفٍ
توجَّع من أوصابه ما توجَّعا
وظلّتْ عيونُ النَّور تَخْضلُّ بالندى
كما اغرورقتْ عينُ الشَّجيِّ لتَدْمَعا
يُراعينها صُوراً إليها روانياً
ويلْحظنَ ألحاظاً من الشّجو خشَّعا
وبيَّن إغضاءُ الفِراقِ عليهما
كأنَّهما خِلاَّ صفاء تودَعا
وقد ضربتْ في خُضرة الروض صُفرة
من الشمس فاخضرَّ اخضراراً مشعشعا
وأذكى نسيمَ الروضِ ريعانُ ظلِّه
وغنَّى مغنِّي الطير فيه فسجَّعا
أعطني الناي وغنِّ
وانس ما قلتُ وقلتا
إنّما النطقُ هباءٌ
فأفدني ما فعلنا
هل اتخذتَ الغاب مثلي
منزلاً دون القصورْ
فتتبعتَ السواقي
وتسلقتَ الصخورْ
هل تحممتَ بعطرٍ
وتنشقت بنورْ
وشربت الفجر خمرا
في كؤُوس من أثير
هل جلست العصر مثلي
بين جفنات العنبْ
والعناقيد تدلتْ
كثُريّات الذهبْ
يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها
والآنسات إذا لاحت مغانيها
يحسبها أنها في فضل رتبتها
تعد واحدة والبحر ثانيها
ما بال دجلة كالغيرى تنافسها
في الحسن طوراً وأطواراً تباهيها
تنصب فيها وفود الماء معجلة
كالخيل خارجة من حبل مجريها
كأنما الفضة البيضاء سائلة
من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا
مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها
وريق الغيث أحيانا يباكيها
إذا النجوم تراءت في جوانبها
ليلاً حسبت سماء ركبت فيها
وصف الطبيعة الحية في الشعر العربي
يتميز شعر الطبيعة بتداخل الألوان بين المناظر الخلابة التي تقدمها الطبيعة، وجمال اللغة ورقة الألفاظ والمعاني، بالإضافة إلى التعبيرات الدقيقة. يحتوي الشعر العربي على العديد من القصائد التي تتناول موضوع الطبيعة. دعونا نستعرض بعض ما قاله الشعراء عن هذا الموضوع :
نظم أحمد شوقي في الطبيعة قصيدة وسماها (تلك الطبيعة)، ويقول فيها:
تلك الطبيعةُ قف بنا يا ساري حتى أُريك بديعَ صنعِ الباري|
الأرضُ حولك والسماء اهتزَّتا لروائع الآيـــــــات والآثارِ
من كل ناطقة الجلال كأنَّها أمُّ الكتاب على لسان القاري
دلَّت على ملـك المُلوك فلم تدع لأدلة الفُقهاءِ والأحبارِ
مَن شكَّ فيهِ فنظرةٌ في صُنعهِ تمحــــو أثيم الشك والإنكارِ
كشفَ الغطاءُ عن الطرولِ وأشرقت منهُ الطبيعَةُ غيرَ ذات ستارِ
شبَّهتُها بَلقيس فوقَ سريرِها في نضرةٍ ومواكبٍ وجَواري
أو بابنِ داوُدٍ وواســــــعِ مُلكِهِ ومعالـــــمٍ للعـــــزِّ فيهِ كبارِ
هوجُ الرياحِ خَواشعٌ في بابهِ والطَيرُ فيهِ نواكـــــــسُ المنقارِ
قال الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدة له عن الطبيعة:
رَوضٌ إِذا زُرتَهُ كَئيبا نَفَّسَ عَن قَلبِكَ الكُروبا
يُعيدُ قَلبَ الخَلِيِّ مُغراً وَيُنسِيَ العاشِقُ الحَبيبا
إِذا بَكاهُ الغَمامُ شَقَّت مِنَ الأَسى زَهرُهُ الجُيوبا
تَلقى لَدَيهِ الصَفا ضُروباً وَلَستَ تَلقى لَهُ ضَريبا
وَشاهَ قَطرُ النَدى فَأَضحى رِدائُهُ مَعلَــــماً قَشيبا
