شعر وصف الليل
تحدث العديد من الشعراء العرب منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا عن الليل، حيث وصفوه أحيانًا بالطول وأحيانًا أخرى بالقصر. فقد كان الليل طويلاً في أوقات الحزن والهموم، بينما كان قصيرًا في لحظات الفرح والسرور. لمزيد من الاكتشاف حول أجمل شعر وصف الليل ، تابعوا معنا المقال.
ويسألني الليل أين الرفاق
وأين رحيق المنى والسنين
وأين النجوم تناجيك عشقا
وتسكب في راحتيك الحنين
وأين النسيم وقد هام شوقا
بعطر من الهمس لا يستكين
وأين هواك بدرب الحيارى
يتيه اختيالا على العاشقين
فقلت: أتسألني عن زمان
يمزق حبا أبى أن يلين
وساءلت دهري: أين الأماني
فقال: توارت مع الراحلين
ولم يبق شيء سوى أغنيات
وأطياف لحن شجي الرنين
وحدقت في الكأس: أين الرفاق
فقالت: تعبت من السائلين
ففي كل يوم طيور تغني
وزهر يناجي ونجم حزين
ودار تسائلني مقلتاها:
متى سيعود صفاء السنين
وفوق النوافذ أشلاء عطر
ينام حزينا على الياسمين
ثيابك في البيت تبكي عليك
ترى في الثياب يعيش الحنين
وعطرك في كل ركن ودرب
وقد عاش بعدك مثل السجين
ويسألني الشعر: هل صرت كهلا
فقلت: توارى عبير الشباب
فقال بحزن: أريدك حبا
وشوقا يطير بنا للسحاب
أريدك طير على كل روض
أريدك زهرا على كل باب
أريدك خمرا بكأس الزمان
فقد يسكر الدهر فينا العذاب
أريدك لحنا شجي المعاني
ولو عشت تجري وراء السراب
أريدك لليوم دع ما تولى
ودعك من النبش بين التراب
ففي الروض زهر وعطر.. وطير
وفي الأفق تعلو الأغاني العذاب
قضيت حياتك تنعي الشباب
وترثي العهود وتبكي الصحاب
نظرت إلى الشعر: ماذا تريد
فقال: نعيد ليالي الشباب
فقلت: ترى هل تفيد الأماني
إذا ما ارتمت فوق صدر السراب
وساعة صفو سترحل عنا
ونرجع يوما لدار العذاب
وفي كل يوم سنبني قصورا
غداً سوف نتركها للتراب.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحرمل
حتى يصل الى وصف الليل قائلا:
وليل كموج البحر أرخى سدوله
علي بانواع الهموم ليبتلي
فقلت لة لما تمطى بصلبة
وأردف أعجاز اوناء بكل
ألا أيها الليل الا انجل
بصبح وما الاصباح منك بامثل
فيا لك من ليل كان نجومه
بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كان الثريا علقت في مصامها
بامراس كتان الى صم جندل
ما لِهَذا النَجمِ في السَحَرِ
قَد سَها مِن شِدَّةِ السَهَرِ
خِلتُهُ يا قَومُ يُؤنِسُني
إِن جَفاني مُؤنِسُ السَحَرِ
يا لِقَومي إِنَّني رَجُلٌ
أَفنَتِ الأَيّامُ مُصطَبَري
أَسهَرَتني الحادِثاتُ وَقَد
نامَ حَتّى هاتِفُ الشَجَرِ
وَالدُجى يَخطو عَلى مَهَلٍ
خَطوَ ذي عِزٍّ وَذي خَفَرِ
فيهِ شَخصُ اليَأسِ عانَقَني
كَحَبيبٍ آبَ مِن سَفَرِ
وَأَثارَت بي فَوادِحُهُ
كامِناتِ الهَمِّ وَالكَدَرِ
وَكَأَنَّ اللَيلَ أَقسَمَ لا
يَنقَضي أَو يَنقَضي عُمُري
أَيُّها الزِنجِيُّ ما لَكَ لَم
تَخشَ فينا خالِقَ البَشَرِ
لي حَبيبٌ هاجِرٌ وَلَهُ
صورَةٌ مِن أَبدَعِ الصُوَرِ
أَتَلاشى في مَحَبَّتِهِ
كَتَلاشي الظِلِّ في القَمَرِ
وصف الليل والنجوم
يحل الليل ليمنحنا فرصة للاسترخاء بعد عناء النهار، بينما يفضل البعض السهر في ظلامه. وفي الفقرة التالية، سنستعرض بعض الأبيات الشعرية التي تصف جمال الليل والنجوم.
