قصائد الأصمعي

الأصمعي هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب، وُلِد في مدينة البصرة بالعراق عام 122هـ/740م. نشأ في ظروف صعبة، لكنه انكبّ على طلب العلم بجد واجتهاد في البصرة، وسرعان ما أصبح شيخاً بارزاً في مجال اللغة، متفوقاً على أقرانه في ذلك الوقت. تتلمذ على يديه العديد من العلماء، مثل: أبو الفضل الرياشي، وأبو عبيد، وأبو هاشم السجستاني، وأبو سعيد السكري. موضوع مقالنا هو قصائد الأصمعي ، ويسعدنا أن نقدم لكم أبرز هذه القصائد.

  • يقول الأصمعي :

النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا

ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ

إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها

على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ

  • يقول الأصمعي :
قصائد الأصمعي ٢

قصائد الأصمعي في الغزل

شعر الغزل يعد من أبرز أنواع الشعر التي حظيت باهتمام كبير في العصور القديمة. حيث يعبر الشاعر من خلاله عن جمال محبوبته، ويظهر مشاعره من حب وشوق، مع تسليط الضوء على محاسنها. تعكس هذه الأبيات انفعالات الشاعر وعلاقته بمحبوبته. وفيما يلي نستعرض لكم بعض من روائع قصائد الأصمعي في الغزل :

  • قصيدة صفير البلبل

صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي

قصيدة الأصمعي والاعرابي

قصيدة الأصمعي والاعرابي من أروع القصائد التي تدل على عظيمِ اللغة العربية:

كأنك بَعْرَةٌ فِي اسْت كبشٍ ****** مُدَلاَّتٌ وذاك الكبشُ يمشِي

فغضب الأصمعيُّ وقال للأعرابي؛ أتقول الشعر ؟

فقال الأعرابي: كيف لا أقول الشعر وأنا أمُّه وأبُوه،

قال الأصمعي: ففكرت في أصعب قافية في الشعر، فوجدت أنها الواوُ الساكنةُ، المفتوحُ ما قبلها.

فقال الأصمعي إئتني ببيتٍ آخرُهُ واوٌ ساكنة مفتوح ما قبلَها

فقال الأعرابي : قوم بنجدٍ عَهِدتُهم **** سقاهم الله من النوّ

فقال الأصمعي نَوْ ماذا؟

فقال الأعرابي : نَوْ تلألأ في دُجَى **** ليلة مظلمة حالكةِ لَو ؟

رد الأصمعي: لَوْ ماذا ؟ (يريد أن يعجِّزه).

فقال الأعرابي: لو سار فيها فارسٌ لانثنى **** على بساط الأرض مُنْطَوْ

فقال الأصمعي : مُنْطَوْ ماذا؟

فقال الأعرابي: منطو كشحَ هضمِ الحشا **** كالباز قد انقضُ من الجو

قال الأصمعي : جَوْ ماذا ؟

فقال الأعرابي: جو السما والريحُ تعلوا **** قد شم ريح الأرض فاعلَوْ

قال الأصمعي : فاعلو ماذا ؟

فقال الأعرابي: فاعلَوْ لمّا عِيل من صبره **** فصار نحو القوم ينعَوْ

قال الأصمعي : ينعو ماذا ؟

فقال الأعرابي: ينعو رجالا للثنا **** شرعتا كفيت ما لاقوا ولاقَوْ

فقال الأصمعي: ما لا قو؟

فقال الأعرابي: إن كنت لا تفهم ما قلته **** فأنت عندي رجل بَوْ

قال الأصمعي : ما البو؟

فقال الأعرابي:البَوُّ ِسلخٌ قد كسى جلده **** بألف قرنان تقوم أوْ

رد الأصمعي : أو ماذا يا أعرابي ؟

فقال الأعرابي: أوْ أضربُ الرأس بصوانة **** تقولُ في ضربتِها قَوْ

قال الأصمعي: فخشيت أن أقول له (قَوْ ماذا) فيضربُني بالصوانة؛ أي (الصحن).

قصيدة الأصمعي المشهورة

يُعتبر عبد الملك الأصمعي من أبرز الشعراء واللغويين في العصر العباسي، حيث ترك إرثًا كبيرًا في الأدب العربي. بالإضافة إلى ذلك، قدم إسهامات مهمة في مجالات متعددة. في هذا المقال، سنستعرض أشهر قصائد الأصمعي مكتوبة.

  • يقول الأصمعي :

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ

هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ

الماءُ وَالزَهرُ مَعاً

مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ

وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي

وَسَيِّدِي وَمَولى لِي

فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي

غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي

قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ

مِن لَثمِ وَردِ الخَجَلِ

فَقالَ لا لا لا لا لا

وَقَد غَدا مُهَرولِ

وَالخُوذُ مالَت طَرَباً

مِن فِعلِ هَذا الرَجُلِ

فَوَلوَلَت وَوَلوَلَت

وَلي وَلي يا وَيلَ لِي

فَقُلتُ لا تُوَلوِلي

وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي

قالَت لَهُ حينَ كَذا

اِنهَض وَجد بِالنقَلِ

وَفِتيةٍ سَقَونَنِي

قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي

شَمَمتُها بِأَنَفي

أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ

فِي وَسطِ بُستانٍ حُلِي

بِالزَهرِ وَالسُرورُ لِي

وَالعُودُ دَندَن دَنا لِي

وَالطَبلُ طَبطَب طَبَ لِي

طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب

طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي

وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي

وَالرَقصُ قَد طابَ لِي

شَوى شَوى وَشاهشُ

عَلى حِمارِ أَهزَلِ

يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ

كَمَشيَةِ العَرَنجلِ

وَالناسِ تَرجم جَمَلِي

فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ

وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع

خَلفي وَمِن حُوَيلَلي

لَكِن مَشَيتُ هارِباً

مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي

إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ

مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ

يَأْمُرُلِي بِخَلْعَةٍ

حَمراء كَالدَم دَمَلي

أَجُرُّ فيها ماشِياً

مُبَغدِداً لِلذِيِّلِ

أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي

مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ

نَظِمتُ قِطعاً زُخرِفَت

يَعجزُ عَنها الأَدبُ لِي

أَقولُ فَي مَطلَعِها

صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