فَمِن غُصونٍ تَميسُ تيهاً وَمِن زُهورٍ تَضَوَّعُ طيبـا
وَمِن طُيورٍ إِذا تَغَنَّــت عادَ المُعَنّــى بِها طَروبـا
وَنَرجِسٍ كَالرَقيبِ يَرنو وَلَيسَ ما يَقتَضي رَقيـبـا
وَأُقحُـــــوانٍ يُريكَ دُرّاً وَجُلَّنـــارٍ حَكى اللهيبا
وَجَدوَلٍ لا يَزالُ يَجري كَأَنَّــهُ يَقتَــــــفي مُريـبـا
تَسمَعُ طَوراً لَهُ خَريراً وَتارَةً في الـزَرى دَبيــبـا
إِذا تَرامى عَلى جَديبٍ أَمسى بِهِ مَربَعاً خَصيبـا
أو يَتَجنّى عَلى خَصيبٍ أَعــادَهُ قاحِــلاً جَديبـــا
صَحَّ فَلَو جائَهُ عَلـــــــيلٌ لَم يَأتِ مِن بَعدِهِ طَبيــبا
وَكُلُّ مَعنى بِهِ جَميلٌ يُعَلِّمُ الشاعِـــــرَ النَسيبا
أَرضٌ إِذا زارَهـــا غَريبٌ أَصبَحَ عَن أَرضِهِ غَريـــبا
وصف الطبيعة في الشعر الجاهلي
لم يكن الشعر، الذي نتج عن عملية إبداعية قام بها الشعراء في إطار لغوي، سوى تعبير عن وفاء للشاعر من خلال تجسيد هويته الزمانية والمكانية والاجتماعية والثقافية. كما أن كل عصر يترك بصمته الواضحة في الشعر، والتي تتجلى في السمات الجمالية والمضمونية التي تميز شعر كل فترة. وفيما يلي بعض نماذج من شعر وصف الطبيعة في العصر الجاهلي :
قال الأعشى في معلقته في وصف المطر:
يا مَن يَرى عارِضاً قَد بِتُّ أَرقُبُهُ
كَأَنَّما البَرقُ في حافاتِهِ الشُعَلُ
لَهُ رِدافٌ وَجَوزٌ مُفأَمٌ عَمِلٌ
مُنَطَّقٌ بِسِجالِ الماءِ مُتَّصِلُ
لَم يُلهِني اللَهوُ عَنهُ حينَ أَرقُبُهُ
وَلا اللَذاذَةُ مِن كَأسٍ وَلا الكَسَلُ
فَقُلتُ لِلشَربِ في دُرنى وَقَد ثَمِلوا
شيموا وَكَيفَ يَشيمُ الشارِبُ الثَمِلُ
بَرقاً يُضيءُ عَلى أَجزاعِ مَسقِطِهِ
وَبِالخَبِيَّةِ مِنهُ عارِضٌ هَطِلُ
قالوا نِمارٌ فَبَطنُ الخالِ جادَهُما
فَالعَسجَدِيَّةُ فَالأَبلاءُ فَالرِجَلُ
فَالسَفحُ يَجري فَخِنزيرٌ فَبُرقَتُهُ
حَتّى تَدافَعَ مِنهُ الرَبوُ فَالجَبَلُ
حَتّى تَحَمَّلَ مِنهُ الماءَ تَكلِفَةً
رَوضُ القَطا فَكَثيبُ الغَينَةِ السَهِلُ
يَسقي دِياراً لَها قَد أَصبَحَت عُزُباً
زوراً تَجانَفَ عَنها القَودُ وَالرَسَلُ.
قال المرقش الأكبر في وصف الصحراء:
ودَوِّيَّةٍ غَبْراءَ قد طالَ عَهْدُها
تَهالَكُ فيها الوِرْدُ والمَرْءُ ناعِسُ
قَطَعْتُ إلى مَعْرُوفها مُنْكَراتِها
بِعَيْهامَةٍ تَنْسَلُّ واللَّيْلُ دامِسُ
ترَكْتُ بها لَيْلاً طَويلاً ومَنْزِلاً
ومُوقَدَ نارٍ لَم تَرُمْهُ القَوابِسُ
وتَسْمعُ تَزْقاءً منَ البومِ حَولَنا
كما ضُربتْ بعدَ الهُدُوءِ النَّواقِسُ.
شعر الطبيعة في العصر العباسي PDF
تميز الشعر العباسي بوصفه العميق للطبيعة، مما جعله يختلف عن الشعر الذي كان يُلقى في المشرق العربي.
- شعر الطبيعة في العصر العباسي PDF النموذج الاول.
- شعر الطبيعة في العصر العباسي PDF النموذج الثاني.
- شعر الطبيعة في العصر العباسي PDF النموذج الثالث.