قم لي بربّـك مـن خـدر المسـاء فمـا
لـلـيـل أو لــــي حـكـايـاتـاً نحـاكـيـهـا
لا تزدري الوقـت فـي آفـاق صحبتنـا
كــي لا أرى تلـكـم الأوقــات تبكيـهـا
يا من على حادب الأضـلاع تشهرهـا
تـلـك الـحــراب فتغمـسـهـا وتثنـيـهـا
هب لي يمينك وافعـل مـا تشـاء بهـا
حتـى ولـو كـان مـوتـي قابـعـاً فيـهـا
تلـك الجـروح اذا مـا كنـت صاحبـهـا
من لي سـواك مـن الأحبـاب يدميهـا
يا مـن سكـن مــن الأشـيـاء أجملـهـا
حتّـى أخـذت مــن الأنــوار ماضيـهـا
لا تسرق النوم من عيناي فـي أرقـاً
وأنــت والـنـّوم ضــداً فــي مآقـيـهـا
قم لي بربـّك مـن خـدر المسـاء فمـا
لـلـيـل او لــــي حـكـايـاتـاً نحـاكـيـهـا
النّوم جافاني وأنا ودّي النّوم
وشلون أنام أتعبتني الطواري
يااخوي تكفى وأسرد القول بعلوم
وشّي نهاية قصتي واقتداري
م اغير عيني سايل الدمع بالكوم
على خدودي أصبح اليوم جاري
وشّي حياتي دامني صرت مهزوم
وحدي أعيش الهم والكل ساري
أحاول أسلى وأجعل الحزن مكتوم
أضحك ولحد(ن)للخفا فيه داري
وأنا تجرّع كاس لوعات الهموم
ماغير صبري والليالي القماري
يا اخوي تكفى طالب لعيني النوم
وادع بصلاتك رحمة الله الباري
النّوم جافاني وأنا ودّي النّوم
شعر عن الليل والهدوء بدوي
يميل الشعراء إلى تفضيل الليل على النهار للإشارة إلى زمن وقوع الحدث، رغم أننا لا نعرف إن كان هذا الحدث قد حدث فعلاً في الليل أم أن الشاعر استخدم هذه الرمزية لاستحضار ما يحمله الليل من مشاعر عميقة وقوة. ومن هنا، نجد العديد من الأبيات الشعرية التي تتناول الليل والهدوء بأسلوب بدوي:
يا لَيلةً سَمَّيتُها لَيلَتي لأَنَّها بالنَّاس ما مَرَّتِ
أذكرُها، والمَوتُ في ذِكرها عَلى سَبيلِ البَثِّ والعِبْرَةِ
ليعْلَمَ الغَافلُ ما أمسُهُ؟ ما يَومُهُ؟ ما مُنتَهى العِيشةِ؟
نبَّهَني المَقدورُ في جُنْحِها وكُنتُ بينَ النَّوم واليَقْظةِ
الموتُ عَجلانٌ إلى والدي، والوَضعُ مستَعصٍ على زَوجتِي
هذا فَتىً يُبكَى على مِثلِه، وهَذه في أوَّلِ النَّشأةِ!!
وتِلكَ في مِصْرَ عَلى حالِها، وذاكَ رَهْنُ الموْتِ والغُرْبَةِ
والقَلبُ مَا بَينَهما حَائرٌ، من بَلْدَةٍ أَسْرى إلى بَلدةِ
حتَّى بَدا الصُّبحُ ، فولَّى أبي، وأقبلتْ بعدَ العَناءِ ابنتي!
