محتويات المقال

شعر وصف النخل

أبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ، المعروف بلقب أبي نواس. وُلد في بلاس فارس عام 145 هجري، ونشأ في مدينة البصرة بالعراق. درس الشعر العربي في الكوفة، حيث تميز في العديد من العلوم وأخذ الشعر عن الأئمة واللغويين والأدباء. اشتهر أبو نواس باللهو وشرب الخمر، ويُعتبر شعره في الخمريات من أجود ما كتب. ومن أجمل شعر وصف النخل ، تابعونا لاستكشافها.

شعر وصف النخل
شعر وصف النخل

مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ ،
ولا شَجاني لها شَخصٌ ولا طَلَلُ
ولا رُسُومٌ، ولا أبكي لمَنْزِلَة ٍ،
للأهل عَنها، وللجيرانِ مُنْتَقَلُ
ولا قَطَعْتُ على حَرْفٍ مذَكَّرَة ٍ
في مرْفَقَيْها، إذا استَعرَضْتهَا، فَتَلُ
بيْداءَ مقْفِرَة ً يوْماً، فأنْعَتها،
ولا سرَى بي ، فأحكيهِ بها ، جملُ
ولا شَتَوْتُ بها عاماً فأدرَكَني
فيها المَصيفُ ، فلي عن ذاكَ مرْتحَلُ
ولا شَدَدْتُ بها مِنْ خَيمَة ٍ طُنُباً،
جارى بها الضّبُّ والحرْباءُ والوَرَلُ
لا الْحَزْنُ مني برأي العَينِ أعْرِفُهُ،
وليسَ يعرِفُني سَهْلٌ ولا جَبَلُ
لا أنعتُ الرّوضُ إلاّ رأيتُ به
قَصراً مُنيفاً، عليهِ النّخلُ مشتَمِلُ
فهاكَ من صِفتي إن كنتَ مُختَبراً ،
ومُخبراً نَفراً عني ، إذا سألُوا
نخلٌ، إذا جُلِيَتْ إبّانَ زينتِها،
لاحَتْ بأعناقِها أعْذاقُها النُّحُلُ
أسقاطُ عَسجَدِهِ فيها لآلِئها،
منضُودَة ٌ ، بسموطِ الدُّرّ تتّصِلُ
يَفْتَضّها فَطِنٌ عِلْجٌ بها خَبِرٌ ،
فضَّ العذارى ، حُلاها الرَّيطُ والحُللُ
فافتَضّ أوّلَها منها وآخرَها
فأصْبَحَتْ، وبها مِن فَحلِها حَبَلُ
لم تَمْتَنِعْ عِفّة ً منْهُ، ولا وَرَعاً
بلا صَداقٍ ، ولم يُوجَدْ لها عَقَلُ
حتى إذا لَقِحَتْ أرْختْ عَقائِصَها،
فمالَ مُنتَثِراً عُرْجونُها الرجِل
فَبِيْنَما هي والأرْواحُ تَنْفَحُها،
شهرينِ بارحَة ً وَهْناً ، وتَنتَحِلُ
أرْخَتْ عُقوداً مِنَ الياقوتِ تُرْضِعُهُ ،
حتى تَمَكّنَ في أوْصَالِهِ العَسَلُ
يا طيبَ تلكَ عرُوساً في مَجاسِدِها،
لو كانَ يَصْلُحُ منها الشّمُّ والقُبَلُ
خلالَها شَجَرٌ في فيْئِهِ نَقَدٌ،
لا يرْهبُ الذّئْبَ فيها الكبشُ والحملُ
إنْ جئتَ زائرَها غَنّاكَ طائِرُها ،
من بُلْبُلٍ غَرِدٍ ناداكَ مِن غُصُنٍ،
يَبكي لبُلْبُلَة ٍ أوْدَى بها خَبَلُ
هذا فصِفْهُ، وقلْ في وَصْفِهِ سدَداً،
مُدّتْ لواصِفِهِ في عُمرِهِ الطِّوَلُ
ما بينَ رَبْعٍ ولارَسْمٍ ولا طَلَلٍ
أقوى وبَينيَ في حكمِ الْهَوَى عملُ
مالي وعَوْسَجُها بالقاعِ جانيها
أفعَى يُقابِلُها عَن جحْرِهِ وَرَلُ
إنّي امرُؤٌ همّتي ، واللهُ يكلؤني ،
أمْرانِ ما فيهِما شرْبٌ ولا أكلُ
حبّ النديم، وما في النّاسِ من حسنٍ
كفّي إلَيهِ إذا راجعْتُهُ خَضِلُ
لا أمْدَحَنّ ولا أُخْطي خَلائقَهُ
مَنْ عنْده لي إذا ما جئتُهُ نُزُلُ…

شرح البيت الأول من قصيدة وصف النخل

حثّ الشاعر على التجديد في الشعر وترك الأساليب القديمة، وذلك تماشياً مع روح العصر العباسي. فقد حلت الحكمة محل الأطلال، حيث أصبحت تعكس النزعة العقلية السائدة في ذلك الوقت. إليكم شرح البيت الأول والأبيات الأخرى من قصيدة “وصف النخل”.

  • البيت من 1-7 الرفض والاستبعاد عن البدو و البيت من 8-14 دعوة للشعر الجديد من خلال وصف الجوانب الثقافية.
  • البيئتان المختلفتان اللتان وصفهما الشاعر اتسمت البيئة البدوية بالبساطة من الناحية الاجتماعية ، ركزت على المأوى والحيوانات والنباتات أما البيئة الحديثة فقد تميزت بفخامتها وجمالها.
  • وخلاصة القول في تقييم النص إن المجالات التي تناولها الصراع هي الحياة الفكرية والمادية ، حتى أن الشاعر دعا إلى التجديد في الشعر من خلال تجديد الموضوعات ، وهذا جانب إيجابي ، أما السلبي فهو السخرية.
  • من التراث العربي فضلا عن الطابع الهدام ، خاصة وأن الصراع الفكري مدمر حيث تحدث حرب عنصرية بين الفرس العرب والإسلام لم يفرق بين عربي وغير عربي إلا بالتقوى.
  • الأسباب التي خلقت هذا الصراع هي النزعة الشعبوية ، وكذلك العصبية والسعي إلى التجديد في الشعر في العصر العباسي ، سهولة لغة الشاعر تفسر بميله للتجديد.