محتويات المقال
قصائد الإمام الحداد
الدكتور عبد الله بن علوي بن محمد الحداد هو فقيه شافعي وعالم في عقيدة أهل السنة والجماعة وفق منهج الأشاعرة. ينتمي إلى مدينة تريم في حضرموت باليمن، حيث اتبع طريق الصوفية. يُلقب بشيخ الإسلام وقطب الدعوة والإرشاد. في المقال التالي، سنستعرض قصائد الإمام الحداد .
يا نسيم الأسحار
احمل تحيتي لأهل الأخدار
ثم عد بالأخبار
عنهم هل هم حافظون للجار
والذمم والأسرار
أم قد تناسوها لطول الأسفار
لابن آدم أطوار
كلهم من تحت حكم الأقدار
واللَه يخلق ما يشاء ويختار
عن قلبي الآن
يا صاحبي في غربة وكربه
من زمان قد خان
ومعشر لا يحفظون صحبه
ما تراهم أعوان
إلا على باطل وترك قربه
ما أولئك أخيار
كلا ولا بالمتقين الأبرار
واللَه يخلق ما يشاء ويختار
يا نديم قل لي
هل ترجع الأيام والليالي
التي صفت لي
وتسعد الأحباب والموالي
باجتماع شملي
من قبل أن تغدو إلى الرمال
واللَبن والأحجار
من تحت لطف اللَه خير غفار
واللَه يخلق ما يشاء ويختار
أنا لست آيس
من رويح العرش واسع الجود
والعدو تاعس
ومنزوي لكن لحد محدود
والرسول حارس
والسادة الأسلاف عهد معهود
يا نزول بشار
هيا بكم قوموا عسى الفلك دار
واللَه يخلق ما يشاء ويختار
خذ يميناً خذ يميناً
عن سبيل الناكبينا
واتق اللَه تعالى
عن مقال الملحدينا
الإله الحق رب ال
عرش رب العالمين
هو رب الأولينا
هو رب الآخرينا
هو ربي هو حسبي
هو خير الرازقينا
هو غفار الخطايا
هو خير الراحمينا
رب وأدخلنا جميعاً
في العباد الصالحينا
ارض عنا واعف عنا
وأجزنا أجمعينا
من عذاب في جهنم
أرصدت للمجرمينا
وعصاة فاسقينا
وعتاة كافرينا
رب وأدخلنا جنانا
أزلفت للمتقينا
إذينا دون ادخلوها
بسلام آمنينا
وعلى آل وصحب
وجميع التابعينا
ما تلا تال قرانا
جاء بالحق مبينا
آداب سلوك المريد للامام الحداد
رسالة آداب سلوك المريد للإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشاد الحبيب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي، رحمه الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمدُ لله الذي يَقِذفُ إذا شاء في قلوب المُريدين لَوْعَة الإرادة، فيُزعِجُهُم إلى سُلوك سَبيل السّعادة، التي هي الإيمانُ والعِبادة، وَمَحْوُ كلّ رَسمٍ وعَادة، وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا مُحمَّدٍ سَيِّد أهلِ السِّيادة، وعلى آله وصحبهِ السَّادة القَادة، أمّا بعدُ:
فَقد قال تعالى وهُو أصدقُ القائلين (مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَة عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُريدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهنَّمَ يَصْلاها مَذمُوماً مَدْحوراً وَمَنْ أرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمنٌ فَأولئكَ كانَ سَعْيُهُم مَشْكوراً) .
والعاجِلة هي الدنيا، فإذا كانَ المُريدُ لها فضلاً عن السّاعي لِطلبها مَصيرُهُ إلى النار مَعَ الَّلوم والصّغار، فما أجدَرَ العاقِلَ بالإعراضِ عنها، والاِحتراسِ مِنها، والآخرةُ هي الجنة. ولا يَكفي في حُصُولِ الفوزِ بها الإرادَة فقط بَل هي معَ الإيمان والعَملِ الصّالح المُشار إليه بِقوله تعالى (وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ) ، والسَّعي المَشكور هو العملُ المَقبول المُستوجِبُ صاحبُه المدحَ والثناء والثّواب العظيم الذي لا ينقَضي ولا يفنى بِفضل الله ورَحمته، والخاسِرُ مِن كلِّ وجهٍ مِن المُريدين للدنيا الذي يتحقَّقُ في حقِّه الوعيدُ المَذكور في الآية هو الذّي يُريد الدنيا إرادةً ينسى في جَنبِها الآخرة فلا يُؤمن بها، أو يُؤمن ولا يعملُ لها. فالأوَّل كافرٌ خالدٌ في النار، والثاني فاسقٌ موسومٌ بِالخَسار.