فقلتُ أَحكامُكَ حِرنا لها يا مُخرجَ الحيِّ مِنَ الميِّتِ!
ليلةٌ مرَّتْ بدهري، لم تَكُن مِن خَيطِ عُمري
إنْ تَكُن مرَّتْ سَريعاً فهي مَا زالتْ بفِكري
لَستُ أدري كَيف مرَّتْ يا حبيبي لَستُ أدري
قدْ نَسيتُ النَّفسَ فيها وجعلتُ الحُبَّ خَمري
كانَ لَيلي مستَنيراً إذ أضَاء اللَّيلُ بَدري
أسعدُ الأوقاتِ عِندي عندَما هدهدتَ صَدري
طارتْ النَّفسُ شجاعاً سابحاً في الخلد يَسري
ليتَها عَادت سَريعا ليلة مرَّت بعمري
في لَيالٍ كتَمَتْ سِرَّ الهَوَى، بالدُّجَى لَولا شُـموسُ الغُـرَرِ
مَالَ نَجمُ الكَأسِ فِيها وَهَوَى، مُستقيمَ السَّيرِ سَعْدَ الأَثَـرِ
وطَـرٌ مَا فيه مِن عَيبٍ سِوَى، أَنَّهُ مَرَّ كَلمْحِ البصَرِ (الوطر: الغاية)
حِينَ لذَّ الأُنسُ شَـيئاً أَو كَما، هَجَمَ الصُّبحُ هُجومَ الحَرَسِ
غَارت الشُهبُ بِنا أو ربَّما، أَثَّرَتْ فِينا عُيونُ النَّرجِسِ
ويتذكر الفارس والشَّاعر أبو فراس الحمداني ليلة من ليالي الأُنس:
يا لَيلةً لَستُ أنسى طِيبها أبداً، كَأنِّ كُلَّ سُرُورٍ حَاضِرٌ فِيهَا
باتَتْ وبِتُّ، وبَاتَ الزَّقُّ ثالِثَنَا حَتَّى الصَّبَاحِ تُسَقيني وأسقِيهَا
(الزَّق: وعاء من جلد للشراب)
كَأنَّ سُودَ عَنَاقِيدٍ بِلِمّتِهَا أهدتْ سلافتها صرفاً إلى فيها!
(السُّلافة: أفضل الخمر وأجوده )
أبتاهُ ماذا قدْ يَخطُّ بَناني والحَبلُ والجَلادُ ينتظراني
هذا الكِتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ مَقرورَةٍ صَخرِيَّةِ الجُدْرانِ
لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها وأحِسُّ أنَّ ظَلامَها أكفاني
سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لَستُ أشكُّ في هَذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني
اللَّيل مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ والذِكرياتُ تَمورُ في وِجداني
ويَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ
شعر عن الليل والقمر
شعر عن الليل والقمر يعد من أكثر المواضيع التي يهتم بها الكثيرون، حيث يُعتبر القمر والليل من أجمل المناظر التي يفضل الناس التأمل فيها. يسعى الكثيرون للتعبير عن مشاعرهم وكلماتهم الجميلة تجاه هذا المشهد الرائع. في السطور التالية، سنستعرض أبرز أبيات الشعر التي تتحدث عن الليل والقمر.
قالت : صـحبـتَ الـلـيـل بـعدي والقـمـرْ
و شدوتَ شـعـراً قد سحرتَ بـه البشــــرْ
فأجبتها : لا ما شـدوتُ و ما انتشـــــرْ
صــوتـي بـغـيـر الآه يا أحـلى بشـــرْ
فـأنا الـمـتـيـّم في هــواكِ حـبـيـبـتي
وغـــدوتِ أنـتِ حبيبتي مـرمـى النـظـرْ
مـا عـــادت الـدنــيـا بــدونـكِ حلوة
مـا عــاد يـحـيـى دون رؤيـاكِ البـصرْ
أخـبـرتُ ذاك البـدر عـنـكِ فــإذْ بــه
قـد غــار منك وأنتِ أنتِ ، فمـا الـقمـرْ !
