محتويات المقال
صلاة الاستخارة
الاستخارة تُعرّف في اللغة بأنها طلب الخيرة في الأمور، أما في الاصطلاح فهي تعني طلب التوجيه في اختيار أحد أمرين عند الحاجة، وذلك من خلال توجيه النية نحو ما هو أفضل عند الله -عز وجل- عبر دعاء خاص يُقال في صلاة سنّها النبي الكريم، وتُعرف بصلاة الاستخارة. إن حياة الإنسان مليئة بالقرارات والأحداث التي قد تضعه في حالة من الحيرة، مما يجعله يحتاج إلى اللجوء إلى الله عز وجل، داعيًا إياه أن يهديه إلى الصواب. فعندما يفكر في الزواج، أو شراء سيارة، أو تغيير وظيفته، يلجأ إلى الاستخارة. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره”. وسنستعرض في هذا المقال كيفية أداء صلاة الاستخارة بشكل مفصل.
- الوضوء: حيث ينبغي الوضوء لصلاة الاستخارة كما يتم الوضوء لباقي الصلوات.
- النية: إذ يُشترط النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها.
- صلاة ركعتين: بعد الوضوء والنية، يُشرع المسلم في الصلاة، وتكون عبارة عن ركعتين، ويُستحب قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وقراءة سورة الإخلاص بعد الفاتحة في الركعة الثانية، ثم تُختتم الصلاة بالسلام.
- الدعاء: وبعد السلام من الصلاة يُشرع العبد في الدعاء، ولا بُد من استحضار عظمة الله -عز وجل- وقدرته، والتدبر بالدعاء، ويُفتتح الدعاء بحمد الله -تعالى- والثناء عليه، ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُفصّل قول الصلاة الإبراهيمية بالصيغة التي تيسّر حفظها.
ثم يقول دعاء الاستخارة، وهو الوارد في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي).
- توضيح: في أثناء الدعاء، وعند الوصول إلى: “اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر”، ينبغي تسمية الأمر المراد الاستخارة له، ففي حال الاستخارة للزواج مثلاً يُقال: اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من فلانة بنت فلان، ويكمل الدعاء بقول: خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري..، إلى آخر الدعاء.
- الصلاة على النبي: وبعد الانتهاء من الدعاء تُشرع الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأحد صيغ الصلاة الإبراهيمية كما سبق.
صلاة الاستخارة للزواج
كيفية صلاة الاستخارة للزواج عبر موقع اقرأ صلاة الاستخارة للزواج مثلها مثل أي صلاة لها شروطها وقواعدها وهي كالتالي:
- تتوضأ وضوءك للصلاة.
- النية.. لابد من النية لصلاة الاستخارة قبل الشروع فيها.
- تصلي ركعتين.. والسنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ).
- وفي آخر الصلاة تسلم.
- بعد السلام من الصلاة ترفع يديك متضرعا ً إلى الله ومستحضرا ً عظمته وقدرته ومتدبرا ً بالدعاء.
- في أول الدعاء تحمد وتثني على الله عز وجل بالدعاء.. ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد.«اللّهُمَّ صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيم وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ » أو بأي صيغة تحفظ.
- تم تقرأ دعاء الاستخارة: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ… إلى آخر الدعاء.
- وإذا وصلت عند قول: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( هنا تسمي الشيء المراد له
مثال: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارة كذا أو الزواج من بنت فلان ابن فلان أو غيرها من الأمور)) ثم تكمل الدعاء وتقول: خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.تقولها مرتين.. مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء: وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي… إلى آخر الدعاء. - ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.. كما فعلت بالمرة الأولى الصلاة الإبراهيمية التي تقال بالتشهد.
شروط صلاة الاستخارة
نقدم لكم عبر اقرأ شروط صلاة الاستخارة. يُستحب للمسلم عند الرغبة في الاستخارة أن يؤدي ركعتين كما في باقي الصلوات، حيث يقرأ فيهما سورة الفاتحة وما تيسر من سور أخرى. ثم يتابع الصلاة بركوع وسجود كالمعتاد. بعد الانتهاء من الصلاة، يرفع يديه ويدعو الله أن يختار له ما هو الأفضل. يمكنه أن يحدد حاجته، مثل أن يقول: “اللهم اشرح صدري للزواج من فلانة إن كان خيرًا لي”، أو “اللهم اشرح صدري للسفر إلى بلد كذا إن كان خيرًا لي”.
وإن كان يحفظ الدعاء الذي جاء عن النبي ﷺ يقوله، النبي ﷺ قال علم المستخير الدعاء يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه زواج أو سفر أو معاملة يسمي به- اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، هذا الدعاء المشروع عن النبي ﷺ المحفوظ، إذا كنت تحفظه تقوله، وإلا تدعو بما تيسر، تقول: اللهم اشرح صدري لهذا السفر أو لهذا الزواج إن كان خيرًا، اللهم اشرح صدري لمعاملة فلان أو زيارة فلان إن كنت تشك في فائدتها ومصلحتها وما أشبه ذلك، تسمي حاجتك وتسأل ربك أنه يشرح صدرك لما هو الأصلح والأحسن والأنفع.