وقال رسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم “إنّما الأعمالُ بِالنِّياتِ وإنِّما لِكُلِّ اِمرِئٍ ما نَوى فَمَن كانَت هِجرَتُهُ إلى الله ورَسُولِه فَهجرتُه إلى الله ورَسولِه وَمَن كانت هِجرَتُه إلى دُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ يَنكِحُها فَهجرتَه إلى ما هاجَرَ إليه”.
أَخبَر صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا عملَ إلا عن نيّة، وأنَّ الإنسان بحسبِ ما نوى يُثاب ويُجزى إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشر، فمن حسنت نيّتهُ حسن عمله لا محالة، ومن خَبُثت نِيّته خَبُثَ عمله لا محالة، وإن كان في الصورة طيّباً كالذي يعمل الصّالحات تصنّعاً للمخلوقين.
وأخبرَ عليه الصَّلاة والسلام أنّ من عمل لله على وِفقِ المُتابعة لِرسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم كان ثوابُه على الله وكان مُنقلبه إِلى رِضوانِ الله وَجنّته، في جِوارِ الله وخيرته، وأنَّ مَن قَصدَ غير الله وعمل لِغيرِ الله كان ثوابُه وجزاؤُه عند من تصنَّعَ له وراءى له مِمَّن لا يملك له ولا لِنفسه ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً.
وخَصَّ الهِجرةَ عليه الصّلاةُ والسَّلام مِن بينِ سَائِرِ الأَعمال تَنبِيهاً على الكُلِّ بِالبعضِ لأنَّ مِن المعلومِ عند أُولي الأَفهام أنَّ الإِخبارَ ليسَ خاصّاً بالهجرَةِ بل هو عامٌّ في جميعِ شرائِعِ الإِسلام.
ثمّ أًقولُ: اِعلَم أَيُّها المُريدُ الطالِبُ، والمتوجه الرَّاغبُ أنَّك حين سأَلتَني أَن أَبْعثَ إِليكَ بِشيءٍ مِنَ الكلامِ المنسوبِ إليَّ لم يَحضُرني منه ما أَراهُ مُناسباً لما أنتَ بِسبيلهِ. وَقَد رأيْتُ أَنْ أُقَيِّدَ فُصُولاً وَجِيزةً تَشتملُ على شيءٍ مِن آدابِ الإِرادةِ بِعبارةٍ سَلِسةٍ، والله أسألُ أن ينفعني وإيَّاك وسائِر الإِخوانِ بما يُوردُهُ عليَّ مِنْ ذَلِك ويُوصِلُهُ إِليَّ مِمَّا هُنالِك، فهو حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ.
قصيدة الصدور
أبيات قصيدة ليت الصدور وفيما بيننا صدد لـ الستالي :
ليتَ الصدُّور وفيما بيننا صَدَدُ
باقٍ وفيم الْتَمَنّي بعدَ ما بعُدوا
أَحبابُنا نقَضوا عَهْدَ الوفاءِ ولم
يُحدثْ لنا الْنأَيُ فيهم غير ما عَهدوا
عالَ التَّصبرُ ان لا صَبْرَ لي ونَفي
عَني التَجُّلدَ انّي ليسَ لي جَلَدُ
إنّي وجدِّك مذ قالوا الْفراقُ غداً
ارْتاعُ ما ذُكرَت لي في الْكلام غَدُ
ألْوت بمهجَتي الأْظغانُ مُذ رفعَت
تلكَ الهوادِجُ فيها الأنُسَّ الْخُرُدُ
من كلِّ مَجْدولةٍ هزَّ الْشَباب لها
قَداً تَحَيَّزَ في الدذَلُّ والغَيدُ
يَبْسِمْنَ عن شِنباتٍ من عَوارِضها
كأنَّها الأَقحوانُ الغَضذُ والْبَرَدُ
لا تعنفَنَّ علي ذي لوعةٍ دَنفٍ
له ملابسُ من نسج الصِّبا جُدُدُ