و الــلـيـل لـمّـا لـفـّـنـي بـظـلامـه
ذكــرتـُـه بســواد شعـرك فـانـحـسـرْ
قــد غـار مـنـك الكون غـيـرة غـبـطـة
فـالــعــيــن عــيـنُ غـزالـة بـرّيـة
تـرمـي السهــــام على العيـون فتنفــطرْ
و الأنــــفُ ســـيــفٌ جـامـحٌ في حدّه
لـلــكـبـريـاء زعــامـةٌ لا تـنـحـقـرْ
و شــفـاهـك الـحـمراء تـبـدو خـاتمـاً
فـإذا ابـتـســمـتِ فـقـد تبـدّت عن دررْ
و الصــوتُ تـغــريـد البـلابـل عـنـدما
تـلـقـى الأحـبّــة ثـم تــعزف بـالوتـرْ
و حــديـثـك الســلسـال يسـلب لـبّ من
يـصـغـي إليـكِ فـإذ به فــيـك انـسـحرْ
و الـــجـيـد مـمـشـوقٌ لظـبـي شـارد
يـعـلــو عـلى سـفـح الـغـرور و ينحدرْ
عــبـقُ الــورود تـسـربـتْ نـفـحـاتـه
في كــل واد فـيـه طــيــفـكِ قد حـضرْ
و الــصّـــدرُ رحـبٌ فيه دفء مـشـاعـر
و الــصّـبـر فـيكِ عـلامــة لا تنـكـسـرْ
و الـقــلـب عـصـفـورٌ بــريءٌ سـاكـنٌ
للحـب يـصـــدح مـنـشـداً بـيـن الشـجرْ
قالت : صـحبـتَ الـلـيـل بـعدي والقـمـرْ
و شدوتَ شـعـراً قد سحرتَ بـه البشــــرْ
فأجبتها : لا ما شـدوتُ و ما انتشـــــرْ
صــوتـي بـغـيـر الآه يا أحـلى بشـــرْ
فـأنا الـمـتـيـّم في هــواكِ حـبـيـبـتي
وغـــدوتِ أنـتِ حبيبتي مـرمـى النـظـرْ
مـا عـــادت الـدنــيـا بــدونـكِ حلوة
مـا عــاد يـحـيـى دون رؤيـاكِ البـصرْ
أخـبـرتُ ذاك البـدر عـنـكِ فــإذْ بــه
قـد غــار منك وأنتِ أنتِ ، فمـا الـقمـرْ !
و الــلـيـل لـمّـا لـفـّـنـي بـظـلامـه
ذكــرتـُـه بســواد شعـرك فـانـحـسـرْ
قــد غـار مـنـك الكون غـيـرة غـبـطـة
فـالــعــيــن عــيـنُ غـزالـة بـرّيـة
تـرمـي السهــــام على العيـون فتنفــطرْ
و الأنــــفُ ســـيــفٌ جـامـحٌ في حدّه
لـلــكـبـريـاء زعــامـةٌ لا تـنـحـقـرْ
و شــفـاهـك الـحـمراء تـبـدو خـاتمـاً
فـإذا ابـتـســمـتِ فـقـد تبـدّت عن دررْ
و الصــوتُ تـغــريـد البـلابـل عـنـدما
تـلـقـى الأحـبّــة ثـم تــعزف بـالوتـرْ
و حــديـثـك الســلسـال يسـلب لـبّ من
يـصـغـي إليـكِ فـإذ به فــيـك انـسـحرْ
و الـــجـيـد مـمـشـوقٌ لظـبـي شـارد
يـعـلــو عـلى سـفـح الـغـرور و ينحدرْ
عــبـقُ الــورود تـسـربـتْ نـفـحـاتـه
في كــل واد فـيـه طــيــفـكِ قد حـضرْ
و الــصّـــدرُ رحـبٌ فيه دفء مـشـاعـر
و الــصّـبـر فـيكِ عـلامــة لا تنـكـسـرْ
و الـقــلـب عـصـفـورٌ بــريءٌ سـاكـنٌ
للحـب يـصـــدح مـنـشـداً بـيـن الشـجر