صادفُ حَرَّان لو لا أنة سَحَراً
على المُدامة في حانوتها بَرِدُ
إذا الهواءُ قُبيلَ الصُّبحِ رَقّ لهُ
وقد تَرَنَّمَ دَيكُ السُّحْرة الْغَرِدُ
في رَوْضَةٍ نَورُها بالدَّمع مُكتْحَلٌ
من ظَلَّها وثَراها بالنَّدى عَمِدُ
والطيرُ يزقو على الأَغصانِ تُطْربُنا
أصواتُها وإليكَ الماءُ يطَّرِدُ
لا تَسْقني الرَّاحَ تَصْريداً فلي كبدٌ
حرّاءُ إِذ لم يردْها قلبُكَ الصّردُ
وحَيِّني بفتىً حّرٍ يُنادُمني
نِدامَ صدقٍ وظنّي فيكَ لا تَجِدُ
أمّا الْقوافي فقد أصْبَحَت انظمُها
من خاطرٍ بذكاءِ الْفكر يتَّقدُ
لولا الحياءً وظَنّي أنهُ كرمٌ
لاْخلتُ تببهاً فلم يَسَعْني الْبَلَدُ
لتَعطلنَّ المَعالي في حِليض مدحَي
وتُفْتَقَدْن المعالي يوْم افتَقدُ
لو كانَ ما قلتُ من شعرٍ إذا سَمعوا
إنشادَهُ قيل شعر سالفٌ سَجَدوا
يَسْتَعْظِمون لأبياتي وتمنعُهم
من ان يُقرّوا بفَضلي الْغيظُ والحسَدُ
لو لا الملوكُ بنو الملوك نبهان خُيِّل لي
أَنّي بعثتُ بدُنيا ما بها أَحدُ
أَيقَنتُ ان الوَرى طُرّاً بنو عُمرِ
والأرْضَ قاطبةً محتلهم عمَدُ
فكلّها مجلسٌ في صدْرِه قمرٌ
وكلّها غابةٌ في بيتها أَسَدُ
الُ الْعنيك وأبناءُ الملوك لهم
فضلُ الْعُلى والْنَّدى والْعُّز والعددُ
فمنم الْسّيّد الْنّدب الجواد أبو
عبد الإله المُرجَّي عنده الْصَّفَدُ
والأرْوَع الْفاتك الْسّامي بهمته
نَبهانُ ذو الْعَزَ ماتِ الْفاتكُ الْنّجدُ
والماجد الْشيم المرجوّ نائلهُ
أَبو الحسين إذا ركبُ الْنّدى وفدُوا
كالمزن انفع شيء جُل ما وَهبوا
عَفواً وأسرَعُ شيء بذلُ ما وهبوُا
الراكبون الْعتاقَ الجرد أَثقَلها
في الْنَّقع بالوثباتِ الْشِّلُّ والْطَردُ
والهاتكونَ سُنورَ الحَرب تتركهمْ
وفيهم من انابيب الْقنا قِصَدُ
بيضُ الملابس يَغشى لونهم سَهكٌ
يوم الْكريهة ممَّا يصدأ الْزردُ
من كل أروَع في الهجياء تحْملهُ
جرداءٌ لاصكَكْ فيها ولا يَدَدُ
وهكذا من اراد المجدَ يبلُغُه
لا ينعم الْقلبُ حتَّى يألمَ الجَسدُ
واللهِ ما وطَئت عرشَ الْعُلى قَدَمٌ
إلا أذا انبسَطَتْ بالعارفات يَدُ
بقيتُم لْلمَعالي يا بني عُمَرٍ
يهنيكمُ ويَسرّْ المالُ والْوَلَدُ
كم بين مدحيَ اياكم وبرّكمُ
إيايَ قد تلفت من غيظها كبدُ
فدامَ لي ولكمْ مدْحي وبرُّكمُ
واللهُ راقٍ وحظُّ الحاسدُ الْكَمَدُ
تحميل ديوان الإمام الحداد
ديوان الإمام الحداد “الدُّرُّ المنظوم لذوي العقول والفهوم” الذي ألفه الحبيب عبدالله بن علوي الحداد يُعتبر من أبرز الدواوين في قصائد الحب الإلهي والسلوك الروحي. في هذا الديوان، أودع المؤلف أسرار المعرفة الإلهية والمحبة الربانية، بالإضافة إلى القواعد السلوكية. كما جمع فيه حكمًا وأسرارًا ومعارف، وتحفًا وطرائف، وحقائق ودقائق، تهدف جميعها إلى رفع النفس البشرية إلى مراتب المحبة الإلهية.
- لتحميل الكتاب : ديوان الإمام الحداد اضغط هنا.